الأستاذ الفاضل Logikal
اقتباس:سأقول لك بصراحة عن أحد العناصر المكونة لآرائي: أنا خجلان من كوني عربي. أنظر الى دولة مثل السعودية مثلا، و يملؤني الخجل.
عندما كنت في سن الحادية عشر تشاجرت في الحي مع مجموعة من المصريين و أخذت انطباع سيء عن كافة المصريين (70 مليون حطيتهم في سلة واحدة و حكمت عليهم) و عندما زرت مصر في سن الخامسة عشر اتنشلت هناك و صار عندي تراكم انطباعات سيء عنهم، و عندما كنت أحمل وثيقة سفر مصرية كنت أتغلب جداً معهم و معاملتهم كانت جداً سيئة، و صار الانطباع Triple مش بس double، و مع الوقت تعرفت على باشاوات مصريين و بدأ الانطباع يتلاشى، و بدأت أفهم أن التعميم هو أكبر خطـأ يقع به الإنسان، مع الوقت بدأت أتعرف على مجموعة أكبر من المصريين من مختلف الفئات العمرية و لقيتهم زي الورد، و صار الانطباع عكسي، و الآن أعز أصدقائي معظمهم من المصريين ، لماذا يا ترى؟
لأني عندما أرى الايجابيات، فإنها تطغى على السلبيات و تزول النظرة السوداوية بكل سهولة .
بينما الغير يتمسك بالذاكرة السلبية و لا ينسى على الإطلاق ما حدث بل ربما يكره مقولة عفا الله عما سلف و الجاي أكثر من الرايح ..إلخ.
أنت ترى أن العرب هم السعودية، و أنا أرى أن العرب هم لبنان مثلا !
أنت تنظر إلى أسوأ قبيلة في دولة ما، ثم تعمم هذه القبيلة على أنها الدولة كلها، و بعد ذلك تعمم الدولة على أنها الـ22 دول بأكملهم، و أنا أرى عكس ذلك، فلماذا يا ترى؟
أتفق معك أن المستوى المعرفي و العلمي الخاص بأهل السعودية لا يسر الكثير، و أن الجلافة و الجهل المنتشر يشكل انطباع سيء، و لكن لم لا ننظر إلى الإيجابيين منهم و نتحالف معهم؟
يستحيل أن أصدق أن كافة الشعب السعودي على مستوى واحد و فهم واحد، و أنا شخصيا صادفت سعوديين زي السكر و العسل ، و مثقفين و متنورين ، فلم لا تتحالف مع هذه الفئة و تحاول أن تشجعهم و تؤيدهم على ما هم عليه بدلا من نقد الدولة بأكملها و الشعور باليأس بأن لا حياة لمن تنادي؟
اقتباس:و أجد أن الإسلام هو الملام. أنظر الى مكة و يصيبني الخجل.
هذه العبارة تحتاج إلى تبريرات جمة، و لذلك فالادعاء و الاتهام سهل، و لكن إثبات صحة عبارتك بالدلائل و البراهين أصعب ما يكون، يمكنك أن تلوم المتصرفين بالبترول و كيف يتم توزيع أمواله و كيف يتم الحث على العمل و العلم و المعرفة و الإنتاج هناك، لا أن تلوم الدين، فلا علاقة له.
فعندما يأتي مدرس و يقول لطالب ادرس كي تنجح، و والد الطالب عنده شركات و غني و متكل عليه، و يروح ضارب كلام المدرس بعرض الحائط، فعندها تلوم من؟ المدرس أم الطالب أم والد الطالب؟
الإسلام دين يحث على المعرفة و طلب العلم، و هذا شيء مثبت و معلوم، و عندما تعتنق دولة هذا الدين و لا تطبق أبسط مطالبه على شعبها، و لا تقوم بالحث على العلم و المعرفة و الإنتاج و العمل ، فهذه مشكلة الحكومة و ليس الدين، بل أن الحكومة لا تطبق الدين أصلا، و معظم ما يحدث بالسعودية هو منافي للدين، و لدي اثباتات عديدة على ما أقول.
اقتباس:أقرأ عن تصرفاتهم في بعض الدول الاسلامية حيال الحريات و غيرها و يصيبني الخجل.
أتفق معك في ذلك، و لو انهم طبقوا القرآن لما وجدتهم يفعلون شيء من هذا القبيل، فالقرآن كفل استطراداً بالفرض الحرية بشتى أنواعها، و ربما قول النبي (ص) في القرآن عن ما يحدث بآخر الزمان "إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً" قد ينطبق عليهم بأفعالهم.
اقتباس:أقرأ عن المرأة في الشريعة الاسلامية و يصيبني الخجل.
أختلف معك ، و هذا أمر يطول النقاش حوله و قد نخصص شريط للنقاش حوله بموضوعية، دون الاستشهاد بحالات الأقليات لنقيس عليها مدى صحة عبارتك.
اقتباس:و أكررها ألف مرة: أعتب على النادي الذي يجعل لرموز الاسلام حرمة. جاء الوقت لكي تُزال عنها الحرمة، و حل الموسم الذي يتم فيه تعريتها.
يا عزيزي ، لنكن واقعيين، بأن تتجه الشعوب نحو الإلحاد أو اللادينية يوما ما، فهذا مستحيل ، احسبها بمفهومك أن الدين أفيون الشعوب، و الإنسان عندما يأتي على هذه الحياة و يعلم أن هناك شوط ثاني من المباراة و لكنه أبدي و في نعيم جراء أن يقبل المسيح كمخلص له و يشاركه الملكوت جراء حبه له و إيمانه به .. أو جراء أن يؤمن بالخالق و اليوم الآخر و يصلي و يصوم و يحب الإنسان الذي حمله الرسالة فهذا أمر مقبول جداً بالنسبه له، و أغلب خلق الله تقوم بذلك، و لكن اذا كنت تعتقد أن على جميع البشر أن يقبلوا بالحقيقة المرة القاسية التي توصلت إليها أنت أنه لا يوجد إله، فهذا أبعد ما يكون، فلا أحد يستطيع أن يتقبل هذا الأمر و لو كان حقيقة ساطعة، بل ربما لو اقتنع سيلعن أبو الساعة اللي عرف فيها و سيتمنى أن يعود إلى الحلم الجميل ضمن حظيرة الدين، فلماذا تمنعه أو بالأحرى لماذا تحاول نشر معتقدك السلبي القاسي الغير متقبل إطلاقـاً؟ لماذا تعتقد أن هناك العديد من لديه نفس النفسية التي تمتلكها أنت بتقبل مثل هذه الامور، لم لا تتركهم يعيشون بالوهم، أو لم تحاول إيقاظهم من الحلم الجميل؟ بدلا من أن ترفض الواقع ، لم لا تحاول التعايش معه بطريقة أذكى؟ عن طريق النقد البناء مثلا، حاورهم بكل سلاسة و ليونة بدلا من محاولة إثبات أن عقيدتك هي الصحيحة و أنهم على وهم و يحلمون، لم لا تتركهم في وهمهم و لكن حاول أن تجمل وهمهم ؟ أذكر أن هناك لاديني قال عبارة رائعة جداً من منظوره، أن الإسلام بالنسبة له هو حديقة و لكن أوراقها مبعثرة و تحتاج إلى تزيين و تجميل عن طريق جهد جماعي، فلم لا تتعاون مع المتنورين و المثقفين منهم و من يقبل بوجود الآخر مهما كان معتقده على إيجاد نقط الالتقاء بينكم (الإنسانية مثلا) و العمل من خلالها على الرقي بالحياة، بدلا من جعلك مسألة الدين (و التي هي مسألة شخصية بحتة) مسألة رئيسية تعيق الحياة و تقدمها.
أنا و بخبرتي من حوارات مع اللادينين و الملحدين، استطعت أن أصنفهم إلى قسمين : 1- ناس فهموا من اللادينية أنها الخروج عن الأديان نظراً لأنها لم تقدم لهم شيء و لم تفدهم بشيء، بل أن بحثهم العلمي و المنطقي أدى بهم إلى الإلحاد أو اللادينية 2- الشق الآخر فهم أن اللادينية هي كره الأديان.
فهناك منهم من لا يجد أدنى مشكلة معي طالما أنا أفهم أنه لا إكراه في الدين ، و أفهم "من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر" و "لكم دينكم و لي دين" و لذلك أنا أعرف أنه ملحد و هو يعرف أنني مسلم، و لا نتطرق دوما للحديث عن ذلك إلا نادراً و بمشيئتنا و اتفاقا بالتراضي عن الخوض في تلك المسائل بكل هدوء و عقلانية.
و هناك منهم من يكره حقيقة أني معتنق لأحد الأديان و يقلب الأمور شخصية و يتعمد استفزازي دوما متى صادفني في أي موقع حواري سواء صوتي أم كتابي. بل لي قصص عديدة بطردي من مواقع لمجرد إعلاني أنني مؤمن بخالق بعد أن كنت لاديني، في حين أنهم يدعون حرية الاعتقاد، و لكن هل أعمم عليهم جميعا مثلما تفعل أنت؟ بالطبع لا، فأنا عندي الحسنة تعم و السيئة تخص، فكل من لديه عقدة نفسية لمجرد أن من أمامه هو مسلم أو مسيحي أعتبره مجنون و لا أصنفه ضمن العقلانيين، و كل من يقبل بالآخر مهما كان حتى و لو كان المعتقد الجوهري نقيض لمعتقده الجوهري، فأعتبره إنسان متفتح open minded و أصنفه ضمن العقلانيين ، بل ربما أفضله على المتشدد المتزمت المتعصب الديني، لأنه على الأقل هناك مساحة في الود و الحوار مع اللاديني العقلاني بعكس الديني المنغلق الذي لا يقبل بأي معلومة خارجة عما زرع في دماغه.
الآن ، لنتخيل أن رسوماتك انتشرت بالنادي، و على الفكرة هذا النادي مصنف ضمن أول 30 ألف موقع من ناحية الـhit rate، أي أن رسوماتك ستأخذ نصيب وافر من المشاهدة، فما هي النتائج ؟ 1- الادعاء أن النادي ماسوني - صهيوني 2- خسارة الاحترام للنادي بأنه يسمح بوضع صور مستفزة و تمس المقدسات 3- عالم لا يعرفون معنى اللادينية (مثل معظم عامة الشعب هنا بالكويت) و يعتقدون أن الملحدين انقرضوا منذ مدة، و سيندهشوا من وجود ملحدين عرب لسة عايشن و رافعين رسومات ساخرة، و ربما بعد الاستفسار عن الهدف من ذلك العمل سيفهموا أنكم ناس تعتقدون أن الإله لا وجود له، و أن نقد الأديان هو حق طبيعي يقع في مجال حرية التعبير و أن مفهوم الحرية لديكم هو أنه لا حدود لها على الإطلاق مهما ضايقت الآخرين، و من هنا يبدأ اتخاذ المواقف المعادية ضدكم أكثر و أكثر .. و لماذا ؟
لكل فعل ردة فعل تساويه بالمقدار و تعاكسه بالاتجاه، و ردة الفعل على نشر رسوماتك ستكون عنيفة، لأنك أنت المستفز الأول، فإن أصريت على وضع الصور، فلا يحق لك أن تعترض على ما سيحصل جراء ذلك من خناقات و حوارات ساخنة و فصل أعضاء و إنذارات، و لا يمكن أن تتجاهل حقيقة بأنك أنت المستفز الأول و العلة الأولى للأحداث المترتبة.
فلم لا تعبر عن الإلحاد و اللادينية بشكل أكثر حضارية.
لم لا نتفق جميعا على أن الفكر اللاديني لا يعني العبث والسخف و الاستهزاء بمعتقدات اللآخر ، بل أنها تعني التفكير العقلاني الحر وفق منهج علمي، وبأن فلسفتها التي تقع ضمن منهج علمي في التفكير الحر لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تعني الاستهزاء والحط من المقدسات بقدر ما تعني مناقشته وتحليله تحليلا وفق منهج التفكيك.
سلام