{myadvertisements[zone_1]}
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #41
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
سورة الفرقان

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً. (الفرقان:43)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

وهذا باطل لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكنه منع ضال من أن يتبع هواه. فلو فرضنا سيطرة الرسول على جسد هذا الضال بالقوة فلا يمكنه السيطرة على قلبه:
"{أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً} أي حافظاً تحفظه من اتباع هواه أي لست كذلك." (التفسير الكبير للرازي)

3- وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً. (الفرقان:63)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

ينفي الرازي وقوع النسخ في هنا فيقول:
"قال الكلبي وأبو العالية نسختها آية القتال ولا حاجة إلى ذلك لأن الإغضاء عن السفهاء وترك المقابلة مستحسن في العقل والشرع وسبب لسلامة العرض والورع."
ويقول النسفي في تفسيره:
"وقيل: نسختها آية القتال. ولا حاجة إلى ذلك فالإغضاء عن السفهاء مستحسن شرعاً ومروءة."
ويقول صاحب الظلال:
"وهم في جدهم ووقارهم وقصدهم إلى ما يشغل نفوسهم من اهتمامات كبيرة ، لا يتلفتون إلى حماقة الحمقى وسفه السفهاء ، ولا يشغلون بالهم ووقتهم وجهدهم بالاشتباك مع السفهاء والحمقى في جدل أو عراك ، ويترفعون عن المهاترة مع المهاترين الطائشين : { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا : سلاماً } لا عن ضعف ولكن عن ترفع؛ ولا عن عجز إنما عن استعلاء ، وعن صيانة للوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليق بالرجل الكريم المشغول عن المهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع."
وهذا حق لأن الله تعالى يسرد صفات المؤمن ومن ثم لا يمكن تغييرها ومنها إعراضه عن السفهاء الجهلة وإلا بادلنا هؤلاء الجاهلين أسلوبهم المتدني وهذا ينال من عرض المؤمن ووقاره.

4- َالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً. (الفرقان:68)
قالوا أن ناسختها:
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً. (النساء:93)
مستشهدين بـ:
- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى، - وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ - عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ أَلِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا مِنْ تَوْبَةٍ قَالَ لاَ ‏.‏ قَالَ فَتَلَوْتُ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي الْفُرْقَانِ ‏{‏ وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ‏}‏ إِلَى آخِرِ الآيَةِ ‏.‏ قَالَ هَذِهِ آيَةٌ مَكِّيَّةٌ نَسَخَتْهَا آيَةٌ مَدَنِيَّةٌ ‏{‏ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا‏}‏ ‏.‏
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَمَّنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ثُمَّ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ‏.‏ قَالَ وَيْحَهُ وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ يَجِيءُ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقٌ بِرَأْسِ صَاحِبِهِ يَقُولُ رَبِّ سَلْ هَذَا لِمَ قَتَلَنِي"‏.‏ وَاللَّهِ لَقَدْ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّكُمْ ثُمَّ مَا نَسَخَهَا بَعْدَ مَا أَنْزَلَهَا.

وهذا خطأ بيِّن لا ريب فيه لأنه يتعارض مع نص القرآن الصريح كما شرحنا من قبل:
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) (الفرقان)
فإذا كان الله فتح التوبة من كل هذه الكبائر والذنوب بما فيها القتل العمد وقتل النفس عامة مؤمنة كانت أو غير ذلك، فمن باب أولى يكون المسلم القاتل لأخيه عمدًا له توبة عليه أن يسارع إليها ويستغفر الله ربه ويكثر من العمل الصالح إثباتًا لصدق نيته. ويكون سيدنا ابن عباس بريء من الفتوى التي وضعت على لسانه.

سورة الشعراء آية واحدة

وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ. (الشعراء:224)
قالوا أن ناسختها:
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. (الشعراء:227)

والاستثناء ليس بنسخ بمعنى محو. بل إن الأولين كانوا يقصدون به الاستثناء والتخصيص والبيان وما إلى ذلك، ولم يقصدوا منه المحو البتة كما دللنا على ذلك من قبل.

سورة النمل آية واحدة

وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ. (النمل:92)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

الأولى الأولى تعطي خبرًا وهو أن سيدنا محمد من المنذرين، وهو بالفعل كذلك. والخبر لا ينسخ كما أسلفنا وإلا هل صار سيدنا محمد ليس بمنذر وهي السمة الأساسية لأي رسول بعثه الله. والله يقول:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (56) سورة الفرقان
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ} (24) سورة فاطر
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (65) سورة ص

سورة القصص 1 آية

وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ. (القصص:55)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

يقول الإمام الرازي:
"قال قوم نسخ ذلك بالأمر بالقتال وهو بعيد لأن ترك المسافهة مندوب، وإن كان القتال واجباً."
كما أن الآية لا تشير إلى اعتداء مسلح على المسلمين وإنما تشير إلى الأذى الشفاهي. وقد فرق الله بين الأذى باللسان ومحاربة المسلمين:
{لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} (111) سورة آل عمران

سورة العنكبوت 1 آية .

1- وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. (العنكبوت:46)
قالوا أن ناسختها:
قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ. (التوبة:29)

الآية تأمرنا بالجدال الحسن مع أهل الكتاب ولا تنهى عن التبادل الثقافي معهم لتبصيرهم بالدين الحق. والآية الثانية تفرض الجزية على أهل الكتاب القاطنين في الدولة الإسلامية، على القادر منهم فقط، مقابل خدمات كثيرة، وإذا كان مشتركًا في جيش المسلمين أعفي من الجزية وهي مقدار بسيط للغاية من المال سنويًا. يقول الطبري في تفسيره:
"وقال آخرون: معنى ذلك:(وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتابِ) الذين قد آمنوا به، واتبعوا رسوله فيما أخبروكم عنه مما في كتبهم( إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) فأقاموا على كفرهم، وقالوا: هذه الآية محكمة، وليست بمنسوخة."
ويقول ابن عطية في تفسيره:
"وقوله تعالى على هذا التأويل {إلا الذين ظلموا} يريد به من بقي على كفره منهم، كمن كفر وغدر من قريظة والنضير وغيرهم، والآية على هذا محكمة غير منسوخة."
ويقول الألوسي موضحًا المعنى الذي يثبت عدم وجود نسخ البتة:
"{تجادلوا أَهْلَ الكتاب} من اليهود والنصارى ، وقيل : من نصارى نجارن {إِلاَّ بالتى هِىَ أَحْسَنُ} أي بالخصلة التي هي أحسن كمقابلة الخشونة باللين، والغضب بالكظم، والمشاغبة بالنصح، والسورة بالإناة كما قال سبحانه: {ادفع بالتى هِىَ أَحْسَنُ} [المؤمنون : 96] {إِلاَّ الذين ظَلَمُواْ مِنْهُمْ} بالافراد في الاعتداء والعناد ، ولم يقبلوا النصح، ولم ينفع فيهم الرفق فاستعملوا معهم الغلظة."

سورة السجدة 1 آية

1- فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ. (السجدة:30)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:5)

يقول الطبري شارحًا ومثبتًا أنه لا وجود للنسخ البتة:
"والصواب من القول في ذلك قول من قال: معناه: ويقولون: متى يجيء هذا الحكم بيننا وبينكم، يعنون العذاب، يدلّ على أن ذلك معناه قوله:(قُلْ يَوْمَ الفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ) ولا شكَّ أن الكفار قد كان جعل الله لهم التوبة قبل فتح مكة وبعده، ولو كان معنى قوله:(مَتى هَذَا الفَتْحُ) على ما قاله من قال: يعني به فتح مكة، لكان لا توبة لمن أسلم من المشركين بعد فتح مكة، ولا شكّ أن الله قد تاب على بشر كثير من المشركين بعد فتح مكة، ونفعهم بالإيمان به وبرسوله."
10-01-2006, 06:00 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #42
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
سورة الأحزاب 3 آيات

1- وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً. (الأحزاب:48)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

وهذا افتراء مبين لأن سورة التوبة تشهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للمنافقين وأن آخر سورة التوبة طرحت احتمال إستمرار الكافرين والمنافقين في التولي عن رسول الله ودعوته.

وسأتوقف عن مناقشة ما يزعم المفترون الجهلة من ان هناك آية تسمى "آية السيف" نسخت 140 آية دفعة واحدة ثم نُسِخَت هي ذاتها وسأخصص مداخلات لمناقشة كل هذا وتفنيده إلى غير رجعة بعد ان انتهي من غيرها من الآيات إلى نهاية القرآن الكريم بعون الله عز وجل

2- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً. (الأحزاب:49)
قالوا أن ناسختها:
وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. (البقرة:237)

ليت شعري أي عقول هذه التي تقول أن هناك نسخ في الآية الأولى. فهي تبين أنه لا عدة للفتاة المطلقة الغير مدخول بها لانعدام وجود حمل بالطبع. وتأمرنا الآية بأن نمتعهن بمعنى أن نعطيهن حقوقهن التي تحددها الآية الثانية بنصف ما فرضنا لهن.

3- لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً. (الأحزاب:52)
قالوا أن ناسختها:
تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً. (الأحزاب:51)

وهذا باطل لأنه لا يمكن للآية 51 أن تمحو الآية 52 لأن السابق لا يمحو اللاحق. في الآية 51 يبيح الله لرسوله حرية التصرف وعدم القسم مع أزواجه فبإمكانه ان يختار هذه أو أن يؤجل هذه دون قسم كما كان يقسم لياليه بينهن من قبل. أي أن يتصرف الرسول صلى الله عليه وسلم بعيدًا عن الروتين اليومي الذي يمكن ان يصيب نساءه بالملل وأن يكون المبيت عشوائيًا بحيث في النهاية يصيب الجميع وبالعدل. يقول الحق عز وجل:

يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي ءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(50)تُرْجِي تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا ءَاتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا(51)لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا(52) (الأحزاب)

ويقول الطبري نافيًّا وقوع النسخ هنا:

"قوله( لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ ) عقيب قوله( إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ) وغير جائز أن يقول: قد أحللت لك هؤلاء ولا يحللن لك إلا بنسخ أحدهما صاحبه، وعلى أن يكون وقت فرض إحدى الآيتين، فعل الأخرى منهما. فإذ كان ذلك كذلك ولا دلالة ولا برهان على نسخ حكم إحدى الآيتين حكم الأخرى، ولا تقدم تنزيل إحداهما قبل صاحبتها، وكان غير مستحيل مخرجهما على الصحة، لم يجز أن يقال: إحداهما ناسخة الأخرى. وإذا كان ذلك كذلك، ولم يكن لقول من قال: معنى ذلك: لا يحل من بعد المسلمات يهودية ولا نصرانية ولا كافرة، معنى مفهوم، إذ كان قوله(مِنْ بَعْدُ) إنما معناه: من بعد المسميات المتقدم ذكرهن في الآية قبل هذه الآية، ولم يكن في الآية المتقدم فيها ذكر المسميات بالتحليل لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ذكر إباحة المسلمات كلهن، بل كان فيها ذكر أزواجه وملك يمينه الذي يفيء الله عليه، وبنات عمه وبنات عماته، وبنات خاله وبنات خالاته اللاتي هاجرن معه، وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي، فتكون الكوافر مخصوصات بالتحريم، صح ما قلنا في ذلك، دون قول من خالف قولنا فيه."

ويقول البغوي:

"قال عكرمة، والضحاك: معنى الآية لا يحل لك النساء إلا اللاتي أحللنا لك وهو قوله: "إنا أحللنا لك أزواجك" الآية، ثم قال: "لا يحل لك النساء من بعد"، إلا التي أحللنا لك بالصفة التي تقدم ذكرها."

ويقول الإمام الشوكاني في "فتح القدير":

"وقد اختلف أهل العلم في تفسير هذه الآية على أقوال : الأوّل : أنها محكمة ، وأنه حرّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوّج على نسائه؛ مكافأة لهنّ بما فعلن من اختيار الله ورسوله والدار الآخرة ، لما خيرهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله له بذلك ، وهذا قول ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة والحسن وابن سيرين ، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وابن زيد وابن جرير. وقال أبو أمامة بن سهل بن حنيف : لما حرّم الله عليهنّ أن يتزوجن من بعده حرّم عليه أن يتزوّج غيرهن . وقال أبيّ بن كعب وعكرمة وأبو رزين : إن المعنى : لا يحل لك النساء من بعد الأصناف التي سماها الله ."

وعلى هذا فلا نسخ في الآيات لأن الأصل كما قال الإمام الرازي هو عدم النسخ.

يتبع
10-01-2006, 06:04 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #43
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ. (الدخان:59)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

من المعروف أن أي حكم يتم إلى مدته وغايته لا نقول بنسخه. فإذا كان المعنى أن الله يأمر نبيه أن يرقب مصير هؤلاء المشركين، فقد فعل ذلك رسول الله صلى الله حتى رأى عاقبة الذين كفروا، وعلى هذا فلا نسخ. يقول ابن كثير في تفسيره:
"{ فَارْتَقِبْ } أي: انتظر { إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ } أي: فسيعلمون (4) لمن يكون النصر والظفر وعُلُو الكلمة في الدنيا والآخرة، فإنها لك يا محمد ولإخوانك من النبيين والمرسلين ومن اتبعكم من المؤمنين، كما قال تعالى: { كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } [ المجادلة: 21 ]، وقال تعالى: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [ غافر: 51 ، 52]."

قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ. (الاحقاف:9)
قالوا أن ناسختيها:
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً. (الفتح:2)
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً. (الأحزاب:47)

فهم هؤلاء الذين وصفهم الإمام الغزالي رحمه الله بالحمق أن عبارة "وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ" قد نسخت وانمحت لأن الرسول عرف ما يفعل به وهو مغفرة ذنبه وإتمام نعمة الله عليه، وعلم ما يفعل بهم فبشرهم بفضل كبير من الله. إن عبارة "وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ" تعني أقدار الله كافة في الدنيا والآخرة خيرًا وشرًّا. يقول الحق عز وجل في هذا المعنى:
{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (188) سورة الأعراف

فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ. (محمد:4)
قالوا أن ناسختها:
( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:5)

فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ. (قّ:39)
مستشهدين بتفسير ابن كثير:
يَعْنِي الْمُكَذِّبِينَ اِصْبِرْ عَلَيْهِمْ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك قَبْل طُلُوع الشَّمْس وَقَبْل الْغُرُوب " وَكَانَتْ الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة قَبْل الْإِسْرَاء ثِنْتَانِ قَبْل طُلُوع الشَّمْس فِي وَقْت الْفَجْر وَقَبْل الْغُرُوب فِي وَقْت الْعَصْر وَقِيَام اللَّيْل كَانَ وَاجِبًا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أُمَّته حَوْلًا ثُمَّ نُسِخَ فِي حَقّ الْأُمَّة وُجُوبه ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ نَسَخَ اللَّه تَعَالَى ذَلِكَ كُلّه لَيْلَة الْإِسْرَاء بِخَمْسِ صَلَوَات وَلَكِنْ مِنْهُنَّ صَلَاة الصُّبْح وَالْعَصْر فَهُمَا قَبْل طُلُوع الشَّمْس وَقَبْل الْغُرُوب.

وهذا خطأ لأن ابن كثير نفسه يشهد أن صلاة الصبح (قبل طلوع الشمس) وصلاة العصر (قبل الغروب) ضمن الصلوات الخمس المفروضة. كما أن التسبيح غير الصلاة. ونحن نسبح الله في الصلوات الخمس في الركوع "سبحان ربي العظيم"، وفي السجود "سبحان ربي الأعلى". ويمكن للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته ان يسبحوا الله ويذكروه كيفما وأينما ومتى شاءوا:
{وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (42) سورة الأحزاب
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} (41) سورة الأحزاب

وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى. (لنجم:39)
قالوا أن ناسختها:
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ. (الطور:21)

وهذا فهم مريض من دعاة الناسخ والمنسوخ لأن الله هنا يتكلم عن ذرية مؤمنة سارت على الإيمان والصلاح فألحقهم الله بآبائهم المؤمنين الصالحين ثوابًا على أعمالهم الصالحة هذه وجزاهم على سعيهم المشكور.
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. (لنجم:29)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

يقول الإمام الرازي:
"{ فَأَعْرَضَ } منسوخ بآية القتل وهو باطل ، فإن الأمر بالإعراض موافق لآية القتال، فكيف ينسخ به؟ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مأموراً بالدعاء بالحكمة والموعظة الحسنة، فلما عارضوه بأباطيلهم قيل له {وجادلهم بالتى هِىَ أَحْسَنُ} [ النحل : 125 ] ثم لما لم ينفع ، قال له ربه: فأعرض عنهم ولا تقابلهم بالدليل والبرهان، فإنهم لا يتبعون إلا الظن، ولا يتبعون الحق، وقابلهم بالإعراض عن المناظرة بشرط جواز المقابلة، فكيف يكون منسوخاً."

فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ. (القمر:6)
قالوا أن ناسختها:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة:5)

يقول الإمام الرازي:
"قوله تعالى : { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } قد ذكرنا أن المفسرين يقولون إلى قوله : { تَوَلَّ } منسوخ وليس كذلك ، بل المراد منه لا تناظرهم بالكلام."

الآيات المنسوخة بسورة المجادلة و عددها 1 آية

يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة. (المجادلة: 12)
قالوا أن ناسختها:
أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات. فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله. (المجادلة: 13).

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)

عبارة "فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" في الآية الأولى تجعل الأمر اختياريًّا، ومن ثم لا نسخ.

مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. (الحشر:7)
قالوا أن ناسختها:
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. (لأنفال:41)

شرحنا ذلك من قبل. يقول البغوي في تفسيره:
"قد ذكرنا في سورة الأنفال حكم الغنيمة وحكم الفيء. إن مال الفيء كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته يضعه حيث يشاء وكان ينفق منه على أهله نفقة سنتهم ويجعل ما بقي مجعل مال الله."

فأموال الفيء تختلف عن أموال الغنائم. لذلك يقول الحق عز وجل بشأن الفيء: "مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ ... مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى". ويقول بشان الغنائم "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ". أي أن الله ينسب الفيء لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو الأموال التي تأتي لرسول الله عليه الصلاة والسلام بدون قتال من جيش المسلمين، وينسب الغنائم للمسلمين عامة فيقول "غَنِمْتُمْ" وهي أموال تاتي عن طريق الحرب والقتال. فأموال الفيء وضعها الله في يد رسوله يوزعها كيف يشاء. وقد كان يوزعها الرسول بين المسلمين خاصة أهله والجنود والفقراء والمساكين وذوي الحاجة. ويُقَسِّم الغنائم بين المقاتلين ما عدا الخمس ينفقه الرسول في وجوه الخير.

يتبع
10-02-2006, 04:01 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #44
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
1- {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} (4) سورة محمد
قالوا أن ناسختها:
{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (5) سورة التوبة

الآية الثانية خاصة بقتال المشركين الناكثين لعهدهم. والآية الأولى تتعامل مع حالة ما بعد القتال وتخيِّر قادة المسلمين بشأن أسرى الحرب. وقد قدم المن على الفداء لأنه الأفضل والأولى وهذا تأكيد لمكارم الأخلاق:
{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (8) سورة الإنسان
ومن ثم لا تعارض بين الآيتين، فلا نسخ.

2- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. (الممتحنة:10)
وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ. (الممتحنة:11)

لنتعرف على معنى الآيات أولًا:
{ ياأيها الذين ءَامَنُواْ إِذَا جَاءَكُمُ المؤمنات } بألْسُنِهِنَّ { مهاجرات } من الكفار بعد الصلح معهم في الحديبية على أن من جاء منهم إلى المؤمنين يُرَدُّ { فامتحنوهن } بالحلف أنهنّ ما خرجن إلا رغبة في الإِسلام لا بغضاً لأزواجهنّ الكفار ولا عشقا لرجال من المسلمين كذا كان صلى الله عليه وسلم يحلفهن { الله أَعْلَمُ بإيمانهن فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ } ظننتموهنّ بالحلف { مؤمنات فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ } تردّوهنّ { إِلَى الكفار لاَهُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَهُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَءَاتُوهُم } أي أعطوا الكفار أزواجهنّ { مَّا أَنفَقُواْ } عليهنّ من المهور { وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ } بشرطه { إِذَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } مهورهنّ { وَلاَ تُمْسِكُواْ } بالتشديد والتخفيف { بِعِصَمِ الكوافر } زوجاتكم لقطع إسلامكم لها بشرطه أو اللاحقات بالمشركين مرتدات لقطع ارتدادهنّ نكاحكم بشرطه { وَسْئَلُواْ } اطلبوا { مَا أَنفَقْتُم } عليهنّ من المهور في صورة الارتداد ممن تزوجن من الكفار { وَلْيسْئَلُواْ مَا أَنْفَقُواْ } على المهاجرات كما تقدم أنهم يؤتونه { ذَلِكُمْ حُكْمُ الله يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ } به { والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ } . (الجلالين)

القائلون بالنسخ حجتهم:
"وهذه الآية منسوخة قد انقطع حكمها بعد الفتح." (فتح القدير للشوكاني)

وهذا خطأ لأن زول ظرف الحكم لا يحتم نسخه فقد يتكرر الظرف في زمن آخر أو مكان آخر.
ويقول تفسير الماوردي:
"وقال عطاء بل حكمها ثابت."

فحكم الآية والتي بعدها ثابت لأنه يمكن لهذا الأمر أن يقع في عصرنا هذا فنطبق هذه الأحكام كما طبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول صاحب الظلال:
"وقد ورد في سبب نزول هذه الأحكام أنه كان بعد صلح الحديبية الذي جاء فيه: «على ألا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا» . . فلما كان الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه بأسفل الحديبية جاءته نساء مؤمنات يطلبن الهجرة والانضمام إلى دار الإسلام في المدينة؛ وجاءت قريش تطلب ردهن تنفيذاً للمعاهدة . ويظهر أن النص لم يكن قاطعاً في موضوع النساء ، فنزلت هاتان الآيتان تمنعان رد المهاجرات المؤمنات إلى الكفار ، يُفتنّ في دينهن وهن ضعاف .
ونزلت أحكام هذه الحالة الدولية معها ، تنظم التعامل فيها على أعدل قاعدة تتحرى العدل في ذاته دون تأثر بسلوك الفريق الآخر ، وما فيها من شطط وجور . على طريقة الإسلام في كل معاملاته الداخلية والدولية .
وأول إجراء هو امتحان هؤلاء المهاجرات لتحري سبب الهجرة ، فلا يكون تخلصاً من زواج مكروه ، ولا طلباً لمنفعة ، ولا جرياً وراء حب فردي في دار الإسلام!
قال ابن عباس : كان يمتحنهن : بالله ما خرجت من بغض زوج ، وبالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض ، وبالله ما خرجت التماس دنيا ، وبالله ما خرجت إلا حباً لله ورسوله .
وقال عكرمة : يقال لها : ما جاء بك إلا حب الله ورسوله ، وما جاء بك عشق رجل منا ، ولا فراراً من زوجك .
وهذا هو الامتحان . . وهو يعتمد على ظاهر حالهن واقرارهن مع الحلف بالله . فأما خفايا الصدور فأمرها إلى الله ، لا سبيل للبشر إليها : { الله أعلم بإيمانهن . . } فإذا ما أقررن هكذا { فلا ترجعوهن إلى الكفار } . .
{ لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن } . .
فقد انبتت الوشيجة الأولى : وشيجة العقيدة . . فلم تعد هناك وشيجة أخرى يمكن أن تصل هذه القطيعة . والزوجية حالة امتزاج واندماج واستقرار ، لا يمكن أن تقوم إذا انقطعت هذه الوشيجة الأولى . والإيمان هو قوام حياة القلب الذي لا تقوم مقامه عاطفة أخرى ، فإذا خوى منه قلب لم يستطع قلب مؤمن أن يتجاوب معه ، ولا أن يأنس به ، ولا أن يواده ولا أن يسكن إليه ويطمئن في جواره . والزواج مودة ورحمة وأنس وسكن .
وكان الأمر في أول الهجرة متروكاً بغير نص ، فلم يكن يفرق بين الزوجة المؤمنة والزوج الكافر؛ ولا بين الزوج المؤمن والزوجة الكافرة ، لأن المجتمع الإسلامي لم يكن قد استقرت قواعده بعد .
فأما بعد صلح الحديبية أو فتح الحديبية كما يعتبره كثير من الرواة فقد آن أن تقع المفاصلة الكاملة؛ وأن يستقر في ضمير المؤمنين والمؤمنات ، كما يستقر في واقعهم ، أن لا رابطة إلا رابطة الإيمان ، وأن لا وشيجة إلا وشيجة العقيدة ، وأن لا ارتباط إلا بين الذين يرتبطون بالله .
ومع إجراء التفريق إجراء التعويض على مقتضى العدل والمساواة فيرد على الزوج الكافر قيمة ما أنفق من المهر على زوجته المؤمنة التي فارقته تعويضاَ للضرر . كما يرد على الزوج المؤمن قيمة ما أنفق من المهر على زوجته الكافرة التي يطلقها من عصمته .
وبعد ذلك يحل للمؤمنين نكاح المؤمنات المهاجرات متى آتوهن مهورهن . . مع خلاف فقهي : هل لهن عدة ، أم لا عدة إلا للحوامل حتى يضعهن حملهن؟ وإذا كانت لهن عدة فهل هي عدة المطلقات . . ثلاثة قروء . . أم هي عدة استبراء للرحم بحيضة واحدة؟
{ وآتوهم مآ أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذآ آتيتموهن أجورهن . ولا تمسكوا بعصم الكوافر ، واسألوا مآ أنفقتم وليسألوا مآ أنفقوا } .
ثم يربط هذه الأحكام كلها بالضمانة الكبرى في ضمير المؤمن . ضمانة الرقابة الإلهية وخشية الله وتقواه :
{ ذلكم حكم الله يحكم بينكم ، والله عليم حكيم } . .
وهي الضمانة الوحيدة التي يؤمن عليها من النقض والالتواء والاحتيال . فحكم الله ، هو حكم العليم الحكيم . وهو حكم المطلع على ذوات الصدور . وهو حكم القوي القدير . ويكفي أن يستشعر ضمير المسلم هذه الصلة ، ويدرك مصدر الحكم ليستقيم عليه ويرعاه . وهو يوقن أن مرده إلى الله.
فإذا فات المؤمنين شيء مما أنفقوا، بامتناع الكوافر أو أهليهن من رد حق الزوج المؤمن كما حدث في بعض الحالات عوضهم الإمام مما يكون للكافرين الذين هاجرت زوجاتهم من حقوق على زوجاتهم في دار الإسلام ، أو مما يقع من مال الكفار غنيمة في أيدي المسلمين:
{ وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا } ويربط هذا الحكم وتطبيقاته كذلك بالضمان الذي يتعلق به كل حكم وكل تطبيق:
{ واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون }. .
وهي لمسة للمؤمنين بالله عميقة الأثر في القلوب.
وهكذا تكون تلك الأحكام بالمفاصلة بين الأزواج تطبيقاً واقعياً للتصور الإسلامي عن قيم الحياة وارتباطاتها؛ وعن وحدة الصف الإسلامي وتميزه من سائر الصفوف؛ وعن إقامة الحياة كلها على أساس العقيدة، وربطها كلها بمحور الإيمان؛ وإنشاء عالم إنساني تذوب فيه فوارق الجنس واللون واللغة والنسب والأرض. وتبقى شارة واحدة تميز الناس."

3- سورة المزمل : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ {1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا {2} نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا {3} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا {4}
قالوا أن نواسخها:
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {20}.

قول الحق عز وجل "قُمِ اللَّيْلَ" هو فرض فرضه الله على رسوله فقط. وظل الرسول يقيم هذا الأمر طيلة حياته. أما بشأن المسلمين فإن الله لم يامرهم بهذا، بل قال "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ... وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ"، وعلم الله بالشيء لا يدل على أن الله أمر به. ولو كان الله أمر به لفعله جميع المؤمنين وليس طائفة منهم فقط. وعبارة "وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ" لا يدل على طائفة محددة هي التي كانت تقوم الليل مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، بل تعني أن المؤمنين لم يكونوا منتظمين في هذا، بل تتكون منهم مجموعة كل يوم يقيمون صلاة الليل مع النبي. والذين يقولون أن عبارة "فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ" ناسخة قد فهموا خطأً لأن هذا تخفيف وليس نسخ. وحجتنا ان الله يقول "عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ" دليل على أن الله لم يفرض عليهم صلاة الليل ومن ثم لم ينسخها ولكنه عز وجل خفف عنهم ما ألزموا به أنفسهم. وقد أثبتنا بالدليل القاصم أن تخفيف أمر من الأمور أو حكم من الأحكام لا يعني نسخه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (178) سورة البقرة

4- لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ. (التكوير:28)
قالوا أن ناسختها:
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ. (التكوير:29 )

لمن يشاء منكم أن يختار دين الحق لأنه الاستقامة ولكن تقدروا على هذا حتى يشاء الله لكم ان تختاروا. وقد شاء الله ذلك عندما منح الإنسان حرية الاختيار مع تحمل المسئولية. وقد ذكر الله هذا ليذكرنا أن مشيئتنا لم تخرج عن مشيئته وإرادته عز وجل فهو المهيمن المسيطر. يقول صاحب الظلال:
"وذلك كي لا يفهموا أن مشيئتهم منفصلة عن المشيئة الكبرى، التي يرجع إليها كل أمر. فإعطاؤهم حرية الاختيار، ويسر الاهتداء، إنما يرجع إلى تلك المشيئة. المحيطة بكل شيء كان أو يكون!"

يتبع (آية السيف كما يزعمون)
10-02-2006, 10:25 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #45
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
آية السيف
ادعى بعضهم ممن استحل الخوض في كتاب الله أن آية السيف نسخت ومحت 124 آية ثم صار آخرها ناسخًا لأولها بقوله "{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ}. وهذا خطأ لأن الاستثناء لا يصح أن يعد ناسخًا. ومن هؤلاء ابن سلامة الذي قال أن "فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ" نسخت قوله "فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ" وهذا جهل كبير لأن ما وقع فيه شرط لا يقع فيه نسخ (الناسخ والمنسوخ لابن سلامة. ص 51). أما أبو جعفر النحاس فقد جعلها تنسخ 113 موضعًا في كتاب الله (الناسخ والمنسوخ. أبو جعفر النحاس. ص 249)
ولكن لماذا سموها آية "السيف" مع أن هذه اللفظة لم ترد في القرآن الكريم البتة! والآية تشير إلى بعض المشركين الذي نقضوا عهدهم مع المسلمين. ذلك لنعلم أن يخوضون في كتاب الله بغير علم ولا هدى. ثم ألم يسألوا انفسهم لماذا يكرر الله الأمر لرسوله صلى الله عليه وسلم بالعفو والصفح وجميل الأخلاق والطباع 114 مرة ثم ينسخ كل هذا بآية واحدة؟ لماذا لم يذكر الله هذه الأخلاق الجميلة مرة أو مرتين للتذكير ثم يعلن محوها بآية السيف كما يزعمون؟
وقد أنكر ابن الجوزي هذا الفهم السقيم. يقول:
"وقد ذكر بعض من لا فهم له من ناقلي التفسير أن هذه الآية وهي آية السيف نسخت من القرآن 124 آية ثم صار آخرها ناسخًا لأولها." (نواسخ القرآن. ابن الجوزي. ص 157)
وسار السيوطي على هذا النهج. يقول:
"وبهذا يضعف ما لهج به كثيرون من أن الآية في ذلك منسوخة بآية السيف وليس كذلك بل هي من المنسأ بمعنى أن كل أمر يجب امتثاله في وقت ما لعلة تقتضي ذلك الحكم بل ينتقل بانتقال تلك العلة إلى حكم آخر وليس بنسخ إنما النسخ الإزالة للحكم حتى لا يجوز امتثاله." (الاتقان في علوم القرآن. السيوطي. ج2. ص 21).
ويضم ابن عثيمين صوته لأصوات العلماء الكثيرين الذي انكروا هذا البهتان:
"وكثير من أهل العلم –رحمهم الله- إذا أشكل عليهم الجمع بين الآيات أو تنزيل الآيات على الواقع قالوا هذه منسوخة، فتجدهم كلما مرت آية فيها مسالمة الكفار، أو العفو والصفح عنهم أو ما شابه ذلك قالوا هذه منسوخة بآية السيف، وهذا ليس بصحيح." (منهاج الوصول من علم الأصول. ابن عثيمين)
ويقول الشيخ المجدد محمد الغزالي رحمه الله:
"وقد رأيت من يستميت في تقرير أن الإسلام توسع بالسيف وأكره شعزبًا على الدخول فيه بالقوة. وفي سبيل ذلك يلغي أو ينسخ أكثر من 120 آية أولها قوله تعالى "{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} (البقرة 256)." (تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل).
بل يذهب البعض مثل الحسن وعطاء والضحاك والسدي إلى القول بأن آية السيف منسوخة بقول الله تعالى "فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء" (محمد 4) لأنهم فهموا قوله "فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ" قتل الأسرى ثم نسخ ذلك بالمن والفداء. وقد خالفهم مجاهد وقتادة وغيرهما وقالوا أن آية السيف ناسخة وأنه لا يجوز في أسرى المشركين إلا القتل.
والصحيح أن الآيتين محكمتان كما أسلفنا القول إذ أن القتل للمحاربين، والأسير في يد الإمام وهو مخير إن شاء مَنَّ عليه وإن شاء فداه وإن شاء قتله كما يُحَاكم مجرمو الحرب حاليًّا.

نظرة في آية السيف:
{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (5) سورة التوبة
ويرى البعض أن هذه ليست هي آية السيف، ويرون أنها الآية:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (36) سورة التوبة
أما قوله "فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ" ففيه عدة مسائل:

الأولى:
إن "المشركين" هنا هم الذين نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبرأ الله من عهدهم. لذلك قال مقاتل: "فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ" يعني هؤلاء الذي لا عهد لهم إلا خمسين يومًا (تفسير مقاتل بن سليمان. ج2. ص 35). وقال الزمخشري في تفسيره الكشاف: يعني الذين نقضوكم وظاهروا عليكم. وقال البيضاوي في تفسيره: أي الناكثين. وقال النسفي في تفسيره: "فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ" التي أبيح فيها للناكثين أن يسيحوا، وقوله "فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ" الذين نقضوكم وظاهروا عليكم. وكذلك قال ابن العربي في "أحكام القرآن. ج2. ص 902": "بقي تحت اللفظ من كان محاربًا أو مستعدًا للحرابة وتبين أن المراد بالآية اقتلوا المشركين الذين يحاربونكم." وقال الجصاص في مؤلفه "أحكام القرآن. ج3. ص 121": فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ، خاص في مشركي العرب دون غيرهم.
إذن لفظة "المشركين" هنا لفظة ليست عامة، وغنما خاصة بالذين نقضوا العهد مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. زيؤكد ذلك قول الله عز وجل: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} (6) سورة التوبة. فلو كان الكفر وحده علة القتل لما جاز أن يرد المشرك إلى مأمنه. فقد أمر الله تعالى أن يُعْرَض عليه الإسلام ثم يُؤَمَّن حتى يختار ما يشاء دون إكراه. فدل ذلك على أن علة القتل هي المحاربة ونقض العهد. كما يدل على هذا الفهم قول الله عز وجل:
{إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (4) سورة التوبة
فقد استثنى الله عز وجل هؤلاء الذين حافظوا على عهدهم ولم ينقضوه ولم يظاهروا على المسلمين. ثم يقول الحق عز وجل في الآية التالية:
{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } (7) سورة التوبة
دليل آخر على أن الكفر ليس علة القتل وأن آية السيف لم تنسخ آيات البر والعفو والصفح والخلق الكريم. إن الله تعالى قد بين سبب قتال هؤلاء غير نقضهم العهد ومحارتهم للمسلمين بشتى الطرق والوسائل. يقول عز وجل:
كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ(8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(9)لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) (التوبة)
أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(13) (التوبة)
فكل هذه الآيات تأكيد على أن الكفر ليس علة قتالهم بل نقضهم العهد واستمرارهم في محاربة الإسلام بكل وسيلة.

الثانية:
إذا كان الله ينوي قتل هؤلاء، لماذا يعطيهم مدة أربعة أشهر يمكن أن يستعدوا فيها كامل الاستعداد للمواجهة ويُأَلِبُوا على المسلمين؟! لذا أعطاهم الله هذه المدة حتى لا يتم قتلهم فليجون النار وهم عباده. فليعطهم الفرصة وهي إما الخروج من جزيرة العرب فيكون معهم فرصة أخرى للدخول في دين الله والعودة لدار الإسلام، وإما اعتناق الإسلام والبقاء في الجزيرة. والعجيب أن الغالبية العظمى منهم اختاروا الإسلام، ليس هم فقط، بل جاءت الوفود العربية من خارج الجزيرة تبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام دون قتال. وفي ذلك يقول الحق عز جل في السورة التي نزلت بعد سورة التوبة مباشرة:
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ(1)وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا(2)فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا(3) (النصر)

الثالثة:
إن قول الله عز وجل {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} أمر مرتبط بزمن وظروف معينة وليس أمرًا عامًا.

الرابعة:
لم يجعل الله قتل المشركين هو الحل الأوحد أمام المسلمين:
{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (5) سورة التوبة
فهناك كما نرى:

القتل
والأسر
والحصار
والمراقبة.

فمنهم من ارتكب في حق المسلمين جرائم، فهذا لابد من قتله لأنه مجرم حرب. ومنهم من نقض العهد ولم يقاتل المسلمين ولم يظاهر عايهم فتقع عليه عقوبة الأسر. ومنهم من قاتل المسلمين بعد أن نقض العهد وحاول الاحتماء بمكان معين، فهذا يتم حصاره. ومنهم المشكوك في أمره، فهذا يُرَاقَب ليقف المسلمون على حقيقته، وهو ما يعرف الآن بالتجسس. كل هذا يؤكد بما لايدع مجالًا لأدنى شك أن الكفر والشرك ليس علة القتل.
أما قوله: "وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً" فهو دعوة للدفاع عن النفس ضد هؤلاء الذين اعتبروا أن الإسلام إرهاب فقاموا بقتال المسلمين كافة في شتى بقاع المعمورة بشتى الطرق والوسائل العسكرية والاقتصادية والثقافية والسياسية. فعلى المسلمين قتالهم بنفس طريقتهم لقول الله عز وجل:
{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة
ويكون قتال المسلمين هنا ضد هؤلاء ليس بسبب الكفر والشرك وإنما بسبب عدوانهم على المسلمين. وهكذا ينهار الفهم السقيم لما يسمى زورًا بـ"آية السيف".

يتبع
10-03-2006, 04:23 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #46
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
[SIZE=4]وقفة حول آية:
{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256) سورة البقرة

ذكر الإمام الشوكاني في "فتح القدير" اختلاف العلماء فيها ما بين القول بنسخها بآية السيف أو بقول الله {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} (73) سورة التوبة، والقول بأنها محكمة لأن الله لم يجر أمر الإيمان على الإجبار والقسر ولكن على التمكين والاختيار كما قال الزمخشري مستشهدًا بقول الله تعالى:
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} (99) سورة يونس
وهذا حق لا ريب فيه لأن الله حكم بحرية الاختيار لعباده مع تحملهم مسئولية الحساب بين يديه:
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب
وأكد على هذا المعنى فقال:
{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا} (29) سورة الكهف
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (6) سورة الكهف
لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(3)إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ءَايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ(4) (الشعراء)
ومما يؤكد هذا الفهم قوله "قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ". فقد ظهرت كافة الدلائل التي يعلم بها العبد من عباد الله الحق ويميزه عن الباطل. ومن ثم لا إكراه في الدين بعد ظهور الحق بأدلته الدامغة وليختر الإنسان الحق أو الإصرار على الباطل فإنه محاسب. ولو كان الدين يقوم على الإكراه ما كان للحساب معنى وما كان ليوم القيامة مغزى.
أم قوله "{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} (193) سورة البقرة. فهنا فتنة قام بها أعداء المسلمين أرادوا بها الحيلولة بين المسلمين ودينهم. وهنا لابد من قتالهم ليكون الدين لله عند من اختاره، يدل على هذا قوله "فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ" أي إذا كفوا أيديهم عنكم فلا تقاتلوهم لأنه لا عدوان إلا على الظالمين لكفِّ ظلمهم عن عباد الله ولتوفير حرية الاختيار لهم الذي هو مبدأ ثابت من مباديء الإسلام وأسسه.
والآن مع:
وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا(89)إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا(90)سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91) (النساء)
إن قوله "إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ" يتعلق بالكافرين والمنافقين لا بالمسلمين الذين لم يتمكنوا من الهجرة بدليل قوله "وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ". وكانت الهجرة حينئذٍ لازمة للإيمان لزومًا بيِّنًا فلذلك استغنى بذكرها عن ذكره هنا. وكان هؤلاء يترصدون المسلمين ويقتلون من تمكنوا منه بدليل قوله "وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ" من خلال محاربتهم المسلمين لصدهم عن دينهم. فهؤلاء إن تولوا عن الإيمان إلى الكفر ومحاربة المسلمين لابد أن يطبق عليهم المسلمون ما فعلوه تجاه مشركي العرب ناقضي العهد مع الرسول عليه الصلاة والسلام. واستثنى الحق عز وجل منهم من لم يقم بقتال المسلمين. ومنهم من يوهم المسلمين بعدم قدرته على قتال قومه فإذا سنحت الفرصة خان المسلمين فعلى المسلمين أن لا يقاتلوه ولكن يحذروه. وهذا متوافق مع قول الحق عز وجل:
{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (8) سورة الممتحنة
وهذا هو مبدأ الإسلام في القتال وهو الأصل. ومن ثم لا تعارض بين الآيات البتة، فلا نسخ مطلقًا.

وقوله:
{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (61) سورة الأنفال
قال ابن عربي بعدم نسخها. يقول:
"قد بينا في غير موضع أن من شروط النسخ التعارض وهو الأول من شروطه والأوْلَى، وليس بين هاتين الآيتين تعارض لأن تقدير الكلام فيها يجيء على صورة صحيحة لا تعارض معها، وهو بأن يقال: قاتلوهم ولا تهنوا بدعائهم إلى الصلح فإن طلبوا هم ذلك فأجبهم. وتحجقيقه عندنا أن المسلمين إذا احتاجوا إلى الصلح جاز لهم عقده." (ابن عربي. الناسخ والمنسوخ. ص 136)
وقال الزمخشري نفس الشيء:
"والصحيح أن الأمر موقوف على ما يرى فيه الإمام صلاح الإسلام وأهله من حرب أو سلم، وليس بحتم أن يقاتلوا أبدًا، أو يجابوا إلى الهدنة أبدًا." (تفسير الكشاف. ج2. ص 225)
وقال السدي والقرطبي ومجاهد بعدم النسخ ودللوا بتاريخ الرسول والصحابة وإبرامهم للمعاهدات في وقت كان باستطاعتهم استئصال غير المسلمين عن بكرة أبيهم. لذلك رفض الطبري دعوى النسخ وكذلك ابن كثير.
وبالجملة فإن الله أمرنا بقتال من يقاتلنا لرد العدوان والدفاع عن النفس وأن نسالم من يسالمنا وأن ننشر دين الله بينهم بأساليب العصر الذي نعيش فيه ولا إكراه في الدين

يتبع
10-04-2006, 07:46 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #47
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
[SIZE=4][SIZE=6][CENTER]ما نستفيده من البحث[/CENTER]

1- أن المبدأ الرئيسي للقائلين بالناسخ والمنسوخ في كتاب الله هو إيمانهم بوجود تناقض في القرآن الكريم فعملوا على حل مشكلة فهمهم السقيم بهذا الأسلوب ووضعوا أنفسهم مكان الله او مكان رسوله صلى الله عليه وسلم فقالوا أن الله محى حكم آية كذا وأبدل المسلمين حكم آية كذا. وفي هذا افتئات على الله ورسوله. كما أن هذا تصديق لأنفسهم وتكذيب لكلام الله الذي يقول:
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء
ولو أنهم وقفوا عند ما يرونه تناقضًا ولم يخوضوا فيه ولم يحلوا لأنفسهم ارتكاب جريمة النسخ في كتاب الله، لكان خيرًا لهم وأحسن تأويلًا. ألم يقرأوا قول الحق عز وجل:
كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ(90)الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْءَانَ عِضِينَ(91)فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92)عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(93) (النحل)
وقول الله محذرًا من الخوض في آياته المتشابهة والوقوف عندها:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ(7)رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ(8) (آل عمران)

2- أن من هؤلاء من رأى أن التخفيف يمحو الحكم لا محالة فحكم بنسخ الأصل وإبقاء التخفيف وفي هذا إفساد يضر المجتمع الإسلامي الذي يمكنه أن يؤخذ بأصل الحكم او بالتخفيف حسب ظروفهم. وقد أثبتنا أن التخفيف لا يلغي الحكم البتة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (178) سورة البقرة

3- أن موضوع الناسخ والمنسوخ لم يقع فيه إجماع مطلقًا ويكفي أن الغالبية العظمى من الآيات التي يقولون عنها أن بها ناسخ ومنسوخ بزعمهم، اختلفوا فيها اختلافًا كبيرًا وذهبوا فيها مذاهب شتى. ولم لا وقد بنوا على أساس هار فكان البناء خاويًا.

4- أن من الخطأ أن أحرم قتل أخي بـ 220 رصاصة وأحل قتله بـ 10 رصاصات فقط لأنها عدد بسيط ربما لا تقتله. كذلك من يقول أن القرآن الكريم ليس به 220 آية منسوخة او اكثر وإنما به 10 آيات منسوخات فقط. فيكفيه أنه تأَلَّه على الله عز وجل وقال في كتاب الله باطلًا. فكيف علمت أن الله كان يقصد أن يمحو حكم تلك الآية بحكم هذه الآية. كيف علمت مقصد الله وهدفه؟ والله يقول:
سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116) (المائدة)

5- أن النسخ عند الأولين –على فرض أنهم تلفظوا به أصلًا- لا يعني المحو والإزالة، وإنما يقصدون به الاستثناء والتخصيص والبيان ..الخ، على العكس من الفهم الخاطيء للمتأخرين.

6- أن من العلماء من شهد بركاكة الصيغة اللغوية لما يسمى بآية الرجم، وثبت مخالفة رواية صحيح مسلم للتحليل اللغوي لآي القرآن الكريم، ومن ثم فمن يقول بعدم وجود الرجم في الإسلام يتكيء على أدلة قوية جدًا.

7- أن هذا البحث يثبت أنه لا مجال للمقارنة بين كتاب الله عز وجل وكتب الروايات. ومن الخطأ الفاحش محاولة التوفيق بينها وبين آي القرآن الكريم. بل من المفروض أن ما شذ متنه من هذه الروايات وتعارض تعارضًا ظاهرًا لا ريب فيه مع القرآن الكريم ضربنا به عرض الحائط لأن السنة جاءت شارحة للقرآن الكريم لا مزيدة عليه بأحكام جديدة. ومن ثم لابد للرواية الصحيحة أن تساير القرآن وتستظل بظله الوارف الكريم.

8- أن ما جاء في كتب الروايات هو critical أي قابل للنقد وإعادة النظر على مر الزمن. ولم لا وقد استخدم علماء الحديث مصطلحات دالة على هذا مثل "صحيح - حسن – ضعيف – ضعيف جدًا – موضوع".

9- أن العبرة في الرواية إنما يكون بمتنها بالدرجة الأولى لا بسندها. فإن تعارض المتن مع ما جاء في كتاب الله عز وجل فلا عبرة حينئذٍ بالسند. وما جاء في صحيح مسلم من شرح للفظة "السبيل" لخير دليل على كلامي هذا.

10- أن القائلين بالناسخ والمنسوخ استحلوا الكذب على الله ورسوله ثم على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. ويكفي أنهم قالوا أن ابن عباس قال بشان موضوع القبلة "َأَوَّلُ مَا نُسِخَ مِنَ الْقُرْآنِ الْقِبْلَةُ" والجميع يعلم أن التوجه لبيت المقدس لم ينزل به قرآنٌ البتة.

11- نسج الزاعمون بوجود الناسخ والمنسوخ روايات كذب على لسان بعض الصحابة مثل قول سيدنا علي بن أبي طالب لمن لا يعرف الناسخ والمنسوخ "هلكت". وهذا حتى لا يجرؤ مسلم يستخدم عقله على معارضتهم لأنه سيكون في نظر العامة خارج على تعاليم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

12- أن بعض الصحابة فهموا بعض ما جاء على لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام من دعاء وأمثاله، فهموا أنه قرآن ثم اتضح لهم أن ذلك ليس بقرآن البتة. وهذا يدل على ان الروايات وإن جاءت من أكثر من طريق لا تقوم حجة على كتاب الله عز وجل الذي جاء من الله لسيدنا جبريل لسيدنا محمد لجيله كله جميعًا فللامة كلها مرتلًا مسموعًا ليل نهار، ومكتوبًا كذلك.

13- أن وضعهم الروايات الكذب ونسبها لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يُظْهِر الصحابة بأنهم لم يفهموا رسالة رسولهم. وهذا ما يفهمه البعض. وهذا خطأ لأنه لم يثبت أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن آية واحدة أساء فهمها هؤلاء من أهل الفهم السقيم ورموها بالناسخ والمنسوخ.

14- من الخطأ عند دراسة القرآن الكريم الاعتماد على ما يسوقه المفسرون من روايات فمعظمها كاذب. بل لكي تدرس كتاب الله عز وجل دراسة صحيحة فعليك بعلوم اللغة والتحليل اللغوي للآيات ولتعلم أن القرآن يفسر بعضه بعضًا، فعليك أن تتبع اللفظة في الآيات التي وردت فيها سعيًا لمعرفة أكثر لمعناها ثم الاستعانة بقواميس اللغة وأولها لسان العرب.

[CENTER][SIZE=5]والسلام عليكم
ورحمة الله
وبركاته
10-04-2006, 05:29 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #48
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
سألني بعض إخواني عما إذا كان أحد من علماء الحديث ضَعَّفَ بعض أحاديث في البخاري ومسلم، فسألت أحد المتخصصين فأجابني بالإيجاب وذكر أن الدارقطني حكم بضعف 80 حديث في البخاري كما حكم بضعف بعض الأحاديث في البخاري العلامة الألباني. وأحيلكم إلى هذه الروابط لأهل التخصص:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.p...79797#post79797

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31103

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39926

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83678

وهذا شيئ طبيعي لأي عمل بشري، وإلا فإننا نرفع البشر إلى مصاف الآلهة التي لا تخطيء في نفس الوقت الذي لا ننزه كتاب الله عز وجل عما لا يليق به.

والسلام عليكم
10-08-2006, 04:16 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عبد التواب اسماعيل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 432
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #49
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
لقد اجتهدت وأحسنت وأبدعت ، وأخرجت لنا مرجعاً مهماً تطلب الكثير من البحث والجهد ، ليروي غلة الباحثين ، ويسد الطريق أمام الكثير من الجاهلين والذين في قلوبهم مرض، الذين لا يهمهم دين أو كتاب أو حقيقة وكل ما يريدون فقط أن يطفئوا نور الله بأفواههم فبارك الله فيك وجزاك خيراً عنا وعن جميع المسلمين.
وأتمنى أن تخرجه على شكل كتاب إلكتروني ،
وأدعوا الله أن يمدك بالعون والمزيد من الحكمة ، وأن يجعلنا شموعاً في دروب الحياة المظلمة .
وتحياتي لشخصك الكريم ،،، وفقك الله.
ـــــــــــــــــــــــ
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ{15} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{16}المائدة
10-11-2006, 03:26 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #50
أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
شكرًا أخي عبد التواب وبارك الله فيك وكل عام وأنت بخير

وجعل الله أعمالنا خالصة لوجهه الكريم

وإن شاء الله سأضع هذا في كتاب ألكتروني -وقد بدأته بالفعل-وسأضع لك رابطه هنا بإذن الله

والسلام عليكم
10-12-2006, 02:32 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  منهج الحوار في القرآن الكريم فارس اللواء 12 2,508 02-23-2012, 10:32 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الإعجاز في تحريف القرأن الكريم تمهيد مؤمن مصلح 117 29,616 11-16-2011, 10:51 PM
آخر رد: الفكر الحر
  تفسيرالقرآن الكريم والحقيقة العلمية السيد مهدي الحسيني 4 1,774 11-12-2011, 01:54 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  لفلم الوثائقى الألمانى الذى حطم أسطورة المسيح ابن الله الجواهري 0 773 09-29-2011, 05:59 PM
آخر رد: الجواهري
  التفسيرات الحرفية للقرآن الكريم …بقلم د.عبد الوهاب المسيري فارس اللواء 0 1,173 09-18-2011, 08:38 PM
آخر رد: فارس اللواء

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS