عودة لإكمال الحوار مع الزميلة وردة القمر ...
اقتباس:الاخلاق ليست خاضعة للنسبية ولاعديمة المعنى أنت فهمت الأخلاق تمامًا كما يريدها الماديون ولكنك ماعرفت الأخلاق في حقيقتها فكون الأخلاق تبنى على المصلحة من هنا الخطا لأن الأخلاق لاتكون ذات معنى وهو جزء من المصالح النفعية ولاتختلف كثيراُ عن كسب المال بجامع المصلحة وهذا الفكر ينفي الأخلاق ويجعلها تحت حظيرة المصالح ، وهذة الفكرة عن الأخلاق متناقضة لأنها تنقض نفسها والمجرم الذي يعترف بجريمة أمام المحكمة مع إمكانية التخلص من العقاب ستقول انه ضحى بمصلحته الخاصة من أجل المصلحة العامة إذاً فترتيب المصالح بناء على هذا الأساس الأخلاقي ، مصلحة البشر هي الاول تليها مصلحة المجتمع وأخيراً مصلحة الفرد .
أختلف معك في هذه النقطة لسببين ...
أولا ، المفاهيم الاخلاقية تتطور باستمرار ، و السبب أن إدراكنا لمصالحنا يتطور باستمرار .....
مثال للتوضيح :-
لم يكن البشر مثل يدركون مخاطر الغازات الدفيئة مثل ثاني اكسيد الكربون و ال CFCs ( كلورو فلورو كاربونز ) ، و اثرها البيئي المدمر سواء على ارتفاع درجات حرارة الارض ( Global Warming ) أو ما يعرف باللغة العربية الاحتباس الحراري ، و لم يعرف اثر CFCs على تدمير طبقة الاوزون التي تقلل من نسبة الاشعة البنفسجية التي تصل الغلاف الحيوي للارض.
من يدرك هذه الامور سيعلم أن الاستمرار في رفع نسب هذه الغازات هو عمل غير اخلاقي ، لأنه ضد مصلحة البشرية ومعظم اشكال الحياة على الارض . حتى لو كان مفيدا من ناحية اقتصادية مرحلية لبعض الدول. لكن من لا يدرك هذه الامور سيستمر في الانتاج الصناعي الذي ينتج هذه الغازات دون ان يرى اي إشكال أخلاقي ...
ثانيا ، العمل الاخلاقي يوازي بين مصالح الفرد و مصالح المجتمع ، و حين اقول المجتمع فإني لا اقصد الدولة او الشعب بل من الممكن ان تكون الافراد المحيطين او العائلة أو الجيران أو زملاء العمل إلخ و من الممكن أيضا نوسعه ليشمل البشر كلهم أو حتى البيئة و هذا المدى يضيق و يتسع حسب علاقة المجتمع بمحيطه !!
و ذكرت لك مثلا عن فعل القتل ، حيث انه جريمة في حال ارتكب ضد أبرياء ، و شرف و بطولة إن كان ضد الاعداء ... و هذه نسبية واضحة و هذا ما قصدناه بالنسبية في تصنيف الافعال إن كانت اخلاقية ام غير اخلاقية.
اقتباس:لأن المجتمع مجدوه هل هذا يعني أنه أخلاقي إذا الأخلاق مستقله عن رأي المجتمع لأن الخير والشر ثابت والمجتمعات متغيره وبموجب كلامك الجندي الإسرائيلي يكون أخلاقيا بموجب كلامك وهو يكسر يد الطفل الفلسطيني إذاً لماذا تتهم أمريكا وإسرائيل بعدم الاخلاقية ؟
ساجيبك ، هو غير اخلاقي لأنه لم يضع مصلحة الفلسطيني في عين الاعتبار ، إذا كنا نسعى لمجتمع دولي افضل فعلى الناس ان تعتبر مصالح بعضها .....
اليهود لم ياتوا منذ اللحظة الاولى بتاشيرات زيارة ، بل جاءت غالبيتهم الساحقة بالقوة و الاكراه تحت حماية الانتداب البريطاني الذي لم ياخذ ايضا مصالح الفلسطينيين بل و حتى رايهم حين اصدر وعد بلفور الذي هو طبعا أحد قمم انعدام الاخلاق .
و ما زلنا نرى من قبلهم إمعانا في الخطيئة ..... و لم نسمع منهم حتى مجرد اعتذار ، و لذلك و بصفتنا الضحايا يحق لنا بالمقابل عدم الاكتراث بمصالحهم .
اقتباس:هل ستتطور الاخلاق بحيث يكون السارق مجيداً وإلا فهو خسيس منذ وجد الإنسان فما هو التطور الذي سيلحق السارق لابد أنه سيكون مجيداً وإلا الخسة حاضرة وهذا مايرمي إليه معلموكم الأنذال وليس أنتم ، هذا هو دس السم بالدسم بمعنى الأخلاق السيئة ستصبح غير سيئة يوماً ما.
لا يا عزيزتي ...
طبعا السارق عادة خسيس ، و فعل السرقة عادة فعل غير اخلاقي ، و و نحن في منطقة الشرق الاوسط اكثر من يعلم ذلك حيث أن معظم المسؤولين لصوص و يستغلون مناصبهم في تحقيق مكاسب مادية على حساب شعوبهم ....
لكن هناك في التاريخ الانجليزي مثلا اللص روبن هود ، و هو بالمناسبة و رغم انه لص إلا ان التاريخ يعتبره بطلا ، و السبب أنه كان يسرق اموال الإقطاعيين الذين كانوا يستغلون الفلاحين ، ثم يقوم بتوزيعها على الفقراء ، فهذا مثال على سارق تذكره الناس بالخير بل و يعتبر من الابطال.
تخيلي معي هذا السيناريو ، أم لديها طفل على وشك الموت ، المجتمع لا يكترث بها و بطفلها و لذلك لم تجد من يساعدها، و تحتاج لشراء دواء مكلف لانقاذ حياة طفلها ....
شخصيا لن الوم هذه المرأة مطلقا لو سرقت الدواء .... في بعض الحالات تتحمل الدولة او المجتمع المسؤولية اكثر من الافراد الذين يرتكبون هذا الفعل.
اقتباس:أنت تحاول أن تكون أخلاقياً بناء على مصلحتك لأنك قلت مصلحة الأفراد والمجتمعات مصلحة الفرد ليست بالضرورة متفقة مع مصلحة المجتمع أيهما تختار ومصلحة المجتمع ليست بالضرورة متفقة مع مصلحة البشرية ولاأحد يستطيع أن يجمع بين هذة المصالح لان المصلحة مبنية على فردية وأنانية والمصالح الانانية متضاربة فتجد 20 شخص أو 20 مليون في طابور ولا واحد مصلحته متفقه مع أحد فيهم بالمصلحة فكيف تنبني الأخلاق على المصالح وكل هؤلاء الجمع هم أعداء مصلحتك الخاصة هل ستضحي بمصلحتك الخاصة لصالح هؤلاء ام ستضغط عليها
الموازنة بين مصلحتي كفرد و مصلحة من حولي هو الوضع الصحي..... إذا قدمت مصلحتي على مصلحتهم فسأكون انانيا ، و اذا فضلت مصلحتهم على مصلحتي فساكون قد قدمت تضحية .
القوانين توضع و تشرع و تدرس و تناقش لهذا الهدف ، أن يكون الجميع مستفيدا و تتحقق الفائدة و العدالة لجميع الاطراف.
في مثال الطابور ، على الجميع احترام دوره في الطابور .... هذا يضمن مصلحة الجميع ، و يبقى افضل من التدافع الاناني.
اقتباس:كيف تريد أن أقرأ أبحاث عالم عن النفس البشرية أن يخبرني عن نفسي وأخلاقي فأنا أستحي أن أقرأ فهذة هي العبودية الفكرية وأشكرك على هذة المعلومات ولا أريدها فلا أريد من يخبرني عن نفسي وإحساسي الأخلاق أحسها ولاأتعلمها ليس هذا تكبراً ولكنه إحتراماً لذاتي وللآخرين أن يخبروني عن الطب والجغرافيا والتاريخ كحقائق ولكن لايخبروني عن نفسي .
لا استطيع إجبارك على القراءة ..... هذه حريتك الشخصية ، انا اشرت لباحث عالمي معروف في هذا المجال المتعلق بفهم اصل المشاعر البشرية ( الخوف ، الالم ، الحزن ، الايثار ، الحب ، الغيرة ... إلخ ) و من اين جاءت .... ؟؟ و ما فائدتها في صراع البقاء ؟؟
أنت اشرت في حديثك عن العقل المعنوي و المادي إلى العواطف و المشاعر ... أنا ارى أن هذه العواطف و المشاعر لها اساس مادي ايضا.
لا تريدين القراءة ، لن اخسر شيئا .....
اقتباس:كلامك لاينم عن إحترام فكيف تطلب شيء لم تفعله ، أنت لم تحترم مشاعر مليار من المسلمين وقفوا على الأقل في قضيتك العادلة إذا تحدثنا عن الأخلاق تركت إلحادك وصرت تتكلم عن الإسلام
كل صاحب سلعة له حق الدعاية عنها ولكن ليس له الحق في الإساءة للسلع الأخرى وأنتم تتهجمون على الدين ساخرين أكثر من شرحكم لنظرياتكم وموضوعكم الإلحادي ولا أدري لماذا تخفون أفكاركم التي تنبش منكم نبشاً هل هي عار يخفى أنتم تهدمون فقط ولاتطرحون البديل فبديلكم خجول مختبيء وراء جدار نعرفه بظله ولو كان شيئاٍ رائعاً أخلاقياً لما أخفيتوه ، إطمئنوا فقد أصبحنا نعرفه ولاداعي للإختفاء وقولوا آرائكم بصراحة ومن كان بيته من زجاج فلايقذف الناس بالحجارة وعليك انت أن تغير من إسلوب خطابك عن الإسلام وتضع الغرور وتتكلم بموضوعيه علميه وتأكد أنك ستعامل بالمثل وهذا الكلام لك ولمن مثلك وهذا مجال لتطبيق أخلاقك الذي تتحدث عنه وشكراً .
بالنسبة للبديل ، فلا نريد أكثر من العلمانية و احترام حرية التعبير و عدم معارضة العلم باستخدام نصوص دينية ، هذا اكثر من كافي بالنسبة لي.
قبل ان توجهي لي كملحد تهم عدم الاحترام ......
هل هناك من يحترم الملحدين في منتدياتكم او في مشاركاتكم ؟؟ إبحثي عن كلمة ملحد في جوجل ....... كل المنتديات الاسلامية تشترك في خاصية التكالب مثل الكلاب المسعورة على الملحدين ..... الكل يريد إظهار الملحد كانه كائن غير بشري و شرير ، غير ان حريتنا في التعبير مصادرة.
كما انني على الصعيد الشخصي لا أسيء لشخوص المسلمين ، انا انتقد الديانات بشكل عام و الديانات الابراهيمية بشكل خاص لاني اعرف اكثر عنها بصفتي مسلم سابق، فاهلي مسلمين و هم أغلى من احب ، و غالبية اصدقائي مسلمين ايضا و غالبية ابناء بلدي مؤمنين سواء مسلمين او مسيحيين و مصلحتهم تهمني.
أما الفكر الاسلامي و الرموز الاسلامية و النصوص الاسلامية و حتى غير الاسلامية من الديانات الاخرى ، فليست فوق النقد عندي كملحد ، فهي لا تحمل اي قداسة .......على المسلمين ان ياخذوا ذلك في عين الاعتبار إن ارادوا محاورة الملحدين في الدين . من لا يحتمل ذلك النقد فلا يكتب مواضيعا موجهة لنا و ليبقى بعيدا عنا ، و بذلك يكون كل قوم بما لديهم فرحون ، و يا دار ما دخلك شر.
ملاحظة اخيرة ... ما تسميه موقف مليار مسلم من القضية الفلسطينية ، هو مخزي جدا ، فحتى من الناحية المادية ملياردير يهودي واحد ( موسكوفيتش ) يقدم لإسرائيل اكثر مما قدم كل المسلمين للقدس ... !! ما فائدة المواقف إن كانت مجرد ادعية و عواطف لا تقدم و لا تحرك شيئا على الارض ..... و الاسوا من كل ذلك انه يتبعها من " تحميل جمايل". من جهة اخرى كل الدول الإسلامية تقريبا تقيم علاقات مع إسرائيل سواء مباشرة او غير مباشرة ، ربما الاستثناء الوحيد هو إيران . و من جهة ثالثة إن افترضنا صحة هذه المواقف المزعومة فذلك لا يلزمني كملحد بشيء ..... و لا داعي لخلط الدين بالسياسة.