التواريخ البديلة
(3)

مبدأ أن مراقبة الهدف يغير من مساره.


هذا هو المبدأ الثالث من فيزياء الكوانتم والذي علينا فحصه ، طبقا لفيزياء الكوانتم لا يمكنك مراقبة شيء دون التدخل فيه . أي أن المراقب غير المتدخل لا وجود له ، ففي الواقع يؤثر المشاهد في كل ما يشاهده ، و ذلك خلال إضاءة الهدف ولو بضوء باهت للغاية ، هذا التأثير لن يكون محسوسا في جسم كبير كالخرتيت أو كرة القدم ، و لكنه سيكون محسوسا في جزيئ الكوانتم (متناهي الصغر) كالفوتون أو حتى الإليكترون ، فالإضاءة تعني إطلاق فوتونات على الهدف ،و هذا يجعل جزيء الكوانتم يغير سلوكه عند مراقبته ولكنه يفعل ذلك بشكل يتوافق تماما مع ما تصفه فيزياء الكوانتم .
هذا سيقودنا إلى سؤال الزميل الاندورفن في المداخلة 32 :

اقتباس:(ما السبب الذي يجعل الالكترون يرجع لحالته الاصليه بعد المراقبه؟هل هو يعقل؟!).

حسنا لنمض الان .. رويدآ .. رويدآ .. و لتتذكر أن تترك common sense عند الأمانات على الباب ولا تتعجل في استردادها حتى نهاية الشريط ، ف بيني و بينك خبرة الحياة اليومية تجعلنا أشبه بالبلهاء بمجرد أن نتحرك خارجها ولو بمحطة أوتوبيس واحد !.
1- في التجربة السابقة لو أطلقنا مليون جسيم من النقطة ( أ ) و قسنا النتائج على النقطة (ب) سنجد أنها تتوزع كما لو كانتا موجتين متداخلتين ( شرائح مضيئة بجوارها أخرى مظلمة و هكذا ) كما شاهدنا من قبل .
2- دعونا نختبر نموذج الخواجة فينمان الآن .. و نجمع الفيزات لكل المسارات الممكنة من النقطة ( أ ) إلى ( ب ) سنجد أن كل الإحتمالات التي حسبناها لسقوط الجسيمات في المواقع المختلفة تتطابق مع النتائج المتحصل عليها . ألا يدل هذا على صحة نموذج فاينمان ؟. نعم يدل على ذلك .. و لكن ماذا بعد ؟
3- سنضيء الآن الفتحتين ( 1 أو 2 ) و ندعوها النقطة ( ج ) التي ستقع على مسار بعض الجسيمات بالطبع . هذه العملية سنطلق عليها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب " فين طريقك فين و يروحوله منين ؟" و لكن العلماء في الغرب الذين لا يحتارون مع عبد الوهاب يسمونها معلومات (which – path) ، نفس المعنى أي هي المعلومات الخاصية بأي الطرق ستسلكها جسيمات الكوانتم ؟.حسنا سنضيء الآن أحدى الفتحتين ، و نراقبها لتحديد عدد المسارات التي ستعبر الفتحة 1 أو الفتحة2 ، و نحن في كل حالة سنستبعد الفتحة الأخرى من المراقبة .
4- بالمراقبة سنعرف الآن عدد الجزيئات التي عبرت من أ إلى ب خلال الفتحة 1 أو 2 فقط كل على حده ،و لكننا لن نحسب المسارات التي عبرت 1 و 2 في نفس الوقت ، و لأن نموذج فاينمان يفترض مرور الجسيم من 1 إلى 2 ثم إلى 1 و أن التداخل يكون بين مساراتها ، مما يعطي التأثير الموجي ، الآن لن يمكننا سوى حساب مسار واحد فقط من أ خلال 1 ( أو ) 2 إلى ب ، و بالتالي لن تكون هناك مسارات متداخلة ،و النتيجة طبقا لنموذج فينمان هي أن ظاهرة التداخل ستختفي وهذا ما حدث بالفعل ! ، في هذه الحالة سنحصل على تجمعين فقط من الجسيمات كما لو كانت مجرد كور للعبة كرة القدم .
5- هناك تجربة أخرى للتأكد من صحة النتائج ، هي أن نوجه إضاءة باهتة جدا على الفتحات ، بحيث تضيء نسبة فقط من الجزيئات العابرة ، و جائت النتائج مدهشة فالمجموعة التي لم تتم إضائتها في نفس الشق تصرفت بالنسق الذي يحقق التداخل ( السلوك الموجي ) و المجموعة الأخرى التي تم إضائتها -في الشق نفسه- لم تتصرف كذلك ،و لكن كجسيمات كبيرة مثل كرة القدم !.
نتائج هذه التجارب تلقي بأضواء قوية على معنى التاريخ . وفقا للبديهة و لقوانين نيوتن فالتاريخ عبارة عن تسلسل محدد من الحوادث جرت في الماضي . و لكن وفقا لفيزياء الكوانتم فمهما كانت دقتك في قياس لحظة ما ، سيكون الماضي الذي لم تراقبه غير محدد ،و لكنه طيف واسع من الإحتمالات كذلك سيكون المستقبل ، و بالتالي فالكون ليس له تاريخ أو ماضي واحد .
أن يكون الماضي بلا شكل محدد ، فهذا معناه أنك بقياس نظام ما في الحاضر تؤثر في ماضيه .


هذه الإفتراضية تم دعمها بتجربة عملية أبعد مدلولآ اقترحها الفيزيائي " جون ويلر john "wheeler ، أطلق عليها تجربة الإختيار المتأخر delayed choice ، و الفرق بينها و بين التجربة التي ناقشناها ، هو أنك ترجأ قرارك في مراقبة النظام أو عدم مراقبته حتى اللحظة الأخيرة . المفاجأة هنا أن النتائج لم تختلف عن تلك عندما كنا نراقب الثقوب ذاتها التي عبرت منها الجزيئات !. الفرق هنا هو أن الجزيئات قررت هل تعبر شق واحد (بحيث لا تعطي نسق التداخل الموجي) أو الشقين معا (لتعطي نسق التداخل الموجي) ، بعد أن تكون عبرت الشقوق ذاتها بزمن طويل ( نسبيا بالطبع ) ، أي أنها لم تحدد ما هو ( تاريخها ) سوى عند ملاحظتها في آخر لحظة من وجود الظاهرة !.

(هنا سأنصحك نصيحة لن تسمعها من أحد تعرفه و لا من فاينمان نفسه ، أيضا لن تقدرها حق قدرها أبدآ ! .. لا تثق في معنى الزمن الذي تعرفه من خبرتك في الحياة العادية ، الزمن ليس له وجود مستقل و لكنه مجرد فرضية ابتكرها العقل البشري لربط الأحداث الفيزيائية التي يشاهدها كي يتمكن من عمل نموذج لها . ) .

جون ويللر لا يكتفي بالنتائج المدهشة لتجربته ، بل هو يعطيها أبعادآ كونية أراها خارج مدى هذه الدراسة ، و لكن لو ظهت حاجة لها مستقبلآ سنتعرض لها أيضا . و لكني لن امنع من يشاء البحث عنها في الشبكة و تقديم شرح لها في هذا الشريط ، فقط رجاء بلغتنا هذه البسيطة و بدون مصطلحات التراجمة المصطنعة .


هنا سنتوقف لإلتقاط الأنفاس ولو قليلآ ، فنحن في منتصف الكتاب تقريبا ، وهو إنجاز لا بأس به أبدآ ، فنحن لم نكتب معادلة رياضية معقدة واحدة ، و لم نستخدم أي لغة إصطلاحية متقعرة كما يفعل البعض ، رغم أن المادة التي تبدوا لك بسيطة قابلة للفهم ليست كذلك بالقطع .
منذ الان و خلال يومين او ثلاث سأتوقف عن عرض المادة العلمية و سأكون مستعدآ لاستقبال أي استفسار أو طلب إيضاح ،و لكن لن أقوم بدور المعلم بل بدور الزميل المتعاون بحثا عن المعلومة العلمية .
أتمنى من الزملاء من غير الإختصاص العلمي الفيزيائي - او حتى به- الذين يتابعون الشريط إبداء ملاحظاتهم على طريقة العرض ،وهل هي علمية اكثر مما يجب او مبسطة اكثر مما يجب ؟.
.....................
ملحوظة قد تكون مفيدة .
المادة العلمية في مداخلات أرقام .
1- مداخلة رقم 4 -لغز الوجود .
2- مداخلة رقم 15 -القانون الطبيعي .
3- مداخلة رقم 17 -معنى الواقعية1.
4- مداخلة رقم 18 -معنى الواقعبة2.
5- مداخلة رقم 28 -التواريخ البديلة-1.
6- مداخلة رقم 39 -التواريخ البديلة-2 .
7- مداخلة رقم 41 -التواريخ البديلة-3 .

الزميل بهجت

أولا أعتذر للزملاء على ما سأقوله حيث أننى لا أحب أن أكون صوتا نشاز فى موضوع جيد يخرجه عن محتواه بقدر ما يهمنى ان تجلس أنت لنفسك وتفكر فى اسلوبك عسى أن تنفعك الذكرى.

أسمح لى يا زميل فأنت لم تفهم معنى سؤالى ، وحتى يتضح لك المعنى أكثر فسوف أشرحه.

فمن ضمن تعريف عام 2006 لأجرام النظام الشمسي، تم إنشاء صنف جديد من الأجرام هو "الكواكب القزمة"، وهي حسب تعريفها للأجرام سماوية بأنها تلك التى تملك مدارات حول الشمس وكذلك تملك كتلة - أو جاذبية - كافية لخلق توازن هيدروستاتيكي قادرٍ على جعل شكلها كروياً أو شبه كروي.

لكن النقطة الأخيرة والتي تُفرّقها عن الكواكب هي أنها: "لا تملك جاذبية كافية لتنظيف مداراتها من الأجرام المجاورة". وهذا التعريف لا ينطبق على التوابع. وقد جاء هذا القرار كحل للجدل الطويل حول تصنيف كوكب بلوتو، والذي بدأ بشكل رئيسي بعد تحديد موقع بلوتو في حزام كويبر والمعرفة بوجود أجرام مشابهة له في الحجم. وحينها بدأ الوضع يتفاقم والجدل يزداد حول تصنيفه هو والأجرام المجاورة له معاً ككواكب أو معاً كصنف آخر من الأجرام. وفي عام 2004، اكتشف سدنا والذي أصبح أقرب جرم لبلوتو في الحجم (حدد آنذاك قطر سدنا بـ1800 كم وبلوتو بـ2320 كم) مما جعل الجدل يزداد. ووصل الجدل إلى أقصاه باكتشاف جرم هو أكبر حتى من بلوتو، وهو إيريس. وقد حل هذا التعريف الجديد ذلك الجدل الطويل أخيراً. لكن بالرغم من ذلك، فلم يرضى الجميع بشأن إعادة تصنيف بلوتو، وما زال العديد من الناس وحتى الفلكيين يطالبون بعودة بلوتو إلى صنف الكواكب. وحالياً، توجد خمسة أجرام من المتفق على تصنيفها ككواكب قزمة (بالرغم من وجود مرشحين آخرين من المُمكن أن يصنفوا كذلك في حال توفر معلومات أكثر عنهم)، هي: سيريس (في حزام الكويكبات) وبلوتو وهاوميا وميكميك (في حزام كويبر) وإيريس (في القرص المبعثر).

وهكذا نجد هناك خلافا بين العلماء على عدد كواكب المجموعة الشمسية والامر ليس له علاقة بالرقم (7) ولكن قد يكون له علاقة بالرقم (11). وهكذا فإن وجدنا خلاف منذ أقل من خمس سنوات فقط على عدد كواكب المجموعة الشمسية التى هى اقرب إلينا بملايين السنيين الضوئية فهل نهرول نحو من يقول أن الكون لا يحتاج لإله لا عن رغبة فى علم بقدر رغبة فى تصديق معتقد داخلى بعقولنا. وهل المجرات الاخرى تخضع لنفس القوانين الفزيائية التى تحكم مجرتنا ؟

ما الفرق بينك وبين المتطرف الدينى ، أنت صورة عكسية لمن يكفرون المجتمع ، فأنت تكفر المخالف لك فكريا وتلجأ لنفس أسلوب التهجم على عقائد الاخرين والتى تنتقدها فى الدينيين ، تماما كمن يعانى من فصام فى الشخصية ، ما دخل بول الابل وما دخل القرآن والتوراة وما دخل عدية ياسين. يا سيد بهجت أسلوبك هو الذى يحتاج الى اطلاق اعلى الضحكات الاسكندرانية.

ولا اعتقد ان الاشخاص حاملى مشعل التنوير هم اشخاص بلا مبدأ أو أشخاص مدلسين بل هم اشخاص ينتسبون للحقيقة أينما لاحت لهم ، وسوف أورد لك صورة من الازدواجية التى تعانى منها ومعها يفقد اى حديث ذو قيمه تتحدث فيه معناه وقيمته.

قلت لك

(11-18-2010, 05:21 PM)السحلاوى كتب:  اسجل متابعة لهذا الموضوع الرائع.

ربما اعظم العلماء هذا يؤكد لنا عدد كواكب المجموعة الشمسية بدلا من الغوص فى الاكوان الاخرى.

فرددت بقولك

(11-19-2010, 10:27 AM)بهجت كتب:  أولآ لو تابعت هذا الشريط لعرفت اننا نتحدث عن هذا العالم تحديدآ و لا نغوص في أي عوالم أخرى ، ربما تكون المشكلة هي أنك لا ترى هذا العالم جيدآ و لكنك فقط تقرأ عنه في كتب تراثية كتبها البدو البسطاء منذ قرون طويلة .

بينما كان ردك على الزميل على هلال

(11-15-2010, 06:34 PM)بهجت كتب:  عزيزي علي هلال .
لو انتظرت بعض الوقت ستعرف اننا لا نتحدث عن حياة في مكان آخر من الكون بل أكوان اخرى

وفى النهاية انت تتحدث فى موضوع جيد وقيم ولكن للأسف يصدر من الشخص الخطأ. فما أخطر العلم بدون أخلاق.

ومع ذلك استمر وعلينا انتقاء السمين من الغث.

وأسف مرة أخرى للزملاء على هذه المداخلة التى لا أرضى عنها ولكننى مضطر لها.

(11-19-2010, 11:23 PM)خاليد كتب:  ...............................
بنية المادة حُبيْبية فيوجد الإلكترون لكن لا وجود مستقل لنصفه أو ثلته..و كذلك يوجد البروتون ولا معنى لرُبُع بروتون و هكذا فكلها كمّات quantum من المادة لكن الطاقة أيضا حُبيْبية (وليس المادة فقط) و يمكن تجزيئها إلى وحدات طاقية لامتناهية الصغر:كمّات من الطاقة و لو اعتبرنا حزمة من الضوء الأحمرمثلا فهي تحمل طاقة هي مجموع الطاقات التي تحمله حُبيْباتها الضوئية و كل حبيبة ضوئية (=فوتون) تحمل طاقة تتناسب طردا مع تردد الضوء (علاقة بلانك):
طاقة فوتون الضوء الأحمر= h (ضرب) تردد الأحمر
وطاقة فوتون ضوء أخضر=h (ضرب) تردد الأخضر و هكذا ...
المهم أن هناك مقدارا ثابتا هو h ذلك هو ثابت بلانك .و قد ظهرت أهميته العظيمة بعد ذلك بسنوات عديدة في قانون الإرتياب لهيزنبرغ.
............

أشكر صديقنا خاليد على هذا الإيضاح ،و لكن لنتوسع قليلآ خاصة للزملاء غير المعتادين على فيزياء الكم .
ثابت بلانك Planck constant هو ثابت فيزيائي ، أي أنه ثابت في كل مكان من العالم و أيضا لا يتغير بتغير مع الزمن ، وهناك عدد من تلك الثوابت الشهيرة بين الفيزيائين مثل سرعة الضوء ،و عجلة الجاذبية الأرضية ،و شحنة الإليكترون و هكذا .
في البداية عُرِف ثابت بلانك بأنه النسبة الثابتة بين طاقة الفوتون و تردد الموجات الضوئية المرتبطة به ، كما تفضل الأخ خاليد . أي
E = hν . وهي ما تعرف بمعادلة بلانك – أينشتين Planck–Einstein equation
حيث E هي طاقة الفوتون ، و h هو ثابت بلانك ،و ν هو تردد الموجة ( عدد الموجات في الثانية الواحدة ) . و كما نعرف يمكن الإستعاضة عن قيمة ν بسرعة الضوء على طول الموجة . فتكون المعادلة .
E = h c/λ حيث c : سرعة الضوء و λ هي طول الموجة .
Planck's constant (h) = 6.626068 × 10-34 m2 kg / s= J.s
J : الطاقة مقاسة بالجول . و قيمة ثابت بلانك بالوحدات العالمية هي ( joule seconds (J•s)). بهذا نجد أن وحدات ثابت لابلانك هي طاقة × زمن وهي نفسها قيمة الشغل action. وهي نفسها وحدات (momentum multiplied by distance (N•m•s),= m kg / s مضروبة في m.

سحلاوي .
محاولاتك التواقح لن تكون الأولى ولا الأخيرة ،و ثق أني لا أحفل بها ، ولو توقفت عند المحطات الصغيرة ما كانت أكثر الموضوعات قراءة في الفكر الحر .
.يا سحلاوي .. ماعلاقة كل تلك الثرثرة عن المجموعة الشمسية بالموضوع المطروح ،وهل تعتقد أنك أنت ببعض المنقولات من الشبكة ستعلمنا بماذا نهتم ، و كيف نفكر ؟. إذا لم يعجبك هذا الموضوع فلم لا تغادرنا و كن على ثقة أن قلوبنا لن تنفطر حزنا . لا يوجد يا زميلي ما يجبرك على المشاركة في هذا الموضوع أو غيره ،و يمكنك أن تغادرنا إلى حيث الموضوع الرائع و لماذا لا تطرحه انت ليكون الطارح عظيما أيضا ؟ .
لو قرأت المضوع لعرفت أنه رؤية لهذا العالم بالقطع ، اما أن تنقل جملة منبتة الصلة بغيرها كنوع من مناكفة المنتديات فلا وقت لدي لذلك .أن ينطبق قانون على كل العوالم لا يعني اننا لا نتحدث عن هذا العالم ، فالعنوان واضح لمن يجيد القراءة ( ... عالم قديم ) .
صدقني .. شبعنا من طرح المنتديات الرديئة علينا هنا ، البعض يتعلم و يتقدم سريعا ليكون محاورا راقيا ،و البعض لا يفرق بين المماحكة و الحوار ،و لا يتقدم أبدآ بل يظل يزحف كما يفعل دائما .
حسنا .. لو عدت لهذا الاداء الذي لا طائل منه ، سوف أتجاهلك تماما ، اما لو كان لديك ما تطرحه بشكل موضوعي و في صميم المداخلات فمرحبا . كفرصة اخيرة اتمنى استغلالها
......................................
تبقى رسالة للأخوة المراقبين .. السماح بمثل تلك المداخلات الكيدية و البعيدة عن الموضوع المطروح بقصد إفساده ، سيكون له نتيجة واحدة هو أن نتوقف عن طرح الموضوعات الجادة و المشاركة في نقل الموضوعات و التعليقات التافهة . فهل هذا هو المستهدف ؟.

الزملاء المحترمون .
هناك تعليق استثنائي كتبه المحرر العلمي لصحيفة كبرى عن كتاب ستيفن هوكنج الشهير " تاريخ موجز للزمن" A Brief History of Time, هو أنه من أكثر الكتب مبيعا ( فقد ظل على قائمة Sunday Times لأكثر الكتب مبيعا لرقم قياسي بلغ 237 أسبوعآ أي حولي 4.5 سنة ! ) و لكنه من أقلها قراءة !. هذا المستقبل البراق لا أريده لهذا الشريط تحديدا ، فمبيعات هوكنج تعني رصيدا في بنك ما ،و عدد القراءة هنا قد تعني المزيد من المتطفلين !. لا أريد لهذا الشريط أن يكون أكثر الموضوعات قراءة ، و لكني أريده ألا يمر دون أن يترك أثرآ على من يبذل جهدا في متابعته حتى من غير ذوي الإختصاص العلمي ، آمله حافلآ بالحوارات العميقة النافذة لعقليات ( عربية ) متميزة ،و ليس ممتلئا بمهارتات خريجي المنتديات العشوائية الأصولية ، فلا يعقل بعد 10 سنوات من عضوية نادي الفكر ألا ننعم بحوار آمن على الأقل . هذا الحوار الآمن يعني إهتماما من المشرفين بالتبليغات التي نرسلها حتى لا نترك الساحة للبلطجية و زواحف العشوائيات ترتع بلا رادع .
كي تقرأ هذا الشريط آمل أن تراعي بعض المبادئ الهامة .
1- تذكر في كل وقت أن هذا موضوع علمي مبسط ، و لكنه يشغل العالم كله حاليا ، و هو بالتالي ليس جدلآ عقائديا أو سفسطة تلاميذ المدارس أو موضوعا لجلسات المقاهي .
2- من المفضل بالطبع أن يكون لك خلفية دراسية علمية ،و لكن لو لم يتحقق ذلك فهذا لا يعني أن تمضي بعيدآ ،و لكن عليك ان تقرأ و ئيدآ .
3- إقرأ كل كلمة فالموضوع بطبيعته مركز للغاية ،ولا يقبل الإختزال .
4- حاول أن تشرح لنفسك أو لغيرك ما فهمته من كل مداخلة أساسية ( التي أطرحها و لها عنوان رئيس واضح ) .
5- لو أردت يمكنك حتى طرح ما تكون قد فهمته في مداخلة مستقلة ،وسأعلق عليها بما يناسبها .
6- لا تخجل من الإستفسار عن أي فرعية تراها مستغلقة عليك .
7- لا تخضع فيزياء الكوانتم للمنطق اليومي البسيط ،و لكن حاول تفهم منطقها .
8- من المناسب أن تتابع عرض الموضوع حتى الإنتهاء منه ، ثم ناقش كما تريد بعد ذلك و لكن لا تجادل كما يفعلون في الموضوعات السياسية أو الدينية .
9- لا تشتت نفسك في موضوعات خارجية ولا تسبق التسلسل المنهجي الذي اختطه الكتاب .
10- نتيجة أهمية الموضوع و الجهد المبذول فيه سأضع ملاحظات خلال الشريط بالمداخلات التي لا علاقة لها بالموضوع أو تفتقد الدقة و المنهجية كي يسقطها الزملاء من متابعتهم ، كذلك الأسماء التي تسيء للموضوع و أقترح تجاهلها أثناء الشريط على الأقل ، طالما لا يقوم السادة المشرفون بحماية الموضوعات الجادة كما ينبغي .

أذكر أيضا الزملاء الكرام بما ذكرهم به بهجت في بعض أجوبته سابقا.

حين الحديث في أمر النسبية والحركة في السرعات العالية، أو الكوانتم وطبيعة الأجسام الصغيرة جدا، وحين البحث أيضا على النطاق الأعظم، أعني نطاق المجرة ومجموعة المجرات، ونطاق الجاذبيات العملاقة مثل النجوم القزمة والنجوم النيوترونية والثقوب السوداء، وحين البحث في مصادر الأشعة الغريبة مثل الكوازارات والقيفاويات وما شابهها، حين نصنع كل ذلك علينا أن نترك جانبا من نظنه بديهيات فيزيائية، وعلينا أن نسمح لنيوتن والفيزياء الكلاسيكية بشيء من الراحة وأن نحاول أن نعمل خيالنا إن استطعنا، وأن نتصور أشياء عجيبة يراها البعض من الخيالات أو ضروب الجنون، من مثل تخيل العالم ذي الأبعاد الأربعة، ثم تخيل عوالم يزداد عدد أبعادها عن الأربعة.

من الطبيعي أن نذكر الزملاء المتدينين أن هذه الدراسة لا علاقة لها مطلقا بالدين، لا من ناحية السلب ولا الإيجاب كما أرى، هي بحث في مادة الكون وطبائعها والقوانين الحاكمة لها، ومن يظن أن هذه الدراسة قد تعارض أو توافق دينا ما فعليه أن يراجع دينه جيدا. وكما كنت أذكر بعض الزملاء اللادينيين بعدم استخدام الأدوات الغير مناسبة في غير موضعها، أذكر أيضا الزملاء المتدينين بالمثل. هذه الدراسة هنا لا يليق أن يستدل على شيء منها بغير بحث المختبر والمسائل الرياضية النظرية، وكل النتائج التي نتوصل إليها هنا قابلة للدحض بل وتدعونا إلى محاولة دحضها والإتيان بأفضل منها أو إكمالها، لكن بنفس الأدوات. وهي عصارة علم اليوم وقد يأتي الغد بأحفاد ينشئون خيرا منها.

أكمل يا بهجت، موضوع جميل، يلخص الكثير من النظريات الفيزيائية الحديثة التي قد لا يطلع عليها بلغتها إلا من اهتم بهذا الأمر، مشكور جهدك في الترجمة والتلخيص والتعليق، جهد يثمن بمال وتقدمه هنا مجانا.

الصديق العزيز (الخواجة) بهجت .....هذا فقط للمداعبة..... تحية طيبة لك

اشكرك على الرد والتفاعل معي كباحث عن المعرفة واعطائي جزء من وقتك , رغم الم المعاناة التي المسها داخل حروفك وبين سطورك ولا اريد ان امدحك بقدر ما اريد أن تعرف ان هناك من يتألم مثلك على واقعنا المخجل وموقعنا بين الامم الاخرى التي فهمت قانون الاصطفاء الطبيعي جيداً وتقدمت بالأنسانية لتأخذ جيناتها الى المستقبل , وأن هناك ايضاً من يشاركك التشخيص لهذا الجين (التخلف المقدس) كما تسميه , وأن طُرق عزله ومعالجته يحتاج الى جهد كبير من العمل وانكار الذات والتجميع والتلخيص للمادة العلمية والمعرفية ومن ثم طرحها للقارء بدون مقابل , وهذا ما تقوم به انت وأمثالك القليلين الذين اكن لهم كل الود والاحترام عبر الشبكة ولا يسعني الا ان اقدم لهم الكلمة الطيبة والجميلة والدعم المعنوي.

وأريد ان اذكر القارء وأهمس بأذنه بخاطرة جاءتني عند النظر الى صورة العالم ستيفن هوكينج أن الإنسان بجهازه العصبي صار خلقاً آخر ، بهذا انتقل الإنسان إلى عالم غير عالم الحيوانات الأخرى ، من هنا صارت له شريعة من نوع آخر ، شريعةُ نقل المعرفة بالرموز ، انتقل الجهاز العضلي إلى الجهاز العصبي ، هذا هو التطور الذي حدث . وبهذا التطور صغر حجم عضلات الإنسان وكبر جهازهُ العصبي ، ولكن بهذا الجهاز اكتُسِبَت قوى عضلات الحيوان فسخر الحيوانات واستأنسها ، واستغل عضلاتها وعاش على عضلاته فقط دهوراً طويلةً ولكن بجهازه العصبي استطاع أن يسخر عضلات الحيوان التي هي أقوى من الإنسان واستمر الإنسان مع عضلات الحيوان عشرة آلاف عام ، ثم سخر النار والبخار واخترع الآلة وأمسك بالكهرباء ووصل إلى درجة أنه عرف سر طاقة الشمس والنجوم ، إن شأن الجهاز العصبي للأمم أعلى من كل طاقات النجوم والشموس .

ان الإنسان هو المعرفة هو التمييز هو القدرة على اختيار المميز كانت السلطة خلال التاريخ للقوة ولم يكن للعلم، والعلم كان تابعاً للقوة, أي كأن العقل تابعاً للجسد! وكأن العضلات هي التي تسيطر على الجهاز العصبي وليس العكس
فا الى متى سنبقى نستخدم جهازنا العضلي الحيواني ونعتمد عليه في كل شيء حتى ونحن نمارس الكتابة من خلف الشاشة ونضغط على الكي بورد!!

أذكر مقولتان تأثرت بهما كثيراً ونقشتهما بذاكرتي عند قراءتي لأحدى المقالات على الشبكة وغيرتا نظرتي لعلم الفيزياء بمنظور مختلف رغم كُرهي الشديد والقديم لهذا العلم والنابع من طريقة تتدريسه لنا بالمدارس بالحفظ والتلقين وليس بالفهم والتتطبيق العملي.

الأولى
التوحيد هو ما نسعى لتحقيقه، لأن هدف الفيزياء الأساسي هو أن نصف المزيد والمزيد من ظواهر الكون بطرق ومبادئ أبسط وأبسط ))
ستيفن وينبيرغ

الثانية
((إن قدرتنا على وصف الظواهر الهائلة العدد بشكل بسيط واحد هو خطوة خطيرة جدا في مفاهيمنا عن الكون ووجوده))
مايكل غرين

وهاتان المقولتان اذا دققنا بهما جيداً سنرى ان هناك معنى واحد يجمعهما وهو مبدأ التوحيد (نظرية كل شيء)وارجوا ان لا تفهم من كلامي اني اريد ان اسوق لنظرية الاله لأدراكي انك تملك حساسية عالية تجاهها هي ومشتقاتها وأنك صاحب مبدأ علمي ومعرفي ملتزم لا ترضى بديل له ابداً , ولكن الذي اريد ان يفهم القارء معنى التوحيد في جميع العلوم وأنه يستطيع أن يدخل هذا المعنى (التوحيد) في شتى المجالات وان العلم يملك تفسير لكل شيء وهذا الذي يسعى الى تحقيقه ليرتقي بالأنسانية ويجعل من كل فرد اله يُسخر هذه القوانين لمصلحته بجهازه العصبي المتطور ولكن يحتاج فقط الى وقت , وان لا مكان للخرافة (معجزات) في مختبره وايضاً لا يوجد انسان يملك خوارق بل هو خاضع لقوانين الكون وسننه التي لا تتبدل , ولا يوجد شيء مقدس بالتاريخ سوى الانسان وتجربته في الحياة.

وايضاً اريد أن أنوه وأُثني على طريقتك الجميلة والفعالة عند بدء كل مقالة تكتب مقولة أو حكمة لأنبياء هذا العصر تجعلها عنوان للبدء بطرق الباب ومن ثم الدخول الى عالم المعرفة واتمنا ان لا تتوقف عن هذه السّنة.

ايضاً هناك مقاطع توضيحية اذا اذنت لي ان اضيفها بمداخلة اخرى ومتعلقة بردك الاخير علي وتجربة ونظرية التواريخ البديلة لأني بحثت عنها بعد قراءتي لردك وشرحك لسؤالي لأفهم المحتوى ببعده الثالث والذي ولّد عندي الكثير من الاسئلة المتعلقة بهذه التجربة , ولا اريد ان اشتت سردك لمحتويات البحث لذلك طلبت منك الأذن اولاً.
والسبب الآخر لبحثي عن هذه المقاطع هو انني اريد ان افهم علم الفيزياء بشكل تجريدي وصوري مثل الكثيرين وبطريقة علمية ومعرفية وواقعية وليس عن طريق الأيمان المسبق وتخزين المعلومات بخلاية الدماغ بدون فعل العقل (السبب والنتيجة) فتجدني ابحث بأستمرار عن كل ما يترجم الاحرف والجمل والمعادلات الى صورة ثلاثية تماماً كعقل الطفل الذي يتعرف على محيطه بشكل تجريدي مبسط.
وأرجوا ان لا تفهم من كلامي ان بحثك غير واضح او غير مفهوم ولكن ما انا الا تلميذ او طالب علم يساعد استاذه على ايضاح الفكرة لبقية الطلاب لضيق وقته , او قل انا الذي يمسح السبورة ويشغل جهاز العرض ليبدأ الاسقاط والشرح في البعد الثالث .



الزميل خاليد اشكرك على مداخلتك وتفاعلك

شكراً لكم جميعا........تحياتي الانسانية

نظرية كل شيء
(1)

"إن أكثر الأشياء الغير مفهومه في هذا العالم أنه يمكن فهمه" .أينشتين

البدايات .

تقليديا تصف الفيزياء القوى الطبيعية و تأثيرها على الأجسام . هناك أربع قوى رئيسية هي : الجاذبية – القوى لكهرومغناطيسية – القوى الذرية الصغرى ( التي تربط الذرات داخل الجزيئات ) – القوى الذرية الكبرى ( التي تربط مكونات الذرة ) .
أولآ : قوة الجاذبية .و هي أول قوة جرى وصفها بلغة رياضية . ففي عام 1687 صاغ نيوتن نظريته للجاذبية و التي تنص على أن كل جسم في العالم يجذب باقي الأجسام بقوة تتناسب مع كتلته. كان التأثير الثقافي لقانون الجاذبية هائلآ ، فلأول مرة أصبح ممكنا أن نصيغ نموذجا لأحد الظواهر الطبيعية في هذا العالم .
ثانيآ : القوى الكهرومغناطيسية . في البداية جرى دراسة القوى المغناطيسية و القوى الكهربائية كل على حده ، ووجد أنها تشبه قوى الجاذبية و لكن وجد أن الشحنات و أيضا الأقطاب المغناطيسية المتشابهة تتنافر عكس الجاذبية ، بينما الشحنات و الأقطاب المغناطيسية المختلفة تتجاذب . تزيد القوى الكهربائية و المغناطيسية كثيرا عن قوى الجاذبية ، و لكننا لا نلمسها في حياتنا اليومية ، نتيجة أن الأجسام الكبيرة تحتوي على أعداد متساوية من الشحنات الكهربائية الموجبة و السالبة و بالتالي فهي تتعادل و تتلاشى محصلات القوى لتكون صفرآ . تطورت أفكارنا عن الكهربائية و المغناطيسية كثيرا خلال 100 عام من منتصف القرن 18 حتى منتصف القرن 19 . أحد أهم الإكتشافات في هذا المجال هو في وجود علاقة بين القوى الكهربائية و المغناطيسية ، ثاني أهم الإكتشافات هو ما استنتجه " فاراداي " من وجود علاقة بينهما و بين الضوء . رغم هذا الإكتشاف الكبير في ذاته ، فهناك أيضا إنجاز عظيم لفارادي هي فكرة مجال القوى ، وهو مفهوم أصبح شائعا اليوم ، حيث هناك توافق بأن كل القوى تؤثر خلال مجال ،و كي نثمن هذا الرجل العبقري علينا أن نتذكر انه لم يحصل على أي تعليم نظامي يعتد به ،و لكنه علم نفسه بقراءة الكتب التي كان يعمل خازنآ لها !. لفترة ليست قصيرة لم يمكن إحراز المزيد من الإنجازات في مجال الكهرومغناطيسية حتى استطاع ماكسويل خلال عقد 1860 في توحيد الكهربية و المغناطيسية في قوى واحدة أطلق عليها المجال الكهرومغناطيسي electromagnetic field ،


كما شرح ماكسويل أيضا أنه يمكن للمجال الكهرومغناطيسي الإنتشار في الفراغ كموجة ، و عند حساب سرعة تلك الموجة وجد أنها تعادل سرعة الضوء . إكتشف ماكسويل أيضا أن الضوء نفسه هو موجات كهرومغناطيسية !. قام ماكسويل بصياغة عدد من القوانين الرياضية تشرح هذه القوى ، أطلق عليها قوانين ماكسويل ، و ربما تكون قوانين ماكسويل هي أكثر القوانين التي نعرفها أهمية من حيث القيمة الإقتصادية ، فاستخداماتها تمتد من الأجهزة المنزلية و الكمبيوترات حتى أجهزة الأشعة السينية و أجهزة الرؤية الليلية ... الخ .

الأثير .

وفقا لقوانين ماكسويل تبلغ سرعة الضوء 300.000 كيلومتر في الثانية ، و لكننا لا تستطيع تقدير السرعة سوى مقارنة بمرجع نقيس السرعة على أساسه . في حياتنا اليومية لا تظهر هذه المشكلة ، فعندما نتحدث عن سرعة سيارة تساوي 70 كيلومتر / الساعة ، فمفهوم ضمنآ أن تلك السرعة هي بالنسبة للطريق ،و لكن لو افترضنا سيارة أخرى تسير في نفس الإتجاه بسرعة 50 كيلومتر / الساعة فستكون سرعة السيارة الأولى 20 كيلومتر/ الساعة بالنسبة للسيارة الثانية . لهذا تسائل العلماء عن ذلك المرجع الذي نقيس سرعة الضوء بالنسبة إليه . في البداية كانت الإجابة التي تبناها العلماء هي أن تلك السرعة مقارنة بمادة إفترضها أرسطو قديما زاعمآ أنها تحيط بالكون و أسماها الأثير Ether . وفقا لهذا التصور فالضوء يتحرك في الأثير كما يتحرك الصوت في الهواء . هكذا ترى أن فكرة الأثير ظهرت كافتراض نظري في البداية ، مما دفع بعض العلماء لمحاولة إثبات وجود هذا الأثير و كان من هؤلاء العلماء ماكسويل نفسه . و لكن بالرغم من الأهمية النظرية لوجود الأثير حتى أن عالما هامآ مثل لورد " كالفن " أكد أن الأثير هو الحقيقة الحقيقة الوحيدة التي يعتقد فيها العلماء !، إلا أن التجارب لم تثبت وجود الأثير !، و كانت أهم تلك التجارب التي أجريت هي تجربة شهيرة تعرف بتجربة ميتشلسون- مورلي . رغم هذا الفشل في إثبات وجود الأثير ظلت الفكرة موجودة ، و هذا دليل آخر على ما تحدثنا عنه سابقا من أن العلماء يميلون إلى إنقاذ النموذج السائد و محاولة تبريره حتى يمتلئ بالثقوب و يسقط نهائيا ، و قتئذ يبحثون عن نموذج آخر قادر على شرح و تفسير مشاهداتهم الفيزيائية .

النظرية النسبية الخاصة .

ظل هذا النموذج ( الأثير ) قائما حتى دمره فيزيائي مغمور في السادس و العشرين من عمره هو ألبيرت أينشتين عام 1905 عندما نشر بحثا بعنوان " في الديناميكا الكهربائية للأجسام المتحركة " . في هذا البحث يقدم أينشتين إفتراضية بسيطة هي أن قوانين الفيزياء و بشكل خاص سرعة الضوء ستبقى ثابتة لكل المشاهدين ، ليمكن استيعاب الآثار المترتبة على هذه الفكرة كان لابد من إحداث ثورة في فهمنا للفراغ و الزمن.
" الظاهر أننا نخرج من حفرة لنقع في أخرى ، خرجنا من تواريخ الخواجة فينمان لنقع في نسبية العم أينشتين الذي يحمل اسمه الرعب لكل دارسي الفيزياء ،و لكني أدعوك ألا تصدق الإشاعات القائلة أن هناك قلة يفهمون نظرية النسبية ، يعني كلام جرايد .. هناك بالفعل من يفهمون تلك النظريات –القديمة- الان ،و يمكنك أن تكون أحدهم لو أردت ، بالقطع ليس من هذا الشريط فهدفنا مختلف ،و لكن لو تتبعتنا الان بتركيز سيمكنك معرفة إطار هذه النظرية " .
بداية تبسيطية .. لنتخيل شخص ( أ ) يركب في مقدمة طائرة نفاثة ، بينما هناك شخص آخر ( ب ) يراقبها من الأرض ، عندما يصدر ومضة ضوء من مؤخرة الطائرة في إتجاه المقدمة ، فالشخص ( أ ) و (ب ) لن يتفقا في تحديد المسافة التي قطعتها الومضة من الذيل حتى المقدمة . ولأن السرعة تساوي المسافة / الزمن ، و طالما أن السرعة ثابتة ( = سرعة الضوء) ، و أن هناك خلاف في المسافة فسيكون هناك خلاف في تقدير الزمن الذي استغرقته الومضة في الحركة من المؤخرة حتى المقدمة . ما يجعل هذا التحليل غريبا غريبا هو أن هناك مشاهدان يرصدان نفس العملية الفيزيائية و لكنهما يقيسان زمنين مختلفين لحدوثه !. هذا هو أحد أهم مفاتيح بحث أينشتين الذي توصل إليه و هو أن " قياس الوقت مثل قياس المسافة يعتمد على المراقب القائم بالقياس " وهو ما أطلق عليه النسبية الخاصة special relativity. طبقا لأينشتين فالزمن ليس كما مطلقا كما كان يعتقد نيوتن و كما نألف طبقا لخبرتنا في الحياة اليومية ، و لكنه أحد أبعاد الحدث الفيزيائي . طبقا للنظرية النسبية فالمراقب سيرى أن الساعة تتحرك أسرع إذا كان ساكنا بالنسبة لها ، و لكنها تتحرك أبطأ كما يراها المراقب المتحرك بالنسبة لها .
واضح أن أفكار أينشتين تتناقض مع البديهية لأننا لا نقابل السرعات الكبيرة جدا في حياتنا اليومية ،و لكنها أثبتت صحتها بالتجارب العملية .
نتيجة أعمال أينشتين و قوانين ماكسويل التي تؤكد أن سرعة الضوء ثابتة في كل الأطر المرجعية ، استنتج الفيزيائيون أنه لا يمكن معاملة الزمن كبعد منفصل عن الأبعاد الثلاث الأخرى ، بدلآ من ذلك فالفراغ و الزمن يشكلان مركبا واحدا يطلق عليه ( الفراغ- الزمن ) space-time .نعلم أن الأبعاد الثلاث المعتادة للفراغ أعلى – أسفل ، يمين – يسار ، أمام – خلف ) X,Y,Z ( ، يتم تحديدها طبقا لتوجه المراقب ، و لهذا يطلق على الزمن البعد الرابع ، هذا البعدالرابع ( الزمن ) يتحدد نتيجة سرعة المراقب . هكذا نجد أن نظرية النسبية الخاصة تقدم نموذجآ جديدا ، فتم التخلص من السكون المطلق و الزمن المطلق .

النظرية النسبية العامة .

وجد أينشتين أن النموذج الذي اقترحه لا يتسع لقوى الجاذبية كما شرحها نيوتن ، الذي افترض أن الأجسام تتجاذب بقوة تتناسب مع المسافة في لحظة ما ، و لكن النسبية الخاصة ألغت الزمن المطلق . هذا التناقض كان في البداية يبدوا فنيا يمكن تجاوزه ببعض المعادلات الرياضية ،و لكنه استغرق 11 عاما كاملة كي ينمكن تجاوزه . خلال 11 عاما التالية للنسبية الخاصة طور أينشتين نظرية جديدة للجاذبية أطلق عليها نظرية النسبية العامة general relativity . سنتوقف الآن لنقول أن الجاذبية لم تعد تشبه في شيء جاذبية نيوتن ،و لكنها تبنى على اقتراح ثوري هو أن الفراغ- زمن ليس مسطحا كما افترض مسبقا و لكنه محني و مشوه حول الكتل وما تحويها من طاقة .
في حالة عدم وجود كتلة فسوف نحصل على نتائج النسبية الخاصة ، وعندما تكون الجاذبية صغيرة كما هو الحال على الأرض ، فيمكن تقريب النظرية لتعطي نتائجا مشابهة لجاذبية نيوتن . و لكن هذا لن يكون الحال في حالة وجود أجسام كبيرة ،أو قوى جاذبية عالية . إن النسبية العامة توفر نموذجا للكون مختلفا للغاية ، حيث يمكن التنبوء بالثقوب السوداء black holesو الموجات الجاذبانية gravitational waves. و يمكن القول أن النسبية العامة حولت الفيزياء إلى الهندسة . أخيرا هناك أجهزة حساسة للغاية تتوفر لدينا الآن ،و كلها أكدت صحة النسبية العامة .

(11-22-2010, 10:04 PM)الاندورفن كتب:  الصديق العزيز (الخواجة) بهجت .....هذا فقط للمداعبة..... تحية طيبة لك

...........................
ايضاً هناك مقاطع توضيحية اذا اذنت لي ان اضيفها بمداخلة اخرى ومتعلقة بردك الاخير علي وتجربة ونظرية التواريخ البديلة لأني بحثت عنها بعد قراءتي لردك وشرحك لسؤالي لأفهم المحتوى ببعده الثالث والذي ولّد عندي الكثير من الاسئلة المتعلقة بهذه التجربة , ولا اريد ان اشتت سردك لمحتويات البحث لذلك طلبت منك الأذن اولاً.
والسبب الآخر لبحثي عن هذه المقاطع هو انني اريد ان افهم علم الفيزياء بشكل تجريدي وصوري مثل الكثيرين وبطريقة علمية ومعرفية وواقعية وليس عن طريق الأيمان المسبق وتخزين المعلومات بخلاية الدماغ بدون فعل العقل (السبب والنتيجة) فتجدني ابحث بأستمرار عن كل ما يترجم الاحرف والجمل والمعادلات الى صورة ثلاثية تماماً كعقل الطفل الذي يتعرف على محيطه بشكل تجريدي مبسط.
وأرجوا ان لا تفهم من كلامي ان بحثك غير واضح او غير مفهوم ولكن ما انا الا تلميذ او طالب علم يساعد استاذه على ايضاح الفكرة لبقية الطلاب لضيق وقته , او قل انا الذي يمسح السبورة ويشغل جهاز العرض ليبدأ الاسقاط والشرح في البعد الثالث .



الزميل خاليد اشكرك على مداخلتك وتفاعلك

شكراً لكم جميعا........تحياتي الانسانية

أشكرك للغاية على دعمك و وضوح رؤيتك .
نعم هو واقع متخلف للغاية .
و لكن
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ..و تأتي على قدر الكرام المكارم .
..............................................
مرحبا بأي مادة إيضاحية .و شكرا لك مقدما .
فقط ما تمنيته من الزملاء عدم التعجل بطرح مادة لم نصل إليها .فقط منعا لتداخل في المفاهيم .
أما ما سبق عرضه فكل إضافة أو نقد او إبداء معلومة جديدة .. هو في صميم صميم الموضوع .
إن مناقشة العلم هو شراكة تامة بيننا جميعا .

مش قاري حاجة الا لما تجاوب على اسئلتنا كلها , انت مش قلت هتفضى يومين او تلاتة للاستفسار؟؟