بقلم: اللواء الركن حسام سويلم
أبرز التطورات الاستراتيجية والعسكرية والتكنولوجية الأخيرة في إسرائيل ( الحلقة الثالثة)
يتابع الكاتب، في هذه الحلقة (الثالثة)، الحديث عن تطوير وتحديث السلاح الجوي الاسرائيلي، ضمن دراسة عن أبرز التطورات الاستراتيجية والعسكرية والتكنولوجية الأخيرة في إسرائيل، ويحلل تحديث السلاح الجوي بعد حصول إسرائيل على مقاتلات "إف 16 آي" التي تعد أكبر صفقة في تاريخ إسرائيل. وهذه المقاتلات معدلة بمواصفات طلبها الاسرائيليون بأنفسهم لتعزيز ذراعهم الطولى في المنطقة. ثم ينتقل الكاتب الى تحديث القوات البرية الإسرائيلية ويحلل أبرز التطورات والتقنيات في المعدات والصناعات الإسرائيلية، مما يخص القوات البرية الإسرائيلية.
أ- صفقة لحصول إسرائيل على 102 مقاتلة (ف-16آي):
وفي إطار تحديث أسراب المقاتلات الإسرائيلية، واستبدال المقاتلات التي تقادمت من طرازات كفير، F -4E، سكاي هوك، F-4)، عقدت إسرائيل صفقة مع الولايات المتحدة لتزويدها ب 102 مقاتلة (ف-16آي) قيمتها 5،7 مليار دولار من إنتاج مصانع (لوكهيد مارتن). بدأ تسليم أولى طائرات الدفعة الأولى التي تتكون من 50 مقاتلة في 14-11-2003، ومن المقرر أن تبدأ عملية تسليم الدفعة الثانية المؤلفة من 52 مقاتلة في عام 2006، على أن ينتهي تنفيذ كل الصفقة في عام 2009. وتعد هذه الصفقة هي الأكبر في تاريخ إسرائيل، وبوجود ترسانة حالية من المقاتلات ف 16 تضم 203 مقاتلات بخلاف الصفقة الجديدة، فإن إسرائيل ستصبح مالكة لأكبر أسطول من هذا الطراز بعد الولايات المتحدة.
وقد أفادت الصحف الإسرائيلية بأن المقاتلات الجديدة أنتجت بناء لحاجات سلاح الجو الإسرائيلي، وأن الشركة الأمريكية (لوكهيد مارتن) أدخلت تعديلات على المقاتلة (ف-16) لكي تلائم طلبات الإسرائيليين، وفي مقدمتها تزويدها بخزانات خاصة للوقود ووسائل الكترونية متطورة أنتج بعضها في الصناعات الجوية وبذلك يمكن للمقاتلات الحديثة (ف-16) أن توجه ضربات مباشرة ضد أهداف في إيران دونما الحاجة للهبوط في قواعد بتركيا أو العراق للتزود بالوقود.
ولقد جاءت هذه الصفقة الجديدة بعد أن اشترت إسرائيل في التسعينات 24 مقاتلة حديثة طراز (ف-15 آي) ذات قدرات استراتيجية عالية كمقاتلة متعددة المهام، لا سيما في مجال الاعتراض الجوي، لكنها تكلف مبالغ طائلة، لذلك اتجهت إسرائيل لتوجيه مخصصاتها المالية في هذا الشأن لتكثيف أسطولها من المقاتلات (ف-16 آي)، لا سيما أن تمويل هذه الصفقة سيتم من بند المساعدات العسكرية الأمريكية التي تتلقاها إسرائيل سنوياً بقيمة 2.2 مليار دولار.
ويبدو أن إسرائيل تغلبت على رفض البنتاجون بيع مكون أساسي يعمل على ربط سلسلة من الأنظمة الفرعية الإسرائيلية على الطائرة، الذي يدعى (نظام نقل البيانات والمعلومات المشتركة) ويربط أربعة أنظمة فرعية تم تطويرها في إسرائيل للمقاتلة (ف-16)، وكان قد تم تزويده لربط نفس الأنظمة الفرعية في المقاتلة (ف-15). وينبع التخوف الأمريكي من احتمال بيع إسرائيل لهذا المكون لدول أخرى، وكانت إسرائيل قد عرضت هذه الأنظمة على اليونان لتزويد مقاتلاتها (ف-16) بها في إطار صفقة قيمتها 500 مليون دولار.
ب- صفقة لحصول إسرائيل على مروحيات أباتشي الهجومية:
ولزيادة قدرة السلاح الجوي على توفير إسناد جوي قريب للقوات البرية، حتى في المناطق التي لم يتم تطهيرها من الصواريخ أرض- جو والمدفعية المضادة للطائرات المعادية، كانت الحكومة الإسرائيلية قد اتفقت مع وزارة الدفاع الأمريكية على شراء تسع طائرات بوينج مروحية من الطراز الهجومي (أباتشي لونجباو -AH-64) من خلال عقد للمبيعات العسكرية الخارجية في إطار برنامج يتكلف 500 مليون دولار، (ومن المقرر أن تبدأ هذه المروحيات الهجومية في الوصول إلى إسرائيل هذا العام 2004). ومن المعروف أن لدى إسرائيل 40 طائرة من هذا النوع ضمن أسطول من المروحيات الهجومية يبلغ حجمه 95 طائرة.
ج- تطوير الصاروخ جو-جو (بايثون-5):
نجحت مصانع شركة (رافائيل) الإسرائيلية في تطوير الصاروخ جو-جو (بايثون-5)، الذي أثار جدلا كبيراً في الأوساط العسكرية العالمية أخيراً، باعتباره- كما يدّعي مبتكروه- أكثر صواريخ القتال الجوي تطوراً في العالم، فهو الوحيد من نوعه الذي يمكن إطلاقه من خلف الطائرة دون الحاجة إلى أن يقوم الطيار بعمل العديد من المناورات للوصول إلى وضع الطائرة المناسب، الذي يضع الطائرة المعادية أمامه في مرمى الصواريخ التي تطلق فقط من الأمام. وهو الأسلوب نفسه الذي يتبعه كل الطيارين في التعامل مع مختلف انواع الصواريخ جو-جو الموجودة في كل الترسانات العالمية.
وتقول المصادر الإسرائيلية إن هذه الصواريخ التي أنتجتها (رافائيل) باستطاعتها إصابة ليس فقط الطائرات التي تصبح في مرمى نيران الطائرات الإسرائيلية، ولكنها تصيب أيضاً الطائرات المعادية التي تحقق ميزة وضع الطائرات الإسرائيلية في مرمى نيرانها. وبالتأكيد لو صحت هذه المعلومات التي أكدتها المصادر الأمريكية، فإن أساليب القتال الجوي التي ستجرى في المستقبل بين المقاتلات عن قرب، سوف ينالها الكثير من التغير والتطوير تفادياً للميزات الجديدة التي حققها الصاروخ الإسرائيلي، حيث إن هذه الميزات ستلغي نهائيا اشتباك الطائرات عن قرب، الذي يعرف ب Dog Fighting.
د- تطوير برنامج الطائرات بدون طيار (بي بي إل آي):
بدأ سلاح الجو الإسرائيلي في مايو 2001 برنامجاً جديداً للاعتراض الصاروخي في مرحلة الإطلاق، وبموجب هذا البرنامج ستقوم الطائرات بدون طيار بالتحليق فوق منطقة العدو، واكتشاف وتدمير المركبات الناقلة والمطلقة للصواريخ البالستية باستخدام صواريخ جو- أرض تتبع الحرارة، ويتوقع أن تصل تكلفة بناء النموذج الأولي لهذه الطائرات 400 مليون دولار، ولا يزال هذا البرنامج في المراحل الأولية من البحث.
- ويتوقع في ضوء النجاح الذي حققته الطائرات بدون طيار (بريداتور) الأمريكية في حرب العراق مارس 2003 في قصف أهداف الدفاع الجوي العراقية وبعض مراكز القيادة والسيطرة، أن تهتم إسرائيل بتحويل طائراتها بدون طيار من طرازات (Hermes /Hermes 450) إلى أسلحة خمد بتزويدها بصواريخ جو- أرض (هيل فاير) وتوجيهها عن بعد لقصف هذه الأهداف، مع زيادة سرعتها لتجنب اعتراضها بأسلحة الدفاع الجوي الأرضية المعادية، خاصة أن إسرائيل تعتبر من الدول الرائدة في العالم في مجال تطوير وإنتاج الطائرات بدون طيار، وكان لها دور بارز في عمليات لبنان من عام 1982.
كما تقوم مؤسسة الصناعات العسكرية الإسرائيلية وشركة (سليفر أرو) لصناعة الطائرات بإجراء أبحاث لتحويل الطائرات ذات الارتفاعات العالية والتحمل الطويل UAVS- (HALEU) High AlttitudegLong Endurance إلى منصات للمراقبة والتحكم في إطلاق النيران، وكحاملات للأسلحة المضادة للصواريخ البالستية في مراحل التعزيز للمعركة، ولقد وصلت إسرائيل بسلسة (هيرمز) للطائرات الموجهة بدون طيار إلى الطائرة( هيرمز 1500) التي تصل حمولتها إلى 1500 كحجم كحمل مفيد، ومن المعتقدات أن تكون هذه الطائرات هي طائرات إسرائيل الأولى من الطائرات الحربية المقاتلة بدون طيار.
وبما أن هذه الطائرات ستستخدم كطائرات مقاتلة تقوم بالمناورة والهجوم على الأهداف المختلفة، ويتم التحكم فيها من بعد عن طريق المواصلات المؤمنة لنقل البيانات، فإن مواجهتها ستتم أيضا باستخدام الوسائل المختلفة التي تستخدم لمواجهة الطائرات المقاتلة العادية، سواء بالمقاتلات الاعتراضية أو وسائل الدفاع الجوي المختلفة أو وسائل الإعاقة الإلكترونية .
ويؤخذ في الاعتبار اكتشاف هذه الطائرة أولاً، لأنها طبقاً لفلسفة اختراعها وتصميمها ستعتمد على مراحل من التوجيه المبرمج للوصول إلى منطقة القتال، ولن يصدر عنها بصمه صوتية عالية، بالإضافة إلى أنها ذات بصمة رادارية وكهروبصرية ضعيفة قد لا تساعد في اكتشافها مبكراً، وبالتأكيد ستكون مبرمجة لتنفيذ مهمتها المحددة والعودة في حالة التمكن من الإعاقة على نظام نقل البيانات المستخدم في توجيهها.
ه- سعي إسرائيل للحصول على ذخيرة الهجوم السلبي ( 107-CPU) من الولايات المتحدة:
تحاول إسرائيل مع وزارة الدفاع الامريكية الحصول على نوع من ذخائر الهجوم السلبيPassive Attack weapons الذي تم استخدام الطراز 107-CPU منه لأول مرة في حرب العراق ضد المنشآت المحتمل وجود ذخائر تدمير شامل فيها (كيميائية أو بيولوجية أو نووية). وقد تم تصميم هذه الذخائر لاختراق أسطح الأهداف غير الصلدة مع ضمان عدم ضغط الحجم الكلي، وذلك بإطلاق آلاف المقذوفات الاختراقية (شبه المسمارية) المصنعة من التنجستين أو الصلب ذات طاقة حركة عالية، وذلك بغرض تدمير وإعطاب المخازن ومستودعات الذخائر والوقود والهوائيات ومحطات توليد الكهرباء، وتستخدم هذه الذخائر لإعطاب المعدات الموجودة داخل المستودعات دون التسبب في انهيار وتدمير المباني. وقد بدأ برنامج تطوير هذه الذخائر على عجل في سبتمبر 2002 وتم تمويله من وزارة الدفاع الأمريكية، واستلام أول دفعة منه بعد 98 يوماً. وتم تسليح القاذفات الاستراتيجية B-52H وكل من المقاتلات 15E-16 ,F-F به.
وقد تم تصميم المقذوفات في ثلاثة أحجام على النحو التالي: عدد 350 مقذوفاً بطول 14 بوصة من التنجستين، ويتم إطلاقها أولا من القنبلة، وعدد 1000 مقذوف بطول 7 بوصات وهي أيضا من التنجستين، وحوالي 2400 مقذوف بطول بوصتين مصنعة من الصلب وهي آخر ما يخرج من القنلبة. وتهدف المقذوفات الكبيرة إلى اختراق الأسطح القوية في الأهداف، والمقذوفات الصغيرة للتعامل مع الأجزاء الأقل صلادة بالهدف.
كما أعلن البنتاجون عن صفقة أخرى لتزويد إسرائيل ب 41 صاروخ جو- أرض مزودة بأجهزة استكشاف طراز (جدام 31GBU-) ثمنها 50 مليون دولار. هذا بالإضافة لبيع 1000 جهاز طراز (JDAM) Mumition Attack Direct Joint تصنعه شركة بوينج، ويثبت في أسفل قنابل الطائرات بحيث يحولها إلى قنابل موجهة إلى أهدافها بواسطة الأقمار الصناعية. وقد استخدم هذا الجهاز على نطاق واسع في حرب العراق الأخيرة؛ حيث يتم بواسطته تحويل القنابل التقليدية الى قنابل موجهة.
سادساً: تطوير القوات البرية الإسرائيلية
أ- إدخال الدبابة (ميركافا- 4) في الخدمة وبدء تطوير (ميركافا-5):
أفادت مصادر الجيش الإسرائيلي أن الدفعة الأولى من الدبابة (ميركافا-4) قد تم إدخالها بالفعل في خدمة التشكيلات المدرعة الإسرائيلية، وذلك بعد أن دخلت مرحلة الإنتاج التسلسلي، وعقب نجاحها في اختبارات التقويم العملية التي أجريت لها أثناء المناورات التي قامت بها التشكيلات المدرعة. ويخطط الجيش الإسرائيلي لمشروع انتاج 70 -100 دبابة في السنة على مدار 4 سنوات. وهو معدل إنتاج يفوق بكثير معدل إنتاج الدبابة (ميركافا-3). وإن كان هذا الرقم سيتوقف على المراجعة النهائية للميزانية الدفاعية، فثمن الدبابة الواحدة طراز (ميركافا-4) يبلغ 307 ملايين دولار وستقوم شركة الصناعة العسكرية الإسرائيلية IMI وشركة (إلبيت سيستمز) بإنتاج 60% من أنظمتها، بما في ذلك وحدة السيطرة على النيران ومحدد الهدف الليزري.
وتوصف الدبابة (ميركافا-4) طبقا للمزاعم الإسرائيلية بأنها الأكثر تطوراً بين الدبابات في العالم، حيث تتمتع بتدريع متطور، وتستخدم ماسورة ملساء عيار 120 مم قادرة على إطلاق قذائف موجهة، حتى إنه يتوقع استخدامها من مدفع الدبابة (ميركافا-4).
ب- سعي إسرائيل مركبة القتال الألمانية 2 -Dingo:
يدرس الجيش الاسرئيلي شراء 100 مركبة قتال طراز 2-Dingo المؤمنة من جميع الجهات All Protected Vehi(APVS) cles للاستخدام في العمليات الأمنية في الضفة وغزة. وتنتجها شركة Karauss Maffei Wegmann (KMW) ، على أن يتم تمويل الصفقة من برنامج المنحة الأمريكية لاسرائيل. وتقوم هذه الشركة الموجودة في ميونخ بإنتاج 147 مركبة APV Dingo لصالح الجيش الإسرائيلي. كما وقعت شركة (KMW) خطاب نوايا مع شركة Marine Textron
System Iand & الأمريكية يتم بمقتضاه تصنيع أحدث طراز من مركبة APV Dingo في الولايات المتحدة بالتعاون مع شركة GGT الموجود فرعها في نيو أورلياتز بولاية لويزيانا.
وتتميز منظومة تدريع المركبة 2-Dingo بمستوى عالٍ من الحماية ضد نيران الأسلحة الصغيرة والألغام. فهيكل المركبة مبنيّ على U500 4x4 Daimler Chrysler Un Image وبمحرك ديزل قدراته 170 كيلووات ومزودة بآليات نقل أوتوماتيكية. كما أنها مزودة بنظام الوقاية من الضربات الكيميائية والبيولوجية والنووية، ونظام تكييف للهواء ، ونظام تحديد المحل GPS وكاميرا خلفية. ويمكن تحميل المركبة بطاقم كامل من 8 أفراد، وتبلغ سرعتها القصوى على الطريق 100 كم-ساعة ومدى عملها 1000 كم.
ج - تجربة الصاروخ الاسرائيلي (لورا):
تردد في إسرائيل فجأة ودون مقدمات خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2003 اسم الصاروخ (لورا)، ولم يكن معروفاً من قبل وجود هذا الصاروخ ضمن تسليح الجيش الإسرائيلي. وكانت إحدى القنوات الفضائية التجارية قد أعلنت عن وقائع تجربة فاشلة لهذا الصاروخ في نوفمبر 2003 مما سبب حرجاً كبيراً لوزارة الدفاع والحكومة الإسرائيلية . وقد برر مسئول في الشركة الاسرائيلية لصناعة الطائرات ( IAI) المنتجة للصاروخ ما حدث من فشل بأنه يعود إلى عطل أصاب أحد الأجهزة المستخدمة في تشفير عملية تجربة الإطلاق ونقل وقائعها تلفزيونياً من مكان لآخر.
وكلمة (لورا) هي الحروف الأولى "صاروخ المدفعية طويل المدى Range Lon (LORA) Missile Artillery. وكان أول أخباره قد ظهر في صحيفة أنباء الدفاع الأمريكية في 22-9-2003 وعن رغبة الهند في شراء 36 صاروخاً من هذا النوع بعد الانتهاء من عملية تطويره، وهو صاروخ بالستي أرض-أرض تكتيكي يصل مداه إلى 300كم، ووزنه إلى 1230 كجم، ومهمته تدمير الأهداف الثابتة والمتحركة، ويعمل محركه بالوقود الصلب، ويحمل رأسا حربية زنتها 570 كجم، ويتم توجيهه بواسطة الأقمار الصناعية من خلال نظام GPS، ونظم محمولة داخله.
أما عن تجارب الاطلاق السابقة للصاروخ فقد جرت في 5-3-2003 ، وطار الصاروخ لمسافة 120 كم قبل أن يهبط الى الماء على مسافة 10 أمتار من هدف محدد في البحر المتوسط، وما حدث في تجربة 5-11-2003 الأخيرة أن الصاروخ قد انطلق من منصة بحرية وطار لمدة 107 ثوانٍ قبل أن ينحرف بعيداً عن مستوى الاطلاق ويصطدم بمياه البحر. لذلك من المعتقد أن هذا الصاروخ لا يزال في مراحل تجاربه الأولى ولم يدخل الخدمة بعد، ولكن إسرائيل لأسباب دعائية وسياسية داخلية وخارجية، بالإضافة لهدف التسويق الخارجي، سربت عمداً أخبار هذا الصاروخ التكتيكي.
د- صفقة ذخائر للمدفع عيار 175 مم الأمريكي:
أعلنت الإدارة الأمريكية عن تنفيذ صفقة عسكرية قيمتها 62 مليون دولار لتزويد إسرائيل بقذائف مدفعية بعيدة المدى عيار 175 مم طراز (107-M) الذي تملك منه إسرائيل 72 مدفعاً (أي حوالي 6 كتائب مدفعية). وتشمل الصفقة حصول إسرائيل على 341 ألف قذيفة من هذا العيار.
ه- إسرائيل تطور قذيفة جديدة لمدفع الدبابة عيار 120 مم (آبام):
قامت مؤسسة الصناعات العسكرية الإسرائيلية (IMI) باستكمال المرحلة النهائية من تطوير نموذج جديد من ذخائر المدافع 120 مم مضادة للأفراد والمعدات العسكرية طراز (آبام) بهدف التعامل بفاعلية أكبر مع الأهداف الأكثر شيوعاً في ساحات المعارك الحديثة. وتستخدم القذيفة الجديدة بواسطة الدبابات الإسرائيلية الحديثة (ميركافا 3،4) اللتان تستخدمان مدفعاً ذا ماسورة (سبطانة) ملساء عيار 120 مم، وكان الجيش الإسرائيلي يستخدم في السابق نسخة عيار 105 مم من قذيفة (آبام) منذ عامين على الدبابات الأمريكية (م-60 أ 3).
وتحمل القذيفة (آبام) 120 مم ست ذخائر ثانوية تلفظ فوق الهدف لتحييد خطر الجنود المشاة، خاصة أولئك المجهزين بصواريخ مضادة للدبابات أو بقذائف (آر. بي. جي) وتنفجر الذخائر الثانوية ذات الشكل الاسطواني بفواصل زمنية محددة لتكوين وابل من الشظايا القاتلة على مساحة 50 ×20 متراً، ويبلغ المدى الأقصى لهذه القذيفة 3000 متر.
وتروج مؤسسة الصناعات الإسرائيلية لقذائف (آبام) الجديدة باعتبارها قادرة على هزيمة عدة أنواع من الأهداف، منها: المروحيات المحلقة في مكانها على ارتفاع منخفض، المشاة المترجلين، جدران الغرف المحصنة بطبقات مضاعفة من الإسمنت، والغرف المحصنة بأكياس الرمل والخشب. وتلفظ القذيفة ذخائرها الثانوية عند استهداف المروحيات أو المشاة، ولكنها لا تفعل ذلك مع الأهداف الثلاثة الأخرى.
وتقوم الشركة بتسويق هذا النوع القذائف ليحل محل الذخائر المضادة للدبابات (هبت) التي تستخدمها معظم البلدان، ويقال أنها طورت نسخة متطورة خاصة من عيار 125 مم قادرة على اختراق الدروع للاستخدام في مدافع الدبابات الروسية.
و- إسرائيل تطور قذيفة هاون جديدة عيار 120 مم:
تعكف صناعة الطيران الإسرائيلية (IAI) على تطوير قذيفة هاون مم موجهة بالليزر أطلق عليها (ball Fire الكرة النارية)، وهي مجهزة بجهاز توجيه بالأقمار الصناعية GPS، وجهاز ليزري يثبت على الهاون. ولقد صمم النظام الجديد للاستمرار الى جانب الذخائر الموجهة بالليزر التي تطلق من الجو والبر والبحر والتي يتم نشرها بأعداد متزايدة في الوحدات الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة.
وتحافظ القذيفة على توازنها في الهواء بفضل تزويدها بأجنحة صغيرة تنشر بعد إطلاقها، وقد تم تزويدها بنظام بمزايا تحكم إضافية تتيح إصابة أهداف أبعد من المدى الذي تصله قذائف الهاون التقليدية . ويعتمد مدى قذيفة (الكرة النارية) على عدة عوامل منها نوع ماسورة (السبطانة) المدفعية المستخدمة، ويتراوح المدى الفعال من 1-15 كم عند إطلاقها من هاونات 120 مم، أمريكية الصنع.
وعند استخدام نظام التوجية الليزري يتوقع ألا يتجاوز هامش احتمال الخطأ في دقة التصويب متراً واحداً، مقارنة مع 30 متراً بالاعتماد على نظام GPS. وتشير التقارير إلى أن العمل على تطوير هذا النوع من القذائف مستمر منذ عدة سنوات، لكن لم يتم اختبار إطلاقها بعد، ولم يكشف حتى الآن عن طبيعة الرأس الحربي المتفجر الذي سيوضع داخل قذيفة (الكرة النارية). وهناك اتجاه جديد بدأ يتضح مؤخراً لاستخدام قذائف الهاون المحشوة بذخائر مختلفة لمهاجمة الأجزاء العليا الضعيفة للعربات المدرعة، بالإضافة للاعتماد عليها في توفير الدعم النيراني الذاتي لوحدات المشاة، وضد قوات العدو المنتشرة في العراء.
ز- إسرائيل تطور بندقية (ديجيتال) لحرب المدن:
أعلنت شركة (هيلو بوينت) أنها طورت نظام رؤية إلكترونية هو الأول من نوعه في العالم يسمح للجنود الإسرائيليين بإطلاق النار من زوايا مختلفة، دون الدخول في مواجهة مباشرة مع العدو. وطرحت الشركة ومقرها وسط إسرائيل مكونات نظامها وهو عبارة عن آلة تصوير فيديو تثبت على البندقية أو المسدس وتستقبل الصورة على شاشة تتدلى من الخوذة أو مثبتة في معصم الجندي، وهو ما يسمح له (بتجاوز) بعض العقبات وإطلاق النار من دون تعريض جسمه لخط النار باستثناء ذراعيه. وقال إبراهام بار ديفيد مدير الشركة: إنه أول نظام للرؤية يستخدم تكنولوجيا الفيديو اللاسلكية، وهو ما يعني أيضاً أن القادة سيكون بوسعهم مراقبة المعركة وهي جارية وأنه تم تطويره في العام الماضي ليلبي حاجات القوات الإسرائيلية الخاصة، لا سيما عند تعاملها مع عناصر المقاومة الفلسطينية، وقد تم استخدامه فعلاً، في إطار السعي الدائم لإبعاد الجنود الإسرائيليين عن النيران المعادية.
وقد قام الجنود الإسرائيليون بتجربة هذا النظام الإلكتروني الجديد أمام كاميرات تلفزيون (رويتر) في ساحة تدريب على الرماية ببلدة قيسارية الساحلية، حيث كمن جندي في مدخل أحد المباني واستخدم مسدسه المزود بالجهاز لضرب هدف بعيد عن مرمى البصر، بينما استخدم جندي آخر الجهاز المثبت على بندقية لإصابة سقف سيارة مستهدفة، وقد تأكد أن البندقية لا تطلق نيرانها في اتجاه مباشر فقط، بل يمكن أن تنحرف فوهتها بزاوية 63 درجة يميناً أو يسارا لتصيب الهدف.
ومن المتوقع أن يتم استخدام هذه البندقية لحرب المدن، كما يمكن تكييف البندقية المزودة بهذا النظام لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، كذلك الرصاص المطاطي. ويؤكد (عاموس جولات) الذي سجل براءة هذا الاختراع في الولايات المتحدة، أن هذا النظام كما يقلل الإصابة بين الجنود فإنه أيضاً يقلل الإصابة بين المدنيين، وأن الأمريكيين مهتمون بهذه الفكرة جداً، فيمكن استخدامها ضد عناصر المقاومة العراقية، خاصة أن فكرتها بسيطة وليست في حاجة إلى تدريب عليها لمدة طويلة. كما يمكن استخدام هذا النظام في تحديث العديد من الأسلحة الصغيرة والخفيفة مثل البنادق نصف الآلية والرشاشات، ومن المنتظر أن يحقق نسبة مبيعات عالية، لا سيما أن تكلفته لا تتجاوز 5000 دولار. وقد أعلنت شركة (كورال جابليز) وهي شركة إسرائيلية مقرها ولاية فلوريدا أن السلاح الجديد سيباع فقط من خلال الأجهزة الحكومية، وقد قامت 15 دولة باختباره، ومن المقرر أن تدخل البندقية الجديدة الخدمة في جيوش كل من بريطانيا والولايات المتحدة مع إسرائيل في هذا العام.
http://haras.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=142339