{myadvertisements[zone_1]}
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #31
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
1- وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. (لأعراف:180)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

هذا تكذبه آخر آية في سورة التوبة ويكذبه الواقع الذي يشهد أن أهل الكتاب شكلوا اسم الرب الإله الخاص بهم من 4 حروف مجهولة المصدر وهذا إلحاد في أسماء الله عز وجل ومع ذلك تركهم الإسلام أحرارًا. يقول الطبري:
"ولا معنى لما قال ابن زيد في ذلك من أنه منسوخ، لأن قوله:(وذروا الذين يلحدون في أسمائه)، ليس بأمر من الله لنبيّه صلى الله عليه وسلم بترك المشركين أن يقولوا ذلك، حتى يأذن له في قِتالهم، وإنما هو تهديدٌ من الله للملحدين في أسمائه، ووعيدٌ منه لهم، كما قال في موضع آخر:( ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )، [سورة الحجر: 3] الآية، وكقوله:( لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )، [سورة العنكبوت: 66] وهو كلام خرج مخرج الأمر بمعنى الوعيد والتهديد، ومعناه: أنْ مَهِّل الذين يلحدون، يا محمد، في أسماء الله إلى أجل هم بالغوه، (1) فسوف يجزون، إذا جاءهم أجل الله الذي أجلهم إليه، (2) جزاءَ أعمالهم التي كانوا يعملونها قبل ذلك من الكفر بالله، والإلحاد في أسمائه، وتكذيب رسوله."

2- خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ. (لأعراف:199)
قالوا أن ناسختيها:
أ- وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ. (البقرة:191)
ب- فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

يقول الطبري:
"فإن قال قائل: أفمنسوخ ذلك؟
قيل: لا دلالة عندنا على أنه منسوخ، إذ كان جائزًا أن يكون وإن كان الله أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم في تعريفه عشرةَ من لم يُؤْمَر بقتاله من المشركين = مرادًا به تأديبُ نبيّ الله والمسلمين جميعًا في عشرة الناس، وأمرهم بأخذ عفو أخلاقهم، فيكون وإن كان من أجلهم نزل تعليمًا من الله خلقه صفةَ عشرة بعضهم بعضًا، [إذا] لم يجب استعمال الغلظة والشدة في بعضهم، فإذا وجب استعمال ذلك فيهم، استعمل الواجب، فيكون قوله:(خذ العفو)، أمرًا بأخذه ما لم يجب غيرُ العفو، فإذا وجب غيره أخذ الواجب وغير الواجب إذا أمكن ذلك. فلا يحكم على الآية بأنها منسوخة، لما قد بينا ذلك في نظائره في غير موضع من كتبنا."

لذا يبطل القول بالنسخ هنا إذ أن الأصل هو ثبات الحكم لا نسخه. يقول الإمام الرازي:

"لا شك في أن مدار الشريعة على أن الأصل عدم النسخ، لأنه لو كان احتمال سريان النسخ معادلًا لاحتمال بقاء الحكم على ما كان فحينئذٍ لا يمكن التمسك بشيئ من النصوص في إثبات شيئٍ من الأحكام لاحتمال أن يقال: إنه كان ثابتًا إلا أنه زال. وقد اتفق الكل على أن الأصل عدم النسخ وأن القائل به والذاهب إليه هو المحتاج إلى دليل." (التفسير الكبير. ج13. ص 183)

3- وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ. (لأعراف:205)
قالوا:
يَأْمُر تَعَالَى بِذِكْرِهِ أَوَّل النَّهَار وَآخِره كَثِيرًا كَمَا أَمَرَ بِعِبَادَتِهِ فِي هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ فِي قَوْله "فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك قَبْل طُلُوع الشَّمْس وَقَبْل الْغُرُوب " وَقَدْ كَانَ هَذَا قَبْل أَنْ تُفْرَض الصَّلَوَات الْخَمْس لَيْلَة الْإِسْرَاء وَهَذِهِ الْآيَة مَكِّيَّة

وهذا فهم مريض من دعاة الناسخ والمنسوخ الذين استحلوا الخوض في كتاب الله وآياته كما يحلو لهم. ولو أنهم تأملوا عبارة "فِي نَفْسِكَ" لعلموا أنه ذكر العبد لله ربه وهو غير الصلاة وهو ما يبينه قول الله تعالى:
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} (152) سورة البقرة
وتبينه السنة الصحيحة:
6856 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. (البخاري)

يتبع (سورة الأنفال 8 آيات في زعمهم)
09-30-2006, 11:55 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #32
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
1- يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. (لأنفال:1)
قالوا أن ناسختها:
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. (لأنفال:41)

فسر القائلون بالنسخ الأنفالَ بانها الغنائم. ويكون معنى الآية المنسوخة عندهم أن الغنائم يحكم فيها النبي صلى الله عليه وسلم بما يشاء. ويكون عندهم معنى الآية الناسخة أن خمس الغنيمة فقط يقسمه الرسول على خمسة أسهم وباقي الغنيمة للمقاتلين. ومن هنا نشأ التعارض بين الآيتين، فقالوا بالنسخ.

وللمتأمل فالآية محكمة إذ المقصود منها أن أمر الغنائم متروك حكمه لله عز وجل يحكم فيه ورسولُه. وقد حكم الله بالفعل بالخمس وتقسيمه وفق ما شرعه الله عز وجل. فقوله "قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ" أي حكمها إلى الله ورسوله. وهذا دليل على أن القائلين بالنسخ عامة إنما يتبعون اهواءهم بغير هدى من الله وهو دليل على بطلان بضاعتهم التي تحل لك التجرا على كتاب الله والقول بالنسخ بمجرد أن ترى تناقضًا مزعومًا في كتاب الله.

2- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ . (لأنفال:15)

الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ. (لأنفال:66)
وَيُرْوَى عَنْ اِبْن عَبَّاس وَسَائِر الْعُلَمَاء أَنَّ الْآيَة بَاقِيَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. (تفسير القرطبي)

الغالبية العظمى من الآيات التي قال فيها من افترى على الله كذبًا بالنسخ مختلف فيها. وهذا دليل على تخبطهم. وكيف يهدي الله قومًا وضعوا أنفسهم مكان الله فقالوا بمحو حكم آيات في كتاب الله بغير سلطان اتاهم. في الآية الأولى ينهانا الله عن الفرار عند مواجهة الأعداء. والمعنى أننا لو أخذنا بآية الضعف فقد حزبنا أمرنا وقررنا ملاقاة العدو وأصبح الجيشان على وشك دخول الحرب. فكيف بعد أن نحزب امرنا وندرس إمكاناتنا في ظل ضعفنا نتراجع ونفر؟!

3- وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ. (لأنفال:16)
قالوا أن ناسختها:
الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ. (لأنفال:66)

عندما يدرس القادة العسكريون الموقف العسكري لجيشهم ويروا أنه لا طاقة لهم بملاقاة العدو فإنهم يتخذون القرار بعدم المواجهة واللجوء إلى حرب العصابات. وقد حدث الكف عن المواجهة مع قريش ضد جيش أبرهة لأنهم عرفوا النتيجة لو خاضوا حربًا خاسرة مثل هذه. ولكن إن اتخذ القادة العسكريون واهل المسئولية القرار بخوض الحرب فمعناه أنهم قادرون على رد العدوان ومن هنا يحرم تمامًا فرار أي جندي من أرض المعركة وإلا اعتبر خائنًا إلا إذا كان هذا الفرار كمينًا للإيقاع بجنود العدو او انسحاب تكتيكي بأوامر قادة الجيش.
4- وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. (لأنفال:33)
قالوا أن ناسختها:
وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ. (لأنفال:34)

تدل الآية الأولى على أن الله لن يهلك هؤلاء بعذاب ما دام النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم كرامة له عليه الصلاة والسلام.:
وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)
فالعذاب هنا كما هو واضح أن يهلكهم الله كما فعل مع أمم من قبل كقوم نوح مثلًا. لكن هذا لا يمنع من نزول عذاب غير مهلك لأرواحهم في الدنيا قبل نزول العذاب الأليم بهم في الآخرة:
{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (21) سورة السجدة
فيصبح المعنى أن الله لن يستجيب لتهورهم وحمقهم ويهلكهم بعذاب سماوي مباشر تكريمًا لرسوله وكذلك لأنهم يستغفرون ويجري لفظ الجلالة على ألسنتهم. إلا ان هذا لا يعني نفي نزول عذاب غير مباشر على آثامهم الكثيرة.

5- وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. (لأنفال:61)

فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

سياق الآية:
وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) (الأنفال)

تتحدث الآيات عن أي قوم يخشى المسلمون منهم وقوع الغدر. ويأمرنا الله تعالى أن نكون أقوياء عسكريًّا حتى نجبر العدو على احترامنا وعدم الاعتداء علينا. ولكن إن وجدنا منهم ميلًا للسلام فعلينا أن نجنح أيضًا معهم للسلام ونبرم معهم المعاهدات والمواثيق الدولية. فالآيات تتحدث عن ظروف عامة تقع لدولة المسلمين في أي مكان وأي زمان بعكس آية سورة التوبة التي تبت فيما وقع بين المسلمين ومشركي قريش بعد أن نقضوا العهد.

يتبع بعون الله ونصره
09-30-2006, 01:10 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #33
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
6- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ. (الأنفال 65)
قالوا أن ناسختها:
الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ. (الأنفال 66)

هاتان الآيتان يجمع القائلون بالناسخ والمنسوخ على وقوع النسخ فيهما. والذي عارض هذا هو الإمام أبو مسلم الأصفهاني. يقول الإمام الرازي في تفسيره:
"أنكر أبو مسلم الأصفهاني هذا النسخ، وتقرير قوله أن يقال : إنه تعالى قال في الآية الأولى: {إِن يَكُن مّنكُمْ عِشْرُونَ صابرون يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ} فهب أنا نحمل هذا الخبر على الأمر إلا أن هذا الأمر كان مشروطاً بكون العشرين قادرين على الصبر في مقابلة المائتين ، وقوله: {الئان خَفَّفَ الله عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً} يدل على أن ذلك الشرط غير حاصل في حق هؤلاء، فصار حاصل الكلام أن الآية الأولى دلت على ثبوت حكم عند شرط مخصوص، وهذه الآية دلت على أن ذلك الشرط مفقود في حق هذه الجماعة، فلا جرم لم يثبت ذلك الحكم، وعلى هذا التقدير لم يحصل النسخ البتة."
ويقول الإمام الرازي معبرًا عن رأيه:
لم لا يجوز أن يقال إن المراد من الآية إن حصل عشرون صابرون في مقابلة المائتين ، فليشتغلوا بجهادهم؟ والحاصل أن لفظ الآية ورد على صورة الخبر خالفنا هذا الظاهر وحملناه على الأمر ، أما في رعاية الشرط فقد تركناه على ظاهره ، وتقديره إن حصل منكم عشرون موصوفون بالصبر على مقاومة المائتين فليشتغلوا بمقاومتهم ، وعلى هذا التقدير فلا نسخ."

وهذا حق لا ريب فيه إذا رتلنا بتدبر قول الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (178) سورة البقرة
وأتعمد ذكر هذه الآية بين الفينة والأخرى لأنها دليل لا مرد له على أن التخفيف لا يلغي الحكم البتة وإنما يختار المسلم ما بين أصل الحكم وتخفيفه حسب الظروف المحيطة به.

وقد يسأل سائل: ما معنى "الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا" وبالتحديد "عَلِمَ".
نقول وبالله التوفيق أن إثبات قضية من قضايا المنطق في الماضي لا يعني نفي وقوعها في الحاضر أو في المستقبل. فقضايا المنطق ما لم تتعارض تعارضًا لا ريب فيه لا يمكن ان نقول بالتعارض فيما بينهما. فالله هنا يثبت لنفسه العلم في قوله "عَلِمَ" (أن فيكم ضعفًا) وعلى فرض أن هذا يتعلق بالحاضر فإن هذا لا ينفي عن الله العلم في الماضي لن علم الله في الماضي والحاضر والمستقبل قضايا منطقية غير متعارضة. يقول الحق عز وجل مثبتًا لنفسه العلم في الماضي:
{وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً} (النساء 17، 92 – الفتح 4)
ويثبت لنفسه العلم في الحاضر:
{إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (28) سورة التوبة
ذلك لأن هذه قضايا منطقية لا تقتضي وجوب التعارض فيما بينها. فالله يعلم الماضي ويعلم الحاضر ويعلم المستقبل. فسبحانه لا يحده زمان ولا يحيط به مكان. فهذان بُعْدان يحكماننا نحن الأجسام المادية.
09-30-2006, 02:15 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #34
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
7- مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. (لأنفال:67)

فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ. (محمد:4)

لا يوجد هنا نسخ البتة إذ لابد من وجود أمر من الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بقتل الأسرى إلى أن يمكنه الله في الأرض. لا يوجد أمر ثم نزل أمر آخر نسخ الأول ومحاه. لا يوجد أمر فخالفه الرسول فأنزل الله عليه أمرًا مغايرًا حتى لا يقع تحت طائلة مخالفة أوامر الله. إنما الآية الأولى تدل على خبر يقوله الحق عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنبياء من قبله أُمِرُوا بقتل الأسرى في بداية دفاعهم عن النفس ضد المعتدين. ثم يخبر الله المسلمين أنهم باخيارهم هذا يريدون عرض الحياة الدنيا. ثم يقول عز وجل:
لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. (الأنفال 68)
والمعنى أنه لولا ان كتب الله على نفسه انه لا يعذب إلا بعد إبلاغ عباده لأنزل عذابًا عظيمًا على المسلمين. والمعنى ان الله يشهد أنه لم يبلغ سيدنا محمد بحرمة هذا. ومن ثم لا نسخ.

8- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. (لأنفال:72)
قالوا أن ناسختيها:
أ- وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. (لأنفال:75)
ب- النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً. (الأحزاب:6)

وقد شرحنا هذا من قبل. كما ان الآية الأولى لا تتحدث عم الميراث البتة. وإنما تصف المؤمنين بأنهم بعضهم أولياء بعض في أمور الدين والدنيا وتنهى المسلين أن يتولوا الذي لم يهاجروا في سبيل الله مع تمكنهم من القيام بهذا، وإن لم يتمكنوا من ذلك واستغاثوا بالمسلمين فعلى المسلمين أن يهبوا لنصرتهم. ولا علاقة البتة بين الآية الأولى والآيتين اللتين يقولا أنهما ناسختان لها.

يتبع (سورة التوبة 5 آيات كما زعموا)
09-30-2006, 02:16 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #35
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
1- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. (التوبة:34)

خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. (التوبة:103)

الآية الأولى تنذر من يكنز الذهب والفضة والمال عامة ولا ينفق في سبيل بعذاب أليم. والآية الثانية تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأخذ من أموال المسلمين الزكاة طهرًا لهم من بعض ذنوبهم وليردها على فقرائهم. فكل آية أدت دورًا متميزًا ومن ثم لا نسخ. والآية الأولى تفسرها:
وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ ءَاتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ(75)فَلَمَّا ءَاتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ(76)فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ(77) (التوبة)

2- إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التوبة:39)
قالوا أن ناسختها:
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ. (التوبة:122)

الآية الأولى تنذر المجتمع الإسلامي إذا تخلى عن الجهاد البتة وانعدت فيهم روح حب الشهادة في سبيل الله وأخلدوا إلى الأرض. والثانية تقول لهم عليكم بالجهاد في سبيل الله بالسلاح، والجهاد في سبيل الله بالكلمة وتعريف الناس بدينهم وكيفية طاعة ربهم. فالأولى نهي عن ترك الجهاد البتة، والثانية تنظيم للجهاد.

3- انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. (التوبة:41)
قالوا أن ناسختيها:
أ- لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:91)
ب- وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ. (التوبة:122)
يقول الإمام الرازي:
{ انفروا خِفَافًا وَثِقَالاً } والمراد انفروا سواء كنتم على الصفة التي يخف عليكم الجهاد أو على الصفة التي يثقل ، وهذا الوصف يدخل تحته أقسام كثيرة والمفسرون ذكروها . فالأول : { خِفَافًا } في النفور لنشاطكم له { وَثِقَالاً } عنه ولمشقته عليكم . الثاني : { خِفَافًا } لقلة عيالكم { وَثِقَالاً } لكثرتها . الثالث : { خِفَافًا } من السلاح { وَثِقَالاً } منه . الرابع : ركباناً ومشاة . الخامس : شباناً وشيوخاً . السادس : مهازيل وسمانا . السابع : صحاحاً ومراضاً والصحيح ما ذكرنا إذ الكل داخل فيه لأن الوصف المذكور وصف كلي ، يدخل فيه كل هذه الجزئيات."
ويقول الرازي نافيًا وقوع نسخ:
"اتفقوا على أن هذه الآية نزلت في غزوة تبوك، واتفقوا على أنه عليه الصلاة والسلام خلف النساء وخلف من الرجال أقواماً ، وذلك يدل على أن هذا الوجوب ليس على الأعيان ، لكنه من فروض الكفايات، فمن أمره الرسول بأن يخرج ، لزمه ذلك خفافاً وثقالاً، ومن أمره بأن يبقى هناك، لزمه أن يبقى ويترك النفر. وعلى هذا التقدير: فلا حاجة إلى التزام النسخ."
وعلى هذا فلا نسخ في الآيات لأن الآية الأولى تقرر أن الأصل هو الجهاد في سبيل الله، والثانية تستثني الفئات الغير قادرة على الجهاد في سبيل الله، والاستثناء لا يمحو الأصل، والذي يحدد هذا هو اللجان المختصة في الدولة الإسلامية.

4- اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ. (التوبة:80)
قالوا أن ناسختيها:
أ- مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ. (التوبة:113)
ب- سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ. (المنافقون:6)

الآية الأولى لا تنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر للمنافقين وإنما تخبره أنه سواء استفغر أم لم يفعل فلن يغفر الله لهم فهو الأعلم بخلقه. وتلتقي بهذا مع الآية الأخيرة. اما الآية الثانية فتنهى النبي وأمته ان يستغفروا للمشركين الذين ماتوا على الشرك والكفر بالله وأصبحوا في النار من أهل الجحيم.

5- مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. (التوبة:120)
قالوا أن ناسختها:
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122)

الأولى تقرر أن الجهاد هو الأصل فعلينا أن نقبل إليه دفاعًا عن الدين والنفس والعرض والوطن، والثانية تنظم موضوع الجهاد.

يتبع (سورة يونس 3 آيات كما يفترون)
09-30-2006, 06:16 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #36
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
وقفة:

القائلون بنسخ ومحو آيات العفو والصفح وقبول الآخر وأن آيات القتال محت كل هذا، نسألهم سؤالًا واحدًا:

من الذي قال بنسخ السورة التالية من القرآن ومحوها بآيات القتال كما تفترون:

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)

هل من مجيب؟
09-30-2006, 06:22 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #37
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
1- وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ. (يونس:41)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

هذا الزعم الباطل تسقطه آخر سورة التوبة:
وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(124)وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(129)
وتسقطه سورة الكافرون.

2- قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ. (يونس:108)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

نفس الرد السابق. ونضيف أن المعنى:
"وما أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين به، وإنما أنا نذير لكم، والهداية على الله تعالى." (تفسير ابن كثير)
وهذه حقيقة كونية أن أي رسول لا يمكن أن يهدي الجميع فلا يبقى كافر في محيط دعوته. ويؤكد الحق على هذا المعنى:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} (54) سورة الإسراء
فأصل رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه ليس وكيلًا على عباد الله.
ويقول الحق عز وجل:
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} (99) سورة يونس

3- وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ. (يونس:109)
قالوا أن ناسختيها:
أ- فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)
ب- قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ. (التوبة:29)

نفس الرد السابق. ونستشهد بتفسير "البحر":
"وذهب جماعة إلى أنه محكم، وحملوا وما أنا عليكم بوكيل على أنه ليس بحفيظ على أعمالهم ليجازيهم عليها، بل ذلك لله. وقوله: واصبر على، الصبر على طاعة الله وحمل أثقال النبوة وأداء الرسالة، وعلى هذا لا تعارض بين هاتين الآيتين وبين آية السيف، وإلى هذا مال المحققون."

تأمل جيدًا قوله "وعلى هذا لا تعارض بين هاتين الآيتين وبين آية السيف" لتعلم علم اليقين أن هؤلاء المفترين لا يقولوا بالنسخ إلا عند اقتناعهم بوجود تناقض بين آي القرآن الكريم، فيخترعون الروايات على لسان الصحابة والتابعين حتى لا يجرؤ مسلم يستعمل عقله في تدبر آي القرآن على معارضتهم.

ويقول تفسير "زاد المسير" (في تفسيره للبقرة 109) أن أي حكم مرتبط بغاية لا يقع فيه نسخ، والغاية هنا واضحة في قوله "حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ" ومن ثم لا نسخ في الآية.

سورة الحجر و عددها ثلاثة آيات في زعمهم
ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. (الحجر:3)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:5)

شرحنا ذلك من قبل.

2- وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ. (الحجر:85)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

شرحنا ذلك من قبل. ونضيف أن الآية الأولى تحث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالصفح الجميل لأن الساعة قريبة حين يحكم الله بين عباده. ومعنى هذا عليه وعلى أمته من خلفه أن يصفحوا حتى قيام الساعة.

3- فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ. (الحجر:94)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)
شرحنا ذلك من قبل.

سورة النحل و عددها أربعة آيات

1- وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. (النحل:67)
قالوا أن ناسختيها:
أ- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. (المائدة:90)
ب- إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ. (المائدة:91)

وقد شرحنا هذا من قبل.

2- فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ. (النحل:82)
3- ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125)
4- ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125)
5- وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ. (النحل:126)
قالوا أن نواسخ هذه الآيات:
أ- فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:5)
ب- قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ. (التوبة:29)

وقد شرحنا هذا من قبل.

يتبع (سورة الإسراء)
09-30-2006, 11:13 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #38
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً. (الاسراء:24)
قالوا أن ناسختها:
مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ. (التوبة:113)

لا تعارض البتة بين الآيتين. فالآية الثانية تعني أن المشركين ماتوا ومن ثم تأكد الداعي لهم بالهداية من انهم من أصحاب النار او تعني أن الفرد منا لا يدعو بالهداية للمشرك إذا لاحت أمامه علامات مؤكدة تستبعد هدايته. كما أن سيدنا إبراهيم لما أراد أن يطبق هذا استمر في الاستغفار لأبيه آزر عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه. أي أن الاستغفار وطلب الهداية للمشرك ليس منهي عنه نهيًّا باتًا وإنما تركه الله لتقدير المؤمن. ومن ثم فالآية لابد من تنفيذ ما جاء فيها بخصوص الوالدين المُؤْمِنَيْن. فإذا كان غير مؤمنين فعلينا أن نستفغر لهما الله ما دام لم يتبين لنا أنهما أعداء الله ببينة لا شك فيها كالتطاول بالسباب والتعبير عن كراهية الإيمان والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف. ومن ثم لا نسخ في الآية.

2- وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً. (الاسراء:34)
قالوا أن ناسختها:
وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. (البقرة:220)

شرحنا ذلك من قبل وقلنا أنه لا تعارض بين أن تقرب مال اليتيم بالتي هي أحسن فتدير ماله فيما يعود عليه بالنفع وبين أن تصلح من شأنه وتعمل على دمجه في المجتمع.

3- رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً. (الاسراء:54)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

الآية الأولى لا يمكن أن يقع فيها نسخ لأنه مبدأ من مباديء رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام التي كلفه الله بها، واستعمل الله أسلوب النفي القاطع الذي يؤكد أن الله لم يرسل سيدنا محمدًا وكيلًا على عباد الله. فهذا خارج رسالته.

4- قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً. (الاسراء:110)
قالوا أن ناسختيها:
وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ. (لأعراف:205)
ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. (لأعراف:55)

الآية الأولى تتحدث عن الصلاة، والآيتان التاليتان تتحدثان عن دعاء المسلم وتضرعه لله وعن ذكره لله عز وجل في نفسه كما شرحنا من قبل. فلا تعارض في الأوامر ومن ثم لا نسخ.

سورة مريم آية واحدة:

وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً. (مريم:71)
قالوا أن ناسختها:
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ. (الانبياء:101)

وهذا سوء فهم للغة العربية فضلًا عن أسلوب القرآن الكريم وادائه. فالورود لا يعني حتمية الدخول والولوج. ويعني معاينة الشيئ:

{وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} (23) سورة القصص

سورة طه آية واحدة:

فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى. (طـه:130)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

وهذا خطأ ظاهر لأن الله أمرنا بالصبر على مثل هذا الأذى. ولم يُنْسَخ هذا الأمر للأسباب التي أبديناها من قبل وكذلك لأن آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالمشركين كان العفو ولم يثبت أنه أعمل فيهم السيف عندما دخل مكة فاتحًا منتصرًا.

سورة الحج آيتان:

1- وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ. (الحج:68)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

لم يحرم الإسلام مجادلة ومحاججة أهل الكتاب وغيرهم:
{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (46) سورة العنكبوت

2- وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ. (الحج:78)
قالوا أن ناسختيها:
أ- لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. (البقرة:286)
ب- فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. (التغابن:16)

يقول الإمام الرازي نافيًا وقوع نسخ هنا:
"هذا بعيد لأن التكليف مشروط بالقدرة لقوله تعالى: { لاَ يُكَلّفُ الِلَّهِ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } [ البقرة : 286 ] فكيف يقول الله وجاهدوا في الله على وجه لا تقدرون عليه، وكيف وقد كان الجهاد في الأول مضيقاً حتى لا يصح أن يفر الواحد من عشرة، ثم خففه الله بقوله: { الآن خَفَّفَ الله عَنكُمْ } [ الأنفال : 66 ] أفيجوز مع ذلك أن يوجبه على وجه لا يطاق حتى يقال إنه منسوخ؟!"

سورة المؤمنون آية واحدة:

ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) (المؤمنون:96)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

يقول الإمام الرازي:
"قيل محكمة، لأن المداراة محثوث عليها ما لم تؤد إلى نقصان دين أو مروءة."

يتبع (سورة النور 4 آيات كما يفترون)
10-01-2006, 12:49 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #39
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
[SIZE=6][CENTER]أو يجعل الله لهن سبيلًا[/CENTER]

{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } (15) سورة النساء

أثبتنا بالتحليل اللغوي لهذه الآية والتي بعدها وآية جلد الزانية والزاني في سورة النور من قبل أن هذه الآية تتكلم عن جريمة السحاق، والتي بعدها تتكلم عن جريمة القواط.

فعندما نقرأ قول الحق عز وجل "فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً" نتساءل: ما المقصود بعبارة "أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً"؟

أولًا نقرأ في صحيح مسلم:

3199 - وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ.
و حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ. (صحيح مسلم)
3200 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ
كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كُرِبَ لِذَلِكَ وَتَرَبَّدَ لَهُ وَجْهُهُ قَالَ فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ فَلُقِيَ كَذَلِكَ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ خُذُوا عَنِّي فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ الثَّيِّبُ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمَّ رَجْمٌ بِالْحِجَارَةِ وَالْبِكْرُ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمَّ نَفْيُ سَنَةٍ
و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي كِلَاهُمَا عَنْ قَتَادَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِهِمَا الْبِكْرُ يُجْلَدُ وَيُنْفَى وَالثَّيِّبُ يُجْلَدُ وَيُرْجَمُ لَا يَذْكُرَانِ سَنَةً وَلَا مِائَةً. (صحيح مسلم)

نعلم أن هاتين الروايتين الملفقتين تتحدثان عن جريمة الزنا التي ينتظرون حكمًا نهائيًا من عند بشأنها لأنه قال "أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً". هكذا فهموا فوضعوا رواية على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق أحد الصحابة الكرام وهو الصحابي الجليل عبادة بن الصامت تحدد الحكم النهائي المذكور في الروايتين حتى لا يسألهم أحد عن "السبيل" الذي ورد في الآية. والذي يدفع بنا إلى الحكم بتلفيق الروايتين باطمئنان هو مخالفتهما الصارخة للتحليل اللغوي لآيتي سورة النساء اللتين تحكمان في السحاق والقواط. لذا استبعدهما جمهور الفقهاء كما قال ابن كثير وكما شرحنا ذلك من قبل.

وتظل عبارة "أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً" غامضة. فما مغزاها؟ تعالوا نرتل ما يلي:

{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} (2) سورة الطلاق

ما معنى " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا"؟ هل يقصد الله تعالى أن ينزل حكمًا جديدًا هنا؟ لا بالطبع. إن المعنى أن الله يهديه إلى أفضل الطرق وأحسنها في حل هذه المشكلة.

كذلك "أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً" أي طريقًا يخرجن من خلاله من هذه الجريمة والعادة الذميمة بأن يهديهن وييسر لهن سبل التوبة والشفاء من هذا المرض ويرزقهن بالزواج الحلال. ويحدد هذا المسئولون المختصون في المجتمع الإسلامي عن طريق متابعتهن في سجون الدولة.

يتبع
10-01-2006, 07:40 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #40
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
علمنا أن موضوع الرجم في كتب الحديث مشكوك فيه وتحيط به الهواجس من كل جانب. وقد بَتَّ القرآن الكريم في جرائم السحاق والقواط والزنا. فالمرأة السحاقية عقوبتها الحبس في سجون الدولة حتى الموت أو الإقلاع عن هذه العادة الذميمة إلى غير رجعة وهذا هو السبيل الذي شرعه الله لها إن أخلصت النية وصدقت في التوبة. وأما الرجل المرتكب جريمة القواط فعلى ولي أمر المسلمين أن ينزل الأذى به وفق ما يراه المجتمع المسلم كافيًّا لردعه حتى يعلن توبته فيتوقف عنه الأذى. ولا صحة لأي رواية تأمر بقتل مرتكب هذه الجريمة بعد أن حكم القرآن حكمًا صريحًا فيها. ثم حدد القرآن الكريم عقوبة الزانية والزاني سواء كانا محصنين أم غير متزوجين بالجلد مائة مرة. وأحل الله الزواج بالخادمات والجواري مع الكراهة. فإذا وقعت إحداهن في جريمة الزنا بعد ان مَنَّ الله عليها بنعمة الزواج فعليها نصف ما على المسلمة الحرة المتزوجة من العذاب، أي تُجْلَد 50 جلدة:

وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْوَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(25) (النساء)

وهذا دليل من الأدلة الكثيرة على عدم وجود الرجم في شريعة الإسلام وأنه مشكوك فيه. يقول الإمام الرازي في تفسيره للآية أعلاه:
"المسألة الثانية: في الآية إشكال قوي، وهو أن المحصنات في قوله: { فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى المحصنات } إما أن يكون المراد منه الحرائر المتزوجات، أو المراد منه الحرائر الأبكار. والسبب في إطلاق اسم المحصنات عليهن حريتهن. والأول مشكل ، لأن الواجب على الحرائر المتزوجات في الزنا: الرجم، فهذا يقتضي أن يجب في زنا الاماء نصف الرجم ، ومعلوم أن ذلك باطل. والثاني: وهو أن يكون المراد: الحرائر الأبكار ، فحينئذ يكون هذا الحكم معلقا بمجرد صدور الزنا عنهن، وظاهر الآية يقتضي كونه معلقا بمجموع الأمرين: الاحصان والزنا، لأن قوله: { فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بفاحشة } شرط بعد شرط، فيقتضي كون الحكم مشروطا بهما نصا، فهذا إشكال قوي في الآية."
ويزول هذا الإشكال بعد الذي قدمناه من شرح لعقوبات هذه الجرائم في القرآن الكريم. وغنك لتعلم أنه لا عقوبة بدون قانون معلن للناس وهذا معروف في ساحات القضاء. فكيف تحكم بالرجم بعد هذه الأدلة وبعد ان تعرف ان ما يسمى بآية الرجم لا تصلح البتة لتقديمها للقاضي كدليل تمهيدًا لإصدار الحكم بناءً عليها. فالروايتان في صحيح مسلم تخالفان مخالفة صريحة نص القرآن الكريم الصريح كما اوضحنا. ونص آية الرجم في كتب الروايات يذكر الشيخ والشيخة إذا زنيا. لذا فالمتأمل المُقَارِن بين آي القرآن الكريم ونصوص الروايات يخلص إلى حكم مؤكد أنه لا رجم في الإسلام.

1- الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ. (النور:3)
قالوا أن ناسختها:
وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. (النور:32)

إن النكاح هنا بمعنى التزويج. فقد حرم الله بهذه الآية أن يتزوج المؤمن بالبغايا أو نزوج المؤمنة بالفاجر المسافح. يقول الإمام الشوكاني في تفسيره "فتح القدير":
"القول السابع: أن هذا الحكم مؤسس على الغالب، والمعنى: أن غالب الزناة لا يرغب إلاّ في الزواج بزانية مثله، وغالب الزواني لا يرغبن إلاّ في الزواج بزانٍ مثلهن، والمقصود زجر المؤمنين عن نكاح الزواني بعد زجرهم عن الزنا، وهذا أرجح الأقوال."
ويقول الإمام الرازي في تفسيره:
"اللفظ وإن كان عاماً لكن المراد منه الأعم الأغلب ، وذلك لأن الفاسق الخبيث الذي من شأنه الزنا والفسق لا يرغب في نكاح الصوالح من النساء ، وإنما يرغب في فاسقة خبيثة مثله أو في مشركة ، والفاسقة الخبيثة لا يرغب في نكاحها الصلحاء من الرجال وينفرون عنها ، وإنما يرغب فيها من هو من جنسها من الفسقة والمشركين ، فهذا على الأعم الأغلب."
ويؤكد القرآن الكريم على هذا المعنى بقوله عز وجل: "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ". فالآيتان تلتقيان على هدف واحد. ومن ثم تبطل الدعوى بالنسخ.

2- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. (النور:27)
قالوا أن ناسختها:
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ. (النور:29)

وهذا جهل فاضح بلغة القرآن الكريم وبأبسط قواعد المنطق السليم. ذلك لأن الآية الأولى تشير إلى البيوت التي يقطنها أهلها، فيأمرنا الله أن لاندخل حتى يتحقق شرطان: أن نستأنس برؤية أصحاب البيت ونطمئن لوجودهم واستعدادهم لاسقبالنا فنسلم عليهم وهم يفتحون الباب لنا. والثانية يبيح الله لنا فيها أن ندخل بيوتًا غير مسكونة لبعض حاجاتنا وذلك مثل دخول الخانات والراحة بها بعض الوقت من وعثاء السفر أو وضع الأحمال التي يحملها الفرد بنفسه ليلتقط أنفاسه أو ما شابه من هذا القبيل.

3- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. (النور:58)
قالوا أن ناسختها:
وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. (النور:59)

تشير الآية الأولى إلى وجوب استئذان الخدم والعبيد والأطفال الغير بالغين قبل الدخول على رب البيت أو زوجه. وتحدد الآية 3 مرات يجب فيها الاستئذان لأنه لا يمكن لهم أن يستأذنوا كلما هموا بالدخول فإن ذلك فيه مشقة. وعلى رب البيت أن يمارس حقوقه الزوجية، وعلى ربة البيت أن تتخفف من ملابسها في هذه الثلاث أوقات فقط في غرفتها الخاصة بها. فإذا بلغ الأطفال الحلم وجب عليهم الاستئذان على كل حال. يقول ابن كثير في تفسيره:
"ومما يدل على أنها محكمة لم تنسخ، قوله: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}."

4- لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. (النور:61)
قالوا أن ناسخها ما جاء في الروايات.

والروايات لا تنسخ قرآنًا البتة ولا تثبته. فالقرآن الكريم كتاب متواتر بأقصى درجات التواتر من الأمة للأمة حفظًا في الصدور وترتيلًا ليل نهار. ول فرضنا أن الآية نسخت فمعناه تحريم الأكل علينا في بيوت ذوينا وأصدقائنا. وهذا ما لا يقول به عاقل لأن تطبيق حكم الله في هذا الشأن يزيد من الروابط الاجتماعية في مجتمع المسلمين ويزيد من أسباب الحب والتقارب والألفة. كما أن الآية تشير إلى دخول بيوت الأقارب من المسلمين لا من أهل الشرك وذلك في قوله "فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ". ولا تدل الآية كما يدعي البعض على دخول هذه البيوت هكذا في كل وقت دون مراعاة حرمة أو استئذان. فهذا فهم سقيم. بل تحفز المسلمين على التزاور والتواصل الاجتماعي أقاربًا وأصدقاءًا. يقول الإمام الرازي في تفسيره على لسان الإمام أبي مسلم الأصفهاني:
"ولما علمنا أن هذه الإباحة إنما حصلت في هذه الصورة لأجل حصول الرضا فيها، فلا حاجة إلى القول بالنسخ."
10-01-2006, 05:58 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  منهج الحوار في القرآن الكريم فارس اللواء 12 2,479 02-23-2012, 10:32 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الإعجاز في تحريف القرأن الكريم تمهيد مؤمن مصلح 117 29,585 11-16-2011, 10:51 PM
آخر رد: الفكر الحر
  تفسيرالقرآن الكريم والحقيقة العلمية السيد مهدي الحسيني 4 1,752 11-12-2011, 01:54 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  لفلم الوثائقى الألمانى الذى حطم أسطورة المسيح ابن الله الجواهري 0 759 09-29-2011, 05:59 PM
آخر رد: الجواهري
  التفسيرات الحرفية للقرآن الكريم …بقلم د.عبد الوهاب المسيري فارس اللواء 0 1,163 09-18-2011, 08:38 PM
آخر رد: فارس اللواء

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS