العراق ليس تونس



خرجت كثير من الاقلام العراقية لتكتب ما يجري في تونس وما ممكن ان ينعكس بنتائحه على الانظمة العربية وما يهمنا في هذا الامر هو العراق الذي لا يزال ومنذ تشكيل اول حكومة (منتخبه) يراوح في الحضيض .

وقبل الدخول في الشأن العراقي ومقارنته بما يجري في تونس يجب التوقف واظهار بعض الجوانب الايجابية التي وصلت اليها تونس اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وثقافيا... وانا هنا لست بصدد الدفاع عن الرئيس المهزوم بن علي ... فالرجل تولى الحكم في تونس في ظروف كانت فيها تونس مرشحة للوقوع في التطرف الديني في فترة ضعف سلطة الرئيس بورقيبه وتمكن من قيادة تونس الى بر الامان والاستقرار بالرغم من المآسي التي مرت بها الجزائر من تبعيات التطرف الاسلامي الذي قاده من اطلق عليهم بالافغان .... فمن زار تونس وقبل شهر فلا شك انه كان يشاهد النموذج الفرنسي بأطاره العربي متمثلا في كل مرافق البلاد امان لا يتوفر حتى في فرنسا ، استقرار في التعاملات التجاريه والصناعية والمالية ، خدمات في شتى ميادين الحياة ومرافقها، اسلام معتدل يعود الفضل له للرئيس بورقيبه، امراة متحررة تشارك في كل الميادين، لا تلاحظ فيها لوجود امية وانما على النقيض يمكن اعتبار التونسيين في طليعة الدول العربية والاسلامية ثقافة وعلما ... وطبعا افضل وجهة سياحية يمكن للباحث عن سياحة ان يتوجه اليها ... تدخل في جامعاتها فترى احسن الاساتذه من الذين حصلوا على اعلى الشهادات من الجامعات الفرنسية وبحكم العلاقة التاريخية التي تربطهم بفرنسا فأن معظم التونسيين يتكلمون اللغتين العربية والفرنسية ومع وجود اكثرية تتقن الانكليزية فهم متعددي الثقافة وهو بحد ذاته يعكس تطور الانسان التونسي .



معدل النمو للعام المنصرم لتونس كان 3 بالمئه افضل مما هو عليه في فرنسا... مناخ استثماري من افضل ما ممكن ان يتوفر في معظم الدول العربية والاسلامية بالرغم من صغر الرقعة الجغرافية لتونس، صناعة وانتاجية افضل من بقية الدول العربية تظاهي في بعض الاحيان تركيا.... ولاول مرة في تاريخ تونس يرجح التبادل التجاري بين فرنسا وتونس لصالح تونس وهو ما لا يتوقعه احد باعتبار دول المغرب العربي هو سوق رائجه للسلع الفرنسية .... فمن اين جاء الخلل ؟!



هنا لا بد من الاشارة الى اخطاء الرئيس بن علي وعلى محدودية معرفتنا في السياسة من قمع للحريات والراي وهو ما عمل عليه بن علي منذ مجيئه واستمر عليه بذريعة محاربة التطرف الديني ... ناسيا ان تونس لا يمكن ان تكون ارضا خصبة لها التطرف فكان الاولى به تخفيف الضغط بهذا الاتجاه والانفتاح على الاتجاهات الليبرالية.والتكنوقراط... وبطبيعة الحال ايضا هيمنة اسرتي بن علي وزوجته على مرافق اقتصادية وحيوية واغناء جيوبهم وارصدتهم في الخارج اكثر من الداخل .



الاحداث ولا اريد انا هنا اعتبارها ثورة لان الثورة تأتي بالاحسن وهنا تؤكد المعطيات بأن تونس داخلة في نفق مظلم ولا اريد ايضا اعتبارها انتفاضة فهم ليسو في معاناة اشبه بمعاناة الفلسطينيين او العراقيين وانما احتجاج على حادثة فردية شدت لها مشاعر وعواطف رافقتها اعلام اراد توجيهها بالشكل الذي ستظهرنتائجه قريبا خاصة واننا نرى اليوم الانسان التونسي منهم من يدافع عن بيته ومنهم من وقف يدافع عن محل تجارته وعمله.... مورد تونس الاول هوالسياحة بالرغم من انها الرائده في زراعة وتصدير الزيتون.... فحبذا لو فكر من يكتب بأسم الثورة عن الاقبال السياحي للايام القادمة وعن مصير العاملين في السياحة ... فالثوار لا يطعمون الجياع والاسوء منهم هم رجال الدين فارضية رجل الدين وثرائه يكمن في الفقر والجهل



ما يعتبر سلبا في تونس لا يتعدى نسبة 1 بالمئة مما هو عليه في العراق . في تونس وبعد منتصف الليل بامكان الفرد التسكع في اي بقعة من ارض تونس . البطالة موجودة وفي معدلات معقولة وموجودة حتى دول اوروبا اما في العراق فاذا قيل ان النسبه 50 بالمئة فانني اقول واؤكد ان البطالة مع المقنعة منها تصل الى 80 بالمئة فالعراق قد توقفت فيه عجلته الصناعية ويعتمد في غذائه واحتياجاته على الخارج .... من يلقي نظرة فاحصه في زوايا تونس لا يرى مظاهر الفقر التي نراها في كل شوارع العراق وحتى في كردستان التي تصل ميزانيتها الى حد ميزانية سوريا وبالطبع اضعاف ميزانية تونس ... في تونس لا ترى اطفال تبحث في القمامة عما يسد رمق عيشها في حين ان العراق مزبلة لعدم توفر الخدمات واطفاله يبحثون في القمامة ...حتى على بعد امتار من النجف وكربلاء... هل اثرت عائلة بن على كما اثرى حكام العراق برواتبهم المليونية ؟ بطبيعة الحال اقدر ان اؤكد بان بن علي سيكون فقيرا متواضعا اما حكام العراق الاثرياء...



هل يستطيع العاطلون اليوم في العراق الاحتجاج؟ او يحتج العراقيون على سوء الخدمات وتردي الاوضاع التي وصلت الى الحضيض....؟الاجابه لا فنحن شعب منقسم بين جاهل ومنافق وانتهازي متلون محكوم اما من معمم دجال او متمرد مأجور اوحاقد متعصب يجمعهم قتل العراقيين وتدمير بلدهم ونهب ثرواته... اما علمائه ومفكريه ومثقفيه من كفاءات وخبرات واطبائه المتخصصين وكوادره الهندسيه... قد تم تصفيتها واقصائها ... واذا كانت التفجيرات قد انتهت بعد ان نالت من تدمير العراق فأن حرب الكواتم قد بدأت للتتخصص في تكتيم افواه اي بمعنى انتقلنا من القتل العام الى القتل الخاص وكل ذلك يدار بايدي مأجورة مدفوعة من الخارج وعلى رأسها ايران ودول تريد ان ترى عراقا ضعيفا مقسم تتضارب فيه المصالح على جثث العراقيين



ناشد كثيرون في موقع كتابات التظاهر والاحتجاج والعصيان.... فان خرجوا من مدينة سنية فانهم صداميين قاعدة وهابيين ... حلال قتلهم.... اما اذا خرجوا من مناطق شيعية فانهم قد عصوا الولي الفقيه فيتوجب قتلهم... فالولي الفقيه يريدهم زحفا الى النجف لطماً وبكاءاً .... اما اذا خرجوا شيعة وسنه فان اميركا وايران وكل الحاقدين سيتصدون لهم وسيتهمهم الحزبان الكرديان بالشوفينية والمؤامرة . هذا قدرنا فنحن منذ مجزرة تموز 1958 الى عودة مقتدى الصدر الى العراق لا نتظاهر الا بعاش الزعيم وصولا الى عاش القائد.. تظاهر اهالي البصرة مطالبين بتيار كهربائي يخفف لهم معاناة الصيف الحار ماذا كانت النتيجه ؟ كتب سردشت في اربيل فوجدوا جثته في الموصل ولم تعرف الجهة التي اختطفته من قلب المدينه في وضح النهار واقفل الموضوع من اصله.... فساد مستشري وفقر مدقع وجهل في تزايد و300 مليار دولار واردات دوله للحكومة السابقة لا نعرف اين تبخرت ؟ يعاد انتخابها! ولو عراقي ما نفسه لضحكت الحكومة قبل الشعب عليه ... فالجثث المحروقة والمجهولة موجودة من شمال العراق الى جنوبه



احصائيات رهيبه تاتي من مصادر عدة مليون ارملة، اربع ملايين يتيم... قتلى تجاوزوا المليون ناهيك عن المفقودين 4 ونصف مليون عراقي مهجر الى الخارج ...40 بالمئه تحت خط الفقر ولا نعرف عدد من هم على خط الفقر او أعلى بدرجة

وما يحز في نفسي هو عدم الاعتراف بالشهادات العراقية بعد ان كانت من الشهادات المرموقة والمعترف بها في كل انحاء العالم لم لا فالتعليم العالي اضحى بيد معلم يقال انه علم طلاباً والنقل بيد قائد مليشيا والمالية بيد طبيب.... (اعطيني صاحب كفاءة وخبرة في حكومة المالكي ... وانا سأتبرع بحرق شهاداتي واعتذر)



خرج علينا النائب البرلماني الدكتور جابر حبيب جابر في مقالة بجريدة الشرق الاوسط تاريخ 16 يناير يلطف اقوال مقتدى الصدر ( لا شهادة له على الاطلاق) يكتب استاذ الجامعة وصاحب شهادة الدكتوراه في فكر القائد الصدر ليستنبط من تصريحه في توزيع النفط على العراقيين وابعادها الاقتصادية والانسانية والسياسية ... وكل العبر والنتائج ونسى انه في عام 1954 خصص الباشا نوري السعيد الف رحمة على روحه الطاهرة كل الموارد المستحصله من النفط لمشاريع مجلس الاعمار اي لمشاريع انتاجية تطور البلد وتوفر عيشا رغيدا للمواطن العراقي ... اما في عهد مقتدى الصدر(قدس الله سره) فما علينا الا ان نفسر للدكتور حبيب سر توزيع النفط على العراقيين حتى لا يذهب تفكيره بعيداً ... هي ان يكون الانسان العراقي عاطلا مستهلكا يعيش عل كنف ما سيتكرم به القائد فخلصنا من القائد الضرورة واتينا بالقائد المتوجب علينا لزماً واتباعاً.



واختم مقالي لا تغير نحو الافضل في العراق ولا تغير قادم نحو الافضل في تونس.... واذا الشعب يوما اراد الحياة فلا خيار له الا بوضع الافضل ... فالقدر لا يستجيب لا بالشعر ولا بالشعارات .... و الليل لا ينجلي الا بابعاد الجهلة من معممين وثوريين .


كتابات - د. فرج السعيد

كلام رائع وحقيقي

لكن لي عدة ملاحظات بما اني من العراق واعيش جميع تفاصيله

انا اتفق ان بن علي رفع المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي وازاح التيار الديني من الشارع التونسي .......ولكن سؤال بعد ان تتوفر معظم هذه الاشياء للشعب سوف يفكر بحريته السياسية والديمقراطية ويطمح لان يكون مقاربا للشعوب المتقدمة في الحريات الشخصية وهذا ما فعله الشعب التونسي ......هناك حكام عرب اسوء بكثير من بن علي ولكن لقمع شعوبهم وعدم السماح بالتطور لهذه الشعوب حتى لاتطالب بحرياتها . ان الشعوب العربية في كثير من الدول لاتفكر سوى في الخبز .
اما في بلدي العراق .....في اربعينات وخمسينات القرن الماضي كان الوعي والمستوى الثقافي لدى الشعب عاليا ولم تكن الوزارات لتستمر اكثر من سنتين وكان يوجد في تلك الفترة اعتبار للرأي العام واذكر في هذا المجال انه عند توقيع المعاهدة العراقية البريطانية عام 1948 من قبل وزارة صالح جبر وعرضها للشعب العراقي هب الشعب العراقي بمظاهرات كبيرة مطابة بسقوط المعاهدة وسقوط الوزارة مما اضطر الوصي لاقالة وزارة صالح جبر والغاء المعاهدة علىالرغم من انه جرى توقيعها...........اما الان فالشعب ينتظر الفتوى من السسيستاني وضاري والصدر والزرقاوي هذا ما جلبه انقلاب تموز وانقلابات البعثيين ومن اتى على ظهر الدبابة الامريكية اتى التخلف والهمجية !!!!!!!!!!!
اذكر انه على قناة الحرة (لا يحضرني اسمه الان ) قال ان شخصا من مدينة الثورة (الصدر) اكمل من تعليمه الثالث متوسط طلب منه رواية العقاب لديستوفسكي هذا الامر في الستينات اما الان فاصحاب الشهادات العليا يروجون للكتب المنقرضة .......ويكفي الذهاب لشارع المتنبي لكي نرى الكتب الموجودة (علما ان شارع المتنبي في بغداد اكبر سوق للكتب في العراق)
لقد انقرضت مقولة مصر تؤلف ولبنان يطبع والعراق يقرأ
العراق لا يحتاج الى الديمقراطية التي يتحكم بها الصدر والسيستاني والصحوة والحزب الاسلامي ......العراق يحتاج تثقيف شعبه والعودة الى الوراء (مع الاسف )الى الاربعينات والخمسينات.

اقتباس:انا اتفق ان بن علي رفع المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي وازاح التيار الديني من الشارع التونسي .......ولكن سؤال بعد ان تتوفر معظم هذه الاشياء للشعب سوف يفكر بحريته السياسية والديمقراطية ويطمح لان يكون مقاربا للشعوب المتقدمة في الحريات الشخصية وهذا ما فعله الشعب التونسي ......هناك حكام عرب اسوء بكثير من بن علي ولكن لقمع شعوبهم وعدم السماح بالتطور لهذه الشعوب حتى لاتطالب بحرياتها . ان الشعوب العربية في كثير من الدول لاتفكر سوى في الخبز .

الزميل الجزاهري

شكرا لك على الملاحظات التي اوردتها فيما يخص البلدين تونس والعراق , واتمنى للشعب التونسي الرائع أن تكتمل ثورته لتكريس واقع حال افضل مما كان عليه في ظل حكم بن علي حتى تكون للثورة قيمة ومعنى ولاتذهب امال الشعب مع الريح العاتية فتكون خسارة بشرية وخسارة اقتصادية وبدون تغيير جوهري اذا كان
من سيستلم السلطة هم الحرس القديم من اتباع الرئيس المهزوم وفي حالة الدعوة الى انتخابات جديدة تشارك فيها جميع الاحزاب وحتى المحظورة منها فهذا الوضع لن يكون بعيدا عما حصل في العراق من صراع لاقتسام كعكة الحكم وبدلا من تكالب بن علي وعائلته وعائلة اصهاره فسيكون العدد مضروبا في عشرة .

العراق ليس تونس
لاتوجد في تونس انقسامات طائفية وعرقية
والتغيير الذي حصل في تونس احدثه الشعب اما في العراق فان الدبابة الامريكية هي التي جائت بهذه الحثالة والشعب العراقي الذي تعرض الى الاضطهاد والعنف والحصار والتخلف لم يكن مستعدا للتغير ولا يعرف معنى الحرية والديمقراطية .......هل العلمانية والديمقراطية تقول ان يستلم الحكم حزب الدعوة الاسلامي ماهذه الازدواجية ولو لم يقرر بوش غزو العراق لكان العراقيين يتغنون بصدام حسين
شعب تونس لن يرضى ان يستبدل فاسد بفاسديين ......صدقني شعب تونس لن يخشى احدا بعد اليوم ........سوف تثبت لك الايام ذلك ,انا متفائل

(01-19-2011, 12:58 PM)الجواهري كتب:  العراق ليس تونس
لاتوجد في تونس انقسامات طائفية وعرقية
والتغيير الذي حصل في تونس احدثه الشعب اما في العراق فان الدبابة الامريكية هي التي جائت بهذه الحثالة والشعب العراقي الذي تعرض الى الاضطهاد والعنف والحصار والتخلف لم يكن مستعدا للتغير ولا يعرف معنى الحرية والديمقراطية .......هل العلمانية والديمقراطية تقول ان يستلم الحكم حزب الدعوة الاسلامي ماهذه الازدواجية ولو لم يقرر بوش غزو العراق لكان العراقيين يتغنون بصدام حسين
شعب تونس لن يرضى ان يستبدل فاسد بفاسديين ......صدقني شعب تونس لن يخشى احدا بعد اليوم ........سوف تثبت لك الايام ذلك ,انا متفائل

لن أنتظر كثيرا حتى يستبان كذب كاتب المقال وخصوصا في سطره الأخير وقد يصدق قوله على العراق على قربه منه.. ولن يصدق أبدا بالنسبة لتونس لجهل مقصود في نية الكاتب..


وأنت يا طيف ما هو رأيك؟؟

تحية لك ولحضورك المباغت




الجواهري أنا معك حرفا حرفا
أهلا بك بيننا

اقتباس:وأنت يا طيف ما هو رأيك؟؟

تحية لك ولحضورك المباغت

شكرا ولك تحية افضل منها , وارجو أن لايكون حضوري المباغت ( ولو لااراه مباغتا ) يصنف في الجانب السلبي للنقاش .

رأيي كما ذكرته في هذا الموضوع , انا مع الشعب التونسي في ثورتهم على الفساد
ولكن يجب ان تكتمل هذه الثورة وكما قرأت اليوم شعارا لآحد المتظاهرين التونسيين : لالحكومة تكون أمتداد لحكومة بن علي ومع نظام جديد وبرلمان جديد ودستور جديد
هذه مطالب الشعب التونسي فهل سأزايد على مطالبهم ؟؟؟

ولكني في نفس الوقت مترقب للاحداث فالامور لم ولن تسير بالصورة المثلى التي يتمناها كل انسان حر وتونس بلد محاط بدول تتوجس من هذه التجربة الثورية التي انبثقت مؤخرا فيها ..
لذا لن يكون التغيير نحو الافضل امرا في متناول اليد ولن يكون يسيرا ..

رغم امنياتي للشعب التونسي ان يخرج بأقل الخسائر ويحصل على مايراه في صالح الشعب ويضع الفاسدين في مكانهم الطبيعي من حركة التاريخ ولكن ليس بالاماني تسير الاحداث

.

رغم يقيني بأن ما حدث في تونس هو انقلاب و ليس بثورة .... و خصوصا لسرعة الأحداث و الحكومة الجديدة هي دليل على أن ما حدث هو انقلاب بمباركة أطراف خارجية .... الوضع العراقي كان وضعا مختلفا تماما أكبر أسباب مشاكل العراق الحالية تعود إلى :

1. حكم صدام كان حكما جثم على قلوب العراقيين لسنين و زرع في قلوبهم الرعب لسنوات . ما حصل هو رد فعل على الكبت و الرعب و صعود النجم الديني هو نتيجة حتمية للكبت الذي أصاب التيار الديني غير التنكيل و التعذيب الذي أصاب الرموز الدينية .

2. العراق اصبح ملعبا لجميع الأطراف الأمرريكان الذين وجدوا الموضوع طريقا لإيران و الايرانيين أنفسهم الذين استخدموا كل اسلحتهم الايديولوجية من دعم للتيار الديني الشيعي لوقف زحف الامريكان . دول الخليج التي لا تريد أن تكون دولة شيعي في خاصرتها فسمحت للإرهابيين و فلول القاعدة بالزحف إلى داخل العراق لقتل الناس و الشيعة هذا غير دعمهم لبقايا فلول البعثيين الاشتراكيين الذين اندمجوا مع الارهابيين المتاسلمين في قتل المدنيين .

كل هذا ساهم في الفوضى الموجودة حاليا في العراق .

رأي اخر بالثورة التونسية لكاتب عراقي :

"
اليوم في عصر الإنترنت فقد تغيرت الكثير من المعطيات ولكن عناصر اللعبة ظلت واحدة وهي تحريك الملفات حسب الحاجة وحسب الطلب , فلا تتصوروا أن ماحصل في تونس سيمثل ثورة جماهيرية عارمة, لا و ألف لا, فما حصل سيكرس أساسا إدخال عناصر جديدة للعبة الدولية و سيعيد إنتاج الجماعات الدينية المتطرفة و سيؤسس لأحداث المرحلة المقبلة وملفاتها التي لم تعد سرا, صدقوني لو أن الغرب أراد دعم نظام ما فلن تستطيع ثورات الجماهير زعزعة طابوقة واحدة من بنيانه, و الأمثلة كثيرة ولاداعي لإيرادها لكي نضمن نشر المقال, الإرادات الدولية وحدها هي من تشكل الصورة , أما حرق الجماهير لأجسادها فليست سوى ظاهرة ساذجة في زمن اتسعت فيه مساحات الخبث الدولي على مستوى كوني شامل, فاحرقوا ماشاء لكم من الأجساد فلن يغير ذلك من الأمر شيئا, فتنفيذ المخطط الدولي يحتاج لديكورات و مشاهد خلفية متنوعة, و سنرى وترون."

داود البصري
كاتب عراقي

(01-19-2011, 11:19 PM)تموز المديني كتب:  الجواهري أنا معك حرفا حرفا
أهلا بك بيننا

شكرا لك تموز
ويشرفني ان اكون بينكم