كتب خالد:
اقتباس:أي عقل يا أبانوب؟ عقلي أم عقلك؟ وهل العقل مطلق؟
وهل إذا وافق الأمر هواك يكون بالعقل وإن لم يكون بغير العقل؟
فليحكم القراء - وقبلهم الله - هل أتكلم عن هوى أم بالعقل والمنطق ؟!
اقتباس:ستقول لي أنهم قد سجلوا ما يلزم للبشارة بالخلاص والحياة الجديدة، فإن قلت هذا قلنا لك أن الله لا يحفظ للناس ما لم يعودوا بحاجة إليه.
قولك هذا مثل أن نقول أن الأب يمزق ألبوم صور إبنه وهو صغير لأنه صار كبيراً ناضجاً ولا يحتاج لصوره وهو صغير .. قليل من العقل يا سيد .
البشرية معرفتها تراكمية وتاريخها وعلومها وغيره من خبراتها تراكمية وما فات ينفع فيما هو آت ... وتعاملات الله مع البشر على مر العصور أولى للبشر أن يعرفوها عن سائر المعلومات والعلوم الأخرى لكى يستفيد البشر ويعرفوا من هو الله وكيف يتعامل مع جنسهم البشرى وما الذى يقصده من خلقهم وما الذى يريده منهم .
حفظ الله لرسائله إلى البشر عبر التاريخ - بجانب منطقيته - ضرورى جداً وحيوى بالنسبة للبشر لكى يفهموا ويستزيدوا فى فهمهم ومعرفتهم لله سبحانه وتعالى ... كتب الله ورسائله للبشر عبر التاريخ ما هى إلا ألبوم ذكريات ما بين الله والإنسان .. وعلى الإنسان الذى يريد أن يقترب ويعرف الله أكثر أن يفتح ألبوم ذكرياته مع الله لكى يعرف الله حق المعرفة ...
فإذا قلنا أن المسيحيين يمتلكون ألبوم ذكريات كامل متمثل فى العهد القديم فما الذى يملكه المسلمون ؟؟ لا يملكون شيئاً .
اقتباس:لا يتخذ الغائب دليلا على الشاهد يا أبانوب. والكتب السابقة هي من الغائب، وهي مفتقرة إلى إثبات لوجودها، فضلا عن إثبات صحتها.
هذا إن كان غائباً أساساً ... وإن كان الحاضر يُعتبر شاهداً ولم يكن كاذباً .
الكتب السابقة ليست من الغائب ولا تفتقر إلى إثبات لوجودها .. فالإثباتات موجودة بوفرة والنسخ والمخطوطات التاريخية متوفرة بغنى ولكنكم أنتم الذين تتعامون عن الحقائق والدلائل التاريخية .
اقتباس:وأنتم تقولون أن قتل يشوع لأطفال الكنعانيين وحميرهم بأمر يهوه لم يعد يصلح أن يطبق اليوم، وأنتم تقولون أن قتل موسى لأطفال المديانيين وحميرهم بأمر يهوه لم يعد يصلح اليوم،
كونه لا يصلح فى الوقت الحالى لا يمنع أن نتعلم من تلك الحوادث والأحداث أن الخطية خاطئة جداً وعقابها شنيع .. فقد عاقب الله تلك الشعوب الفاجرة على يد شعبه اليهودى قديماً .. فعلى القارئ أن يؤمن ويقشعر .
فليس معنى ذلك أن تضيع كتب الله التى تسرد تلك الأحداث ولكن بالأحرى أن يحفظها الله لنا حتى نتعظ بتلك الأحداث القديمة .
اقتباس:لأن القرآن هو الدليل على صحة هذه الكتب، وليس العكس، القرأن هو الذي بين يدينا، أما تلك الكتب فهي ليست بين يدينا.
أما أنتم وعهديكم، فهي كتب لا نعرفها، وأنت تقول أنها تشهد لبعضها، واليهود تقول أن كتابهم يشهد على عهدكم الجديد لا له.
كما قلنا سابقاً ونكرر ... ما دمتم تعترفون بكتب من الله سابقة فحفظ الله لها واجب ضرورى تبعاً لصفات الله المطلقة فى الكمال والخير .
عهدينا لا تعرفونهما لأنك لا تريدون أن تعرفونهما .. ولكنها موجودة منذ قديم الأزمان قبل ولادتكم أجمعين وإلى أن تقوم الساعة .
أما عن قولنا وقول اليهود فالبينة على من إدعى .. ومن يريد أن يطلع على مواضيع فى المنتدى عن شهادة العهد القديم للجديد فعليه أن يبحث فى المواضيع عن تلك الكلمات : "البرهان اليهودى" وهناك موضوعات أخرى كثيرة منها موضوع للزميل سواح عن "تلفيق النبوات" وقد رددنا أنا والزميل عبد المسيح بما فيه الكفاية عن دحض زعم التلفيق .
اقتباس:نحن لا نعرف هؤلاء الأنبياء الكرام ولا كتبهم الشريفة إلا من القرآن الكريم الذي هو الشاهد، وليس الجديد ولا القديم، لنك يا ابانوب لم تكن بين يدي الله تعالى لترى أي الكتب سابق على غيره عنده.
ها هو الزميل خالد يحاول الخروج من مأزق أن القديم يؤيد الجديد بمحاولة التلميح بإحتمال أن القرآن أقدم الكتب أجمعين فى اللوح المحفوظ عند الله .. وهذا قول فاسد ليس عليه دليل ولا يعنينا نحن البشر فى شئ حيث أنه بالدليل المادى التاريخى فإن القرآن هو أحدث تلك الكتب جميعاً .
ولا يعنينا نحن البشر إلا وجود تأييد الله لكتبه بعضها البعض .. بتأييد القديم للجديد وتثبيت الجديد للقديم ..
ما فعله القرآن أنه لم يُثبت الكتب القديمة ولم تشهد له الكتب القديمة أيضاً .. فبالتالى إنتفت عن القرآن صفة أنه "كتاب من عند الله" .
اقتباس:أساس القرآن هو العجز عن الإتيان بسورة من مثله تحديا من الله للناس جميعا مستمر إلى قيام الساعة، وليس أنه قد ذكر في كتاب قوم ما.
قول فاسد لأنه يعتمد على بلاغة لغوية للغة واحدة من آلاف اللغات البشرية .. وبالتالى فهذا الأساس لا يصلح إلا لعدد محدود من البشر لكى يفهموه .. هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى فمن الناحية اللغوية هناك أعمال كثيرة من أيام الجاهلية وما بعد الإسلام أحسن فى اللغة والبلاغة والوزن .. إلى آخره ..
وعندما يكون السيف فوق الرقاب فإنه من السهل إثبات أن ذلك الكتاب معجزة لغوية بلاغية فذة لا يضاهيه ما قبله ولا ما بعده ... ومن الممكن أيضاً أن يكون فى العلبة فيل !!!
اقتباس:ماذا يعني بما لا يزيد عن سطرين اصطلاح التواتر؟
وكيف أنك محروم منه في حق كتابك!
الحقيقة أن المسلمين بارعين فى تأليف الكذبة وتصديقها .. وكأن التواتر هذا ليس قبله ولا بعده وهو الحجة والدليل والبرهان الفذ على صدق كتاب ما ..
والحقيقة التى يتجاهلها الأخوة المسلمون أن التواتر يعتمد على البشر .. فما بالك وهؤلاء البشر مطعون فى أخلاقهم من حيث أنهم كاذبون ومنافقون للحكام ويتسافدون تسافد الحمير .. إلى آخرها من المفاسد الأخلاقية .. فعندها يكون التواتر المزعوم فاسد كدليل على صحة الكتاب .
والحقيقة التى يتجاهلها المسلمون أيضاً أن الكتاب المقدس يعتمد فى دلائل صحته ليس على التواتر البشرى ولكن على الأدلة المادية الدامغة من لفائف وادى قمران وغيرها من الوثائق التاريخية والتى تتفق مع النص الكتابى الموجود فى أيدينا الآن .
شهادة النُسخ القديمة
يوجد بين الذخائر التي يحتفظ بها المسيحيون نسخ مخطوطة، يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام بعدة أجيال, منها:
1 - النسخة الإسكندرية: وقد دعيت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة الاسكندرية، التي خُطَّت فيها، ولها المرتبة الأولى بين النسخ الثلثية, وقد أهداها كيرلس لوكارس، بطريرك القسطنطينية إلى ملك انكلترة شارل الأول سنة 1628, وكان قد أحضرها معه من الاسكندرية حيث كان بطريركاً سابقاً, وهي مكتوبة باليونانية، وتحتوي كل أسفار الكتاب المقدس من العهدين القديم والجديد, وعلى أول صفحة منها حاشية مدوَّن فيها أن كل هذا الكتاب نسخ بيد سيدة شريفة مصرية اسمها تقلا, وذلك في نحو سنة 325 ميلادية, وقد علق البطريرك كيرلس على هذه الحاشية بخط يده أن هذا التاريخ حسب رأيه صحيح,
والنسخة مكتوبة بالحرف الثلثي، على رق قُسمت كل من صفحاته إلى حقلين, وفي كل حقل خمسون سطراً, ولم تزل هذه النسخة محفوظة بعناية في المتحف البريطاني بلندن,
2 - النسخة الفاتيكانية: سُميت بالفاتكيانية نسبة إلى مكتبة الفاتيكان المحفوظة فيها, وهي مكتوبة على رق جميل جداً, وحرفها ثلثي صغير, وفي كل صفحة منها ثلاثة حقول، يحتوي كل منها على اثنين وأربعين سطراً, وتشتمل كل أسفار الكتاب المقدس باللغة اليونانية, ويرجح العلماء أنها خُطت حوالي العام 300 بعد الميلاد,
3 - النسخة السينائية: وهي تعادل النسخة الفاتيكانية بالقدم، بل لعلها أقدم منها, ولها أهمية كبرى في مقابلة المتون, وقد سُميت بالسينائية نسبة إلى جبل سيناء حيث اكتشفها العلامة تشندورف الألماني، في دير القديسة كاترينا بسيناء, وذلك في عام 1844, وهذه النسخة مكتوبة بحرف ثلثي كبير، وعلى رق، في كل من صفحاته أربعة حقول, وكل ما فيها يدل على القدم, وقد أهداها مكتشفها إلى الإسكندر، قيصر روسيا, وبقيت في روسيا إلى أن حدثت الثورة البلشفية، فبيعت للمتحف البريطاني بلندن، حيث لا تزال محفوظة,
4 - النسخة الافرائمية: وهي محفوظة في دار الكتب الوطنية بباريس، وتشمل على كل الأسفار المقدسة باللغة اليونانية، ومكتوبة على رق بحرف حسن، بدون فواصل، ولا حركات, والحرف الأول من كل صفحة فيها، أكبر من بقية الحروف, ويرجح أنها كتبت حوالي عام 450 ميلادية,
كل هذه النسخ تتيح رد الادِّعاء بالتحريف بعد شهادة القرآن بصحتها، لأن النسخ التي ذُكرت أعلاه كُتبت قبل القرآن، والنسخ المتداولة بين أيدينا اليوم لا تختلف في شيء عن نصوص تلك المخطوطات القديمة,
شهادة المخطوطات القديمة
ـ 1 ـ مخطوطات قمران: من بين الكنوز التي عثر عليها في مغاور قمران بالأردن عام 1947 مخطوطة كاملة لسفر إشعياء النبي، باللغة العبرية, وهي مكتوبة على رقوق جلد على شبه درج, ويستدل من شكل الكتابة والمفردات اللغوية، أن هذه المخطوطة كُتبت في القرن الثاني قبل الميلاد, وقد قال العلماء الذين دققوا فيها إنها لا تختلف في نصوصها عن النص الموجود بين أيدينا,
وعثر أيضاً في كهوف قمران على نسخة من أسفار اللاويين وأيوب والمزامير وحبقوق, وقد وجدت النصوص المدوَّنة في هذه المخطوطات مطابقة لنصوص الأسفار المتداولة بيننا حالياً,
وكذلك وجد إلى جانب هذه المخطوطات قائمة بأسفار العهد القديم شملت كل الأسفار التي لدينا، ما عدا سفر أستير,
ـ 2 ـ مخطوطات أرسينوي: في العام 1877 عثر في أرسينوي الواقعة جنوب مدينة القاهرة، على عدد عديد من الوثائق المكتوبة على ورق البردي، مطمورة في الرمال, ومن بينها نسخة للإنجيل بحسب يوحنا، أكد العلماء أن تاريخ كتابتها يعود إلى عام 125 بعد الميلاد, وهي لا تختلف في نصوصها، عن النسخة التي بين أيدينا,
ـ 3 ـ مخطوطات سيناء: اكتُشف مؤخراً في دير القديسة كاترين بسيناء نسخة للأناجيل الأربعة باللغة السريانية, ويعود تاريخ كتابتها إلى ما قبل القرن الخامس الميلادي, وهي منقولة عن ترجمة قام بها المسيحيون في القرن الثاني الميلادي, ونصوصها لا تختلف عن البشائر المتداولة حالياً في العالم,
فالحفريات والمخطوطات القديمة إذن، أيدت الكتاب المقدس بصورة مذهلة, لأنه ما كان ليصدق أن الكتاب الإلهي يتفق مع التاريخ بهذه الدقة، وما زلنا نتوقع اكتشافات أخرى، لأن العلماء جادّون بالتنقيب, وتدل كل البراهين على أنه لم يعد هناك موضع لناقد أو معترض على أسفار العهد الجديد، وعلى التواريخ التي كتبت فيها,
ولا ريب في أن هذا التوافق بين الاكتشافات ونصوص الكتاب العزيز، يشكّل أقوى برهان على سلامة الوحي الإلهي وصدق أولئك الذين دوَّنوه,
قال العالم الأثري الدكتور أُلبرايت: بفضل اكتشافات قمران نستطيع أن نتيقن أن العهد الجديد هو كما كتب بمعرفة الأقدمين، وهو الذي يحوي تعاليم المسيح ورسله, وكلها يتجاوز تاريخ كتابتها الفترة ما بين 25 إلى 80 للميلاد ,
اقتباس:من أين عرفت أن ما يوحيه الله هو كلامه؟ ألا يقدر الله أن يوحي من كلامه أو من كلام غيره؟ ألم ينقل كتابك أقوالا عن الشيطان؟ هل قول الشيطان هو كلام الله؟
أراد الله بوحيه عن كلام الشيطان أن يعلمنا نحن البشر أن إبليس يريد هلاكنا ولا يفتأ يعمل على ذلك بأقصى جهد ... فقاوموه راسخين فى الإيمان .
فكل الكتاب موحى به من الله وصالح للتعليم والتوبيخ والتهذيب بما فيه من تصرفات أو أقوال شيطانية أو بشرية أو إلهية .
اقتباس:لم أوجبت على الله أن يبقي وحيه بين الناس حتى تقوم الساعة؟ هل أوجب المولى على نفسه هذا؟
الله مطلق = يجب أن يحفظ كتبه .
اقتباس:لا يقاس الله على رئيس جمهورية، فالله يفعل ما يشاء، وهو أعلم بتقديس ذاته وأعلم بما ينبغي له من الجلال والإكرام.
وهو يوحي إلى من يشاء، ويرفع وحيه من بين الناس وقتما يشاء، لعقوبة تصيبهم، أو لانتهاء أجلهم.
لا يُقاس الله على رئيس الجمهورية ولكن لا يصير الله أقل من رئيس الجمهورية فىالعظمة والقول المكنون .
رئيس الجمهورية عظيم .. فهل الله ليس عظيم لأن الله لا يُقاس على رئيس الجمهورية ؟
عظمة رئيس الجمهورية نسبية وعظمة الله مطلقة .
حفظ وإحترام منشورات وقرارات رئيس الجمهورية نسبية .. وحفظ أقوال الله وكتبه مطلقة .
اقتباس:وهل الله بحاجة إلى الحروف الأبجدية ليتكلم؟ وهل تكلم الله بهذه الصيغة قبل اختراع الحروف أم بعد؟
إن كان قبل اختراع الحروف فليس ما بين يديك هو كلام الله، وإن كان بعد فكلام الله مخلوق وعاجز ومحتاج إلى الحروف، أو يلزمك أن تقول بأزلية الحروف وتعدد القدماء.
ما اللغات والأبجديات إلا وسيلة أوجدها الله لإيصال كلمته الأزلية لنا نحن البشر .
تحياتى .