فيديو الحلقة على يوتيوب لمن يريد:
وإليكم نص المقابلة عن موقع الجزيرة.نت:
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة من عمق الريف الإنجليزي من بيت إلينغتون هول في منطقة نورفولك في شرق بريطانيا حيث يعيش جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس الذي يحاكم الآن وقد خرج بكفالة حتى يعود لمحاكمته في التاسع من يناير القادم، جئنا بحثا عن الحقيقة مع مؤسس موقع الحقيقة ويكيليكس جوليان أسانج لنعرف المزيد عما تنشره ويكيليكس في الفترة القادمة وما يتعرض له أسانج من محاكمة. جوليان مرحبا بك.
جوليان أسانج: أهلا.
حول فترة السجن والعلاقة بإسرائيل والوثائق الخاصة بها
أحمد منصور: كيف قضيت أيامك الثمانية في الزنزانة الانفرادية في السجن هنا في بريطانيا؟
جوليان أسانج: قضيت الثمانية أيام وأنا أتعلم ما يعنيه أن تكون سجينا في زنزانة انفرادية فكصحفي وجدت هذا مثيرا للاهتمام، إنه أمر صعب لكن لو كانت لديك العين الثاقبة لترى ماذا يعني السجن للكثير من السجناء مثل نيلسون مانديلا وأولئك الذين هم ما زالوا وراء القضبان، بإمكانك أن تقضي وقتك في دراسة الموقف بدلا من أن تقلق بتجربتك الخاصة بما تمر به.
أحمد منصور: هل شعرت بالضعف أو الندم خلال فترة سجنك لأنك سجنت بسبب ما تقوم به؟
جوليان أسانج: بحثت مليا في موقفي ووضعي وكان لي الوقت لأفعل ذلك في الحبس الانفرادي وهو وقت لا يتوفر لي عادة، عادة أقضي كل يومي وأنا أقوم بعملي وقلت لنفسي حسنا هل اتخذت لنفسي مسارا خطأ ولم أحسب الأمور بشكل صحيح لأنتهي إلى هذا الوضع؟ لكن كلا في الحقيقة كان الوضع مساعدا لي ولقضيتي، بدأ الناس يرون هذه الانتهاكات ضد منظمتنا أنها كانت حقيقية والكل استيقظ وبدأ يهتم وينظر ليرى هل أن حرية الكلام التي يدعى أنها موجودة في الغرب وخاصة من قبل الولايات المتحدة وشخصيات مثل هيلاري كلينتون هل هذا كله صحيح أم أنه كذبة وشيء من النفاق وضرب من النفاق لذلك قلت من خلال وجودي في السجن هذا سيفتح أنظار الناس ليتطلعوا على هذا الوضع وهذا الوضع المستمر له آثار إيجابية لنا.
أحمد منصور: لم يتوقف نشر الوثائق طوال فترة سجنك وطوال الأيام الماضية حتى اليوم تنشر الوثائق بشكل يومي، صحيفة فرانكفورتر الجمينا الألمانية قالت إن حجم ما نشر من الوثائق الدبلوماسية حتى الآن لا يتعدى 2% فقط من حجم الوثائق التي تحدثتم أنها تزيد عن 250 ألف وثيقة، هل معنى ذلك أن الفترة القادمة ستشهد نشر الوثائق الأكثر إثارة للجدل؟
جوليان أسانج: أعتقد أن الوضع سيكون كذلك فما زلنا بانتظار أن نطلق وثائق عن إسرائيل الكم الأكبر منها لم ينشر بعد وهذا سيكون مثيرا للجدل للغاية وأيضا واحدة من كل برقيتين مثيرة للاهتمام ربما واحدة من كل عشرة لها أهمية سياسية معتبرة لذا أعتقد أن حوالي 125 ألفا منها ستكون ذات قيمة للعامة وقد نشرنا ألفين حتى الآن فالسرعة التي ننشرها بها تزداد وتيرتها وأيضا ندخل المزيد من منظمات ووسائل الإعلام الذين وافقوا على فترة الشهر الابتدائية التي كانت فترة النشر الحصري ومثلا باييس، غارديان، نيويورك تايمز هذا يقترب من نهايته هذا الوقت وبعد ذلك سوف ننشر هذه الوثائق في شتى بقاع المعمورة وحتى البلدان الصغيرة المعنية ستكون لها وثائقها وهذا طبعا مثلا في اللوموند الفرنسية والباييس الإسبانية ولكن مع ذلك تبقى هذه الصحف غربية ونحن نريد للصحفيين من بلدان أخرى أن يتمعنوا ويفحصوا هذه الوثائق وأيضا فعلنا قليلا من النشر مع البرازيل والنرويج وبلدان أخرى لكننا نريد أن نعمم ذلك لكل بلاد العالم العربي ولبلدان عربية وأيضا أستراليا والجزيرة بالطبع.
أحمد منصور: جوليان، كثيرون في العالم العربي يتساءلون مع العلاقة الحميمة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلا أن حجم ما نشر عن إسرائيل لا يتعدى 22 وثيقة فقط حتى الآن وإسرائيل تشعر بالرضا تجاه ما تقوم به ويكيليكس.
جوليان أسانج: إن هناك حوالي 3700 وثيقة لها علاقة بإسرائيل أو مصدرها، ربما 2700 فقط مصدرها إسرائيل إذاً هناك المزيد من الوثائق التي نشرناها في الوقت الذي نشرنا نحن بشكل خاص لدينا أيضا وسائل إعلام خاصة واعتمدنا على الصحف الخمس الكبيرة وفي الوقت الذي كانت هي تنشر روايتها وقصصها وتقاريرها كنا ننشر البرقيات ذاتها، ما نشر حتى الآن بشكل أساسي يعكس الاهتمامات لهذه الصحف الكبيرة الخمس الغارديان والنيويورك تايمز والباييس لكنها لا تعكس ما نعتبره نحن من أهمية ونحن ننوي أن ننشرها كلها ربما قد يستغرق الأمر حوالي ستة أشهر ربما قد نسرع من الوتيرة قليلا ما حسب ما يتوفر لدينا لأننا علينا أن نصرف مواردنا طبعا وأيضا نقول ربما أربعة أشهر سنكون قد نشرنا كل شيء خلالها تقريبا.
أحمد منصور: لكن هناك صحيفة عربية تدعى "الحقيقة" أجرت حوارا مع الألماني دانييل دونخيتبرغ الذي كان الرجل الثاني في ويكيليكس وانشق عليك قال إنك أبرمت اتفاقا مع الإسرائيليين تتعهد بعدم نشر الوثائق التي تفضح السياسة الإسرائيلية.
جوليان أسانج: هذا ليس صحيحا ونحن لدينا صحف إثارة تقول الكثير من مثل هذا الهراء واتهمونا بالعمالة للـ CIA اتهمونا بالعمالة لإيران اتهمونا بكثير من الأشياء وهي ليست صحيحة، دانييل دونخيتبرغ ليس هو ثاني رجل في مؤسستنا، كان ناطقا لألمانيا وقد جمد من عمله منذ فترة من الزمن، هو قال علنا الأسباب التي بسببها جمد، قال لأنه كنا ننشر المزيد عن المؤسسة العسكرية الأميركية والأسرار العسكرية الأميركية لذلك لا أرى في قوله أي حقيقة، نحن إلى حد ما ربما نطاق النشر يضيق بسبب ما تنشره هذه الصحف وتختاره لكن نحن سننشر كل ما لدينا وعن إسرائيل وعن أي بلد في العالم ولا يوجد بلد سوف نستثنيه، هذا منظور أميركي لأنه هو دبلوماسي أميركي لكن أيضا هناك كثيرون من المخبرين يتخابرون مع الولايات المتحدة في بلدان كثيرة حتى في بلدي أنا أستراليا حيث هناك أشخاص رفيعو المستوى قريبون من رئيس الوزراء كانوا يتعاونون ويتواطؤون سرا مع الولايات المتحدة، هذا حصل في السويد وحصل أيضا مع وزير الدفاع البرازيلي الذي كان يتخابر بشكل سري مع السفارة الأميركية لذا نعتقد أنه لن يكون هناك أي بلد مهم وكبير الذي لن يكون محل انتقاد بسبب ما ننشره، بالطبع الانتقادات ستكون منصفة لدرجة تجعل السفارة الأميركية تنقلها بشكل منصف، هذا ليس دائما صحيحا ولكن ما هو صحيح أن هذا ما تقوله السفارة الأميركية لواشنطن ما يكتبه السفير الأميركي قد لا يكون حقيقة وصحيحا لكن ما هو صحيح أن السفير الأميركي وجد من الأسباب الكافية ليبعث ببرقيات إلى واشنطن وبسبب القادة والزعماء يتحدثون إلى السفراء الأميركيين نحن نقول يجب أن نقطع الحية من رأسها..
أحمد منصور (مقاطعا): هنا سؤالي بشكل محدد هل تنفي أي اتفاق سري لك مع الإسرائيليين لمنع نشر وثائقهم على الموقع؟
جوليان أسانج: نعم بالتأكيد، ليست لدينا أية اتفاقات سرية مع أي بلد أو مع أي مؤسسة أو شركة ولم نتلق أية أموال من أية مؤسسة في العالم، طلبنا مرة الحصول على منحة من مؤسسة نايت الأميركية وهي منظمة غير حكومية وكنا عند ذاك المنظمة الأعلى مرتبة من بين ثلاثة آلاف مؤسسة لتلقي المال وبعد ذلك أطلقنا شريط فيديو يظهر حالة قتل في بغداد في تموز/ يوليو 2007 ونتيجة لذلك قطعت المنحة عنا فلذلك اضطررنا للاعتماد على الناس على الصحفيين على الناس الذين يدعموننا كأفراد وليس كحكومات وليس كشركات.
أحمد منصور: هل حاول الإسرائيليون كحكومة الاتصال بك بشكل مباشر أو عن طريق عملاء لهم؟
جوليان أسانج: لم تكن لدينا أية اتصالات مباشرة أو غير مباشرة حسب علمنا مع إسرائيل لكنني أفترض أن المخابرات الإسرائيلية والكثير من وكالات الاستخبارات الأخرى كانت تتابع ما نقوم به عن كثب وتحاول أن تتوقع ما سنقوم به ونرى ذلك من المخابرات الأسترالية المخابرات الأميركية والمخابرات السويدية والتي كانت تتواصل مع المخابرات الإسرائيلية هذا ما نراه واضحا، المخابرات الإسرائيلية لم تحاول أي نوع من محاولة التواصل أو التقرب منا، ربما كان هناك محاولات للاتصال بأعضاء سابقين في منظمتنا لكن حاليا مع الموجودين لا توجد اتصالات رغم أنني واثق من أنهم يهتمون اهتماما كبيرا بنا وبما نعمل.
أحمد منصور: الغارديان قالت إن عدد الوثائق الخاصة بإسرائيل 2217 وثيقة صادرة من القدس و3194 وثيقة صادرة من سفارة واشنطن في تل أبيب، ما نشر حتى الآن هو 22 وثيقة فقط، متى ستنشرون باقي الوثائق عن إسرائيل؟
جوليان أسانج: الـ 23 وثيقة تمثل 1% إذاً أطلقنا 2% من مجموع الوثائق لذا إذا ما شئت هذا يبدو نصف كمعدل ما نشر عن البلدان الأخرى لكن عليك أن تتذكر أن الباييس من إسبانيا كانت شريكا أساسيا لنا واللوموند من فرنسا إذاً كان هناك عدم تناسب من البرقيات التي نشرت حول فرنسا وألمانيا وإسبانيا لإكمال الـ 2% إذاً هذا الرقم بالنسبة لإسرائيل ليس سيئا كونه 1% من المجموع وهذا يعكس ربما بعض الانحياز من جانب نيويورك تايمز التي ربما لم ترد نشر بعض المواد عن إسرائيل لأن نيويورك تايمز بالطبع هي في نيويورك وعليهم أن يراعوا حساسيات معينة حول مشاعر وتصورات السكان اليهود هناك.
أحمد منصور: متى تضعها أنت متى تضع هذه الوثائق الخاصة بإسرائيل على ويكيليكس كاملة متاحة إلى كل الناس؟
جوليان أسانج: سيكون هناك أكثر حتى من الرقم الذي ذكرته حوالي 3700 وثيقة، الوثائق التي نشرت من السفارة الأميركية من إسرائيل لكن هناك الكثير مما تحمل علامة العلاقة بإسرائيل لكن مصدرها سفارات أخرى فبنجامين نتنياهو يذهب إلى باريس ويتحدث إلى السفير الأميركي في باريس وهذه المعلومات ستصدر عن سفارة إسرائيل في باريس إذاً سترون معلومات المزيد من المعلومات عن بلدان عربية وإسرائيل وهذا سينشر تدريجيا على مدى الستة أشهر القادمة.
المعلومات المرتقبة حول ممارسات إسرائيل وأنشطتها التجسسية
أحمد منصور: هل بها معلومات عن حرب يوليو/ تموز عام 2006 على لبنان؟
جوليان أسانج: نعم هناك معلومات عن الحرب في لبنان وقد رأيت ذلك، نحن لم نتحقق ونبحث هذه القضية فقط كنا نقرأ بعض المواد وأنا عثرت عليها أو عثرت على معلومات لها علاقة بالحرب في لبنان وأتذكر أن هذه المادة كانت مصنفة على أساس أنها سرية وفي غاية السرية إذاً هي بالدرجة الثانية من الحساسية، ربما ستكون هناك معلومات مصنفة على أنها غاية في السرية نحن لا نمتلكها لكن نمتلك معلومات مصنفة على أساس أنها سرية حول الحرب في لبنان أتخيل أنها ستكون حساسة وعليك أن تدرك أن هذه سفارات أميركية تبعث ببرقيات إلى واشنطن لذا لا بد وأن تلتزم الحذر حول شريك وثيق الصلة مثل إسرائيل وأيضا سيلتزمون الحذر حول ما يقولونه عن المملكة المتحدة أيضا فهي معلومات تصدر من سفارات في لندن بعضها كان مصدر إحراج ولكن ليس بنفس درجة الإحراج مثل تلك التي سببتها معلومات صادرة من السفارة الأسترالية.
أحمد منصور: هل ستنشرونها؟
جوليان أسانج: نعم سننشر كل شيء، نحن نعلم عدد البرقيات 251 ألفا وسوف ننشرها كلها.
أحمد منصور: السري للغاية والعالي السرية وكل شيء؟
جوليان أسانج: سننشر كل ما لدينا.
أحمد منصور: هل بها وثائق عن اغتيال المبحوح في دبي؟
جوليان أسانج: نعم هناك بعض الإشارات ربما كان هناك بعض التقارير التي نشرتها الصحف وقرأت عن ذلك في الغارديان أنا لست متأكدا لكن أتذكر أن هناك إشارات لهذا الموضوع وحتى في حالة الأستراليين تذكرون أن الموساد استخدم جوازات سفر عائدة لمواطنين أستراليين وبريطانيين وبلدان أخرى في عملية الاغتيال عندما ذهبوا إلى دبي إذاً كان هناك حركة برقيات دبلوماسية حول هذا الموضوع.
أحمد منصور: هل بها وثائق تتحدث عن الشركات الإسرائيلية التي تدير معظم الشركات الأمنية العالمية التي تقدم خدمات إلى مطارات العالم وترصد حركة المسافرين حتى في الدول العربية؟
جوليان أسانج: إن هناك برقيات تتعلق بشركات الأمن الإسرائيلية، لست على علم بالقضية المحددة التي أثرتها لكن بالتأكيد هناك برقيات حول شركات أمنية إسرائيلية وكثير من شركات الأمن الأميركية التي تحاول الدخول إلى مناطق معينة على سبيل المثال في البرازيل السفارة الأميركية سعت لجعل شركات أمنية أميركية تدخل في إدارة الأولمبياد وأيضا تضع البنية التحتية الأمنية لذلك وهذا ينطبق أيضا على بعض الشركات الأمنية الإسرائيلية أيضا.
أحمد منصور: هل بها وثائق عن الشركات الإسرائيلية التي تقدم خدمات لشركات الاتصالات العالمية بما فيها الشركات العاملة في الدول العربية وتتجسس من خلالها على المسؤولين العرب وعلى كل الناس المقيمين في الدول العربية؟
جوليان أسانج: لا أدري، لم أتأكد ولكن كان هناك برقية مثيرة للاهتمام حول حزب الله وشبكة الاتصالات في لبنان مثيرة للاهتمام حول شبكة الألياف البصرية وأيضا الحكومة اللبنانية شكت بشكل كبير من أن بعض البرقيات حول شبكة حزب الله التي مرت.. أو إحدى الكابلات مرت بجدار السفارة الفرنسية وهذا ورد في برقية سرية، إذاً واشنطن قلقة بجانب الاتصالات السلكية واللاسلكية لأن أجزاء كبيرة من البلاد والطاقة والاتصالات والأمن العسكري إذا ما سيطرت على هذه الأمور فإنك تسيطر على أي بلد إذاً من له السيطرة على الاتصالات اللاسلكية بإمكانه أن يتجسس وهذا مصدر قلق لواشنطن.
أحمد منصور: هل بها وثائق تتحدث عن عملاء إسرائيل داخل الدول العربية بما فيهم بعض المسؤولين في قصور الحكم أو الحكومات العربية؟
جوليان أسانج: إن هناك إشارات للموساد رغم أنها ليست كثيرة ونحن نتوقع أن معظم هذه الاتصالات ستكون في غاية السرية، ما لدينا هو مصنف على أنه سري لكن اتصالات بأن شخصيات حكومية رفيعة وسفارة الأميركية هذا شائع، هناك بعض الشكوك في بعض البرقيات حول التي نقلتها حكومات عربية إلى السفراء الأميركيين من أن إسرائيل على سبيل المثال قد اغتالت مثلا شخصا معينا وهو جنرال في سوريا برصاصة قناص وهذه الأمور موجودة لكن تذكروا أنني أنا المدير أنا بمثابة رئيس تحرير مسؤول، كل الصحف التي عقدنا معها اتفاقات وأعطينا حوالي عشرة آلاف من البرقيات أنا ربما قرأت ألفا منها ولدينا 250 ألفا إذاً هناك الكثير من البرقيات التي لا أعلم فحواها وحتى الغارديان وغيرها لكن نحن نحتاج إلى كل صحفيي العالم وكل منظمات حقوق الإنسان ليقرؤوا هذه البرقيات ويفهموا فحواها ويجدوا الروابط بينها وبين الواقع السياسي في بلدانهم حتى أن مؤسسة مثل ديرشبيغل إذا ما أرادت أن تكتب شيئا عن لبنان فإنها لا تعرف من هو المسؤول ومن هم اللاعبون ومن هم الأشخاص المهمون ومن هم الأشخاص الأمنيون لذلك لا يستطيعون فهم هذا الوضع، هذا يتطلب بعض الصحف العربية والصحفيين العرب ليتمعنوا في البحث في هذه الأمور.
أحمد منصور: حجم الوثائق عن الدول العربية ضخم للغاية سأسألك بعد الفاصل عن الحكومات العربية والحكام العرب في وثائق ويكيليكس، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمواصلة الحوار مع جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس حول الحكومات والحكام العرب والمسؤولين العرب في وثائق ويكيليكس فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
عن اليمن والموقف الأميركي من قطر وقناة الجزيرة
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من إلينغتون هول في منطقة نورفولك في عمق الريف البريطاني حيث درجة الحرارة خارج هذه الغرفة ما دون الصفر، نحن معكم على الهواء مباشرة مع جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس لنعرف المزيد من الحقائق عن وضع الحكومات والحكام العرب في تلك الوثائق. جوليان عدد الوثائق التي بحوزتكم عن اليمن حسب الغارديان 1591 وثيقة، حجم ما نشر منها قليل للغاية لكن أحد هذه الوثائق تتحدث عن محمد بن نايف نائب وزير الداخلية السعودي خلال اجتماعه في مايو/ أيار 2009 مع ريتشارد هولبروك السفير الأميركي الذي رحل قبل أسبوع، وصف محمد بن نايف اليمن بأنها دولة فاشلة وبالغة الخطورة إلى حد بعيد ووثيقة أخرى ترى أن الرئيس علي عبد الله صالح يفقد السيطرة على البلاد، الوثائق تحدثت عن هشاشة الوضع في اليمن، هل تقصدون من نشر هذه الوثائق إلى إساءة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وهي دولة حليفة للولايات المتحدة وبين الولايات المتحدة؟
جوليان أسانج: هذه ليست وثيقة اخترناها هذه وثيقة اختارتها واحدة من شركاتنا في وسائل الإعلام، نحن ننشر كل شيء وراء كل الصحف التي تنشر أو تنشرها نيويورك تايمز واللوموند وديرشبيغل هذا ليس من اختيارنا هذه الوثيقة، نيتنا أن نضمن أن كل هذه الوثائق تنشر لكي يستطيع قادة هذه البلدان وشعوبها أن يروا سوية ماذا يجري فيما يخص العلاقة مع الولايات المتحدة وبينهم وفيما يخص أيضا العلاقة بين البلدان والبلدان الأخرى بقدر ما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة إن عدد البرقيات المتعلقة باليمن كانت أكثر مما ذكرتم معظم هذه الأرقام هي ببساطة من عدد البرقيات التي تأتي من السفارة في ذلك البلد، أكبر السفارة في اليمن هي التي تنشر أو تكون مصدرا لهذه البرقيات لكن قطر على سبيل المثال هناك 17 ألف برقية تذكر فيها كلمة قطر بينما عدد البرقيات التي تخرج من السفارة في قطر -لست متأكدا- ربما لا يتجاوز ثلاثة آلاف لكن عدد البرقيات التي تشير أو يرد فيها اسم قطر هو بهذا العدد، مثلا زعيم اليمن إذا ما ذهب إلى لندن وتحدث إلى السفير الأميركي في لندن ستكون هناك برقية صادرة من لندن حول اليمن لكنها لن تحمل اسم اليمن..
أحمد منصور (مقاطعا): فهمت هذا التكنيك. طالما ذكرت قطر ما هو أخطر ما لم تنشروه عن قطر؟
جوليان أسانج: هناك الكثير من المواد التي نحتاج لقراءتها هناك أكثر من 504 برقيات تشير إلى اسم رئيس الجزيرة بالاسم وآلاف منها تشير إلى الجزيرة..
أحمد منصور (مقاطعا): وضاح خنفر بالاسم؟
جوليان أسانج: نعم، نعم.
أحمد منصور: قل لي حاجة عن وضاح خنفر.. حيفنشني بعد الحلقة بس يعني لو في حاجة قل!
جوليان أسانج: هناك..
أحمد منصور: حأجي أقعد معك هنا.
جوليان أسانج: هناك بعض منها ظهرت في الغارديان لها علاقة بالجزيرة وربما رأيتم ما فعلته الغارديان لكن التي قرأتها طبعا هناك مزحة أو نكتة ليس هو ولكن أمير دولة قطر قال مزحة أو نكتة قال لو أن الأمر سيساعد على إحلال السلام في فلسطين أن يغلق الجزيرة لمدة عام، ولكن هذا بالطبع كان نكتة فهو فقط يقول إنه يتعامل مع قضية فلسطين بمنتهى الجدية بجدية لدرجة أنني ممكن أن أتخلى عن الجزيرة لو كانت هي السبب لمدة عام من أجل إحلال السلام في فلسطين.
أحمد منصور: ما مسار رؤية الأميركان لقناة الجزيرة من خلال الوثائق؟
جوليان أسانج: مثير للاهتمام تماما، هناك الكثير من اللقاءات بين شخصيات مختلفة من الجزيرة والسفارة الأميركية حيث تحاول السفارة الأميركية توجيه انتقادات وتقول نريد تغطية أقل حول قضايا معينة، هناك أيضا لقاءات بين شخصيات قيادية من دولة قطر وبين السفارة الأميركية فيها شكاوى حول مدى تأثير ونفوذ الجزيرة وأيضا هناك برقيات من دبي مثيرة للاهتمام حيث إحدى محطات الموجودة في دبي تقول الولايات المتحدة أن بإمكانهم استخدامها للتصدي للجزيرة ودبي تقبل وتوافق بذلك لموازنة الجزيرة..
أحمد منصور: تقصد العربية؟
جوليان أسانج: نعم، نعم ولكن ما هي المشكلة في ذلك؟ المشكلة أنهم عندما بدؤوا بالعمل عمل كثير من الدعاية السياسية المؤيدة لأميركا بدأ الناس يمتنعون عن مشاهدة هذه المحطة إذاً هذا مثير للاهتمام، بإمكانك أن يكون لديك محطة تقوم بدعاية محضة في كل شيء ولكنهم حتى عندما تكون هذه المحطة قد أنشئت خصيصا للتصدي للجزيرة فتكون أكثر دعما لأميركا عليها أن تحتفظ بجمهورها فعليها أن تظهر بعض ما تظهره الجزيرة على شاشتها.
أحمد منصور: معنى ذلك أن واشنطن من خلال الوثائق منزعجة من قناة الجزيرة؟
جوليان أسانج: نعم، نعم هذا واضح، في البرقيات المبكرة منذ العام 2005 و2006 ترى أنهم كانوا غاضبين ويشكون لدى الكثير من البلدان حول الجزيرة لكن بمرور الوقت هناك نوع من القبول والتسامح يقولون لا يروق لنا ما يفعلون لكن بإمكاننا أن نتحمل ذلك، هم يشكون أيضا ويتذمرون من قطر والشكوى من قطر تقول إن قطر فيها قاعدة عسكرية أميركية لضمان أمنها ولكن القطريين في نفس الوقت ربما هم لهم علاقات صداقة مع الإيرانيين ويحاولون إجراء عملية موازنة دقيقة، مثل على ذلك هناك بنك إيراني في قطر والأميركيون يشكون من وجود هذا البنك والحكومة القطرية قالت إننا لن نغلق هذا البنك ولكننا لن نعطي المزيد من التراخيص لفتح المزيد من البنوك الإيرانية..
أحمد منصور: بنك صادرات إيران.
جوليان أسانج: نعم، لكن الحكومة القطرية سمحت بفتح المزيد من الفروع للبنك نفسه، لا أعرف الاسم تحديدا لكنه بنك إيراني، لم يسمحوا بمزيد من البنوك الإيراني لكن للبنك نفسه أن يفتح المزيد من الفروع إذاً قطر يبدو لي تحاول إجراء وخلق نوع من الموازنة والتوازن بين إيران والدول العربية الأخرى والولايات المتحدة وهذه محاولة شق مسار في أرض وعرة بين فئات ودول متفاوتة.
أحمد منصور: هل أفهم منك أن أميركا قلقة ليس من قناة الجزيرة ولكن أيضا من الحكومة القطرية من خلال هذه الوثائق رغم وجود أكبر قاعدة عسكرية أميركية في قطر وهي قاعدة العديد؟
جوليان أسانج: نعم هي قلقة تجاه بعض القضايا وأعتقد أن العلاقة بين قطر والولايات المتحدة ليست علاقة عداوة وخصومة وليست أبدا مثل علاقة أميركا وإيران على سبيل المثال ولا حتى أميركا والبرازيل فهم يرون في قطر أنها بلد يحاول أن يشق طريقه بنفسه، يفهمون أن هناك قاعدة أميركية في قطر وقطر لم تحاول معارضة أميركا كثيرا لكنها لم تتفق مع كل شيء تريده أميركا أيضا والجزيرة مثل على ذلك.
الوثائق الخاصة بالرؤساء العرب ومستقبل الدبلوماسية الأميركية
أحمد منصور: هناك أكثر من ثلاثة آلاف وثيقة عن السودان لم ينشر منها إلا القليل لكن الوثيقة المثيرة هي أن الرئيس البشير أودع تسعة مليارات دولار في مصارف لندن، السودان نفت علمها بهذا الأمر، هل أنتم مجرد ناشر أم تريدون تشويه صورة الرئيس البشير؟
جوليان أسانج: هذا شيء التقطته عدد من شركاتنا من الصحف الغارديان مثلا، نحن مهتمون بهذه البرقية لكننا لم نعتبرها من البرقيات التي أثارت نفس الاهتمام لدينا كما هو الحال مع الغارديان وصحف أخرى، نحن أعطينا هذه الوثائق كأوراق بحث للصحف لهذا السبب نحن نشجعهم على أن ينشروا..
أحمد منصور (مقاطعا): هل قرأت ما هو أكثر أهمية عن السودان من هذه الوثيقة ولم ينشر بعد؟
جوليان أسانج: حول السودان نعم، نعم الكثير من الوثائق حول السودان مثيرة للاهتمام لكن في هذه المرحلة تحديدا وفي الشهر الماضي كنا ننشر عن أولى الأمور التي عثرنا عليها وهي الأكثر وضوحا، نحن لم نبدأ بمقارنة أي برقية بأخرى إذاً البحث الذي نجريه والجانب الاستقصائي والبحثي هذا لم يبدأ حتى الآن وعندما يبدأ سوف نبدأ نحن وغيرنا بمحاولة الربط بين أمور قد لا تبدو واضحة بشكل مباشر، حاليا نتعامل مع ما هو مباشر وكحقيقة مجردة هذا ما دائما يحدث في الصحافة عندما تعثر كصحفي على وثائق عليك أن تتقصى عما تعنيه، حتى الآن هذا لم نبدأ به أصلا لذلك نحن ننشر ما هو الأسهل والأوضح أما ما هو أكثر عمقا ويحتاج لاستقصاء لم نقم به حتى الآن.
أحمد منصور: رغم أن الرئيس الليبي أو الزعيم الليبي معمر القذافي امتدحكم وقال إن موقع ويكيليكس مهم لكشف النفاق الأميركي إلا أنكم نشرتم بعض الأشياء الخاصة عن الرئيس الليبي وعن ليبيا منها أن هناك وثيقة تقول إنه يعتمد على ممرضته الأوكرانية، هل هذه الوثيقة من الأهمية -وهناك موضوعات أخرى مهمة في ليبيا- أن يفرد لها ويسلط عليها الضوء بهذه الطريقة؟
جوليان أسانج: نعم، إذاً هذا ليس من البرقيات التي اخترناها، الغارديان اختارت هذه البرقية، في الحقيقة نعم هي مهمة، ربما ليست..
أحمد منصور (مقاطعا): لماذا؟
جوليان أسانج: ليس ما هو مهم أن العقيد القذافي لديه نساء جميلات فلو لم يمتلك أو لديه نساء جميلات حواليه ربما يكون هذا خطأ لكن عندما تختار السفارة الأميركية أن تتحدث عن هذا الموضوع والناس الموجودون داخل ليبيا يختارون الحديث عنها إلى السفارة الأميركية ويختارون نشر هذه الشائعات إلى واشنطن وهناك شخصيات دبلوماسية رفيعة توصل هذه المعلومات إلى الـ CIA وهيلاري كلينتون هذا مثير للاهتمام، هناك الكثير من الشائعات حول هذه الأمور والناس يقولون قد لا تكون هذه الأمور ذات أهمية ولكن عندما يصل هذا الحديث والنميمة حول الزعماء يصل إلى السفراء ويصل في النهاية إلى هيلاري كلينتون يكتسب أهمية ولا يعتبر قليل الأهمية كما كان ظاهرا.
أحمد منصور: الوثائق المتعلقة بتونس أيضا كثيرة ولكن كان التركيز في عدد من الوثائق التي نشرت حتى الآن عن أن المحيط العائلي للرئيس التونسي زين العابدين بن علي أشبه بالمافيا، هذا وصف الأميركان، وهناك وثائق ضربت أمثلة كثيرة حول فساد الرئيس والمحيطين به، أيضا لماذا التركيز على نشر هذا؟ هل من خلال اطلاعك على وثائق تونس هناك ما هو أهم من هذا الموضوع؟
جوليان أسانج: نعم، نعم، أنا لم أنظر في الوثائق المتعلقة بتونس ومنظمتنا لم تجر بحثا في الوضع التونسي، هذا مصدره إحدى وسائل الإعلام الأخرى ويعكس ربما الانحياز الغربي الموجود بجانبيه الإيجابي والسلبي ولدينا خمسة شركاء رئيسيون وهي مؤسسات إعلامية رئيسية وكبيرة وهذه المواد أعطيت إلى مؤسسات إعلامية غير غربية أيضا..
أحمد منصور (مقاطعا): هل تذكر شيئا عن تونس أهم؟
جوليان أسانج: لم أقرأ أي برقيات لها علاقة بتونس.
أحمد منصور: بالنسبة لمصر هناك تسع وثائق فقط نشرت عن مصر حتى الآن، رجل الشارع في مصر يعرفها حول موقف الجيش من التوريث، حول الرئيس مبارك وقضية التوريث، حول الانتخابات الرئاسية القادمة وقول السفيرة الأميركية إنها ستكون مزورة، يعني مصر أكبر من مجرد هذه الأشياء التي يتحدث فيها رجل الشارع، هل هناك وثائق اطلعت عليها فيما يتعلق بمصر أهم من هذه الوثائق التي نشرت؟
جوليان أسانج: هناك الكثير من الوثائق حول مصر ومصر ربما البلد الأكبر في الشرق الأوسط والأكثر أهمية وأيضا كشخص مثلي قضيت وقتا في القاهرة أنا أدرك ذلك ولكن هذا لم يكن شيئا ركزنا الاهتمام عليه كمؤسسة، ما ركزنا عليه هو كيف ندير هذه العملية لم نركز بشكل خاص على بلد بعينه لكن ركزنا على كيفية التعامل مع مؤسسات كبيرة والتصدي للهجوم الأميركي لتقويض أو القضاء على مؤسستنا ونشرها، لم نخصص اهتماما كثيرا، الغارديان وديرشبيغل وغيرها فعلت ما شاءت وأيضا إخفاق هذه المؤسسات في التركيز على مصر ربما يدل على أنهم غير مهتمين بهذا الأمر.
أحمد منصور: يعني التركيز على وثائق تتحدث عن أن إسرائيل تفضل التعامل مع الرئيس المصري عن باقي المسؤولين المصريين أما يسيء هذا للرئيس أمام شعبه أن إسرائيل تفضله وأن إسرائيل قلقة وأن الرئيس يخشى من مصير مقارب لمصير شاه إيران، التركيز على هذه الأشياء أما يسيء أيضا يعني إلى مكانة الرئيس وإلى مكانة بينه وبين شعبه وصفه بهذه الأوصاف التي جاءت في الوثائق؟
جوليان أسانج: نعم، نعم ممكن أن تضر به وربما يكون ذلك صوابا، البرقيات المتعلقة بمصر والتي اختارها شركاؤنا للتركيز عليها هل هذا انعكاس منصف لما تقوله كل البرقيات عن مصر؟ بالطبع الأمر ليس كذلك لكن هذا ما تراه الصحف من أن قراءها في إنجلترا أو إسبانيا..
أحمد منصور (مقاطعا): لكن كل شيء سينشر في الفترة القادمة؟
جوليان أسانج: نعم سننشر كل شيء عن مصر وكل شيء عن..
أحمد منصور (مقاطعا): هل ستختارون صحفا ووسائل إعلام عربية لإفرادها بهذه الوثائق حتى أيضا يكون اهتمام الشارع العربي بفهمها ومتابعتها أكبر من أن تنشرها الغارديان أو الصحف الغربية؟
جوليان أسانج: العملية نوعا ما شائكة ودقيقة، ذات مرة عندما كانت لدينا وثائق كبيرة كنا نطلقها كلها في نفس الوقت إذاً لكي يستطيع الجميع الاطلاع عليها وأيضا لكن من حيث الأساس هناك مسألة اقتصادية مهمة هذه لم تنجح لأن الكل اعتقد أن الطرف الآخر يهتم ويرى ويركز لذلك ليس من المجدي أن يركزوا كلهم لأن صحفيين آخرين سيركزون عليه، إذا ما أردت الناس أن يطلعوا عليك أن تعطيهم حوافز لكي يفعلوا ذلك كصحفيين.
أحمد منصور: جوليان، أما تعتقد أن هذه الوثائق ستدمر علاقة الدبلوماسيين الأميركيين بمصادرهم من المسؤولين العرب لأن كل شخص قال لأي دبلوماسي أميركي كيف حالك كتبها في وثيقة وأرسلها، ما تأثير هذا على علاقة المسؤولين العرب وغيرهم بالدبلوماسيين الأميركيين؟
جوليان أسانج: نعم، نأمل أنه سيدمر الطريقة الحالية التي يتعاملون بها والتي فيها الكثير من الإساءة، بالطبع هذا لن يدمر الدبلوماسية الأميركية فهي أكبر من كل هذا والولايات المتحدة بلد قوي للغاية ولديه موارد جمة لكن ما سيفعله هذا سيتسبب بتغيير في عملية التفاعل لتصبح أكثر نزاهة كتفاعل وأيضا هناك سيطرح الكثير من الأمور على الطاولة وبعض البلدان ربما ستحفظ بسرية أكثر والولايات المتحدة ستفعل الشيء نفسه، نأمل أن ذلك كله سيطرح على الطاولة وهذا أساس جيد للتفاوض في مرحلة الحرب الباردة بدأنا بمرحلة تخفيف لحدة التوتر بشكل تدريجي وأيضا علينا أن نعلم ما يدور لكي نجري المفاوضات.
أحمد منصور: المخرج يصرخ أن الوقت انتهى لكن سأنتزع دقيقة، قل لي في دقيقة يا جوليان ما الذي سوف ترتبه في الفترة القادمة، ما هو أهم ما لديك لتقدمه إلى الناس في الفترة القادمة؟ في أقل من دقيقة انتزعتها انتزاعا.
جوليان أسانج: سوف نستمر بنشر هذه البرقيات وكثير منها سيكون برقيات كبيرة لكن لدينا أيضا ما سنكشفه عن قطاع صناعة النفط والبنوك وأيضا سلوكيات وتصرفات بعض المؤسسات العسكرية والجيوش، لدينا كميات هائلة من المواد التي سوف ننشرها ولذلك نحاول أن نحصل على أكبر قدر ممكن من الموارد وأن نشرك أكبر قدر ممكن من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية ليساعدونا وأيضا منظمات حقوق الإنسان مثلا العراق عندما مات 190 ألف شخص مثلا هذا لم يكن من خلال عمل مع الجزيرة ووسائل الإعلام ولكن من خلال العمل مع منظمات حقوق الإنسان ذات المعرفة الدقيقة وكيف قتل الناس في العراق وكيف يمكن أن نتصدى لذلك.
أحمد منصور: جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس شكرا جزيلا لك، سأحاول أن أنتزع منك ساعة أخرى إن استطعت لإفادة المشاهدين، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من هنا من إلينغتون هول في عمق الريف الإنجليزي ومن الدوحة وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www.aljazeera.net/Mob/Templates/P...0F6E62CFB6