(08-25-2010, 10:26 AM)tornado كتب: زميلنا بهجت مجرد تعليقي على موضوع يدل على انه يستحق الاهتمام حتى لو خالفت او اختلفت ولا اقصد من تعليقي هو التقليل من اهمية ما كتبت بل ارشادك الى موضع الخلل كما اراه وكان يجدر بك شكري بدل من التشكيك في مقصدي واعدك بان هذا التعليق سيكون اخر تعليق على موضوعك واي موضوع آخر لك فانا لست في وارد الجدل للجدل فهناك فرق ان تضع استنتاجاً ثم تكتب بانتقائية بما يؤكد صحة هذا الاستنتاج وبين ان ترصد بدقة و شمولية ثم تحلل بموضوعية لتصل للاستنتاج السليم.
والدليل على ذلك موضوع المرأة فانت تجاهلت ان المسلمة وصلت الى منصب رئيس الوزراء (الحاكم الفعلي) في باكستان وبنجلاديش و اندونوسيا قبل جميع الدول الغربية التي ذكرت وربما لاتعرف ان المرأة لم تحصل على حق التصويت في سويسرا الاعام 1971 وليخنشتاين 1984 وهنا لا اريد ان امارس الانتقائية التي انتقدها ولكن لابين ان التعميم خطأ فلا نستطيع ان نصف السويسريين بالمتخلفين لهذا السبب ولا ان المجتمعات المسيحية الجنوب امريكية اكثر تقدماً من المجتمع الماليزي (المحافظ) ولا نلوم الماليزيين على اسلامهم بسبب تخلف مجتمعات اسلاميه (ظاهراً) اخرى.
بالمناسبة لماذا لم تجب على سؤالي في آخر تعليقي الاول.
الزميل تورنادو .

لست أفهم غضبك .
ردي على مداخلاتك تعني اهتمامي بها ،و لكن لا يوجد سبب كي أسلم بمحتوياتها . أفضل أن يبدي المشارك ملاحظات حول صلب الموضوع ولا يشغل نفسه بتقييم الكاتب و إطلاق الأحكام حول منهجه . أنت انتقدت أسلوبي ، في المقابل شرحت لك رؤيتي للشريط الحواري و منهجي في إدارته ، لك أن تقبل هذا المنهج أو ترفضه مفضلآ شكل المقال الصحفي المركز مثلآ .. هذا شأنك ، رغم أن هذا الخيار – عند التطبيق - سيعني تجاهل مداخلتك و غيرها من مداخلات الزملاء ،و هذا لا يتوافق مع أخلاقي ولا رؤيتي التي أوضحتها .
أنت تعتقد أني أدين الإسلام و هذا خطأ ، لقد أوضحت في المقدمة – التي يبدوا أنك لم تقرأها – هذا الموقف فقلت بالحرف الواحد (قبل أن أسترسل في هذا الشريط أريد أن أعيد تأكيد حقيقة أعتقد فيها بشكل كبير ؛ هي أن الإسلام كغيره من العقائد الكبرى عبارة عن مجموعة متنوعة -إلى درجة التعارض أحيانا- من التقاليد الثقافية التي تخلقت خلال فترة زمنية طويلة ، و في أحضان شعوب شديدة التنوع عرقيا و ثقافيا ، هذا التنوع عبر عن نفسه في نماذج إسلامية متصارعة مختلفة في درجة تفتحها و تطورها ، و لكننا الآن نواجه نموذجا إسلاميا منتصرا بالفعل ، هو النموذج الوهابي السلفي بدرجاته المتراوحة من اللون الأسود إلى شديد السواد ، هذا النموذج هو موضوعي ، فنحن لا نتجادل في عقائد بل في ثقافة ذات خطاب ديني ، هذه الثقافة تحمل من بداوة الجزيرة و تصحرها الروح و القلب و الوجدان .) . لقد كنت غاية في الوضوح بأني أنتقد النموذج الوهابي الأصولي الشائع سنيا الآن ، و هذا تحديدا كان موضوعا لإعتراض الأخ أرماند .
حديثك عن ماليزيا يؤكد وجهة نظري ، إن الإسلام ليس هو سبب التخلف ، بل القراءة الأصولية للإسلام هي التخلف . أنت ربما لا تعلم أن ماليزيا ليست دولة إسلامية ،و لكنها دولة علمانية متعددة الأعراق و الأديان وهذا هو سر تقدمها . تتبع ماليزيا النظام البريطاني حرفيا أو ما يطلق عليه Westminster parliamentary system (وليس الشريعة الإسلامية ) ، يبلغ المسلمون 60% من السكان و هناك أقلية بوذية كبيرة من 20% ،و هكذا . يبقى أني لا أوافقك على أن الأوضاع الإقتصادية في ماليزيا أفضل كثيرا من دول أمريكا الجنوبية ، هي أيضا لا تظهر ضمن الدول 35 المتقدمة في جدول Human Development Index.
أراك تخلط يا صديقي بين حق الإنتخاب Women's suffrage و تمكين المراة و حقوقها بشكل عام ، أتفق معك أن حق الإنتخاب هو أحد مقاييس حقوق المرأة ( أحدها و ليس كلها ) ، و هو مقياس هام على أن يعبر عن واقع إجتماعي و يتكامل مع باقي الحقوق الدستورية و التشريعية و الإجتماعية للمرأة . من المؤسف أن حق الإنتخاب تأخر في بعض المجتمعات الغربية لأسباب مختلفة ، ولا يدعي أحد أن المرأة وجدت طريقا ممهدا لتستكمل حقوقها في الغرب ،و لكنها فعلت ذلك خلال النضال السياسي الديمقراطي . لو نظرنا لحق الإنتخاب سنجده قد تحقق مبكرا في الدول الشيوعية و البروتستانتية و تأخر نسبيا في الدول الكاثوليكية . ففي الإتحاد السوفيتي عام 1917 ،وألمانيا 1919 ، أمريكا 1920 ، في بريطانيا 1928 ، و فرنسا 1944 ، إيطاليا 1945 وسويسرا 1971 ، و بالفعل تأخر حصول المرأة على حق التصويت في Liechtenstein حتى 1984 .
تأخر حصول المراة في بلدين أوروبيين صغيرين لأسباب استثنائية لا يعكس وضع المرأة في الحضارة الغربية أبدآ ، وسأدلل على ذلك الآن :
لو قارنت حقوق المرأة في سويسرا التي لم تحصل على حق الإنتخاب سوى عام 1971 ، و بين حقوق المرأة في أفغانستان و إيران و السودان . حصلت المراة الأفغانية على هذا الحق منذ عام 1963 ،وهو نفس العام التي حصلت فيها المرأة الإيرانية على حق الإنتخاب ( في السودان 1964 ) ، هل تعتقد أن وضع المرأة في أفغانستان التي مازالت الزوجات تشترى و تباع فيها ، أو السودان التي تجلد المرأة فيها لأنها تلبس بنطلون ، أو إيران حيث يطبق الرجم على النساء البائسات ، هل هن أفضل حالآ من المراة السويسرية ؟ .
أنت تتحدث عن وصول المرأة المسلمة في 3 دول أسيوية ( باكستان ، بنجلاديش ، إندونسيا ) على أعلى منصب تنفيذي ، وهذا انجاز كبير ، فقط لو كان يعبر عن واقع ثقافي و إجتماعي إسلامي ، فهل هو كذلك ؟.
1- دعني أستكمل الصورة لأقول أن أول إمراة انتخبت رئيسة للوزراء في العالم هي سيرامافو بندرانكية السريلانيكية وهي بوذية ،و ثاني إمرأة هي جولدا مائير اليهودية ، ثم إنديرا غاندي في الهند وهي هندوسية ، نذكر أيضا ان بندرانيكية كانت زوجة لرئيس وزراء سابق و أنديرا غاندي ابنة نهرو ، فقط جولدا مائير لم ترث الحكم عن قريب لها !.
2- هل لنا الآن أن نتذكر أن السيدات الأربع اللائي انتخبن لقيادة البلاد في باكستان و بنجلاديش و أندونسيا ( بنظاير بوتو ، الشيخة حسينة واجد ، خالدة زيوار ،ميجاواتي سوكارنوبوتري) كلهن انتخبن كإمتداد لأزواج أو أباء حكموا البلاد ، أي نوع من التوريث السياسي ، و أن ذلك لا يعكس وضع المرأة في أي من تلك البلاد ، ولو قدرت عدد النساء في المناصب الوزارية و غيرها في المناصب العليا للدولة لن تجد نسبة تذكر في أي من الدول الثلاث ، بالرغم أن وضع المراة الأندونسية أفضل كثيرا من وضع المراة الباكستانية أو العربية .
3- هل وصلت السيدات الأربع في تلك الدول إلى المنصب التنفيذي الأول بدعم أو حتى رضاء فقهاء الدين الإسلامي ، حسنا اعطني اسم فقيه واحد يوافق على تولى المرأة ما يسمونه الولاية الكبرى أو رئاسة الدولة .
أنت تسألني في آخر مداخلتك السابقة عن "الشرق الاوسط الحالة اكثر تعقيداً والكل ممسك بتلابيب الكل عوام وطبقة حاكمة و (نخب مثقفة) فاكبر طاغية يستطيع قتل الآلف وسجن مئات الآلف ولكنه لايستطيع ان يجاههر بشرب كاس خمر واريدك ان تحلل سبب ذلك." يا صديقي كم تغضب من تفريعات الشريط ،و لكنك تطرح سؤالآ و تصر عليه لا علاقة له بالشريط ولا موضوعه .
"خلاص غلب حماري ..ولا أعرف الإجابة ."

لا أعتقد انك ستتوقف عن المشاركة في هذا الشريط و غيره من الموضوعات التي أطرحها ، فلن تجد أحدا من كتاب النادي يحترم المشاركين مثل بهجت .