....وقد أعلن حضرته (غلام القادياني)أن الله تعالى أبلغه أنه الإمام المهدي الذي وعد بقدومه في آخر الزمان، فكان هذا القول مقبولاً عموماً من المسلمين ولم يلقَ معارضة شديدة، وهذا بسبب ثقتهم به ومعرفتهم بتاريخه وسيرة حياته الطاهرة المطهرة. ولكن ما إنْ أعلن أن الله تعالى قد أخبره بأن عيسى ابن مريم عليه السلام قد مات وأنه هو مثيل ابن مريم، حتى تألب عليه المشايخ المعارضون ووقف كثير منهم في صفٍ واحدٍ مع المسيحيين والهندوس في معاداته، وأصدروا الفتاوى بتكفيره. فرد على هذه الشبهات في كتبه وبيّن دعواه بشكل واضح وجلي.....
دعواه
يقول حضرته عليه السلام في تبيان دعواه ما نصه:
"قد بينتُ مرارًا وأظهرتُ للناس إظهارًا أني أنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، وكذلك أُمرتُ، وما كان لي أن أعصيَ أمرَ ربي وأُلْحَقَ بالمجرمين. فلا تعجَلوا علي، وتدبَّروا أمري حق التدبر إن كنتم متقين. وعسى أن تكذِّبوا امرأً وهو من عند الله، وعسى أن تفسِّقوا رجلا وهو من الصالحين."
(إعجاز المسيح، الخزائن الروحانية مجلد 18 ص 7-9)
وقال حضرته عليه السلام في هذا السياق أيضاً ما نصه:
"إني امرؤ ربَّانيَ الله برحمة من عنده، وأنعم عليَّ بإنعام تام، وما أَلَـتَـني من شيء، وجعلني من المكلَّمين الملهَمين. وعلّمني من لدنه علمًا، وهداني مَسالكَ مرضاته وسِكَكَ تُقاته، وكشف عليَّ أسراره العليا. فطَورًا أيّدني بالمكالمات التي لا غبارَ عليها ولا شبهةَ فيها ولا خفاء، وتارةً نوّرني بنور الكشوف التي تُشبه الضحى. ومِن أعظم المِنن أنه جعلني لهذا العصر ولهذا الزمان إمامًا وخليفةً، وبعثني على رأس هذه المائة مجدِّدًا، لأُخرج الناسَ إلى النور من الدّجَى...
ومن آياته المباركة أنه إذا وجد فساد المتنصرين، ورآهم أنهم يصدّون عن الدين صدودًا، ورأى أنهم يؤذون رسول الله ويحتقرونه، ويُطرون ابنَ مريم إطراءً كبيرًا.. فاشتد غضبُه غيرةً من عنده، ونادانى وقال: إني جاعلك عيسى ابنَ مريم، وكان الله على كل شيءٍ مقتدِرًا. فأنا غيرة الله التي فارت في وقتها، لكي يعلَمَ الذين غَلَوْا في عيسى أنّ عيسى ما تفرَّدَ كتفرُّدِ الله، وأن الله قادر على أن يجعل عيسى واحدًا من أمة نبيه، وكان هذا وعدًا مفعولا."
(مِرآةُ كمالاتِ الإسلام، الخزائن الروحانية مجلد 5 ص 422-426)
وقال عليه السلام ما نصه:
"اِسمعوا يا سادة، هداكم الله إلى طرق السعادة، إني أنا المستفتي وأنا المدعي. وما أتكلم بحجاب، بل إني على بصيرة من رب وهاب. بعثني الله على رأس المائة... لأجدّد الدين وأنوّر وجهَ الملة، وأكسِّر الصليب وأُطفئ نارَ النصرانية، وأقيمَ سنةَ خير البرية، ولأصلحَ ما فسد وأروِّجَ ما كسد. وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود. منَّ الله عليَّ بالوحي والإلهام، وكلّمني كما كلّم برسله الكرام، وشهد على صدقي بآيات تشاهدونها، وأرى وجهي بأنوار تعرفونها.
أما موقفهم من الجهاد :
القلم والدعاء
ويقول عليه السلام ما نصُّه:
"كيف الجهاد ولا يُمنَع أحدٌ من الصوم والصلاة، ولا الحج والزكاة، ولا من العفّة والتقاة، وما سَلّ كافرٌ سيفًا على المسلمين ليرتدّوا أو يجعلهم عِضِينَ؟ فمِن العدل أن يُسَلُّ الحسام بالحسام، والأقلام بالأقلام." (إعجاز المسيح، الخزائن الروحانية ج 18 ص 156- 157)
.
ويقول عليه السلام ما تعريبه:
"يجب أن تكون حربنا كحربهم. علينا أن نخرج إلى الساحة لمواجهتهم متسلحين بمثل أسلحتهم التي خرجوا بها، وذلك السلاح هو القلم. ولذلك فقد خلع الله تعالى عليّ أنا العبد الضعيف لقبَ "سلطان القلم"، وسمّى قلمي بـ "ذوالفقار علي". والسرُّ في ذلك هو أن الزمن الراهن ليس زمن الحرب والقتال، وإنما هو زمن القلم". (الملفوظات ج 1 ص 232)
ثم يقول عليه السلام ما نصه:
"اعلموا أرشدكم الله أن الأمر قد خرج من أن يتهيأ القوم للجهاد.... فإنا نرى المسلمين أضعفَ الأقوامِ، في ملكنا هذا والعرب والروم والشام، ما بقيت فيهم قوة الحرب، ولا عِلْمُ الطعن والضرب. وأما الكفار فقد استبصروا في فنون القتال، وأعدّوا للمسلمين كل عدَّة للاستئصال، ونرى أن العِدا من كل حدب ينسِلون، وما يلتقي جمعانِ إلا وهم يغلِبون. فظهر مما ظهر أن الوقت وقت الدعاء، والتضرعِ في حضرة الكبرياء، لا وقت الملاحم وقتل الأعداء. ومن لا يعرف الوقتَ فيُلقي نفسه إلى التهلكة، ولا يرى إلا أنواع النكبة والذلة...
[SIZE=6]
أيها الأحبة، تخلَّوا عن فكرة الجهاد العدواني الآن، فإن الحرب والقتال ممنوع بتاتًا من أجل نشر الدين. لقد جاء المسيح الذي هو إمام الدين، وقد انتهت الآن الحروب من أجل نشر الدين.
لقد قال سيد الكونَين محمد المصطفى (صلى الله عليه وسلم) إن عيسى المسيح الموعود سيضع الحروب. فالذي يخرج للقتال بعد الاطلاع على هذا الأمر النبوي سوف يلقى هزيمة نكراء على يد الكفار. (تحفة غولروية، الخزائن الروحانية ج 17 ص 77-78)
http://islamahmadiyya.net/show_page.asp?co...2&article_id=48
:nocomment: