(07-15-2011, 02:18 AM)الجوكر كتب: اهلا بالعقل الجميل
من نظرة وجهي المبعثر , لا يوجد اخلاق بل توجد مصالح شخصيه لا اكثر ! إمتزجت بالاعراف والتقاليد التي تطورة وما زالت لتخدم من احسن استغلالها جيداً
هذا و جيجانتوصورس ابن عم الكاركاردنتوصورس مستعان
شوف يا عزيزي ..
الأخلاق ليست إلزام إجباري أو فرض قسري على من لا يريد الأخلاق.
من لا يريد الاخلاق يستطيع أن يحيا بدونها بكل حرية و إحترام مادام لا يخالف القوانين و حتى إن خالفها فهو حر أن يتحمل تبعات مخالفته تلك.
أما الكلام في هذا الموضوع فهو لكل اللادينيين الذين يريدون ان يحيوا باخلاق معينة تمتاز بالعقلانية و الطيبة.
عموما أنا أستطيع أن أجادلك بانك تحيا و ستحيا وفق أخلاق معينة سواء شئت أم أبيت :
يعني انت تتكلم عن المصالح كحاكم أول أو وحيد لقواعد السلوك و بهذا تكون من أتباع أخلاق المصالح.
فالأخلاق ليست فقط هي السلوك الجيد أو الرائع بل هي إتباع سلوك معين وفق منطق معين أيا كان.
كما أستطيع أنا أجادلك بأنك تقوم بأعمال طيبة من حين لآخر و أعمال شريرة من حين لآخر لأنك إنسان و لست ملاكا و لا شيطانا و لكن الفكرة أنك لو جمعت كل تلك التصرفات ستجد منطق معين رابض وراءها.
و لكني لن أجادلك ..
أنت تقترح أن تكون المصالح هي أساس الأخلاق و أنا أتفهم هذا ..
المصالح واضحة و صريحة و يمكن التفاوض حولها و الوصول إلي حلول وسط بحيث تجعل البشر مرنين و في نفس الوقت صادقين. و لكن بهذا المنطق سيكون البشر أنانيين و لا يفهمون معاني مهمة مثل التضحية و الحب و هي معاني تهون علينا الحياة و ترطب لنا العيشة القاسية.
ثم إنني أعرض نقطة أخرى للنقاش و هي السلوكيات الخلافية أو التي لا تكون محل إجماع أو السلوكيات التي يتغير إجماع الناس عليها ..
يعني القتل و السرقة و الإغتصاب هي سلوكيات مرفوضة أخلاقيا و مجرمة قانونا و مكروهه بشكل كامل.
و من هنا أنتقل إلي الفيديوهات التي قدمها نيوترال عن آراء كريستوفر هيتشينز في أخلاق المؤمنين و اللادينيين و أنا متفق معه تماما فأنا أيضا ملحد و ألوم الله الإبراهيمي على قسوته و دمويته و أخلاقه الناقصة البدائية.
و لكنني أتكلم عن قضايا مثل : الإجهاض أو المثلية الجنسية أو الزواج المفتوح .. أريد منطقا مفهوما للأخلاق يحسم مثل تلك الخلافات و لا يجعل الأخلاق عرضه لمزاج الناس في الإنغلاق أو الإنفتاح.
مثلا مسائل : النهم في الطعام و الجنس أو تحصيل الملذات بشكل عام, كيف نتعامل مع ملذات الحياة بقواعد اخلاقية ؟
القواعد الأخلاقية العالمية هي ضد الإيذاء البدني أو النفسي للناس أو التعدي على ممتلكاتهم.
لكننا لم نحسم بعد مسائل لا علاقة لبقية الناس بها بل هي أمر يخص الإنسان نفسه مثل الإجهاض أو النهم في تحصيل الملذات أو حتى الغرور و الكبرياء.
الفكرة ليست فقط في أن نتفق على أخلاق معينة كبشر فالأخلاق لا يجب أن تكون توافقية فقط.
بل يجب أن نكتشف منطق سليم لإدارة الأمور و يكون هذا المنطق علمي عقلاني و فوق بشري.
فوق بشري لكي لا يتغير بحسب أهواء الناس أو إجماعهم : اليوم المثلية الجنسية لا غبار عليها و غدا إنتهاك طفولة الأطفال تكون مباحة أخلاقيا أيضا.
يجب أن يكون العقل و العقلانية متفوقان على المزاج و الهوى و لكن المشكلة هي أن المشاكل الأخلاقية لا تبدو قابلة للحل بطريقة عقلانية وفق الفلسفات المتاحة.
ملحوظة مهمة :
بالطبع أنا أتكلم و الأديان خلف ظهري و الآلهة تحت أقدامي و لكن هذا لا يمنعني من الإعتراف بأن الفكر الإلحادي أو اللاديني بشكل عام يواجه مشاكل جدية و علينا أن نتكاتف لحلها ..
لذلك أرجو عدم المزايدة على الإلحاد أو التعرض للأديان الرجعية اللاأخلاقية بالنقد لأنها ليست موضوع هذا الحديث. يعني الإلحاد أفضل من الأديان و لكن هذا لا يعني أنه منيع أو كامل بل هو أيضا لديه مشاكل مسكوت عنها دهورا بسبب ضيق الأفق الديني.
و في تلك الفيديوهات يعبر سام هاريس عن نفس تلك التساؤلات تقريبا و لذلك أرجو من إخوتي اللادينيين أن يأخذوا الموضوع بجدية.