للأسف ما حد من الكتاب المشاركين بهذا الموضوع فاهم شي
** الغرب قرر التدخل بسوريا والعراق لدوافع اقتصادية بحتة وبسبب أن مصالحهم الاقتصادية تهددت. انها مصالح استعمارية وليست قضية أمنية أو قضية خطر وتهديد ارهابي عليهم أو على المنطقة.
أوباما وقادة الغرب لو كان عندهم أي دوافع إنسانية لتدخلوا منذ 3 سنوات ، لإيقاف مجازر النظام السوري وحلفائه والتي طالت مئات آلاف السوريين وهجرت ثلث سكان سوريا من ديارهم ودمرت المدن ولو كانت لديهم دوافع إنسانية لسمحوا بتسليح قوى المعارضة السورية لإيقاف هذه القتل والتهجير والتدمير في سوريا .. لكنهم تعمدوا إبقاء الحال على ما هو عليه وعدم السماح للمعارضة السورية بكل قواها بحسم المعركة عسكريا. فهم لا يهتمون لا بأمن شعوب سوريا والعراق ولا يبالون إن تعرضت هذه الشعوب لإرهاب أنظمة يفوق من حيث الكم آلاف المرات ما تمارسه داعش على الأرض.
ولو كانت دوافعهم تتعلق بالخوف على أمنهم هم من هذا الخطر الوهمي المسمى داعش أو من عمليات إرهابية قد تقوم بها داعش بالمستقبل ضد دولهم لقاموا بعمل عسكري ضد داعش منذ زمن بعيد ولما سمحوا لها بالتمدد ووقفوا كل هذا الوقت وهم يتفرجون عليها بسوريا وهي تبسط نفوذها وتهيمن.
افهموا جيدا ... الغرب الآن يستعمل موضوع داعش كذرائع للتدخل تماما كما سبق واستعمل موضوع أسلحة الدمار الشامل وعلاقة العراق بالقاعدة كذرائع للتدخل واجتياح العراق علما أن أي من هذه الذرائع لا تمثل دوافع حقيقية للتدخل العسكري. أما عن دوافعه الحقيقية وما الذي جعل هذا الغرب يغير رأيه وأن يقرر التدخل عسكريا في سوريا والعراق. فهذه مسألة أخرى تحتاج لشرح بسيط لمن يريد أن يعرف الحقيقة ... لكن بالبداية وعلى طريقة حسني البورازان ، إذا أردنا أن تعرف ماذا يجري في سوريا فيجب عليك أن تفهم ماذا يجري بالعراق.
بعد احتلال العراق وقيام الاحتلال الأمريكي بتنصيب عملائهم هناك بالتوافق ما بين أمريكا وإيران ، تم ارتكاب جريمة اقتصادية كبرى بحق العراق وأجياله وثرواته من قبل هذا النظام أو بالأحرى جريمتين اثنتين :
1- الجريمة الأولى هي / إلغاء قرار تأميم النفط الذي اتخذه العراق بالسبعينات وعليه تم إعادة الشركات النفطية الأمريكية والبريطانية وغيرها لتشارك العراقيين في نفطهم. بعد تم طردهم في زمن البكر وصدام.
2- الجريمة الثانية وهي أسوأ من الأولى / أن حكام العراق لم يمنحوا الشركات النفطية الأجنبية نسبة على الزيادة التي سيجنوها من زيادة انتاج حقول وآبار النفط كما هو جرى العرف بل على الانتاج القائم ، ولم لا يعلم فقد تم منح هذه الشركات 75% من نفط العراق على الانتاج الفعلي القائم وليس على الزيادة وهي جريمة قذرة وجناية كبرى لا تصدر إلا من نظام عملاء وليس لديه ذرة وطنية أو حد أدنى من المبادئ الأخلاقية ، نظام يمثل مصالح وأطماع الجهة التي أجلسته على الكرسي وليس مصالح شعبه.
إلى هنا والغرب لا يبالي بما يجري بسوريا من اقتتال وتدمير وتهجير وارهاب للنظام ولداعش وغياب الأمن وانهيار للدولة، لكن حدث شيء لم يكن في حسبانهم ، قامت ثورة شعبية في العراق تشارك فيها قوى العشائر السنية بالشمال والوسط ومعها قوى المقاومة العراقية التي أخرجت الأمريكان من العراق ، ثم تعاطفت مع هذه القوى مرجعيات دينية وعشائرية شيعية في جنوب العراق ووسطه ، وأرادت هذه الثورة إسقاط النظام الذي تم تنصيبه هناك بالتوافق ما بين أمريكا وإيران وإلغاء العملية السياسية الطائفية واجتثاث دولة العملاء وكل مؤسساتها وأجهزتها التي قامت على اسس طائفية وعلى الولاء لمصالح الخارج ، هذه الثورة بدأت سلمية وتم قمعها بدموية في مجزرة الحويجة ، الأمر الذي أدى إلى أن تتحول هذه الثورة إلى ثورة مسلحة سيطرت في وقت قصير نسبيا على شمال ووسط العراق وعلى العديد من المناطق المحيطة ببغداد في جنوب بغداد وشمال وغربها بعد انهيار الجيش الطائفي وحتى التدخل العسكري الإيراني لم ينجح للآن في وقف هذه الثورة من التمدد والتقدم باتجاه بغداد التي أصبحت وما زالت تحت خطر حقيقي . هنا أصبحت مصالح الغرب بالنفط العراقي تحت تهديد حقيقي وأصبح كل تعبهم وشقاهم ومشروعهم الاستعماري بالعراق مهدد بالزوال ، لأن الحنفية سوف تتوقف وهناك من قرر أن يضع حدا لنهبهم ولصوصيتهم
ولعل هذه الخريطة التي توضح الحالة الميدانية بالعراق وأين وصلت الثورة العراقية تغني عن الشرح
في هذه اللحظة بالذات قرر الغرب ممثلا بأمريكا وبريطانيا وفرنسا التدخل وبدأ باختزال الثورة العراقية وكل ما يجري هناك بقصة داعش وارهاب داعش التي لا تشكل إلا جزء صغير من قوى الثورة العراقية ، وهو بهذا السلوك لم يختلف مطلقا عن النظام السوري الذي كان ينكر وجود ثورة شعبية ضده ويصف الثورة السورية منذ اليوم الأول بالعصابات التكفيرية ولم يختلف أيضا عن نظام القذافي الذي كان أيضا ينكر وجود ثورة شعبية في ليبيا ويصف خصومه بأنهم من تنظيم القاعدة التكفيري.
الغرب هنا يريد للمرة الثانية التدخل بالعراق لنفس الأهداف تحت ذرائع كاذبة جديدة هذه المرة هي ارهاب داعش وخطرها الأمني المزعوم تماما كما سبق واستعمل ذرائع كاذبة لاجتياح العراق وسرقة نفطه وتسليمه لايران واعني ذرائع أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام العراقي في حينه بالقاعدة ، لكن المشكلة هنا هي أن داعش كقوة سياسية وميدانية لا يقتصر وجودها على العراق ، بل هي موجودة أيضا في سوريا وبالتالي لن يكون الأمر مقنعا لشعوبهم ولكل المخدوعين بهم إن اقتصر التدخل على العراق ، ولهذا السبب أيضا هم قرروا أنهم لم يمسوا النظام السوري بسوء ، ونحن نشاهد الآن طائرات أمريكا وحلفاءها ومعهم طائرات النظام السوري بيلعبوا سوا سوا ، أما بالحالة العراقية فإنهم يضربون كل قوى الثورة على الأرض بدون استثناء بل هم بدؤوا فعليا بالقصف الذي شاركت فيه الطائرات الأمريكية والفرنسية لوقف تمدد الثورة العراقية أو لجعلها تقبل بالمساومة على مصالحهم الاستعمارية بالعراق.