الاخ احمد طارق :
.........
أخ علي...ألا تلاحظ أن نصف مداخلتك الثاني يناقض النصف الأول...
أو للتوضيح..ألا ترى أن ما نقلته من أحاديث تنهى عن الضرب في المطلق تناقض ظاهر كلام القران الذي يقننه وينظمه؟
الأحاديث التي أتيت بها صريحه ولا تحتمل الإستثناءات خصوصاً رقم 1 ورقم 3...
........
الجواب:
اخى الفاضل
عندما يستمع شخص للحديث بين طرفين و هو غير ملم بمعطيات الحديث و ما هو متعارف بين الطرفين من مفاهيم سابقة فانه قد لا يفهم كلامهما على حقيقته و يقع فى مغالطات .
القران الكريم يبين الحل الاخير فى التعامل مع حالة نادرة جدا من النساء لا تستجيب لنداء العقل و لا لنداء العاطفة و تصر على النشاز و فى نفس الوقت الحفاظ على الاسرة و لا تريد الانفصال .
هذه المراة يجب ان يتم ايقاظها من غفلتها لتفهم ان الامور قد وصلت الى مرحلة اخيرة متطرفة و هى توشك على تحطيم اسرتها التى لا ترغب هى فى تحطيمها ايضا .
فعندما يصاب شخص بصدمة او يكون فاقدا لوعيه يتم ضربه او صفعه ليفيق من الحالة التى هو فيها و يعود لرشده , و بالرغم من انك تضربه الا ان هذا ليس ضربا فى الواقع بل علاج و انقاذ من التردى فيما لا تحمد عقباه .
المقصود هنا انه ضرب و لكن ليس ضربا .
و عندما تمنع شخصا من ضرب الاخر فانت لا تقصد باى حال من الاحوال الضرب العلاجى بالرغم من انه يعتبر ضربا ايضا .
النساء النشاز قليلات , و النشاز اللاتى لا يستجبن للوعظ اقل , و اللاتى لا يستجبن للوعظ و الهجران اقل القليلات و لا يمثلن نسبة بين النساء .
مما سبق يتبين ان الضرب التاديبى كمحاولة اخيرة بعد حلان سابقان مع اقل الاقلية من النساء له ضوابط شرعية متشددة جدا و تجعل اللجوء اليه تحت المحاذير و الدراسة الدقيقة من الرجل المفترض فيه الايمان .
فنجد ان هذا الضرب لا يعدو عن ضرب من طبيعة الضرب المشابه للافاقة من الصدمة او فقدان الوعى فهو ضرب تاديبى , لا يترك الما و لا جرحا و لا اثرا
حتى فى الدول الغربية لن يعاقب القانون على هذا النوع من الضرب الذى لا تستطيع الزوجة ان تثبت انه ضربها الا بوجود الشهود و الاسلام يعاقب الزوج اذا ضربها ايضا بوجود الشهود هذا النوع من الضرب لانه يكون قد دخل فى باب الاهانة امام الناس .
و بذلك فهذا النوع من الضرب الغير مؤذى باى شكل من الاشكال و الغير متسبب باهانة امام الناس غير مشمول فى الاحاديث لانه تاديبى او علاجى لانقاذ علاقة مقدسة .
و انا بالفعل رايت حالات من مسلمين او غير مسلمين اوروبيين تسبب الضرب الغير مفرط كالذى تكلمت عنه فى الحفاظ على الاسرة .
تفضلت بالقول :
............
أما تفكك و إهتزاز عرش الرحمن لكل إمرأة قرفت من زوجها هو أمر، سامحني، كوميدي بالإضافة إلى إنه لن يمنح الرجل أي فرصة لضرب إمرأته على ضوء الأحاديث الجميلة التي جلبت...
............
الجواب:
لم اقل ان العرش يهتز لان امراة قرفت من زوجها , بل يهتز العرش لتفكك العلاقة الاسرية بغض النظر من القرفان لان تبعات هذا التفكك على كل الاطراف جارحة و خصوصا من لا ذنب لهم من الاطفال و الذين سيعيشون بغصة طوال حياتهم ان لم يهتز لها العرش فلن يهتز لشئ اخر .
الاخ البرت :
تفضلت بالقول :
..........
مع ذلك لما أوردت بعض الوقائع ووضعت صورة يتيمة أنت ظننتني أهاجم النظرية فجئت لتقول لي ما قلته أنا بنفسي في بداية الموضوع.
زي ما هو واضح أنا أفهم قيود النظرية ولكن الآن أتكلم عن التطبيق
..........
الجواب:
اخى الفاضل انت تعرض الموضوع بمنتهى الادب و اللباقة فلا مانع عندى من تقبل انتقادك مهما كان و هذا حقك , و احترامى لرايك سيكون فى جميع الاحوال .
التطبيق اخى الفاضل للاسف سئ جدا , و لكن يا اخى الفاضل الا تتفق معى ان معظم حالات الضرب لا تمت للدين بصلة ؟؟؟؟
يعنى المسالة ليست تطبيق للاية او فهم غلط للاية بل هو تجاهل تام للاية .
صدقنى ان الذى يطبق الاية فالموضوع فى معظم الحالات ينتهى فى اقصى الحالات عند الهجران , و لكن الذين يمارسون الضرب يقفزون مباشرة الى (و اضربوهن) و الضرب يكون انتقامى او تشفى او لفرض السيطرة و ليس للتاديب و التنبيه و اشارة ان الامور قد وصلت الى طريق مسدود .
الضرب المتبع هو ضرب تابع للعادات و التقاليد سواء ضرب الابنة كما اوردت فى المقال او الزوجة او حتى الاولاد الذكور , انا لا اعتبر ان هناك سوء تطبيق للاية و الضوابط بل هناك تجاهل تام للاية كلها و الاستفادة من (و اضربوهن) لتحقيق الرغبات المريضة .
فهم كمن يكتفى ب (ويل للمصلين ).
بالنسبة للاسلام اخى الفاضل فقد بالغ الرسول فى تفهيم هذه الامة و هذه الناس و امرهم بالرجوع الى اهل بيته حيث هم موضع العلم و الاخلاق و الحكمة و لكن ماذا تفعل بهكذا امة تترك الجواهر و تلحق الخرز ؟؟؟؟؟ ماذا تفعل بامة عندما راى احدهم الرسول الاعظم يقبل حفيده استغرب و تعجب و قال :
اتقبل حفيدك و تعانقه ؟؟؟ و الله لى اولاد و لم اقبل احدا منهم قط
فاضطر الرسول الاعظم ان يفهمه ان لابد من رحمة الصغير و ان من لا يرحم لا يرحمه الله .
شايف النماذج التى عاش بينها هذا النور العظيم ؟؟؟؟
هل تدرك مدى ان تعيش مع قوم عليك ان تفهمهم اولا ان لا يدفنوا بناتهم ؟؟؟؟؟؟
بالله عليك يا البرت لا تدع قلبى يفضفض
تفضلت بالقول :
..........
أنني لا أدافع عن الغرب، إذا كنت أنت الذي لا تريد ذكر وقائع الإعتداء على المرأة في الغرب، فقد ذكرتها أنا ووضعت الإحصاءات في أكثر من موضوع سابق.
ولكنها تبقى كما قلت لديهم : جريمة ، الضرب جريمة، لقد انتهوا من هذه المسألة منذ وقت طويل جداً
وهم اليوم يناقشون سبل التقليل منها، وقد نجحت أمريكا بالفعل في الحد من الجريمة كثيراً في العقد الأخير من الزمان، هناك إحصاءات تشير إلى انخفاض مستوى الإعتداء على المرأة في أمريكا كثيراً والجريمة بشكل عام مقابل ما كان عليه المستوى في العقود السابقة، يحاولون تطوير العلاج كل يوم.
نحن اليوم لا زلنا في طور مناقشة: هل هو جريمة أم لا؟
...........
الجواب:
يا اخى جريمة , و الله جريمة الضرب الغير ملتزم بالضوابط الشرعية التى تجعله ضربا غير مؤلم و لا جارح و لا يترك اثرا و لو تحقق اى من ذلك وجب على الرجل الدية كحد ادنى للعقوبة بحسب الاذى الذى لحق بها و ربما تصل الى التعزير من الحاكم او القاضى الشرعى و لها حق الطلاق مع استرداد كامل حقوقها.
و اعتقد انك قرات جوابى للاخ طارق احمد و اسمح لى بتكرار عبارة لانها مفيدة فى هذا الموضع :
فنجد ان هذا الضرب لا يعدو عن ضرب من طبيعة الضرب المشابه للافاقة من الصدمة او فقدان الوعى فهو ضرب تاديبى , لا يترك الما و لا جرحا و لا اثرا
((حتى فى الدول الغربية لن يعاقب القانون على هذا النوع من الضرب الذى لا تستطيع الزوجة ان تثبت انه ضربها الا بوجود الشهود و الاسلام يعاقب الزوج اذا ضربها ايضا بوجود الشهود هذا النوع من الضرب لانه يكون قد دخل فى باب الاهانة امام الناس)) .
يعنى اذا لم يسبب لها الما و لا اصابة و لا اثرا لن تستطيع اثبات الضرب فلن يعاقب الزوج , و اذا حضر شهود ثبتت عليه الجريمة فى الغرب و كذلك فى الاسلام لانه سيعاقب على تسببه باهانة الزوجة لان الضرب المباح لا يجوز ان يكون امام الناس كى لا يتسبب بالاهانة .
تفضلت بالقول :
............
ماهي أسباب الفجور الذي وصل بنا إلى هذا الحد في تطبيق النظرية ؟
سؤال يستحق الإهتمام جداً والدراسة.
هل سنكتفي بمجرد ترديد إجابة نحملها في أذهاننا مسبقاً بأنها أموال الوهابية والناصبة، ودعاية العقلية الظلامية في السعودية ؟
أعتقد بأن الكلام الذي يقوله الشيخ هذا وقبول الناس له بهذا الشكل المسترخي والمطمئن، يستحق أكثر.
.........
الجواب:
صدقنى يا البرت ان الناس معظمهم لا يهتمون بهذه التفاصيل و لا يريدون سماع هذا الكلام
و لكن معاوية بن ابى سفيان نجح بخبث فى اجبار الناس على سماع كل شئ , عندما جعل الصلاة بعد الخطبة , ليجعل الناس تسمع كل ما يريد قوله و ان كان مخطئا لانهم يريدون الصلاة و ينتظرون الصلاة , بينما الرسول الاعظم صلى اولا ثم خطب الخطبة و كذلك الامام على عليه السلام فالناس كانت تتسابق للاستماع الى خطابهما و لم يكونا بحاجة لاجبار الناس للاستماع .
ارجو ان تكون فهمت قصدى
تحية اخوية
اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار