طريف سردست
Anunnaki
المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
|
دور اللغة العربية في التخلف الثقافي
قبل فترة قرأت خبرا عن صدور قاموس الكلمات الجديدة التي اضيفت الى اللغة السويدية. تضاف الكلمات بناء على اقتراح يرسله الناس ويجب ان تكون الكلمة الجديدة مستخدمة من اغلبية كافية. يعني الكلمة الجديدة هي الكلمة التي تصبح شائعة في التتداول لمعنى جديد خلقته ظروف جديدة.
مثلا اصبحت هناك كلمة جديدة عند تناول عملية تقاسم الفايلات، ولكونها غير شرعية اطلق الناس عليها كلمة ابتدعوه من نصفي كلمتين هم الفايل والسئ، ليصبح " فاسئ". ولكون الكلمة راجت جرى توثيقها في القاموس. بذلك تكون اللغة على الدوام تلاحق التطور في الحياة من الحياة نفسها وليس تنزيلا من السماء.
على العكس نجد اللغة العربية تواجه العديد من المعضلات التي تفصلها (طبيعيا) عن الحياة وتجعلها لغة غريبة تحتاج الى متخصصين يترجمونها لنا لنفهم بعضنا، عدا عن انها اصبحت لغة كتابية فقط وليست لغة نطق.
اضافات المعاني الجديدة تأتي من الاعلى، من مجمع اللغة العربية، لتخرج كلمات لااحد يعلم كيف تم ابداعها ولاتخطر على بال وليست قيد الاستخدام، مثلا كلمة " الكاسعة" وتعني جين.
ونعلم كيفية ادخال كلمة الرائي التي تعني تلفزيون وتضطر العديد من الدول الى استخدام كلمة تلفاز للتفاهم مع واقع يرفض استيعاب كلمات المجمع اللغوي.
ان يكون لنا لغة منطوقة ولغة مكتوبة منفصلات عن بعض امر مؤسف، ولكن واقع البلدان العربية اليوم لايسمح بإدخال اللهجات المحلية على اللغة لانه سيعترف رسميا بالخصوصية الثقافية لكل شعب، على الرغم من ان ذلك يعيق التطور الثقافي الصحي والفعال.
وحتى في الحياة اليومية هناك الكثير من التعابير التي لانعلم لها اسما " عربيا فصيحا" مثل فيش الكهربا والبربيش (بالسوري) الصوندة( بالعراقي) ، او الخرطوم( بالمصري) والعديد من التعابير الاخرى نتغاضى عنها مثل اسماء الشجر والطيور البرية، حيث كل منطقة تسميها بأسماء مختلفة.
وعند الترجمة يضطر المرء الى ترجمة بعض الكلمات بتعريفها وليس بكلمة واحدة، وهناك كلمات اجنبية نضطر الى ترجمتها لكلمة واحدة على الدوام مثل نظام..
في نفس الوقت نجد ان اللغة العربية تحجرت في الاسلوب والمضمون بحيث تساعد فقط على اجترار الماضي بطلاقة، ليصبح عكس الماضي الوظيفة الوحيدة التي تحققها بنجاح، في حين ان تطويرها امر نقف امامه بعجز بسبب قواعدها وانعزالها عن الحياة الواقعية وحمايتها من قبل الاسلامويين والقومجيين، فهل اصبحنا عبيد عند اللغة عوضا عن نكون اسيادها؟؟؟
|
|
01-14-2011, 09:32 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
أسامة مطر
بطلت أتجوز القضية ... إسألوني ليه
المشاركات: 1,149
الانضمام: Mar 2007
|
RE: دور اللغة العربية في التخلف الثقافي
أعشق هذا "التخلف" .... إقرأ معي:
اقتباس:ما دلني أحد علي. أنا الدليل, أنا الدليل
إلى بين البحر والصحراء. من لغتي ولدت
على طريق الهند بين قبيلتين صغيرتين عليهما
قمر الديانات القديمة, والسلام المستحيل
وعليهما أن تحفظا فلك الجوار الفارسي
وهاجس الروم الكبير, ليهبط الزمن الثقيل
عن خيمة العربي أكثر. من أنا؟ هذا
سؤال الآخرين ولا جواب له. أنا لغتي أنا,
وأنا معلقة... معلقتان... عشر, هذه لغتي
أنا لغتي. أنا ما قالت الكلمات:
كن
جسدي, فكنت لنبرها جسداً. أنا ما
قلت للكلمات: كوني ملتقي جسدي مع
الأبدية الصحراء. كوني كي أكون كما أقول!
لا أرض فوق الأرض تحملني, فيحملني كلامي
طائراً متفرعاً مني, ويبني عش رحلته أمامي
في حطامي, في حطام العالم السحري من حولي,
على ريح وقفت. وطال بي ليلي الطويل
... هذه لغتي قلائد من نجوم حول أعناق
الأحبة: هاجروا
أخذوا المكان وهاجروا
أخذوا الزمان وهاجروا
أخذوا روائحهم عن الفخار
والكلأ الشحيح, وهاجروا
أخذوا الكلام وهاجر القلب القتيل
معهم. أيتسع الصدى, هذا الصدى,
هذا السراب الأبيض الصوتي لاسم تملأ
المجهول بحته, ويملأه الرحيل ألوهة؟
تضع السماء علي نافذة فأنظر: لا
أرى أحداً سواي...
وجدت نفسي عند خارجها
كما كانت معي, ورؤاي
لا تنأى عن الصحراء,
من ريحٍ ومن رمل خطاي
وعالمي جسدي وما ملكت يداي
أنا المسافر والسبيل
يطل آلهة على ويذهبون, ولا نطيل
حديثنا عما سيأتي. لا غد في
هذه الصحراء إلا ما رأينا أمس،
فلأرفع معلقتي لينكسر الزمان الدائري
ويولد الوقت الجميل!
ما أكثر الماضي يجيء غداً
تركت لنفسها نفسي التي امتلأت بحاضرها
وأفرغني الرحيل
من المعابد. للسماء شعوبها وحروبها
أما أنا، فلي الغزالة زوجة, ولي النخيل
معلقات في كتاب الرمل. ماضٍ ما أرى
للمرء مملكة الغبار وتاجه. فلتنتصر
لغتي على الدهر العدو، على سلالاتي،
على, على أبي, وعلى زوال لا يزول
هذه لغتي ومعجزتي. عصا سحري.
حدائق بابلي ومسلتي, وهويتي الأولى,
ومعدني الصقيل
ومقدس العربي في الصحراء,
يعبد ما يسيل
من القوافي كالنجوم على عباءته,
ويعبد ما يقول
لا بد من نثر إذا,
لا بد من نثرٍ لينتصر الرسول...
هذه اللغة يا سيدي حفظت للعالم هندسة إقليدس و فلسفة سقراط و فلك البابليين و طب الفرس ....
ناهيك عن "الفراطة" مثل "كليلة و دمنة"
لا علاقة للغة الحسن بن الهيثم و الرازي بتخلفنا الثقافي ...
الملايين من أبناء وسط و غرب أفريقيا يتحدثون الانجليزية و الفرنسية بطلاقة كلغة أم و لم أجد فيهم "تقدما" ثقافيا ...
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-15-2011, 07:35 AM بواسطة أسامة مطر.)
|
|
01-15-2011, 07:33 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
طنطاوي
عضو رائد
المشاركات: 5,711
الانضمام: Jun 2003
|
RE: دور اللغة العربية في التخلف الثقافي
|
|
01-15-2011, 10:32 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست
Anunnaki
المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
|
RE: الرد على: دور اللغة العربية في التخلف الثقافي
(01-14-2011, 10:30 PM)الحوت الأبيض كتب: مشاركة الناس في كتابة المعاجم ليست أمرا حديثا، أشهر قاموس على الإطلاق هو قاموس أكسفورد جمع بهذه الطريقة يمكنكم قراءة التفاصيل في كتاب "معنى كل شيء" The meaning of everything، حيث طلب من الناس إرسال الكلمات التي يعرفونها إلى لجنة تقوم بعد تفحصها بإضافتها إلى القاموس. ثاني أكبر مساهم في إرسال الكلمات كان رجلا مختل عقليا حكم عليه بالإعدام بعد ارتكابه جريمة قتل.
أوافقك في الكثير مما قلته بشأن اللغة العربية لكن المسؤولية هي مسؤوليتنا نحن. نحن من قررنا تحنيط هذه اللغة ورفضنا تجديدها، التقسيم والخلافات بين المعاجم اللغوية لم تزد الطين إلا بلة... أنا لا أنادي بإدخال كل كلمة رائجة إلى المعجم (إذ أن اللغة العربية مشتركة لكل الناطقين بالعربية في رقعة واسعة تختلف بينها اللهجات، لكن علينا إدخال كلمات جديدة وإيجاد توازن بين تجديد اللغة وبين الحفاظ على التراث (وهو أمر يسهل قوله لكن يصعب تنفيذه).
على فكرة ترجمة جين هي مولدة وكاسعة تعني suffix أي مقطع يضاف على آخر الكلمة لاشتقاق كلمة أخرى مثل ology هي كاسعة تعني علم. يبدو أنك قرأت القرار بسرعة ولم تنتبه لهذا الأمر.
نعم، اتفق معك بضرورة ادخال كلمات جديدة ولكن يجب ان تكون كلمات حية او قابلة للحياة وليست كلمات منقطعة عن محيطها وصادرة عن نخبة منعزلة ..
شخصيا ارى ان من حق كل قطر يعتبر نفسه عربي ادخال الكلمات التي تنتجها بيئتة الى معجم اللغة العربية، على إعتبار انها جزء من اللغة العربية على اية حال، حتى ولو كانت فاقدة الامل في ان تصبح متتداولة في قطر عربي اخر. اليوم توجد الاف الكلمات العربية القحة التي لايتتداولها احد على الاطلاق ومع ذلك تبقى من ضمن العربية. بل ان الكلمات التي تقترحها نخب المجامع العربية في غالبيتها مقطوعة عن الواقع بما فيه البيئة التي ينتمي اليها اعضاء المجمع نفسه.
ان القواعد الموضوعة اليوم والتي يتمسك بها مجامع اللغة العربية والقومجيين والاسلاميين، تؤدي الى المزيد من انعزال اللغة الفصيحى عن الواقع وعن الانسان. وبدون الانسان لاقيمة لها، ولكن ذلك سيكون بثمن غالي وهو انقطاع التواصل بين العلوم وبين مختلف فئات الشعب والشعوب لتصبح اللغة العربية مايشبه اللاتينية القديمة.
يجب اتخاذ قرارات شجاعة من بينها تدعيم اللهجات المحلية واضافتها الى العربية وقبول الابداعات الجماعية مثلا كلمة الحواسم التي ابدعها الشارع العراقي والكثر غيرها...
وبالنسبة لتعبير كاسعة شكرا على التنبيه. ولكن يبقى تعبير غريب بالنسبة لي سيبقى مثل حفظ كلمة اجنبية جديدة، مما يجعلني اتساءل: الم يكن من الافضل استيعاب كلمة سوفيكس بدلا عنها ؟ لماذا الخوف من ادخال الكلمات الاجنبية التي تتدخل على كل حال؟
(01-15-2011, 01:21 AM)الحوت الأبيض كتب: (01-14-2011, 11:16 PM)طنطاوي كتب: الاخطر من هذا انه هناك معان دقيقة لايتم التعبير عنها باللغة العربية بنفس البساطة التي يتم التعبير عنها بللغات الاخري
وانا كنت عملت موضوع عن هذا زمان وكان هناك امثلة تصلح لبدء نقاش
سمعت هذا الادعاء من كثيرين ولا زلت على رأي بأن لغتنا غنية جدا، وتمنحنا إمكانيات كبيرة لاشتقاق كلمات جديدة... المشكلة أن الناس التي تقول أن اللغة لا تفي بمقتضيات العصر ويجب تجديدها هي نفس الناس التي ستعترض على كل محاولات التجديد والاصطلاح، يعني مثلا أنت تستغرب من مصطلح كاسعة وتسخر منه. ما المانع في استخدامه.
في اللغة الإنجليزية يتم استحضار كلمات غريبة جدا من لغات أخرى للتعبير عن مصطلحات جديدة فتستخدم أحيانا اللغة اليونانية أو اللاتينية إلخ... مثلا لا أحد يشكك بكلمة psychology رغم أنه لا psy ولا (logia) logy هي كلمات تستخدم في الحياة اليومية بل هي يونانية الأصل... وهذا مثال بسيط... schizophrenia مثلا من الكلمتان اليونانيتان التان تعنيان انفصام العقل وهو تعبير غير ناجح بتاتا يضلل من يسمع به لأول مرة وقد يجعلك تظن أن الحديث عن تعدد الشخصيات مثلا رغم أن هذا ليس صحيحا... لم أسمع بمثقف عربي يدعو إلى عدم استخدام كلمة شيزوفرنيا لأنها غير دقيقة أو غريبة قلبا وقالبا... كلمة ملعقة هي اسم آلة من جذر لعق (أي آلة اللعق) لم أسمع أحدا ينادي بعدم استخدامها لأنها غير دقيقة
إذا شاع لفظ يدل على معنى ما فذلك كاف لتبنيه دون أي تعقيدات. الألفاظ العربية قد تكون غريبة لكنها أقل غرابة علينا من الألفاظ الأجنبية. لا داعي بلزوم ما لا يلزم من سليقة وفطرة من فطروا على لغة الفضائيات.
عزيزي القضية ليست في امكانية الاشتقاق من عدمه وانما في قدرة تعاطي اللغة مع مايبدعه انسانها خارج قواعدها التي يحافظ عليها كهنة اللغة. الاشتقاق النخبوي ليس على الدوام قادر على ان يقوم بوظيفته وغالبا بعد فوات الاوان حيث يكون الشعب قد ابدع التعبير الناقص والضروري لتواصله. لذلك بعض الاشتقاقات تهدف الى محاصرة الابداع الشعبي وتفشل.
والاصل ان اي مشكلة يجب حلها مع التيار وليس ضد التيار، في حين ان السائد في الادارات العربية هي الحلول الوصائية الادارية النخبوية والالهية ضد التيار ولذلك يصبح هذا النوع من الاشتقاقات جزء من المشكلة وليس الحل، وهذا يوضح اسباب تعمق الازمة..
القضية ليست نخوة وكبرياء وانما واقع ارضي يجب التعامل معه من خلال الواقع وبالانسجام مع النفسية البشرية
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-15-2011, 02:36 PM بواسطة طريف سردست.)
|
|
01-15-2011, 02:29 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|