مساء الفل
عزيزي محارب
لو أردت فعلاً فائدة حقيقية للتدخين فهو يساهم في منع حدوث داء باركنسون أو الشلل الرعاش.
http://technocrat.net/d/2006/3/7/1197
أنا لم أعرف في حياتي شخصاً دخن ثم امتنع بإرادته عن التدخين واستمر على الإمتناع سوى شخص واحد فقط
وهو صديق لي.
والعشرات من الذين أعرفهم جميعهم عاد إليه بعد شهور وأسابيع.
لأن النيكوتين يدخل في تركيب الخلية العصبية نفسها، حيث يفرزه الجسم بطريقة طبيعية ، وزيادة جرعته بالتدخين تؤدي إلى زيادة نسبته وفي نفس الوقت خمول إفراز الجسم الطبيعي له وارتكانه إلى الجرعات الخارجية منه.
هذا إضافة إلى أن النيكوتين ليس المادة الوحيدة التي يتم إدمانها في السيجارة. هناك مواد أخرى شديدة الإدمان يتم وضعها في السيجارة بكميات ضئيلة للغاية ، ولا يتم ذكرها على علبة السجائر.
وهي ليست شديدة الإدمان فقط بل وشديدة الخطورة.
كما ان زيادة نسبة النيكوتين والمواد الأخرى الخطيرة تؤدي إلى تغير في كيمياء المخ نفسها بحيث أن طريقة تصرف الخلايا المخية نفسها تختلف
ولا تعود كالسابق، وبعد الإقلاع عن التدخين يعود المخ مرة أخرى إلى تغيير نفسه وتغير الخلايا سلوكها مرة أخرى إلى النمط الطبيعي.
وما ذكرته أعلاه هو معلومات شخصية سمعتها وقرأتها من هنا وهناك، ولا يصح الاعتماد عليها كقول أخصائي، فأنا لست متخصصا ولكن ما قلته أعلاه سمعته من متخصصين.
وأنا أيضاً لم أمتنع بإرادتي ، ولكن بسبب ما حصل لي من ارتفاع فظيع في الضغط بشكل مفاجيء، وضيق شديد
في التنفس اضطرني إلى الذهاب إلى قسم الطواريء بالمستشفى في حالة يرثى لها.
ويضطرني حتى الآن إلى أخذ أدوية موسعة للشعب الهوائية، وبخاخة لفتح الجيوب الأنفية.
كما أنني لم أعد أحتمل شم رائحة التلوث العادي في الشوارع وأصبحت حساساً للتلوث أكثر من الشخص العادي.
وحتى الآن لا زلت أكح وأطرد البلغم من صدري، ولكن صدري تقريباً شفي تماماً ومسألة الضغط تلك لم تعاودني حيث طبعاً
قمت بإجراء فحوص شاملة تبين منها سلامتي تماماً ، بل وحتى الأشعة التي عملتها مؤخراً أظهرت أن الرئتين تقريباً عادتا إلى طبيعتهما. رغم الافتراء وجرائم الحرب والإبادة التي ارتكبتها ضدهما خلال عشر سنوات دون محاكمة أو ملاحقة من أحد! فقد كانت رفيقة بي مثل مسيح وعادت تسمح لي باستخدامها مرة أخرى وألقت ما فيها من ظلمي لها وتخلت.
أعتبرها مرحلة وجودية انتقلت فيها من العبث واللامبالاة إلى الاختيار المسئول بحق نفسي ورئتيّ وصدري ومخي المفكر بل وحياتي كلها حتى الشق المادي منها ، ولهذا قلت أنني غير نادم عليها لأنها تجربة صفعتني في النهاية ولكنها لم تدمني .
مع أنني لم أنزف منها إلا أن قوة الصفعة لا زالت تؤلمني بشدة حتى الآن، وتحذرني من مجرد الحلم بتكرار محاولة العبث مرة أخرى، بل وحتى تحذرني من مجرد الاقتراب من العابثين (المدخنين) أو الجلوس بقربهم.
ولكن قد يندم آخرون ولا أتمنى أن يحدث هذا لأي أحد.
ولو سألني أحد عن خليلي السابق "الدخان" لما وسعني سوى أن أقول :
فاجتنبوه لعلكم تفلحون.
أراكم بعد حين