[SIZE=6]
آية حفظ الذكر هي آية مقحمة
تحية للجميع وتحية خاصة للأستاذ الكبير السرياني على هذا الموضوع الرائع (f)
صدقني لن تجد سوى اللف والدوران من المسلمين ، ولن تحصل في النهاية على أجوبة :no:
سورة الحجر
لدينا تهمة معينة (وهي تهمة الجنون) وتحدي لمحمد (وهو تنزيل الملائكة)
الآية 6 – 7: وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ
إِنَّكَ لَمَجْنُون
يعني هناك أناس يتهمون محمد بتهمة الجنون ويطالبونه بأن يأتيهم بالملائكة إن كان صادقا في ادعائه بالنبوة
1- تهمة الجنون
2- تحدي تنزيل الملائكة
جميل جدا :9:
لنكمل ونقرأ الرد الآن على تهمة الجنون الموجهة لمحمد وتحديهم له بأن ينزل الملائكة
الرد الأول:
الآية 8:
مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ
الرد الثاني:
الآية 10 – 13: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ
وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ
الرد الثالث:
الآية 14 – 15
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ
الخلاصة:
لدينا تهمة جنون وتحدي بنزول الملائكة
الرد الأول كان ردا على مسألة نزول الملائكة ويقول
"لا تنزل الملائكة إلا بالحق"
الرد الثاني كان ردا على مسألة الجنون ويقول
"كل الأنبياء قبلك استهزئوا بهم وقالوا عنكم كذلك وهناك من لم يؤمن بهم ولست أنت وحدك"
الرد الثالث كان ردا نهائيا (تهربا برأيي) على تحديهم فيقول بأنه
"حتى لو فتح باب في السماء ورأوا الملائكة بأعينهم سيخلقون أعذارا ولن يؤمنوا ، فلا داعي لأن نفعل ذلك"
بالله عليكم قولوا لي ما علاقة "وإنا له لحافظون" بالقصة وتسلسل الأحداث :?:
نكرر مرة أخرى :aplaudit:
لدينا تهمة جنون وتحدي بنزول ملائكة (الآية 6 – 7)
الرد الأول: لا تنزل الملائكة إلا بالحق (الآية 8)
آية مقحمة: أنا سأحفظ القرآن !!!!!!! (الآية 9)
الرد الثاني: الاستهزاء بالأنبياء واتهامهم بالجنون هو مرض قديم (الآية 10 - 13)
الرد الثالث: حتى لو نزلنا لكم ملائكة من السماء (بحسب تحديكم) لن تصدقوا ، بل ستخلقوا أعذارا (الآية 14 - 15)
فالأجوبة الثلاثة متناسقة ومترابطة في الرد على من يتهم محمد ، ولكن ما صلة حفظ الذكر بالرد على تهمة الجنون وتنزيل الملائكة ؟
ثم نلاحظ الإطلاق في تعبير "الذكر" في الآية 9 كما في الآية 6. فليس التعبير خاصا بالقرآن حتى يكون تعهد الله بحفظه خاصا بالقرآن وحده.
فالذكر في لغة القرآن مرادف للكتاب
وعلى الحصر فهو مخصوص بالتوراة كما جاء في سورة الأنبياء والآية 105: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ
مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ
كما هو مخصوص بالإنجيل كقوله في سورة آل عمران 58: ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ
وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ
فالقرآن يتكلم عن عيسى ويذكر قصصه ومعجزاته وأقواله في سورة آل عمران من الآية 33 إلى الآية 57 ، ثم يقول
"ذلك" (أي قصص عيسى) نتلوه عليك من الذكر الحكيم
فأين كانت قصص عيسى ومعجزاته مكتوبة قبل أن تتلى على محمد ويعلمها ؟ بالإنجيل
فالذكر الحكيم هو مرادف للإنجيل
وتخصيص الذكر بالكتاب (أي التوراة والإنجيل) يتضح من تسمية القرآن "أهل الكتاب" و "أهل الذكر"
الأنبياء 7: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
آل عمران 64: قُلْ يَا
أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
فالذكر على الإطلاق هو الذي عند أهل الكتاب (أهل الذكر)
وما الذكر الذي مع محمد سوى تفصيل للذكر الحكيم والكتاب :no2:
لماذا ؟ :what:
لينذر به قوما لم يأتهم نبي من قبل (قوم قريش)
السجدة 3: يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
قصص 46: وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
أي أن رب القرآن يقول بأنه الحق لكي ينذر قوم ما أتاهم نذير قبله
أي قوم قريش (العرب) كما يقول القرطبي
إذن أرسل محمد لقوم ما أتاهم نبي من قبله
لماذا أنزل إليه الذكر ؟ :what:
لكي يوضح ويبين لهذا القوم ما أنزل من قبل
النحل 44: بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ
لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
ما الذي نزل إليهم قبل القرآن وجاء القرآن لمجرد أن يبينه ؟ الكتاب (التوراة والإنجيل)
إذن القرآن ما هو إلا بيان الذكر الذي نزل من قبل للناس ، وما الذكر الذي نزل على محمد سوى تفصيل للذكر الحكيم الذي نزل من قبل (التوراة والإنجيل)
فتعهد إله القرآن بحفظ الذكر المنزل إنما يتعلق
أولا بالكتاب ثم بالقرآن
لأن الكتاب موجود أصلا ونزل على اليهود والنصارى من قبل ، ولكنهم كانوا غافلين عن دراسته ولا يعلمونه
الأنعام 156 – 157: تَقُولُوا إِنَّمَا
أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ
دليل آخر هو قولهم بأنه "لو أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم" ، أي أنهم يتحججون بأن الكتاب لم ينزل عليهم
إذن هم يعلمون بأن "الكتاب" قد أنزل من قبلهم
فيقول لهم القرآن بأنكم تقولون بأن الكتاب أنزل على اليهود والنصارى وأنتم غافلين عنه ، وتقولون لو أنزل هذا الكتاب علينا وعرفناه لكنا أهدى من اليهود والنصارى. هذه هي حججكم لكي تؤمنوا ؟ :what:
تفضلوا هذا القرآن. إنه بينة من ربكم لهذا الكتاب ، فلماذا لا تؤمنون به وهو مجرد بيان للكتاب وبلغتكم ؟ :no2:
الأوضح والأوضح نجده في سورة سبأ 44:
وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ
فجاء القرآن لمجرد أن يوضح لهم معاني هذا الكتاب (ولكن باللغة العربية) لجهلهم بلغته ودراسته
مريم 97: فَإِنَّمَا
يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا
يسرناه بلسانك (أي باللغة العربية)
لماذا ؟
لينذر به القوم
إذن ما القرآن سوى لتوضيح وتبيين معاني الكتاب (الذكر الحكيم) لهذا القوم الذي يتحجج بعدم نزول الكتاب (التوراة والإنجيل) عليه وإلا لكان أهدى من الذين نزل عليهم من قبله ، ويعترف رب القرآن بأنه لم يرسل لهم نذير من قبل وأنهم يجهلونه
ليس هم فقط ، بل محمد نفسه كان يجهل الكتاب
الشورى 52: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا
مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
وهذا يعني بأن تعهد إله القرآن بحفظ الذكر المنزل إنما يتعلق أولا بالكتاب ثم بالقرآن
ومطلع سورة الحجر يشهد بذلك
الحجر 1: الر
تِلْكَ
هل قرأتم أعزائي ؟ (f)
إن محمد (كما هو واضح من الإشارة "تلك") قد تلا آيات الكتاب في قرآن عربي مبين له
ثم علق عليها بما تيسر في سورة الحجر
فإسم الإشارة تلك يتعلق بما سبق وليس بما يأتي
فالذكر الذي يتعهد الله بحفظه هو آيات الكتاب وقرآن مبين ، قبل ما يأتي في سورة الحجر وسائر سور القرآن العربي :no2:
وحفظ القرآن العربي قد يقوم بتواتر معناه من دون حرفه. فقد أجاز محمد ، وعمل الخلفاء بإجازة قراءة القرآن بالمعنى من دون الحرف. وهم إنما أجازوا قراءة القرآن العربي بالمعنى دون الحرف ، لأنها في نظرهم "لم تختلف في شيء من شرائع الإسلام ، ولا يتنافى هذا مع قوله (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) لأن المراد بالحفظ مفهوم الألفاظ لا منطوقها ... لأن الألفاظ ما صيغت إلا ليستدل بها على معان مخصوصة ، قصد بها أوامر ونواه ، وعبادات ومعاملات. وجميعها مصان محفوظ مهما تقادم الدهر وتطاول العمر" .. راجع الفرقان لابن الخطيب
فحفظ القرآن العربي لا يقتضي حفظ حرفه ، بل حفظ معناه. وهذه النتيجة الحاسمة ، القائمة على رخصة قراءة القرآن بالمعنى من دون الحرف ، قبل جمعه ، شبهة قائمة على سلامة حفظ القرآن من التحريف أو على اعجاز الحرف العثماني.
فليس في آية الحفظ (الحجر 9) نبوة بحفظ القرآن العربي ، وليس فيها شهادة بمعجزة حفظه سالما كما نزل :no2:
أخيرا أقدم للمسلمين هذه الهدية الثمينة :present:
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...fid=5&tid=19919
شكرا جزيلا :loveya: