(10-08-2010, 10:24 PM)عقلينوس ! كتب: عزيزي المسافر ، كلامك عن العلمانية والشريعة الإسلامية جيد ، ولكن مهلاً ، نحن نعيش في القرن الحادي والعشرون ، الشعب المسلم بالكامل قد ولى وانتهى حتى داخل الدولة الإسلامية السعودية مثلاً مع ان جميعهم مسلمون إلا ان هناك تفرقه بين السنة والشيعة وإلزام تطبيق المذهب الحنبلي حتى على بقية السنة من المذاهب الاخرى ، لا يمكن ان تجمع شعب كامل بعقيدة واحدة ، هذا غير ممكن حالياً إلا إذا مارسنا الإقصاء والإقطاعية ،
عزيزى عقلينوس
إلى حد ما أوافقك الرآى فيما تقول ، وإن كنت فى كلامى السابق لم اكن اعنى بالمقام الاول الاسلام كنظام سياسى للدولة ولكن كنت اعنى النظام الاخلاقى بالمقام الاول.
وبالفعل كما تقول لا يمكن تجميع شعب كامل بعقيدة واحدة، وعندها سنتطرق للخلافة الاسلامية وهى أمر صعب التحقيق فى زماننا هذا ويحتاج الامر لأعداد اجتماعى وسياسى وثقافى واقتصادى لتحقيقها بدون صدام، فقد ولى الى حد ما زمن قتال اهل الكفر بل وقتها سنكون فى مواجهة اخواننا فى الدين المسلمين واخواننا فى الوطن المسيحيين.
ولكن من الممكن الاستعاضة عن الخلافة الاسلامية بتفعيل دور منظمة المؤتمر الاسلامى التى يمكنها استيعاب كل المسلمين وفى نفس الوقت تفعيل دور منظمة جامعة الدول العربية لاستيعاب كل العرب.
وما يهمنى آلية نقل المجتمع من مجتمع يميل الى العلمانية الى مجتمع اسلامى ، ولست هنا اعنى ان يكون الاحكام وفقا للشريعة الاسلامية فقط ولكن يهمنى اقامة الاسلام بين الناس وهذا هو المجتمع الاسلامى الذى يهمنى واتمناه.
فمن يسعى لأقامة دولة اسلامية مانعا الخمور ومغلقا البنوك بحجة انها ربوية ومغلقا القرى السياحية وغير ذلك من الامور المكروهة والمنهى عنها فى الاسلام ومطبقا للحدود فى العقوبات،
ويفعل هذه الاجراءات بين عشية وضحاها فإنه فى هذه الحالة ينتحر سياسيا ويهدر موارد الدولة ويسير فى طريق مكتوب عليه الفشل لأنه يبدأ من النهاية والمجتمعات لا يصلح معها هذا فسرعان ما تنفض بمجرد ان تلمح ضعفا فى القائم عليها بالاضافة الى عدم وجود حل بديل لأفراد قد رتبوا سير حياتهم على وتيرة ثابتة.
يجب ان لا يغفل مؤسس الدولة الاسلامية عن السيرة النبوية فى تغيير المجتمع ولا يغفل عن ان هناك آيات فى القرآن انتهى العمل بها ومع ذلك تركها الله تتلى حتى يومنا هذا للعبرة والتذكرة مثل قوله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى) فالله يخاطب المؤمنين ولم يقل يا أيها الناس لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى وهذه حكمة بالغة يجب ان يضعها نصب عينه من يريد تغيير حال المجتمع فى اتجاهات اخلاقية او اقتصادية مخالفة للواقع الذى هو عليه. لابد من وضع آلية هادئة واعية (راشدة) لنقل المجتمع الى مجتمع يجد سعادته فى الاسلام وليس مفروض عليه قيود باسم الاسلام.
على سبيل المثال سأطرح رؤية لنظام البنوك ، إننى أرى انه يعد انتحارا سياسيا واقتصاديا من يغلق البنوك الربوية ، نعم اننى اكره الربا ولكننى لا استطيع الانعزال عن العالم القائم اقتصاده على هذه النوعية من البنوك وكذلك يعد ظلما كبيرا ان أربك حياة ألاف او ملايين البشر تضع مدخرات قليلة فى البنوك وهى معتمدة على عائد يعينها على نفقات الحياة ، لا يعد هذا تطبيقا رشيدا للاسلام .
فى البداية يجب ان أسأل نفسى لماذا نهى الله عن الربا ، لقد نهى عنها لأنها فيها استغلال لحاجة الناس فى المال أى اننى اتاجر فى أزمات الناس واربح منها وكذلك نهى عنها لأن المرابى لا يتسامح مع المدين بل المدين ملزم بسد الدين حتى لو باع ابنه او صار عبدا بدينه.
وفى هذه الحالة لا يعتبر المودع فى البنك بمكانة المرابى تماما بل هو انسان يملك بعض اموال ولا يعرف كيف يشغلها فيتركها لمن يقوم بتشغيلها ويرضى ببعض العائد الأمن.
وهناك الوجه الآخر للبنوك والمتمثل فى الشخص المقترض والذى قد يقترض لحاجة شخصية ملحة او يقترض ليتوسع فى اعماله.
وهنا لكى استطيع تمرير نظام اقتصادى يلفظ الربا تلقائيا يجب ان اسعى لأن تكون البنوك بنوك وطنية ملك للدولة وليست ملك لرؤوس اموال اجنبية.
ثانيا يتم التوسع فى انشاء الشركات التابعة للبنوك وتكون شركات ذات هيكل قابل للاندماج مع شركات شبيهة فى نفس المجال بحيث يأتى لها وقت تنافس الشركات المتعددة الجنسيات ولكنها مخطط لها الاندماج مع شركات فى دول اسلامية اخرى حينما يحين وقتها (كاستعاضة عن نظام الخلافة).
بحيث لا يحتاج البنك الى مقترضين لتشغيل الاموال ولكن يتم تشغيل الاموال بواسطة شركات تابعة للبنوك والتى هى تابعة للدولة.
ويسمح بقروض للافراد فى حدود صغيرة لمن لا يملك ضمانات اكثر من الضمان الشخصى او الوظيفى ويتم منح قروض كبيرة لمن يملك ضمانات حقيقية تغطى قيمة القرض.
الغرض الرئيسى فى وجهة نظرى هو القضاء على النظام الربوى من حيث قسوته وليس من حيث نسبة الفائدة ، فمن يظن ان الربا هى تحديد نسبة مسبقة بغض النظر عن نتيجة العمل اعتقد ان فهمه للاسلام يعتمد على ظواهر الامور وليس بواطنها والتى هى الغرض الحقيقى للاسلام والتى تعنى ببساطة تحريم الظلم.
اقتباس:بالنسبة للصورتين فالاولى مفخرة للنساء عامة وليس لدي تعليق عليها فهذا طبيعي في الغرب ، اما الثانية فهي ايضاً تدخل ضمن الحرية الشخصية التي لا علاقة لها بطريقة الحكم ، إذا كان ليس لفعلهم اذى للآخرين فلا اعتقد انه برهان على الإنحلال او التخلف ، المهم هو ما يعطيه هذا الوزير لبلده ووطنه ، حتى في المانيا نفسها عزيزي هناك الكثير يستنكرون هذا العمل ولكن لا اعتقد انه يوجد الماني متحضر او حتى متدين يؤيد ان يتم رجمهم او التنكيل بهم لمجرد ميلوهم الجنسية ، والقوانين تختلف من بلد إلى اخر فالجيش الامريكي لا يقبل المثليين لديه ، مع انني اعتقد انه في الطريق للقبول بذلك ، وإذا زعمنا ان هذه من نتائج العلمانية وانها ايضاً من سلبياتها فقط من وجهة نظر تفكيرنا التي تأثرت كثيراً بثقافة القطيع وان ما ينطبق على الجميع ينطبق على الفرد حتى التدخل في شؤونه الخاصة بل الادق من خاصة وهي الميول الجنسية الغرب يراها إيجابية ! ،
بوضع حالة الوزير الالمانى الشاذ تحت الفحص كنموذج ، فيجب ان نحاول ان نبنى مجموعة من العلاقات والسلوكيات التى ستنشأ عن وجود مثل هذا الشخص فى المجتمع وهو يجاهر بميوله والتى تخالف الطبيعة البشرية كما تقول الاديان السماوية.
سنجد ان قبول المجتمع لمثل هذه الميول يصرح بها مسئول فى اعلى درجات السلطة والشهرة يؤكد وجود مئات بل آلاف من الاشخاص مثله ، ومن كان يتخفى فى علاقته فسوف يتجرأ ويصارح بها مما يشجع على انتشار هذه الفكرة وكذلك المراهقين الانطوائين والذين لا يجدون شريك من النوع الاخر فسوف يتشجعون على ممارسة الجنس المثلى، فالرغبة الجنسية غريزة فطرية تلح على صاحبها بشدة فى مرحلة المراهقة وتستمر معه لفترة طويلة من الزمن بقوة وتسيطر عليه ولو لم يجد ردعا من المجتمع فسوف ينجرف فيها لأن بها لذة.
بالتبعية سنجد هناك المدرس والطبيب والجار وزميل العمل يصارح بميوله الشاذة مطالبا بحقوقه ، وبمجرد انتشار مثل هذه الفكرة فسوف تكون الفتيات أكثر جرأة فى التصريح برغباتها واقامة العلاقات خارج اطار الزواج.
وبالتبعية وجود فئة من الشواذ يوافق المجتمع على وجودهم سوف ينشأ رغبات أخرى فى أوجه المتعة تتمثل فى تعويض من لا يجد شريك او من كان شريكه لا يوفر له الاكتفاء المطلوب ويبدأ يظهر فى الاسواق أدوات لتحقيق المتعة الجنسية وأفلام جنسية شاذة تصور المتعة بصورة لم تخطر ببال الشاذ فيسعى لتجربة الجديد ويسعى منتج مواد اللذة والاثارة الى الابداع فى عمله حتى يكسب السوق فيسعى الى غير المألوف أكثر.
ويحضرنى هنا ان أروى لك موقف فى العمل قد هزنى كثيرا وشعرت ان الشيطان يقيم مملكته بصورة غير مسبوقة ويجعلنا نبدل ما خلقه الله ، فقد كان احد زملائى فى العمل رحمه الله قد تسلم جهاز لاب توب مثله مثل الباقيين حتى يكمل عليه العمل فى منزله إن أقتضى الامر ، وعندما توفى آل إلىًّ الجهاز الخاص به وكان الاجراء الاول ان اقوم بفحص ما فيه من ملفات وما له ضرورة ابقيه وما لا قيمة له من اغانى او العاب او ملفات خاصة اقوم بمسحها.
وفوجئت بوجود عدد من الافلام الجنسية كان يخفيها بعناية ، فغلبنى الفضول وفتحت هذه الافلام وكان من بينها فيلم لم اتخيل انه يمكن ان يحدث لقد شاهدت نساء ترتدى اعضاء ذكرية ضخمة جدا وتمارس بها الجنس مع رجال شواذ!!! هل وصل الأمر الى ذلك ، هل الشاذ كان فى البداية يرغب فى هذه النوعية من الممارسة ام انه قد اعتاد الممارسة العادية ولم يصل الى النشوة المنشودة ام انه منتجى هذه الافلام فى اطار المنافسة بحثوا عن طريقة لاجتذاب الزبائن لإنتاجهم فصاروا يتفننون يوما بعد يوم.
وتنقلنا هذه الفكرة الى فكرة اخرى وهى هل يتم استخدام خبراء فى الطب لاستشارتهم فى وسائل المتعة اكثر ، نعم يحدث كما اكتشف الطبيب الالمانى موضع "جى سبوت" فصاروا ينتجون اجهزة تداعب هذه النقطة فى المرآة حتى تصل لذروتها مستغنية عن الرجل (وهذا فى حد ذاته يسلمنا لأنهيار الأسرة) كما ورد فى قصة "شيكاجو" للأديب المصرى علاء الاسوانى.
كذلك كيف يتم استغلال حاجة النساء او الرجال الى المال حتى يقوموا بأداء مثل هذه الادوار وهل من يؤدى مثل هذه الادوار يكون انسان عادى مثلنا وهل منتجى ومصنعى المواد الجنسية هم اشخاص طبيعيون مثلنا وكيف هى علاقاتهم بالمحيطين بهم على مختلف الاصعدة سواء على مستوى الجيرة او القرابة او التعاملات التجارية ... إلخ
الحق اننى اجد مجموعة من العلاقات تجر الى علاقات اكثر قتامة وسوادا.
وبالنسبة لحديثك عن الجيش الامريكى ، فالانحلال والرفاهية الزائدة تجعل الانسان غير قادر على المثابرة فى القتال مما يتأتى معه حلا من إثنين إما اللجوء لقوة نيران اكثر تبيد المقاومة أو اللجوء لرجال قساة يقومون بالامر ويتمثل هذا فى شركات الامن الخاصة مثل بلاك ووتر ، فلو كان الجيش الامريكى جيش رجال ما لجئوا الى شركات امن خاصة.
إننى متأكد من أن اطلاق سراح الغريزة الجنسية على هواها هو سببا فى توحش البشر فى السلم وفى الحرب.
وطبعا لا يعنى هذا ان كل المجتمعات الغربية هى غابة بل على العكس فيهم الرافضين لهذا ومن يتجاوز حدود الحرية الشخصية يتم عقابه ولكن مشكلة المجتمعات الغربية هو ضمور الاسرة والعائلة وتأثيرهما على الفرد فى كبح جماح نزواته مما يترتب عليه الارتداد التدريجى الى الحيوانية ، فالحيوان لا يعرف الاسرة ولا العائلة ولكن يعرف الامومة رحمة من الله بصغار الحيوانات حتى تستطيع الحياة.
أما عن رجم الزناة (رغم انه لم يرد فى القرآن) فلا حاجة لنا به إذا تمكنا من زيادة هيبة المجتمع بحيث لا يقوم الزانى بالزنا إلا متخفيا ، فمن الصعب تخيل ان يكون من حق الانسان ممارسة الجنس امام اربعة شهود يرونه مولجا عضوه الذكرى ولا يحق للمجتمع ان يرجمه وقتها. الحدود مقصود بها حماية المجتمع بأن يستحى المجرم من جرمه وتخفى به خوفا او حياءً حتى لا يتقبل المجتمع بعدها كل اشكال البلايا وهو يقول كما قال جحا (مادام الامر بعيدا عن بيتى فلا يعنينى). لأنه وقت ان يصل الى بيته فلن يستطيع منعه.
اقتباس:ولو افترضنا اننا سنطبق الشريعة الإسلامية بالكامل هذا يعني اننا سنبيح الزواج بالاطفال والرضع ولا يوجد رجل دين واحد قادر حتى الان بقول تحريم ذلك ، هذا ايضاً بعينهم شذوذ وإنتهاك للطفولة ، وإذا اصدرنا قانون يمنع ذلك فهذه علمانية ، هل بداء الامر محيراً ؟ ، نعم هو كذلك .
لا يوجد نص يبيح الزواج من الاطفال ولذلك هو أمر فى يد ولى الامر ، فعند تشريع الدولة لسن محدد للزواج فهذا لا يعد جورا على الشريعة بل متوافق مع الشريعة وفى القرآن قد ورد هذا المعنى حيث يقول الله سبحانه وتعالى {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً }النساء6
فكما هو واضح من الاية ان هناك سن لبلوغ الزواج ، اما قصة الزواج من الاطفال فهذه يتم الاستعانة فيها بسن زواج السيدة عائشة رضى الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه الرواية تقابلها روايات اخرى تعتمد على ذكر وقائع معينة يثبت بعدها عند المقارنة ان سن السيدة عائشة لم يكن يقل عن 17 عام عند الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واحب ان اخبرك بأن جدتى رحمها الله والتى توفت عام 1936 عن عمر 42 عام كانت رحمها الله تزوجت جدى وهى بنت 9 أعوام ، وفى الكتاب المقدس نجد ان السيدة مريم قد خطبت ليوسف النجار وكان عمرها اربعة عشر عام وكان عمره كبير جدا تجاوز السبعين عام (إن لم تخنى الذاكرة) وهذا يدل على انه كان عرف مقبول فى الماضى الفوارق الكبيرة فى العمر بين الزوجين بصورة لا يقبلها المنطق فى زماننا هذا.
ولكن فى الاسلام يوجد شرط التكافؤ بين الزوجين وهو ما يهمنى تطبيقه فى الشريعة ويوجد نص يقول بالزواج عند البلوغ وهو ما يهمنى اما أى كلام آخر فمرفوض لعدم جدواه ، بمعنى انه قد تسمح الظروف الجسدية لفتاة ان تتزوج صغيرة وهو تشريع قد يفيد فتيات يصرن موضع طمع ولا يوجد من يحميهن فليكن فى حما رجل افضل من ان تنهشها الذئاب ولكن فى عصرنا هذا ومع توافر وسائل الحماية الاجتماعية والانسانية فتعد ردة حضارية ليست مطلوبة بل مخالفة للاسلام فى جوهره.
وتقبل تحياتى