اقتباس:الحقيقة ماقرأته لايصدر إلا عن شخص متأصلة بداخله عقدة الدونية وإحتقار النفس زيه زي أي خرتي بيجري ورا سايح بشوية ورق بردي قدام المتحف
نهاية لايسعني إلا أن أقول
مات الذين يعاش في أكفانهم * وبقيت في خلق كجلد الأجرب
إلى أي مدى يا "نيوترال" تستطيع أن تحلل شخصية كاتب من خلال نص أدبي قصير؟
عادة، عندما نطلب تحليل نفسية الكاتب من خلال نصوصه، فإننا نلم بداية بحياته ومنشئه وعاداته وطباعه، ثم نذهب كي نقرأ الكثير من نصوصه في عدة أطوار من حياته. بعد ذلك فقط، نستطيع أن نحاول ونطاول التحليل النفسي ونرى ثقله في عمل الأديب. فكيف أتيتنا أنت - أعزك الله - بهذا الحكم المُبرم من خلال نص مستقطع؟
ماذا تعرف عن "مالك الحزين" يا "نيوترال"؟ وهل قرأت له مرة أو مرات عدا هذين النصين في هذا الموضوع كي تحكم عليه بهذا النزق؟
طيب، ماذا لو رأى أحد ما كتاباتك أنت عندما احتدمت قبل شهر وكلت الهجاء "للشيعة" "بالجملة والمفرق"؟ هل تراه يستطيع أن يحكم عليك من خلال نصوصك هذه؟
هل يستطيع أحد أن يكون منصفاً بحكمه علي وعلى "بهجت" لو عاد إلى الإرشيف ونظر إلينا من خلال "حرب أشعلناها يوماً واستخدمنا فيها جميع الأسلحة الفتاكة:)"؟
بعدين، أنت تستشهد ببيت "للبيد بن ربيعة العامري" يقول:
مات الذين يعاش في أكنافهم ... (بالمناسبة، هي "ذهب" وليس "مات").
بيت "لبيد" فيه الكثير من "الضعة والتخاذل" حتى لو طار ذكره في المشرقين. فالشاعر يتحسر على أنه لا يستطيع أن يعيش في "كنف" (حضن، جناح) فلان أو علان من الناس.
الشاعر بحاجة "لسيد" كريم يعيش "في كنفه"، فهو لا يرى نفسه أهلاً للسيادة. هناك شيء ما يشعره ناقصاً عنده، شيء لا يُعوّض ولا يستطيع أن يحصل عليه. إنه "السيادة" التي يرتجيها في "أناس ذهبوا" وفنوا وبادوا وتركوه "مهيض الجناح" "عارياً" بغير غطاء وغير دثار.
هل أقول بأن "لبيد" كان مليئاً بعقد النقص؟ وهل أقول أنك باستشهادك ببيت "لبيد" تشعر بالدونية؟
لا طبعاً، فالنص الأدبي لا يجعلنا نطلق الأحكام ونعممها بهذه البساطة. إذ كيف أستطيع أن أرى "محفوظ" وأنا أقرأ "الثلاثية"؟ هل أراه من خلال "أحمد عبد الجواد" أم من خلال" ياسين" أم من خلال "أحمد" أم من خلال واحد آخر من "شخوص" الرواية؟
بعكسك، أنا أعرف "مالك الحزين" عن قرب. وأعرف أنه "ابن بلد" و"أصيل"، وأعرف من خلال متابعة له خلال آلاف المشاركات أنه أحد الكتاب المرموقين الذين لو وضعوا طاقتهم في الأدب لأتوا بالجميل المبدع.
مشكلة "مالك الحزين" ليس النص الأدبي ولا شخصية "مالك الحزين"، ولكن مشكلته أن "رأيه السياسي" لا يتوافق مع الكثيرين، ومع هذا "فقلمه حاد خلاق" لا يستطيع العابر به أن لا يلتفت إليه.
لو كان "مالك" أي "هي بن بي" على الانترنت، لما حفل به أحد. ولكنه ليس كذلك، وهذه مشكلة صغيرة. المشكلة الكبيرة أنه "مثلك":) ، يخالف الكثيرين في كثير من الآراء ولا يريد أن يمشي حسب التقاليد المرعية، ولا يقيم وزناً كبيراً "للتابوات".
المشكلة الثالثة وهي الأصعب أحياناً، أن "الحزين" يكتب وهو منفعل بموقف ما قد يجابهه على الصعيد الشخصي أو العام، ولعل هذا ما حدث عندما كتب مقاله "البدو والنت" (الذي استشهد به الزوبعة) والذي أغضبني - وقتها - ورحت أقرعه عليه وأبحث عن محاسن "البداوة" كي أكتب فيها.
خد دي (f) (حاكم مافيش "سواك" متل اللي اديته "لأبانوب" أديك ياه):)
واسلم لي
العلماني