بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
زميلي الختيار ..
صدقني كنت سأشرع بإذن الله سبحانه و تعالى في كتابة ما وعدت به البارحة .. و لكن استوقفني ردك .. فقلت : واجب التعليق و التوضيح لأن زميلنا التبس الأمر كثيرًا عليه للمرة الثالثة على التوالي ..
زميلي تقول ..
اقتباس:و هذا الكلام كله مردود عليه بجملة واحدة ، أن القرآن سمى "عبد العزي بن عبد المطلب بن هاشم القرشي" أبا لهب ، حيث قال :
"تبت يدا أبي لهب و تب"
فهل يعني هذا أن نقبل بتسميته بأبي لهب لأن القرآن صاحب الشهادة التاريخية سماه كذلك ؟؟؟!!!!
زميلي للمرة الثالثة على التوالي ( لا أعرف كيف لم تفهم المقصد حتى الآن !! ) ... أولًا لا أعلم مدى صحة تسمية أبو لهب نفسة بهذا الأسم من عدمة .. فهذه أول مرة أعلم أن أبو لهب لم يُسمي نفسة بذلك قبل الإسلام .. و على كل حال لا فارق ..
فأخذًا بمنطقك أنت .. أبا لهب لم يُسمي نفسة بتلك التسمية ( أبو لهب ) .. و إنما كان تسميته بهذا الأسم لأن الله سبحانه و تعالى ذمة بها ( على حد زعمك ) ....
و هذا يختلف كلية عن ما نحن بصددة ..
إذ قلت أن النصارى قالوا عن أنفسهم ذلك و لم يسمهم القرآن الكريم بهذا الأسم ......... ( ليت الأمر يكون مفهومًا ) ..
(
الَّذِينَ[COLOR=Red] قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى )
و قد سبق لك أنت و كررت مثل ذلك المثل عندما قلت أنت ..
اقتباس:القرآن سمى أهل مكة بالجاهلين و حقبتهم بالجاهلية :
"قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ"
"أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ"
فهل تلزم هذه التسمية أهل مكة ؟؟؟
يعني إذا سماهم بها القرآن فهل تصبح حقيقة لا جدال فيها و تدخل المعجم اللغوي بهذا المعنى ؟؟؟؟
أهل قريش رفضوا هذا الدين بكل إفرازاته
و قمت أنا بالرد عليك بحمد الله سبحانه و تعالى إذ قلت .....
اقتباس:الزميل الختيار ..
كفار مكة لم يسموا أنفسهم كفار ..
أما النصارى .. فقد سموا أنفسهم كذلك كما قال القرآن الكريم .. و بذلك " كما " سموا أنفسهم سماهم الله سبحانه و تعالى ..
" الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى " فهم الذين قالوا هذا عن أنفسهم قبل الإسلام حتى ..
أما عن التسمية الآلهية لهم فهم أنهم كفار ...
" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " ..
" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " ..
و هم الذين كفروا من أهل الكتاب كما في سورة البينة ..
...
و على هذا فأنت لم ترد على شئ في الحقيقة زميلي ... بل كررت ما قلته من قبل و لم ترد عليه ...
و أنا أطلب منك الإجابة على الأسئلة التالية من فضلك التي أدرجتها من قبل أنا و أخي العميد إذ قيل ....
اقتباس:فهم قالوا أنهم " نصارى " و القرآن الكريم كنص يصرح بهذا .. فهل تظن أن الله سبحانه و تعالى كان سيقول هذا الأمر و هم " النصارى " لم يقولوا ذلك ؟!!
و أنت بزعمك تظن أن القرآن الكريم كلام محمد صلى الله عليه و سلم .. و أنا أسألك .. هل كان محمد صلى الله عليه و سلم سيقول عن النصارى أنهم سموا أنفسهم بذلك .. و هم لم يفعلوا ذلك ؟؟؟!!
و لماذا لم ترد على ما أدرجتة في مداخلتي السابقة عندما قلت ..
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
و نحن لم نسمع عن اعتراضات " النصارى " في عهد محمد صلى الله عليه و سلم على الاسم .. و لم نسمع أن أحدًا من الصحابة سأل الرسول صلى الله عليه و سلم عن معنى اسم النصارى المستحدث من قبل القرآن الكريم !! ..
--------------------------------------------------------------------------------
فهلا أدرجت هذه الروايات المزعومة التي تقول أن النصارى أسم مستحدث من قبل الإسلام لم يفهمه العرب ؟؟؟؟!!!
بل إن هناك سؤال آخر ..
لماذا أصلًا يستحدث القرآن الكريم لفظًا آخر .. ثم يقول عنه .. " أنهم قالوا " !!! .. فكان يكفي أن يقول بهذه التسمية إن كان حقًا يريد أن يضفي عليهم أسم أو صفة غير موجودة !! أليس كذلك ؟؟!
و كما قال أخي الحبيب العميد ...
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
الزميل الختيار
الآية " الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى " التي ذكرها أخي حسام فيها رد قاطع أ،هم هم من سموا أنفسهم بذلك ..
إن قلت ولكن القرآن لا يلزمنا نقول لك ولكن المنطق يقول إن مشركي العرب كانوا على أشد ما يكون من العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن ليفوتوا أي خطئ قرآني ليُشهّروا به ، ولو أن هذه الآية لا تطابق الواقع لبادروا إلى الطعن والتشيهر ، ولكن هذا لم يحدث ، ولم يُعرف عن أحد من النصارى في ذلك العصر اعتراض أو أنكار ، وعندما جاء وفد نجران لم يعترضوا ، وكذلك لم نرَ في مؤلفات الآباء العرب قبل القرن التاسع أي إنكار لهذه التسمية إلا حديثاً .
تحياتي
العميد
هذه الأسئلة منطقية بحتة تجعل الإستشهاد بالنص القرآني أمر لغوي تاريخي يثبت أن النصارى هم قالوها بأنفسهم .. فلماذا العنصرية البغيضة و الرغبة في تزوير التاريخ في التبرأ من كلمة لمجرد أنها مذكورة في القرآن الكريم ؟؟؟؟!!!
و لم أسمع منك ردًا فيما يختص بأبيات عنترة بن شداد ... إلا فيما قلته أنت ..
"مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ
إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" يوسف 40
"إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى" النجم 26 "
فبالنسبة للآية الكريمة الأولى .. فقد استغربت كثيرًا من فهمك لها .. !!
فهي لا تتحدث عن رفض الأسماء .. فهي لا تنكر عليهم الأسماء .. !!
بل ترفض و تنكر عليهم الآلهه .. و تقول أنها مجرد أسماء سميتموها أنتم و آبائكم لا يمكن أن نجعلها آلهة حقيقية ..
فالقرآن الكريم لا ينكر الأسم ذاتة !! .. بل ينكر عليهم ذكرهم لآلهة غير الله سبحانه و تعالى ..
بل إن القرآن الكريم استخدم تلك الأسماء في سورة النجم ليتكلم عن آلهة العرب المزعومة ....
فالأسم نفسة لا غبار عليه فلم يطلب منهم الله سبحانه و تعالى تغيير أسم الصنم !! .. إنما الإستنكار في الآية الكريمة على أنهم جعلوا تلك الأسماء آلهة حقيقية دون برهان سوى أنهم جعلوها و آبائهم كذلك .. دون أي برهان أو كتاب منير ...
أظن الأمر قد بات واضحًا بإذن الله سبحانه و تعالى ..
و بالنسبة للآية الكريمة الثانية ..
فهم يسمون الملائكة تسمية الأنثى نعم .. فالقرآن الكريم أنكر عليهم ذلك .. و لكنك لم تلاحظ شيئًا زميلي الفاضل ..
إنك بذلك أثبت أن ( بعضًا ) من العرب كانوا يسمون الملائكة بتسمية الأنثى .. و هذا في حد ذاتة إثباتًا لتاريخية الكلمة ..... و أنه كانت مقبولة عندهم .....
فعندما نقيس الأمر على موضوع النقاش و هو كلمة " نصارى " ...
نجد أنك بهذا قد دللت دون أن تقصد أن النصارى كانوا يسمون أنفسهم بهذا دون مضد أو استنكار بل كانوا يقبلونها تمامًا ...
و لكن الفرق بين المثلين .. أن القرآن الكريم قال أنهم قالوا إنّا نصارى و لم يعقب على هذا القول سوى ( بتسميتهم ) كفارًا في الآيات الكريمات الأخرى ...
في حين أن القرآن الكريم عقب على تسمية الملائكة بالأنثى و صححها بالمعني العقدي الصحيح ....
و في كلا المثلين فأنت لم تثبت شيئًا لأن الكلمتين تاريخيًا و لغويًا عند العرب كانت مستخدمة .....
لذلك قلت لك لا تفرط في ضرب الأمثلة و التزم بموضوع الحوار حتى لا تختلط الأوراق فلكل كلمة مقامها و ظروفها الخاصة ...
فالنصارى لم ينكر الله سبحانه و تعالى عليهم تلك التسمية .. و النصارى هم من سموا أنفسهم بذلك .. فهي كأصلًا عربيًا صحيحة ...
و مسألة كون المسلمين قد يغيرون في الاستعمال اللغوي لكلمة من الأجل الجانب لعقدي لا تفيدك في قضيتك البتة ! .. لأن الكلمة قيد النقاش لا علاقة لها بالظروف الخاصة بالكلمة الأخرى ..
حقائق مهمة :-
1- النصارى هم من سموا أنفسهم بذلك ..
2- لا يعنينا تسميتهم بنصارى أو مسيحيين أو أي شئ إلا في حدود معينة كنت سأذكرها في تفصيلي القادم بإذن الله سبحانه و تعالى مع بيان سبب التخصيص في تلك المواقف و الحدود بإذن الله سبحانه و تعالى ..
3- الكلمة كأصل لغوي عربية قحة .. و لا يمنعنا من النطق بها أي مسائل عقيدية .. فيصبح وقتها الإلتزام بالجانب اللغوي كما فعل أخونا الحبيب خالد .. أولى .. و أفضل .. بل و لازم في رأية الذي لا أستطيع إنكارة عليه ..
و الحمد لله رب العالمين ..
و شكرًا ......