مرحباً للجميع :
قد يستغرب البعض إذا قلت لهم أني متابع في معظم الأحيان للقرضاوي في برنامجه الشريعة والحياة الذي يبث على قناة الجزيرة لجملة أسباب منها :
1- خفة ظل الشيخ وربما فكاهية الطروحات الدينية لا أعلم بالضبط ، واقتراب البرنامج إلى الفكاهة منه إلى الجدية .
2- معرفة السياسة (المرحلية ) التي تنتهجها هذه القناة في الخطابات الموجهة للشارع العربي .
3- معرفة قضايا الساعة التي تشغل بال الإسلاميين .
من هنا لا بأس أن نعلق بضع تعليقات بسيطة على طرح القرضاوي "الدوجماطيقي" في مقدمة كتابه التي نقلها إلينا زميلنا عاشق والتي لا تحتاج إلى مفكر بوزن فؤاد زكريا ... والسؤال إذا كانت مقدمة بسيطة لم يأخذ تحليلها منا وقتاً أظهرت إشكاليات عويصة في فكر القرضاوي فماذا يوجد في الكتاب ... ؟
وهل نستطيع أن نستنتج على طريقة القرضاوي (أن الكتاب يقرأ من عنوانه ) مضمون طرح القرضاوي ... ؟
طبعاً التعليقات الواردة هنا فقط على المقدمة حتى لا يتبادر لذهن أحد أننا نحكم على كتاب من مقدمته ...
أما التعليق على الكتاب فتلك مصيبة أخرى ...!!
اقتباس:مقدمه كتاب الإسلام والعلمانية وجها لوجه للشيخ يوسف القرضاوى , وهو موجه بالاساس للرد على افكار المرحوم الدكتور فؤاد زكريا ........
مقدمة
.
.
.
1. أن الكاتب لم يكن يحمل قلما للحوار، بل سيفا للهجوم، واستغل المساحة الكبيرة، المعطاة له في الصحيفة، للتشكيك في المسلمات الأولية عند الأمة الإسلامية، طوال أربعة عشر قرنا من الزمان، حتى اجترأ على التشكيك في أن الشريعة من عند الله! وزعم أن كل ما هو إلهي، ينقلب بشريا صرفا، بمجرد تفسيره وتطبيقه، ومعنى هذا أنه لا فائدة، ولا مبرر أن ينزل الله للناس كتابا، أو يلزمهم بشريعة، يبعث بها رسولا.
يبدو أن الشيخ يستعين بالزمن وبالله لإثبات صدق "المسلمات الأولية " ولم يلتفت إلى أن الزمن والله خانا الكنيسة من قبله في مواجهة العلمانية ...
اقتباس:إن القرآن ذكر في جدال أهل الكتاب أدبين رئيسيين:
الأول: أن يكون بالتي هي أحسن، فلو كان هناك أسلوبان، أحدهما: حسن، والآخر: أحسن منه، لوجب أن نستعمل الذي هو أحسن.
الثاني: التذكير بنقاط الاتفاق، التي من شأنها أن تجمع، ولا تفرق.
الحوار الفكري عادة لتحريك العقول وحضها على التفكير وإبراز الاختلاف على عكس الحوار السياسي ... يبدو أن الشيخ قد اعتقد نفسه مدعواً لحوار الأديان من أجل درء الفتنة ويريد أن يجمع ولا يفرق "فتذهب ريحكم" ...!!
اقتباس:وقد تبين لي ـ فيما بعد ـ أن هذه المقالات، التي جمعها صاحبها وأودعها ضمن كتاب له، خطط لها العلمانيون ضد الشريعة الإسلامية ودعاتها، فقد صدرت لهم عدة كتب، تهاجم الشريعة وفقهاءها قديما، والداعين إليها حديثا.
نظرية المؤامرة المغرمة بها شعوبنا معتقدة نفسها محور الكون ... وكل القضية تتلخص في أن العلمانيين متناقضين مع الشريعة الإسلامية وغير الإسلامية في الطروحات والأسس التي تستند إليها ...
اقتباس:وقد أشار إلى هذه المؤامرة المدبرة الكاتب المسلم اليقظ الأستاذ فهمي هويدي في مقالاته، التي تنشر في "الأهرام"، وفي عدد من الصحف العربية في الأردن والخليج، ونبه إلى أن هناك "تنظيمات متطرفة" للعلمانيين، ينبغي أن تدان، كما دينت تنظيمات دينية متطرفة، مثل التكفير والهجرة، وقال: إن الفرق بين الاثنين هو: أن الأولين "الدينيين" شباب مندفع، سلك طريقه على سبيل الخطأ، وأن الآخرين شيوخ مجربون ـ بعضهم محترفون ـ اتخذوا مواقعهم عمدا، ومع سبق الإصرار والترصد.
قال: وليس في الأمر مبالغة، فنحن نستطيع أن نرصد ـ خلال العاملين الأخيرين، على سبيل المثال ـ فريقا من هؤلاء، فرغ جهده، ونذر نفسه، للنيل من الشريعة، وتسفيه التجربة الإسلامية، وتحقير التاريخ الإسلامي ورموزه "أهرام 2/9/1986م".
مرة أخرى إنها المؤامرة ... فأي محاولة لتناول التاريخ أو أي تجربة بشكل نقدي يعتبر تسفيه وتحقير ونيل ... يبدو أن الشيخ لم يعلمه أحد أن النقد ينزع صفة القداسة المفترضة عن الطرح ليعريه ويدرسه من جميع جوانبه ويعالج إشكالياته ... كل القصة تتلخص في أنها مؤامرة ...!!
اقتباس:تكلم شيخنا الغزالي، ثم تكلم د. فؤاد زكريا، ثم تكلمت، ثم طلب الدكتور أن يعقب على كلامي، فأعطيت له الفرصة كاملة، فتكلم وأطال، وهو الوحيد الذي تكلم مرتين، برغم أن أكثر من في القاعة كانوا متضجرين من كلامه.
لقد حقق القرضاوي بما لا يقبل الشك بأن كلام فؤاد زكريا كان مضجراً "للجماهير " كما أحب أن يسميها القرضاوي ، وهذه نقطة تحسب لصالح طرح فؤاد زكريا في الحوارات الفكرية وليست ضده ... "فالجماهير" قد تستمتع بمبارة لكرة القدم ، بأغنية ، بمسلسل ، بفنانة على التلفزيون ولكنها لا تسمتع بحوار فكري ، أم ماذا رأيكم ..؟
اقتباس:ثم تكلم الكاتب المسلم الغيور، الأستاذ عادل حسين، رئيس تحرير جريدة الشعب، حيث صحح بعض ما ذكره عنه د. زكريا، وألقى الضوء على بعض النقاط المهمة، وتكلمت إحدى الحاضرات من مؤيدات العلمانية، كلاما، فيه كثير من التجني والإسفاف والخروج عن أدب الحوار، وثار عليها الجمهور،
جميل جداً ... المسلم الغيور يصحح ، والمؤيدة للعلمانية متجنية مسفة وخارجة عن آداب الحوار ... ألم تستنتجوا أن هناك إيحاء من نوع ما في توصيف المسلم الغيور (الذكر) والمؤيدة للعلمانية (الأنثى) المسفة والخارجة على الآداب ...
اقتباس:كانت هذه الندوة ندوة تاريخية مشهودة
ما التاريخي فيها بالضبط ...؟!
حتى ولو افترضنا أن الطرح العلماني تفوق وساد على مستوى الجماهير ... ما التاريخي فيها بالضبط ...؟
هي ندوة حوارية كأي ندوة ... ولا تعد أكثر من "خطوة" على طريق الحراك الفكري الممتد "لألف ميل" ...
آه ...ربما تاريخية لأن القرضاوي شارك فيها ... !!
اقتباس:والحق أن هذا لم يكن لضعفه ولا لقوتي، بل لضعف الباطل الذي نصب نفسه للمحاماة عنه، ولقوة الحق الذي كرمني الله بالدفاع عنه.
حسم الأمر لدى القرضاوي ... هذا ما يسمى بالدوجماطيقية لمن لا يعرف ...
اقتباس:وهب أن الندوة كانت في قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة القاهرة، بل هبها كانت في "استاد" القاهرة الدولي، وفتح الباب على مصراعيه للحضور، فأي الفريقين سيكون أكثر عددا، وأعز نفرا؟!
فريق الأهلي .... عفواً فريق الشيخ القرضاوي ، يبدو أن خلفية القرضاوي الثقافية تستند إلى الرياضة ومنطقه الفكري يعتمد منطق كرة القدم ...
اقتباس:إن أنصار الإسلام ـ ولا ريب ـ سيكونون هم الأكثرية العظمى. وستكون قلوب الجماهير الحاضرة وعقولها وآذانها مع التيار الإسلامي ودعاته.
تأكيداً للفكرة السابقة ... الندوات الحوارية هي مباريات كرة قدم بالنسبة للقرضاوي ليس أكثر ..!!
اقتباس:كما زعم أني كنت أرفع صوتي وأخفضه، للتأثير على عواطف الجمهور. وأنا ـ بحمد الله ـ أرفع صوتي دائما ولا أخفضه. وأسأله تعالى أن يجعل صوتي دائما عاليا، وأن يجعل علوه بالحق وللحق.
لا يحتاج فؤاد زكريا إلى أن يزعم ... فأسلوبك الفكاهي نراه كل يوم أحد في الشريعة والحياة على الجزيرة يا شيخ قرضاوي ...
اقتباس:أجل، سيظل الدكتور بعيدا عن عقول الجماهير، وقلوبهم معا، لأنه يحدثهم بمفاهيم مستجلبة من ديار أخرى، ومن قوم آخرين، فهم لها رافضون وعنها معرضون، لأنها مناقضة لدينهم وشريعتهم، وقيمهم وتاريخهم، وواقعهم.
صحيح بل تستطيع أن تقول يا شيخ قرضاوي أن كل حياتكم العصرية التي تعيشونها ووسائلها مستجلبة من "ديار أخرى" ... ولكن لم نستطيع استجلاب عقول لكم من "الديار الأخرى" تعتمد المنهج العلمي في التفكير ...
اقتباس:وسيعلم الدكتور أننا ـ دائما ـ أصحاب الحجة الأقوى، والمنطق الأسد، سواء حاضرنا أم كتبنا، لأننا نعبر عن الحق، الذي قامت به السموات والأرض، والحق أحق أن يتبع، وأولى أن يستمع، والباطل مهما انتفش واستطال، فهو لابد زائل (وقل جاء الحق، وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا).
الفكر الدوجماطيقي لمن لا يعرف تجلياته ...
شكراً للجميع ...