الزميل طنطاوي أشكرك على تقديرك لرؤيتي.
--
عزيزي عاشق:
المشكلة حالياً أننا جميعاً نلعن الثوار و الثورة و لكن هذا وحده لا يكفي. و الدليل على ذلك هو بدأ ضياع البلد بسبب سذاجة و طفولة عقلية هؤلاء الثوار ونحن لازلنا نتفرج، ماذا سنفعل يا صديقي عندما ينتهي رصيدي ورصيدك بالبنك؟ بعد رحلة كفاح خارج البلاد وداخلها و رحلة كفاح لأهالينا خارج مصر و داخلها و من ثم يضيع كل شيء بسبب حفنة من المعاتيه المسمين بالثوار!
وإن كانت أيادينا مكبلة بقيود الخوف من التخوين و بأننا من الفلول وهذا الكلام الأهبل المعسول..فلابد من أن نعلن أرائنا على الأقل أمام بعضينا، عارف ياعاشق حتى نحس اننا مش لوحدنا !
نيتورال:
مرتضى منصور لم يحرض أحداً..هل شاهدت الفيديو؟ الرجل لم يحرض على قتل أحد ولا على أي عنف، والرجل شئنا أم أبينا له مواقف مشرفة جداً لا أنت ولا مبارك ولا أنا عملنا نصها. والحقيقة لم أتخيل أني في يوم من الأيام كنت سأدافع عن هذه الشخصية الوسخة ولكن سبحان الله
الرجل أستقال من القضاء بسبب استخدام مبارك لسلطاته بإلغاء احكام القضاء، وكان القاضي في تلك الواقعة مرتضى منصور، وكان المتهم وقتها عادل امام..وأصدر مبارك قراراً بإلغاء حكم مرتضى وذلك حق يعطيه له الدستور المريض...ومن ثم اتخذ مرتضى منصور موقفاً محترماً و استقال من القضاء في وقت لم يكن يمتلك فيه أجرة مسكنه على حد تعبيره في أكثر من لقاء.
الرجل له مواقف مشرفة أيضا ضد نظام مبارك سابقاً عندما لفقوا له تهمة الإعتداء على مستشار آخر منذ عامين، وحبس ظلماً وبهتانا بسبب سيد نوفل رحمه الله، وجميع أهل نادي القضاة يعرفون أن مرتضى "لبس" تلك القضية.
فدعنا لا نرمي التهم جزافاً على الناس، مسألة إنبساطك هي حاجة ترجع لك طبعاً و أنا كمشجع أهلاوي متعصب مجنون مكنتش بكره في حياتي أكتر من مرتضى منصور و
لكن لايعني ذلك أن يتم عمل محاكم تفتيش ضد كل من عارض ثورة الهبل و الجياع. حاليا أنا أتبرأ من تلك الثورة ولا يشرفني الإنضمام لها وبالفعل كانت مخاوفي في أولها صحيحة، فالمصريين غير مؤهلين للديموقراطية بعد عقود من الإستبداد و كانوا في حاجة لمرحلة انتقالية ما بين الديموقراطية و الإستبداد والدليل على ذلك هو الإرهاب الفكري الممتلئ في مصر الان..
موضوع اعدام مبارك و أبنائه فأنا أكثر واحد في مصر كره ولاد القحبة، وراجع منذ تاريخ تسجيلي هنا في اوائل 2006 ستجدني كنت مشجعاً جدا لحركة كفاية و كل حركات المعارضة ضد هؤلاء الكلاب لانهم ضيعوا عمري كله في الفشل داخل البلد و خارجها وحتى لما الواحد جه يشم نفسه راحوا ولاد الاحبة فشخونا بقوانين لا يصدقها عاقل. ناهيك عن بعابيص الجمارك او مثلا العمل بقانون الإيجار القديم حتى هذه اللحظة..فواحد زي العبد لله وغيره ناس كتيرة جدا لديه أملاك تخليه مليونير و لكن بسبب قانون ابن دين كلب لايتيح لي سوى أن أقبض 10 جنيه على شقة مساحتها 250 متر و تمنها يجيب 3 مليون! وكل ذلك بمباركة مبارك و آله حتى يرضى الحرامية و المعفنين عليهم!...أو مثلا عدم الغاء قانون الاراضي القديم سوى في التسعينات بعدما كسب الفلاحين ألوف الجنيهات وذلوا أصحاب الأراضي وجابوا لهم سكر وضغط.
ولكن يانيتورال، رغم كل تلك الأمور...أنا ضد أن تصبح مصر في ظلمات التاريخ بسبب فعلة حمقاء كهذه، يعني بما انك راجل عايش في أمريكا فلماذا لم تحاكم امريكا الرئيس نيكسون؟ طب لماذا لم يحاكموا جورج بوش الإبن الذي تسبب في دمار أمريكا داخلياً وخارجيا وهز صورتها في العالم كله، لو كان العرب تحالفوا أن يستنزفوا أمريكا بهذا الشكل لما نجحوا...فجورج بوش ابن القحبة نجح في ذلك بإمتياز..ورغم ذلك لم يحاكم. والسبب في ذلك في رأي يرجع إلى أنه لابد وأن تكون هناك خطوط حمراء لا يتم تخطيها.
سأحكي لك مثالاً...
الأن في مصر لايوجد ظابط شرطة يريد أن يعمل أو ينزل الشارع، و أثناء جلستي مع أحدهم أقسموا لي أنهم لن يعملوا مرة أخرى إلا بعد أن يتم محاكمة النائب العام والقضاة و كل الفاسدين، والسبب في ذلك هو أن هناك أكثر من 100 ظابط يتم محاكمتهم في تهم تصل عقوبتها للإعدام، لمجرد انهم اطلقوا النار على من كان يهاجمهم بالفرد الخرطوش وقنابل المولتوف، يعني أنت تجلس الأن في مركز الشرطة ويهاجمك اللصوص والحرامية لسرقة سلاحك و اخراج المساجين ولو دافعت عن نفسك فإذن أنت متهم بأنك قاتل!
نفس المبدأ هنا سيحدث، سيدخل رئيس مصر القادم في رحلة رعب من الغضب الجمهوري و ستكون خياراته دوماً نابعة لأهواء العوام الجهلة وليس لصوت العقل، مثلاً لو نزل 2 مليون لميدان التحرير لفتح المعابر مع حماس الإرهابية و مثلا اعادة العلاقات مع ايران، فسيرضخ إبن القحبة خوفاً من عمل ثورة عليه و هكذا سيكون الرئيس دوماً مهدد بغضب الجهلاء و الشمامين حتى في أخطر القرارات.
أنا لا أدافع عن الدكتاتورية بالمرة، ونعم من حق المصريين اختيار سياساتهم..ولكن ليس في كل شيء يكون لهم الحق في ذلك، فهناك أمور لا يعلن عنها على الملأ ولن يعلن عنها طبعاً كما هو الحال في كل بلاد العالم.
في النهاية فقرار حبس مبارك قد أضاع من رصيد المصريين لدى أنفسهم اصلاً، فالرجل كان بسهولة تامة يستطيع الهروب لجدة مثلما فعل بن علي و كان هيتفرشله هناك أنضف قصر ويعيش عيشة الملوك، ولكن لإنه غبي وابن دين كلب اختار ان يراهن على أصالة المصريين..وميعرفش أنهم بعد 25 يناير بقو ولاد أحبة يهوون التشفى في الناس و يهوون السرقة والقتل والإغتصاب ويريدون الحصول على الملايين وهما نايمين على بطنهم.
-----
الزميلة العزيزة ليلى:
والله يا ليلى انا حتى الأن مش متخيل انك انتي ليلى اللي كانت في الساحة الإجتماعية
فأسلوبك و منطقك أصبح فجّا و شرساً بشكل لا يليق بكِ كإمرأة محترمة، ولا أقصد هنا الإهانة بالمرة وحاشا وكلا، ولكن لا أعرف..لا أراكي في ثوب الثوّار او هكذا خيّل لي سابقاً.
أما الأن رداً على كلامك، فالأن ولازلتي حتى الأن تحملين الآخرين مسؤولية فشلكم الفكري و العقلي، يا ست ليلى أنتم من طالبتم بمحاكمة قيادات الداخلية وبالتالي هناك الأن رعب من الدخول في مواجهات مع أي لصوص أو حرامية، وأنتم من تطالبون الأن بمعاقبة قيادات المجلس العسكري وبالتالي هم الأن لن يقوموا بخطوات تصعيدية ضد أي فرد مصري، و أنتم من طالبتم بمحاكمة كل رجال الأعمال في مصر، وبالتالي لايوجد رجل أعمال واحد يريد أن يستثمر في مصر..أنتم من طالبتم بكل تلك الأمور ولازلتم تطالبون بطلبات اخرى أكثر سذاجة و من ثم تشكون لنا من أن الظباط الكخة و القيادات الكخة هي اللي معطلة حركة الانتاج!
ثم أني أؤيد الزميل العزيز كامل (والذي بالمناسبة أتفق معه في أغلب أرائه و في أكثرمن مناسبة) في سؤاله الإستنكاري...هل قامت الثورة لمحاكمة الناس!!!!!!!
إن كان هذا هو فكرك وحدك، فلايوجد قلق...إنما ان كان هذا هو فكر الثوار فعلى البلاد السلام و الفاتحة.
أكثر ما يثير قلقي الأن وما حذرت منه سابقاً، هو أن تتحول الثورة "لمهنة" و هذا ما يحدث حالياً.
رأي الشخصي أن الحل للأزمة السياسية الإقتصادية للبلاد الأن هو حل عسكري فقط. ولا يوجد حلول أخرى بالمرة، لابد من عمل إنقلاب عسكري داخل الجيش نفسه أو أن يقوم المجلس العسكري بإعلان الأحكام العرفية ضد كل المتظاهرين و كل الحرامية، ويتم اسقاط كافة التهم ضد رجال الأعمال الشرفاء منهم والحرامية، مع منعهم من السفر..والإستعانة بالدبلوماسيين والقضاة لعمل صفقات مع رجال الأعمال و كذلك مع أهالي الشهداء للتنازل عن حقوقهم في مقابل أي تسويات، ومن ثم يتم عمل انتخابات رئاسية خلال 6 أشهر من الأن و يشترط أن يكون رئيس الجمهورية القادم قد ادى الخدمة العسكرية، و تأجيل انتخابات البرلمانية...واللي هيفتح بقه ويعترض يطلع دين أمه ويتم اعدامه في ميدان التحرير .
ومن ثم بعد ال6 شهور وعمل انتخابات رئاسية ديموقراطية حقيقية يتم تسليم السلطة للرئيس الجديد ويتم الإعلان عن أن هناك صفقات تمت مع رجال الأعمال وقيادات الجيش وهذه الصفقات ستعجل بنشاط الإقتصاد و السياحة وخلافه و يصبح الحديث عن تلك الأمور هو جريمة معاقب عليها تماما كما هو الهولوكوست.
أما ما يحدث الأن من محاكم تفتيش...فهو لن يأتي سوى بمزيد من التخلف و الجهل و الفقر و الأمراض و خراب البلاد حتى نقطة اللاعودة.
طبعا لم أتحدث بعد عن التيارات الدينية....خليها لمشاركة تانية ولاحاجة!.