محمد عبدالسلام يصف كل اللي حصل النهاردة عند المحكمة
Today at 1:01am
أكتر من ألف ولد وبنت كانوا خارج الكوردون وعايزين ينضموا للوقفة
كعادة أى يوم ننظم فيه فاعلية للتضامن مع قضية خالد سعيد.. كنت قلقا، متوترا، غير متحمس، متشكك فى نجاح الفاعلية. تجمع الشباب وبدأوا الهتاف أمام المحكمة. بينما أغلب النشطاء كانوا فى الطريق. طبعا أنا وصلت بعد الساعة 9.
الأمن كان هادئا، لطيفا، منتشرا بكثافة. أحضروا مجموعة من المأجورين معهم لافتات مكتوب عليها "لا للعملاء". هذه هى عقلية الداخلية. مئات من الشباب والبنات واقفين بثبات وقوة وبيهتفوا. بدأت أهتف معهم. رفضوا هتاف " يسقط حسنى مبارك" التزاما بارشادات (كلنا خالد سعيد). فالتزمت معهم وناقشنى بعضهم أثناء الوقفة وشرحت وجهة نظرى.
بدا الارهاق على الشباب. الساعة تجاوزت العاشرة. شمس، كردون، قلة فى المياه. المنشية مليئة بالمتسائلين والحائرين والمؤيدين والمندهشين. يتسائلون عن سبب هذه المظاهرة الكبيرة وحائرين لأن المتظاهرين شباب صغير ومؤيدين لحق خالد سعيد أو الشاب بتاع كليوباترا أو الشاب اللى موتوه بتوع قسم سيدى جابر ومندهشين من صلابة هؤلاء الشباب وصبرهم. منذ بدأت الوقفة والناس يتجمعون على الكورنيش ويتابعون، يهتفون بقلوبهم، تسمع دعواتهم، تشعر أن صوتك لا يذهب إلى الفراغ. اعتدنا أن نجذب المواطن العادى اللى عدى عند الوقفة بالصدفة بس أثر فيه الهتاف والقضية. فعلنا ذلك أكثر من مرة فى وقفات كيلوباترا. وهكذا فعلنا اليوم. كيف؟
تجمع المواطنون خارج الكردون. يسمح الأمن بالخروج من الكردون ولكنه يصرف الناس ولا يسمح لهم بدخوله. قدم لنا الأمن خدمة عظيمة جدا، عندما طلب من المأجورين أن يهتفوا ضدنا. قبلها.. كان بعض المارة والمتجمعين عند الكردون يعتقدون أننا ناس مختلفة مع بعض حول القضية. ولكن هتف رجال الشرطة والمأجورون " خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود". كنت أتحدث وقتها مع الاعلامية بثينة كامل وقعدت اضحك من سذاجة الهتاف وسذاجة الداخلية فى الترتيب والتظبيط. وعقبت بثينة كامل: مش ممكن اللى بيحصل ده، هتاف عنصرى كمان؟
استوقفت أحد القيادات وطلبت منه أن يوقف هذه المهزلة. فقال لى: كل واحد هنا بيعبر عن رأيه بحرية، انت زعلان ليه؟
ابتسمت. وقلت له: براحتكوا، خلى الناس تضحك عليكوا. اللى حصل بعدها، ان الناس العاديين استفزهم الهتاف ده جدا. منهم واحد ملتحى قال لى: بقى بيقولوا على ناس مسلمين يهود، حسبى الله ونعم الوكيل. بعد هذا الهتاف بدأ المتجمعون حول الكردون تثور حماستهم ويتسائلون فيما بينهم: هو ايه الفجر والوقاحة اللى بتعملها الداخلية دى؟ يعنى موتوا الواد وبيقولوا عليه بتاع بانجو وبيقولوا على الشباب دول يهود؟
سيدة كانت تقف مع ابنتها – جاءت بها الصدفة – استوقفتنى: يا ابنى انت شكلك تعبان قوى ومحتاج تشرب، اروح اشترى لك ميه؟
شكرتها. روعة المشهد فى هؤلاء. أمواج الضمير تتسع دائرتها وتزداد قوتها. من بين هؤلاء الذين تجمعوا بالمئات خرجت الهتافات. بدأ عددهم يتزايد بقوة. على الكورنيش تجمع أكثر من ألف مواطن. فى لحظة رائعة، تم توحيد الهتاف بين المتظاهرين الشباب داخل الكردون والمارة خارجه. وهنا أدرك الأمن أنه فشل تماما. فصرف رجاله. وتقدمت فرق الكاراتيه: ادخلوا الكردون عشان المرور(!!). موافقين بس افتح الكردون. بينما يقول ضابط الأمن المركزى: متفتحش الكردون يا ابنى(!!). أيها السادة.. استخدم الأمن فى هذه اللحظة نظرية الفعص. فعص الناس العاديين. ست وقعت من الزق وداسوا عليها وقدرنا نقومها باعجوبة.
وقاحة وضرب للبنات والولاد. كل ذلك لماذا؟
لأن الناس هتفت معنا. أرادها الأمن وقفة يغطيها الاعلام ويشارك فيها المئات. فقلب الناس المعادلة فى الشارع وبلغ عددنا وقتها آلاف من المتظاهرين والمنضمين حينها للمظاهرة والمتفرجين الذين هم قاب قوسين او أدنى من الانضمام لنا والهتاف. تعالت هتافات الشباب: بص شوف.. الارهاب اهو. ست محترمة بنت بلد لما لقت الامن بيعمل كده، قلعت الشبشب وضربت بيه الظابط اللى اعتدى عليها وضربها على راسه(!!).
كانت لحظة مليئة بالطحن. والطحن هو وصف قاله لى أحد أفراد الكاراتيه، عندما سألته: هو لو قالوا لك اضربنا هتضربنا؟ فرد على بابتسامة واسعة: "ده انا هاطحنكم" !!
طبعا.. الشباب اثبتوا صلابة وقوة. عندنا ميزة ان كتير من الشباب على غرارالناشط حسن مصطفى طول بعرض. عشان كده الأمن احترم نفسه بسرعة. البنات كان فيه منهم كتير خافوا على الناس اللى كانت قدام. بنت منهم كانت بترتعش. كنت باهدى الناس واقولهم: انتوا ابطال، متخافوش من حاجة، انتوا اقوى منهم، انتوا صوت الحق، رغم كل قواتهم دى ورغم ان مدير الأمن واقف جنبكم علىى بعد 4 متر، الا انهم خايفين منكم، برافو يا شباب.
تماسكت الصفوف، تعالت الأصوات، الساعة داخلة على 12. ولأن الناس كانت أصواتها راحت، جاء دورى ف الهتاف. لم أهتف. فقط سألتهم: تحبوا تقولوا ايه يا شباب بعد ما ضربوكم؟
فردوا بحماسة فى صوت واحد: يسقط يسقط حسنى مبارك. يسقط يسقط حسنى مبارك. يسقط يسقط حسنى مبارك. يسقط يسقط حسنى مبارك. يسقط يسقط حسنى مبارك.
بقت مشاهد رائعة: - خرجت أم خالد من المحكمة. وأبت أن تعبر من بين الأطواق الأمنية. فمرت من بين هؤلاء الشباب والبنات الرائعين مع هتاف "ما تبكيش يا أم الشهيد كلنا خالد سعيد".
- الاعلامى معتز مطر والذى تعرض لالغاء برنامجه بسبب تناوله لقضية خالد حضر الوقفة. وعندما طلبت منه أن يتحدث عما حدث لبرنامجه. رفض بشدة. وقال لى: أنا مش جاى عشان اتكلم عن نفسى، انا جاى عشان خالد سعيد.
- تامر: الشاهد الذى تعرض للضرب لاثناءه عن الشهادة حضر الوقفة بعد انتهاء الجلسة، وطلبنا منه أن يشاركنا فهتف " قولوا لعوض والفلاح، دم خالد مش مباح".
- اقترح بعض الزملاء قصر قيادة الهتافات على مجموعة معروفة من النشطاء. فقالت الزميلة ماهينور المصرى: "سيبوا الناس تهتف براحتها وتطلع اللى جواها مفيش حاجة اسمها نحدد اللى هيهتفوا".
- شاب شكله صغير قوى، قلت له: ازيك. وسألته عن سنه. قال لى: داخل 3 اعدادى.
أيها السادة.. لم تنهزم حركة الضمير فى قضية خالد سعيد. وستثبت الأيام القادمة ان أمواج الضمير قادرة على مواصلة ما بدأته وقادرة على الابداع. الشارع واعى ومتقدم. لفت نظرى اليوم.. مجموعة من الشباب أعلنوا عن حملة باسم "مش حنسكت". حاولت اعرف ايه الفاعليات اللى هينظموها، ملقتش اى حاجة على صفحتهم ع الفيسبوك. بس عامة فرحت بيهم قوى. فاكرين لما قلت لكم الشارع بيعمل حاجات مش بنبقى متوقعينها وفاكرين لما قلت لكم الناس بتفكس للى بيحاول يقودهم من احزاب وحركات وبتشتغل مع نفسها.
الشارع لكم يا شباب
محمد عبدالسلام
http://www.facebook.com/ElShaheeed#!/not...1765236652&id=104224996294040&ref=mf