هل أغلق الأسد أبواب الإصلاح؟ 31/03/2011
اهتمت الصحف الإسبانية بالأحداث الجارية في سوريا وانتقدت موقف النظام السوري والقوى الغربية من الأحداث، كما واصلت الاهتمام بالشأن الليبي.
ورأت
صحيفة (إلباييس) أن الرئيس السوري بشار الأسد قد "سد باب الإصلاح" وبات موقفه واضحا للسوريين وبقية العالم فهو "لا يفكر في إصلاح الدكتاتورية التي ورث عن والده ولا في الإصغاء للاحتجاجات الشعبية التي أطلقها، كما يقول، متآمرون لصالح خطة إسرائيلية".
وقالت الصحيفة بتعليقها على التطورات في سوريا إن خطاب الأسد أمس الأربعاء بدا "تواصليا،
ومتحديا" رغم وعود الإصلاح التي أعلنتها السلطات.
الحجة الطائفية
وانتقدت تشديد الأسد على أولويات الاستقرار وتحسين الظروف الاقتصادية ورأت أنها هي التي أعلنها النظام دوما لكن المظاهرات والصدامات في درعا واللاذقية ومدن أخرى تظهر أن النظام لم يعد يضمن الاستقرار، أما الظروف الاقتصادية فهي آخذة في التدهور منذ سنين عديدة.
ورأت أن خطاب الأسد تلاعب بمخاوف السوريين موحيا بأن أي سقوط مفاجئ للنظام سيؤدي إلى انفراط عقد البلاد واندلاع حرب بين الطوائف الدينية كما حصل في لبنان والعراق. وهي ذات الحجة التي أخذها حافظ الأسد، منذ وصوله للسلطة سنة 1970، لفرض نظام قمعي يصادر كل نوع من المعارضة السياسية. ورغم وعد نجله بشار بوضع حد للحكم الاستثنائي فإن شيئا لم يتغير.
وأشارت إلى أن بشار، على غرار الرئيسين المخلوعين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك اللذين سقطا فعلا، أرجع المظاهرات إلى تحريض القنوات العربية، وإلى مؤامرات داخلية وخارجية تقف وراءها إسرائيل.
وأعربت الصحيفة عن استغرابها سعي إسرائيل إلى إسقاط نظام كالنظام السوري "لا يتجرأ على محاربتها"، فجبهة الجولان هي أكثر الجبهات في المنطقة هدوءا فيما "يستخدم حزب الله وحماس للتحرش بها بشكل مدروس وهو ما تستغله إسرائيل في رفضها للسلام وإعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مشيرة إلى وصف صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية للأسد بأنه "الدكتاتور العربي المناسب لإسرائيل".
خارج الحقيقة
وعلى ذات المنوال استغربت روسا ماساغي في مقال بصحيفة (ألبريوديكو) أجواء الفرح والضحك التي اكتنفت إلقاء الرئيس السوري خطابه أمام النواب،
ولاحظت كيف لم يبد على الأسد أي مظهر للقلق ولا الأسف، معتبرة أن قوة الجهاز التسلطي للدولة تشعره بالأمان، لكنه مرتاح أيضا لكون سوريا "لن تكون ليبيا جديدة، وحتى أنها لن تكون، إذا لعب أوراقه جيدا، مصر ولا تونس".
وفي مقالها تحت عنوان "الإصلاحي غير جاهز للإصلاح" نبهت ماساغي إلى خوف الأميركيين من انهيار النظام في بلد متعدد الطوائف والقوميات خوفا من حصول حرب أهلية كالتي حصلت في العراق بعد سقوط صدام حسين. وترى أنه إذا كانت مصر "بدون مبارك" حالة معقدة، فإن سوريا بدون الأسد ستكون مأزقا حقيقيا في المشهد الجيوإستراتيجي في المنطقة.
غير أن الكاتبة تشير إلى أن النظام السوري بإعلانه أن الإصلاحات لا تمثل أولوية ورفضه حتى رفع حالة الطوارئ
يظهر أنه "يعيش خارج الواقع ويتجه نحو الهاوية رغم أن بوسعه تجنب ذلك. فالثورة الحالية ليست كتلك التي قضى عليها النظام سابقا بالحديد والنار، بل إن الخارطة السياسية في المنطقة تتشكل من جديد بسرعة فائقة".
تودد غربي
أما صحيفة (آ بي ثي) فانتقدت في افتتاحية خصصتها للوضع السوري تجاهل العديد من دول العالم لـ"الفظاعات" التي يجري ارتكابها في سوريا وذلك خوفا من حرب كتلك الحاصلة حاليا في ليبيا.
ورأت الصحيفة أن الغرب تودد على مدى عقود للنظام الدكتاتوري في سوريا نظرا لدوره الأساسي في التوازن الإستراتيجي في المنطقة، وهو ما جعل من آل الأسد فاعلين مهمين في منطقة معقدة وخطيرة.
لكنها نبهت إلى أن الكثير من الدول التي تتخوف من شبح حرب ليبيا في تعاملها مع الحالة السورية، ستجد نفسها، طال الزمن أو قصر، مجبرة على التعامل مع الحقيقة.
http://www.aljazeera.net/Portal/Template...tPage=True&GUID={48701CA6-9B1C-45EA-9304-404741EFE403}