السؤال الذي يحيرني الى درجة اليأس هو: لماذا لا يزال الكثيرين ممن اعرفهم من السوريين و احترم ذكائهم و وطنيتهم، يقفون الى جانب السلطة و يدافعون عنها بل و يصفقون لممارساتها الوحشية ؟.
نحن جميعاً ننادي بالوطنية و نتغنى بحبنا للوطن و لكن حالما يبدأ النقاش حول ما يجري في سوريا فاننا نعود الى تلك الدوامة من الاكاذيب التي يستخدمها النظام: "العصابات المسلحة " و " المؤامرة الدولية" و "الدوافع السلفية الطائفية".
الهدف من هذه الاسئلة هو اكتشاف دوافعنا الحقيقية في اتخاذ المواقف من خلال افتراض بعض الامور على انها حقيقة جدلاً و اعطاء الاجابة على هذا الاساس، هذه الاسئلة ستحمل في بدايتها افتراضات جدلية من اجل الوصول الى الهدف المنشود، و يجب الاجابة على اساس ان الافتراض المطروح صحيح جدلاً، لا الاكتفاء برفضه !.
و اليك بالاسئلة:
س1 : لو افترضنا جدلاً انك اكتشفت و بشكل لا يقبل الشك ان من يقتل المتظاهرين و يختطفهم و يرسلهم الى اهلهم مقطعين الاوصال هم ليسوا رجال الامن او الشبيحة او الجيش، انما هم العصابات المسلحة المندسة و المدفوعة من قوى خارجية من اجل تخريب سوريا، هل سيغير هذا موقفك تجاه ما يجري و كيف ؟.
س2 : لو افترضنا جدلاً انك اكتشفت و بشكل لا يقبل الشك بان المتظاهرين الذين يخرجون الى الشارع هم ليسوا سوى مجموعات منظمة من ذوي الدوافع الدينية الطائفية و ان اهدافهم الغير معلنة هي الفتنة الطائفية و القيام باسقاط النظام بدافع طائفي و انهم يخططون للقيام بعمليات انتقامية طائفية شاملة و ممنهجة بعد سقوط النظام، هل سيغير هذا موقفك تجاه ما يجري و كيف ؟.
س3 : لو افترضنا جدلاً انك اكتشفت و بشكل لا يقبل الشك بان هناك دولاً غربية و عربية و اوروبية و معها اسرائيل تعمل على تأجيج الاوضاع في سوريا من اجل الحصول على مكاسب سياسية و اقتصادية، و ان هذه المؤامرة يشارك فيها بعض اطراف المعارضة، فهل سيغير هذا موقفك تجاه ما يجري و كيف ؟.
س4 : لو لو افترضنا جدلاً انك اكتشفت و بشكل لا يقبل الشك بان سقوط النظام سيؤثر سلباً على القضية الفلسطينية و اللبنانية و سيضعف زخم المقاومة العربية، فهل سيغير هذا موقفك تجاه ما يجري و كيف ؟.
س5 : لو افترضنا جدلاً انك اكتشفت و بشكل لا يقبل الشك، بأن المتظاهرين ليسوا مسلحين و ليس لهم علاقة باي عملية عنف مسلح و بان السلطة هي التي تقوم بقتلهم و هي التي تختطفهم ثم تعيدهم الى اهاليهم مقتولين و مشوهين تحت وطأة التعذيب، فهل سيغير هذا موقفك تجاه ما يجري و كيف ؟.
س6 : لو افترضنا جدلاً انك اكتشفت و بشكل لا يقبل الشك، بانه فيما عدا بعض الحوادث الفردية التي قام بها بعض المواطنين دفاعاً عن انفسهم فان عمليات قتل عناصر الجيش و الامن هي باكملها من تنفيذ السلطة السورية ضد من لم يطع اوامرها بقتل المتظاهرين، و ان السلطة استخدمت هذه الحوادث لالصاق التهمة بالمتظاهرين، فهل سيغير هذا موقفك تجاه ما يجري و كيف ؟.
س7 : لو افترضنا جدلاً انك اكتشفت و بشكل لا يقبل الشك، بان المتظاهرين الثوار لا يحملون اي دوافع طائفية انتقامية و انهم في حال سقوط النظام سيعملون على بناء دولة مدنية ديموقراطية يتساوى فيها الجميع تحت القانون و انهم لن يقبلوا بقيام اي عمل انتقامي على اسس طائفية، فهل سيغير هذا موقفك تجاه ما يجري و كيف ؟.
س8 : لو افترضنا جدلاً انك اكتشفت و بشكل لا يقبل الشك، ان السلطة هي التي تعمل على بث روح التفرقة الطائفية من اجل تحويل القضية عنها و تصبح هي الحكم و المدافع عن المظلومين و من اجل تجييش الاقليات تحت لوائها، فهل سيغير هذا موقفك تجاه ما يجري و كيف ؟.
س9 : لو افترضنا جدلاً انك اكتشفت و بشكل لا يقبل الشك، ان هذا النظام مستعد لان يقتل نصف الشعب السوري من اجل السلطة و انه ايضاً مستعد للتضحية بكل ابناء الاقليات لو اضطر لذلك و انه يستغل خوفهم ليجعلهم وقوداً للحرب التي يشنها على شعبه، اي لو افترضنا جدلاً انه مستعد للقضاء على ابنائك و اخوتك لو دعت مصلحته و الحفاظ على سلطته، فهل سيغير هذا موقفك تجاه ما يجري و كيف ؟.
س10 : لو افترضنا جدلاً انك اكتشفت و بشكل لا يقبل الشك، بان كل ما تراه و تسمعه عن الوضع في سوريا في الاعلام السوري ليس سوى اكاذيب و تظليل، و بانهم هم من يلفقون الاكاذيب و يرسلونها للفضائيات الاخرى ليقوموا لاحقاً بالادعاء بان غيرهم هو من يلفق، كل هذا لايهامك بانهم على حق و انهم يدافعون عن وحدة سوريا بينما هم يقتلون اخوتك في الوطن دفاعاً عن سلطتهم اللاشرعية.. لو افترضنا جدلاً انك اكتشفت و بشكل لا يقبل الشك بان هذا ما يجري، فهل سيغير هذا موقفك تجاه ما يجري و كيف ؟..عليك ان تجيب على هذه الاسئلة علناً...

زميلنا ريف

الوضع في سوريا يزداد كارثية يوما بعد يوم

بسبب تمسك النظام باستبداده و فساده الذي لا يختلف عليه محايد سوري و لا موزمبيقي.

لا ألقي باللائمة على الشعب السوري فقد احتمل جحيم الاستبداد خمسين سنة و مطالبه مشروعة تماما.

و بما أن المؤامرات تحاك ضد وحدة سوريا و الشعب السوري و يتعدد المتربصون فأنا شخصيا أرى أن هذا النظام الذي ظل ممسكا بكل خيوط الداخل السوري و مستفردا بها من دون الشعب خمسين سنة عليه أن يكتفي الآن و بلا أي تردد و يرخي قبضته و يعطي كل ذي حق حقه من خلال اصلاحات حقيقية و ليس تلك الاصلاحات الزائفة التي لم تنطلي على أحد لأنها باختصار أبقت الخيوط في أيدي النظام.

هذا النظام لا يقرأ التاريخ البعيد و لا القريب فأخبار سقوط بعض الأنظمة العربية الشمولية بأيدي ضحاياها لم يجف حبرها بعد. و اصرار هذا النظام على استبداده هو الذي سيفتح ابواب الجحيم على مصراعيها في سوريا مثل فتنة طائفية .. تدخل عسكري .. تقسيم الخ. كما أن ما آل اليه الوضع في ليبيا و اليمن جدير بأن يتقى.

الكرة في ملعب النظام في المقام الأول .. و من قاد سوريا مستفردا بها خمسين سنة عليه أن يقودها اليوم نحو نظام أكثر عدالة و أكثر انسانية ان كان حريصا عليها حقا و ليس حريصا على عرشه الخاص.

لم أجب على اسئلتك لأنها تقوم على فرضية "لو اكتشفت". كيف سنكتشف الحقائق في خضم تزوير اعلامي من قبل كل الأطراف و تلاعب بالأخبار و تحريض مغرض و اتهامات متبادلة ووو؟ و لذلك أعطيتك رأيي بمعزل عن تفاصيل الأحداث اليومية. و الأعمى و المبصر لن يختلفا على أن عصر الاستبداد ولى و خمسين سنة قمع و نهب تكفي و تزيد.

وطنية هذا النظام على المحك اليوم و الموقف موقف اما ان تكون أو لا تكون و لا منطقة وسطى. اما سوريا حرة و نظام وطني شرعي و اما عصابة تتمسك ب"أنا و ليكون بعدي الطوفان السوري".

يعني يا ست هالة انتي شايفة النظام عندو قابلية لتقديم إصلاحات حقيقية .؟!

و برأيك في حال لو قدم مثل هذه الاصلاحات كم سيعيش هذه النظام في السلطة .؟

أنا متأكد أنه في حال سمح بحرية التظاهر فقط فاننا سنصبح على مشهد مليوني في دمشق .

لا النظام لن يضع رأسه في المقصلة و يقول تفضلوا اصلاحاتي لتعدموني بها و تقطعوني إرباً, هؤلاء عصابات و لديهم مصالح و امتيازات و صلاحيات هائلة بهذا النظام , هم متورطون بقضايا فساد من العيار الثقيل و جرائم قتل و تعذيب كفيلة بتحويلهم لمطاردين من الانتربول أو لنزلاء سجون من على منصة القضاء النزيهة العادل .

ليس تعنت المعارضة بل النظام يمضي مغامراً في حله القمعي إلى النهاية دون رجعة ببساطة لأنه لا يملك سواه , لأن أي حرية يسمح بها ستعني سقوط مدوي للنظام في الشارع , و أي قبول بانتخابات حرة نزيهة سيعني النتيجة ذاتها .. النظام يعلم جيداً أن لا جحم له و لا وزن حقيقي في الشارع إلا بارهاب و تخويف الناس حتى لا يقولوا شيئاً ضده ولا يفعلوا أي شيء ,و لهذا نراه ينهج حلاً قميعاً يتلخص بضرب المربوط (المتظاهر ) حتى يخاف السايب (المتردد و الذي لم ينزل للشارع بعد) و بالتالي يحافظ على الغالبية الصامتة و المرعوبة خارج المعادلة .

و لنا في مشهد حماة المليوني و مشهد دير الزور الحاشد (بعد خروج شبيحة النظام من هاتين المدنيتين و نزول الغالبية فيهم إلى الشارع بعد ضمان أمنهم و سلامتهم) أسوة حسنة .

لا يا زميلنا

رأيي من رأيك فهكذا نظام لا يمكن أن يقدم على اصلاح حقيقي والعلاقة بينه و بين الشعب الثائر علاقة تناحرية تقوم على: اما أنا أو أنت. أما أهلك أنا فتعيش أو تهلك انت فأعيش و لا منطقة وسطى.

ما أقوله هنا أنه مهما حدث في سوريا من المخاطر المحدقة بها -و جل أمنياتي ألا يحدث منها شيئا- السبب فيه هو هذا النظام الشمولي و ليس هذا الشعب الذي يطالب بحقوق مشروعة تماما.

السيدة هالة : تحية عطرة طيبة
أكثر ما أخشاه يا سيدتي أن البلاد تسير نحو صراع مدمر، فقط لأن هناك من يصر على أن يكون عبداً لحاكم أرعن، ولا يريد سورية حرية متآلفة حضارية تكون وطناً لكل مواطنيها، وللأسف نحن لا نملك حتى برجوازية وطنية تدعم هؤلاء المتظاهرين، لذلك فان مظاهراتهم مغامرات دامية لا يملكون خياراً سواها، فالسلطة الاسدية نجحت في وأد البرجوزاية الوطنية لصالح برجوازية جديدة ترى في الوطن مجرد سوق للنهب والاحتكار، لذلك نجد معظم الطبقة التجارية تتحالف مع شيطان السلطة حرصاً على مكاسبها.
وهنا يأتي السؤال الذي يجب أن تستشعره كل نفس حرة وأبية:
ما الذي يدفع أناساً يقتاتون على فتات السلطة، إلى المغامرة بأخوة الوطن... أهي عقدة استكهولم؟
أهي ما اعتادوه من ذل الاستعباد والحياة تحت أقدام اللصوص؟.
أهي هواجس حمقاء حول الطائفية غزلها النظام قيوداً وحواجز ليفرق بين الأخوة وليحول بعضهم إلى حرس مجاني لها؟.
هناك دلائل تشير الى اقتراب وقوع زلزال كبير (مجرد تحليل لايتسند الى معطيات )، فالانقسام انقسام عمودي في سوريا وعلى جميع الاصعدة، من الشارع الى النظام الى النقابات الى الجيش، ولايمكن البقاء على ماهو عليه، قتل هنا واعتقال هنا وروايات متضاربة هناك،
فلا النظام يستطيع تحمل التكاليف الباهظة من عدد وعديد وموارد،
ولا الشارع قادر على تخطي مطالبه، لذا من الصعوبة بمكان ان تتحكم الثورة بكل الشارع كل الوقت، ولا النظام قادر ان يتحكم بمساحة معينة يناور من خلالها، فاما زلزال قادم من طرف ما قصير النفس يحاول تخطي المراحل المنظمة للتنسيقيات، كبعض الخلايا النائمة او مجموعات، او قادم من جهة النظام (سياسة الضربة الاخيرة ) لانهاء الازمة مرة واحدة والى الابد.
الشعب السوري وصل إلى نقطة اللاعودة ولن يتراجع، لأن ثمن التراجع أفظع وهناك تجربة مديدة مع هذا النظام اللا إنساني، والنظام بعد أن تورط في قتل أبناء سورية في كل مكان لن يتراجع، الكلفة ستكون غالية وسيسقط النظام إن عاجلاً أو آجلاً، الموالون والمنتفعون وحمقى النظام بامكانهم أن يخفضوا التكلفة، وأن يجعلوا مستقبل سورية أكثر طمأنينة بنبذ اسباب الصراع الداخلي والاصطفاف الطائفي، لكني أشك في وعيهم، لذلك أخشى ما أخشاه أن يتم تدويل الوضع ويصبح التدخل الخارجي حتمياً فتسقط سورية في آتون المساومات الدولية
الوضع خطر جدا وثمة حمقى لا يدركون خطورته ولا يدركون أن الشعب إذا انتفض لا بد أن ينال حريته، اتعجب ممن يغامرون بعلاقتهم مع أخوتهم في الوطن من أجل نظام فاسد انتهت صلاحيته منذ بدايته.
من يرفع شعار اسقاط النظام، عليه ان يتحمل نتائجه، الارض مكشوفة والصراع على اشده ولايمكن التكهن بشئ، والتراجع ممنوع سلطة او شعب ..انها ارادة البقاء والاصرار على هذا البقاء.