(08-02-2011, 05:41 PM)فارس اللواء كتب: بمنطقك هذا لا يوجد إنسان حر وشريف وأن الإنسان قرين الشيطان...
أراك حملت علي الدكتور العوا شديدا، ووقعت علي ما رأيته أنت خطايا وذلات، فهل ياتري هذا من الحكمة؟؟!
بالنسبة للفكرة الرئيسية التي رأيتها في تعليقك فهي مرتبطة بفقه الواقع والمآالات..فهذين النوعين من العلم الشرعي ما يمتاز بهما الدكتور العوا عن غيره من الناس..
يعني ممكن يقول دستور جديد قبل الإعلان الدستوري ونتجية الاستفتاء، أين المشكلة في ذلك؟؟؟!..ولكن بعد الاستفتاء أصبح الشعب هو السيد وقرارة واختياره مقدس، وهو دا الفارق بينك وبين العوا..
العوا يحترم الشعب المصري حتي لو خالف قرار الشعب هواه
أما أنت فلا تحترم الشعب المصري إلا أن يأتي إليك خاضعا خانعا لرأيك
مصطلحات " حر وشريف وان الانسان قرين الشيطان" هي مصطلحاتكم التي تصفون بها البشر وانا لااستخدم قواميسكم ..
من الممكن ان يكون العوا خير مايملكه الاخوان المسلمون في هذه اللحظة، وبالتأكيد يملك العوا الكثير من المميزات بالمقارنة مع السلفيين او الجناح المتطرف في الاخوان المسلمون او حتى تيار الوسط فيهم، وهذا شئ يجب تقديره وتثمينه.
ولكن، هل يعني ذلك ان العوا يستحق او مؤهل ليكون رئيس جمهورية مصر؟
كما ترى فالسؤال مختلف عن مضمون الموضوع الذي طرحته جنابكم. وشخصيا اشرت الى تقديري الى رد العوا على السلفي، وإذا كان الامر في هذا النطاق وحده لكان من واجبي التوقف عند التعبير عن التقدير والسكوت، ولكن الامر ليس كذلك.
ان الموضوع، كما اراه انا، جزء من تهيئة الحملة الانتخابية للعوا، كممثل سري عن الاخوان المسلمون او على الاقل كممثل قادر ان يكون قائد " الفترة الانتقالية" حسب تصورات الاخوان المسلمون.
وعلى هذه الخلفية كان طرحي لاظهار ان العوا، الشريف والحر وليس قرين الشيطان، تاريخه العملي لايشير الى ايمانه بالمواطنة والحرية والعدالة والمساواة من منظور الانسان، الذي ليس فيه مجال كبير للتغيير في المواقف حسب ( المآلات) المصلحية ودواعي ركوب التيار وانما من منظور الاخوان المسلمون العقائدي والسياسي وبالتالي لايمكنه ان يمثل المواطنة وانما المسلم الاخواني (والمقصود المسلم الذي يتفق مع الاخوان في رؤيتهم حتى مع عدم انتمائه التنظيمي، وهذا حتى لو وصلت نسبته الى المئة بالمئة، وهو امر مستحيل، لايمكن ان يعادل "تمثيل المصريين" لانهم مفهومين مختلفين، وهذا بالذات هو قصور فهم الاصوليين في المجال الديمقراطي الذي تعكز عليه العوا ويفسر تعبير: طز في مصر، الشهير والصادر عن مرشد الجماعة السابق).
ان فقه الواقع والمآلات امر بالتأكيد رائع وتعبير عن الديناميكية وبعد النظر والانفتاح الانساني إذا كان الامر في نطاق الدين. ولكن إذا انتقل الى نطاق السياسة، تخديم الدين للسياسة، فيصبح له اسم اخر.. اترك لجنابكم اعلامنا به.
بالتأكيد من حق العوا تغيير رأيه حيال الوقت الامثل لصياغة الدستور نزولا عند تصوراته عن صحة الاستفتاء كمياكنيزم عمل ( وهو امر قابل للجدال)، ولكن ليس من حقه توزيع الاتهامات " الدينية الطابع" على مخالفيه السياسيين وهي سابقة لاتبشر بالخير اضافة الى انها ليست استثنائية او لااساس لها في خلفيته الفكرية والعملية. يجب الانتباه الى ان الاصوليين السياسيين مصدر قلق عميق، وهو قلق يملك الشرعية، ولذلك فإعادة الثقة هي مهمة الاصوليين انفسهم ويحتاج الى وقت طويل، وتصريحات العوا لاتخدم إعادة الثقة ولاتدلل على اولوية المواطنة او احترامها.
الامر نفسه ينطبق عليك. لااستغرب ان يبدأ ردك وينتهي بتوجيه الاتهامات والابتزاز لمجرد الاختلاف بالرأي، فهو الامر المتوقع على الدوام من الاصوليين في حواراتي معهم، ولكني استغرب مسارعتك للتخلي عن صورة الاخوانجي الناضج سياسيا وإظهار مقدار تحملك الحقيقي لحرية الرأي والاختلاف بالرأي ومقدار قدرتك على إحترام الاختلاف بدون ابتزاز ووصاية واقصاء .. كوسيلة الاخضاع والاقناع الرئيسية
آسف لاخذ الحوار هذا المنحى، وشكرا لك