وأن محمدا رسول الله
صدرت مؤخرا الترجمة العربية لكتاب "وأن محمدا رسول الله" الذي قامت بتأليفه المستشرقة الألمانية آن ماري شميل Annemarie Schimmel ، قام بالترجمة عن اللغة الإنجليزية أ.د.عيسى العاكوب الأستاذ بقسم اللغة العربية، وقد نشر الكتاب باللغة الألمانية سنة 1981 ثم قامت المؤلفة بنشره باللغة الإنجليزية بعد إغنائه ببعض الإضافات سنة 1987، أما الترجمة العربية فقد نشرتها دار الهدى للنشر والتوزيع في طهران.
ويتألف كتاب "وأن محمدا رسول الله" الذي يقع في 503 صفحات من القطع الكبير من مقدمة للمؤلفة ومدخل واثني عشر فصلا، تحمل العناوين التالية بالترتيب: ملاحظات حول السيرة، محمد الأسوة الحسنة، المنزلة الفذة للنبي، خوارق ومعجزات، محمد الشفيع والصلاة عليه، أسماء النبي، نور محمد والتقليد الصوفي، الاحتفال بمولد النبي، معراج النبي، شعر المديح النبوي، الطريق المحمدي والتفسير الجديد لحياة النبي، النبي محمد في أعمال محمد إقبال، بالإضافة إلى ملحق في أسماء النبي عليه الصلاة والسلام، ومختصرات لبعض المصادر والمراجع المعتمدة، والحواشي والتعليقات، والمصادر والمراجع.
ويذكر أن المترجم الدكتور عيسى العاكوب قد ولد في محافظة الرقة السورية سنة 1950، وحصل على شهادة الدكتوراة في البلاغة والنقد من جامعة دمشق سنة 1984، ويعمل أستاذاً في البلاغة والنقد بقسم اللغة العربية في جامعة قطر منذ سنة 2002، صدر له أكثر من 24 كتاب ما بين مؤلف، ومترجم عن الإنجليزية والفارسية.
وكان الدكتور العاكوب قد سبق له ترجمة كتابين آخرين للمؤلفة وهما : "الشمس المنتصرة" والذي تضمن دراسة لآثار الشاعر الإسلامي الكبير مولانا جلال الدين الرومي ونشرته وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران سنة 2000م.
كما ترجم كتابها الآخر "أبعاد صوفية للإسلام" والذي صدر عن دار الملتقى السورية سنة 2006م، والذي يعد دراسة موسعة وموثقة عن تاريخ التصوف في الإسلام من حيث جذوره ورجاله وتياراته، وتعتمد فيه المؤلفة على كتب التصوف المرجعية القديمة والحديثة وبمختلف اللغات التي كتبت بها وخصوصاً الفارسية، وقد رحلت المؤلفة إلى مختلف البلاد لاسيما تركيا وباكستان والهند لتضمن ثقافة مسلميها في الكتاب.
وتعتبر المستشرقة الألمانية الدكتورة آن ماري شميل التي رحلت عن عالمنا في 28 يناير 2003 من جملة أولئك المستشرقين والعلماء الذين انجذبوا للحضارة والثقافة والتمدّن الإسلامي، وأبدوا احتراماً بالغاً – على الدوام – لهذه الحضارة ومنجزاتها.
كتبت الدكتورة شميل في حياتها ما يزيد على مائة كتاب، وقد أتقنت عددا من اللغات الشرقية مثل: العربية والفارسية والتركية والأردية والسندية والباشتوية والبنجابية، مما أهلها لترجمة الكثير من الشعر الصوفي، خصوصاً لمولانا جلال الدين الرومي، محمد إقبال، الحلاّج، ميرزا أسد الله، غالب الدهلوي، فريد الدين عطّار.
وقد قدم الدكتور العاكوب لترجمته لكتاب "وان محمدا رسول الله" بمقدمة عميقة وجامعة عرض فيها لقصة الترجمة وسرد طرفا من حياة المؤلفة، وفصل القول في الأسباب التي دفعته للقيام بهذه الترجمة.
يقول د.العاكوب في مقدمته "إن هذا الكتاب يقدم قلوب المسلمين جميعا على تباعد أزمانهم وبلدانهم واختلاف أجناسهم وألسنتهم في صورة قلب واحد ينبض بدم واحد ويتوق إلى محبوب واحد، والكتاب على الحقيقة كنز ثري من كنوز الأدب الإسلامي الذي أبدعته قرائح المسلمين المحبين لهذا النبي العظيم من أصقاع العالم الإسلامي من طنجة إلى جاكرتا".
ونختتم استعراض الكتاب بإهداء المترجم الذي جاء فيه "إلى كل هؤلاء الذين أحبوا سيد الخلق وحبيب الحق ورأوا فيه "أسوة حسنة"، وأدركوا أن محبته ترتقي بالإنسان، وتنمي شخصيته في مدارج الكمال، وتبعث في قلبه طمأنينة البال، أهدي هذه الترجمة".
رابط
_______
هل من السادة هنا من قرأ للمغفورة لها شيمل فيحدثنا عنها ، عاشقة هي للشرق ، وقديرة في البحث .. فالصلة بها حياة ..
أطمع في القراءة لبعض سطوركم .
(f)