اقتباس:الإمام فخر الدين الرازي يقول :
" وجه الإعجاز الفصاحة وغرابة الأسلوب , والسلامة من جميع العيوب "
حكي فاضي ..
القران لم يقل هذا ولم يتحدى لا بالفصاحة والبلاغه ولا غيره ..
والقرآن قد صرح مراراً بان العرب اعتبروا القرآن:
{ قول بشر }
و{ اساطير الأولين أكتتبها }
لو كان القرآن هو من جنس ما برع فيه قومه من فصاحة وبلاغة ..
وانه معجز لهم ..
فلماذا اذن اختلف اهل القرآن اختلافاً عظيماً في اثبات " وجه " اعجازه ...؟!
وتضاربوا في " نوعية " هذا الاعجاز ..!
فلو كان ما برع فيه قومه وهو الفصاحة والبلاغة , هو التي اتى بها القرآن بشكل اعجازي ..
لكان المسلمين قد اجمعوا على هذا الوجه والنوع ..
ولكن هذا لم يحدث ... بل اختلفوا !!!!
لنقرأ هذا الفصل من كتاب :
( الاتقان في علوم القران - للسيوطي - النوع الرابع والستون- في اعجاز القران )
لنرى فيه تضاربات و اختلافات المسلمين وعلماءهم لمعرفة وجه الاعجاز المزعوم :
قال :
"لمّا ثبت كون القرآن معجزة نبيّنا ص ، وجب الاهتمام بمعرفة وجه الاعجاز . وقد خاض الناس في ذلك كثيرا ، فبين محسن ومسئ .
1 – "فزعم قوم أن التحدّي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات .
2 – "ثم زعم النظام أنه بالصرفة – أي أن الله صرف الناس عن معارضته ، وكان ذلك مقدورا لهم
3 – "وقال قوم : وجه إعجازه ما فيه من الإخبار عن الغيوب المستقبلة .
4 – "وقال آخرون : ما تضمّنه من الأخبار عن قصص الأولين وسائر المتقدمين حكاية من شاهدها وحضرها .
5 – "وقال آخرون : ما تضمنه من الإخبار عن الضمائر ، من غير أن يظهر ذلك منهم بقول أو فعل " .
6 – "وقال القاضي أبو بكر (الباقلاني) : وجه اعجازه ما فيه من النظم والتأليف والترصيف ؛ وأنه خارج عن جميع وجوه النظم المعتادة في كلام العرب ، ومباين لأساليب خطاباتهم .
7 – "وقال الإمام فخر الدين (الرازي) : وجه الاعجاز الفصاحة ، وغرابة الاسلوب ، والسلامة من جميع العيوب .
8 – "وقال الزملكاني : وجه الاعجاز راجع الى التأليف الخاص به ، لا مطلق التأليف ، كل فنّ في مرتبته العليا في اللفظ والمعنى .
9 – "وقال ابن عطية : والذي عليه الجمهور والحذّاق في وجه اعجازه أنه بنظمه وصحة معانيه ، وتوالي فصاحة الفاظه ... فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة .
10– "وقال حازم : وجه الاعجاز في القرآن من حيث استمرت الفصاحة والبلاغة فيه من جميع أنحائها ، في جميعه ، استمرارًا لا يوجد له فترة .
11– "وقال المراكشي : الجهة المعجزة في القرآن تُعرف بالتفكير في علم البيان ... لأن جهة اعجازه ليست مفردات الفاظه ، والاّ كانت قبل نزوله معجزة ؛ ولا مجرّد تأليفها ، وإلاّ كان كل تأليف معجزا ؛ ولا بالصرف عن معارضتهم . إنه في أحوال تركيبه . فعلى اعجازه دليل إجمالي وهو أن العرب عجزت عنه وهو بلسانها .
12– "وقال الأصفهاني : إن اعجاز القرآن ذكر من وجهين : احدهما اعجاز متعلق بنفسه ، والثاني بصرف الناس عن معارضته . فالأول يتعلق بالنظم المخصوص ، وهذا النظم مخالف لنظم ما عداه ؛ والقرآن جامع لمحاسن جميع أنواع الكلام ، على نظم غير نظم شئ منها : لا يصح أن يُقال له رسالة أو خطابة ، أو شعر أو سجع . والثاني عجزت كافة البلغاء عن معارضته ، مصروفة في الباطن عنها .
13– "وقال السكاكي : اعجاز القرآن يُدرك ولا يمكن وصفه !
14– "وقال أبو حيّان التوحيدي : القرآن لا يُشار الى شئ منه إلاّ وكان ذلك المعنى آية ، لذلك حارت العقول وتاهت البصائر عنده .
15– "وقال الخطابي : إن القرآن إنما صار معجزا لأنه جاء بأفصح الألفاظ ، في أحسن نظام وتأليف ، مضمّنا أصح المعاني ، جامعًا في ذلك الدليل والمدلول عليه . وقد قلت في اعجاز القرآن وجهًا ذهب عنه الناس ، وهو صنيعه في القلوب ، وتأثيره في النفوس .
16– "وقال ابن سراقة : ذكروا في اعجازه وجوهًا كثيرة كلها حكمة وصواب : الايجاز مع البلاغة ، البيان والفصاحة ، الوصف والنظم ، خروجه عن جنس كلام العرب من النظم والنثر والخطب والشعر ، قارئه لا يكل وسامعه لا يمل .
17– "وقال الزركشي : الاعجاز وقع بجميع ما سبق من الكلام ، لا يكل واحد على انفراد ، مع روعته وجمعه بين صفتي الجزالة العذوبة ، وكونه آخر الكتب غنيًّا عنها ، وهي ترجع اليه .
18– "وقال الرماني : وجوه اعجاز القرآن تظهر من جهات : ترك المعارضة ، والتحدّي للكافة ، والصرفة ، والبلاغة ، والإخبار عن الأمور المستقبلة ، ونقض العادة , وقياسه بكل معجزة .
19– "وقال القاضي عياض في (الشفاء) : إن القرآن منطو على وجوه من الاعجاز كثيرة . وتحصيلها من جهة ضبط أنواعها أربعة : الأول حسن تأليفه والتئام كَلِمِه وفصاحته ووجوه ايجازه ، وبلاغته الخارقة عادة العرب . الثاني صورة نظمه العجيب ، والاسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ، ومنها نظمها ونثرها . الثالث ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيِّبات . الرابع ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة".
___________
يا ترى ..
هل هذه معجزة ؟؟!!!
وهل كل هذه الاراء والتخيلات التي حامت حولها .. تدل على وضوحها وبيان حجتها على العالمين !!؟؟
لو كان محمد قد اعتبر بأن " بلاغة وفصاحة " القران هو معجزته .. لما اختلف علماء المسلمين في معرفة " وجه " ونوع اعجازه ..؟!
ان كان هذا حال العرب المسلمين ( من علماء الاسلام ) .. فماذا عن باقي البشر من غير العرب وغير المسلمين ؟؟!!!
ان كان اهل القرآن يختلفون في وجه اعجازه ... فكيف بباقي الشعوب , الذي هو مجرد طلاسم بالنسبة اليهم !!!
القرآن لا يعلم شيئاً عن هذه الفصاحة التي نسبت اليه زوراً ..!!!
الامر كله يدور حول " الهدى " وليس الفصاحة :
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ( 102)
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ( 103)
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ
لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 104)
العرب يرون القرآن " افك مفترى " .. والافك هو الكذب !
وهذا لا ينطبق على الفصاحة
{ وقال الذين كفروا
ان هذا الا إفك افتراه واعانه عليه قوم أخرون فقد جاؤوا ظلماً وزوراً } ( الفرقان :4)
فلا اثر انه تحدى بفصاحته .. او حتى اعتبر نفسه بليغاً !
ولم يعامله اهل قريش على هذا الاساس ..!
انما اعتبروا القرآن مجرد اقاصيص وحكايات خرافية .. واساطير الاولين !