سورية: قتيلان وعشرات المصابين والجيش يحاصر المتظاهرين في درعا
|
عمان - الغد - حاصرت قوات الامن السورية مدينة درعا وانتشرت في أحيائها وشوارعها والطرق المؤدية اليها، فيما قطعت عن اجزاء كبيرة من المدينة والبلدات المجاورة لها الاتصالات الهاتفية والانترنت حسب ما اكده شهود عيان "للغد" في اتصال هاتفي.
وتحدث الشهود عن مقتل شخصين خلال تشييع أحد الضحايا في المواجهات مع رجال الامن أمس، على خلفية احتجاجات يوم جمعة الكرامة التي عمت مدنا سورية عديدة، كانت أشدها في مدينة درعا وبلداتها، تحت لافتات تطالب بإصلاحات شاملة ومعاقبة الفاسدين في الدولة.
واشاروا الى ان قتيلي أمس اللذين ينضمان الى قافلة ضحايا المدينة، هم من عائلات "أبو عون" و"اكراد"، فيما رفضت بعض كبرى عائلات درعا مثل الزعبي والعياشين والمسالمة امس، دفن من قتل من ابنائها "إلا بعد الاخذ بالثأر لهم من القتلة"، ويشار الى ان عائلات درعا ذات الاصول البدوية والريفية، تتمتع بتكافل اجتماعي متين بين افرادها.
وشوهدت باصات تنقل رجال الامن أمس ليلا وصباحا، لمحاصرة المدينة، ومنع تجدد اي اشتبكات فيها، كانت قد وصفتها الحكومة السورية في تصريحات لمسؤولين فيها بانها "اعمال فوضى وشغب"، وانتشرت باصات وسيارات الجيش على الطريق الواصل بين درعا البلد وحديقة حميدة الطاهر في السحاري، وغيرها من المناطق.
من جانبها، شكلت الحكومة السورية لجنة للتحقيق في أحداث جمعة الكرامة في درعا أول من أمس، بينما قال عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة درعا خالد العبود في اتصال مع قناة الجزيرة إن "متظاهري درعا حركتهم أيد خارجية، ومن قام بهذه الأعمال مدسوس على الشعب السوري".
ودعت مدن سورية عدة امس الى التضامن مع أبناء درعا، بالتظاهر مساء في ساحات وشوارع مدنهم، بينما بقي الآلاف من ابناء المدينة المكلومة يتظاهرون في الشوارع في مظهر تحد واضح للشرطة والجيش، الذي حاول فض تظاهرات خلال تشييع جثمان احد القتلى.
وتجمع مئات الشباب من مدينة حمص قرب مسجد خالد بن الوليد، في وقفة احتجاجية داعين اهالي المدينة للنزول الى الشارع في مظاهرة منددة بما حدث لابناء درعا، وفك الحصار عن المدينة التي تعاني من سوء الخدمات والتهميش وفق شهود العيان.
وانطلقت زمامير السيارات في مركز المدينة من كل السيارات.
وبدأت طلائع التظاهرات تصل الى المركز وهذا نوع جديد من التظاهر بالزمامير.
ووصل المحتجون فرادى بالطرق الفرعية رغم اغلاق الجسور بقوات كثيفة، وانطلقت دعوات لنصرة درعا بالتزمير من كل السيارات.
وقاد عالم الدين الشيخ أحمد الصياصنة آلاف المتظاهرين في المدينة، الى جانب مفتي درعا الشيخ رزق الأبازيد، وكانوا يهتفون مع المتظاهرين بحياة الشهداء، ومنعوا من قبل الجيش وقوات الأمن من التوجه إلى مركز المدينة.
وأفتى الشيخ الصياصنة بان التظاهر "فرض عين على كل سوري قادر ابتداء من اليوم (امس) وأن أي خذلان يعتبر خيانة لدماء الشهداء"، في الوقت الذي تعرض فيه الشيخ للضرب والاهانة على ايدي الامن والجيش، بعد رفضه تهدئة المتظاهرين والرضوخ لتهديداتهم.
وكان ابرز هتافات المتظاهرين وسط شوارع درعا "يحرمن علينا لابسات العصايب.. لن ماخذينا لعيال حوران بالثار"، في اشارة الى ان ضحايا التظاهرات لن يذهب دمهم هدرا، ما يعني استمرار التظاهر وفق شاهد عيان.
وكان ناشط حقوقي من درعا اعلن طالبا عدم الكشف عن اسمه، سقوط عدد كبير من الجرحى اثناء مشاركتهم امس في جنازة جرت في درعا (100 كلم جنوب دمشق) نتيجة اطلاق قنابل مسيلة للدموع من قبل قوات الامن السورية التي اعتقلت عشرات الاشخاص.
وذكر الناشط الحقوقي ان "الوضع محتدم جدا في درعا" مشيرا الى ان "عدد الجرحى كبير جدا وان رجال الامن الذين كانوا يرتدون الزي الرسمي واللباس المدني قاموا باعتقال عشرات الاشخاص".
وتابع "توجه المشاركون في الجنازة بعد الدفن الى قلب المدينة حيث تم قمعهم بالغاز المسيل للدموع".
ونقل مصدر حقوقي آخر عن مشاركين في الجنازة ان "الاصابات وقعت نتيجة استنشاق الغاز وتدافع المشاركين في الجنازة".
وذكر بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان وهو منظمة حقوقية غير حكومية مقرها في لندن ان الاجهزة الامنية السورية اعتقلت عشرات الاشخاص خلال مشاركتهم في تظاهرات جرت في مدن سورية تلبية لدعوة (يوم الغضب السوري) على موقع "فيسبوك".
ونقل ان السلطات الأمنية السورية اعتقلت خلال تظاهرات الجمعة "عشرات الاشخاص في درعا وغيرها من المحافظات".
(ا ف ب)
http://www.alghad.com/?news=566941