أولاً : لا أنتظر رأيك في بالمطلق فهو آخر ما يهمني ، طبعاً انت لم ولن تنصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهل أتوقع انصافاً منك أو لبن لادن ، طبعاً لا فما دون ذلك خرط القتاد ، يعني تلومني على كتابتي ألف سطر حول سطرين - وهذا ليس عيباً كما يتصور عقلك القاصر - وأنت أيضاً كانت فقرتك الأولى ضعف فقرتي الأولى مرتين تقريباً .
ثانياً : بخصوص الفرق بين القيادة الشرعية وغير الشرعية ، فما هي مقاييسك في هذا الحكم ؟ وكيف تحكم هل هذا شرعي أم لا ؟ ذكرتني ببوش وحملاته الصليبية اما معي أو ضدي وتقسيم العالم لمحاور شر ومحاور اعتدال ، طبعاً هذا أمر غير مستغرب من المتغربين فكرياً وثقافياً والمبعدين عن قضايا وهموم الأمة والمتشبعين بالثقافة الغربية زوراً وبهتانا
وهل حكومة فياض " المفروضة واقعاً " شرعية ؟ وهل الإعتراف الدولي بأمر ما يجعله شرعياً ؟ هذا يعني أن اسرائيل شرعية وكذلك حكومة فياض حكومة شرعية رغم أنها لا تستند لأي نص قانوني !
لذلك هذا لا يهمني بالمطلق أيضاً " يعني كلام بله واشرب ميته " حماس متربعة على قلوبكم ، وسنفاجئكم بنتيجة الإنتخابات القادمة كما فاجئناكم بأولها ، وستدركون تماماً هل حماس رقم صعب أم لا ، وللمقارنة بين غوغائية حماس وانتظام فتح ما عليك إلا أن تقارن بين مهرجانات حماس ومهرجانات فتح وغيرها من الفصائل وتقارن من الغوغائي ومن غير الغوغائي .
ثالثاً : بخصوص الخلاف بين قيادات حماس ، فأنت - تدلس - كالعادة ، فالتراشق الذي جعلته أنت - مرارا وتكراراً - كان مرة واحدة فقط وناتج عن سوء فهم من الأساس من قبل الزهار وتم إصلاح الأمر وجلس الطرفين في جلسة شاي مع بعضهما البعض وانتهت القضية بعد 24 ساعة فقط ، وهذا يحصل في كل دول العالم ، لا أريد أن آتي بعدد التراشقات الإعلامية والسياسية بين قيادات فتح سواء ما بين دحلان وابو مازن أو بين قيادات فتح نفسها وخصوصاً في جولات المصالحة الأولى مثل هذا الذي كان على الهواء مباشرة وبالألوان أيضاً ويعكس الطرف الذي كان يعيق المصالحة الوطنية :
وأتحداك أن تأتي بخلاف آخر لو " استطعت " إلى ذلك سبيلا .
رابعاً : بخصوص تقرير جولدستون فالخلاف الذي ظهر كان بين قيادات فتح نفسها فأعضاء مركزية فتح طالبوا بمحاسبة المتورطين في قرار التأجيل كما أن حركة فتح نفسها عارضت قرار التأجيل كما أن عباس نفسه صرح بأن السلطة ليس لديها الحق في تأجيل التقرير وكتائب شهداء الأقصى توعدت باعدام المتورطين واستقلاة وزير الاقتصاد في حكومة فياض - وهو مسيحي بالمناسبة - وايضا تصريح عبد ربه بخطا التأجيل أنظر لموقف فتح على لسان عزام الأحمد من تأجيل التقرير :
فضلاً عن كون من فتح القضية هي منظمات حقوق الإنسان وهي التي أشعلت الأمر كما أن التقرير وتأجيله لاقى معارضة كاملة من كل الفصائل الفلسطينية " الجبهة الشعبية والديمقراطية والجهاد الإسلامي وجبهة التحرير العربية وحتى حركة فدا وجبهة النضال الشعبية " ومن قبل كل منظمات حقوق الإنسان " أكثر من 35 جمعية فلسطينية في أوروبا والجمعيات في 48 ومؤسسة راشد ومنظمة راصد والتجمع الفلسطيني في ايطاليا والمؤسسات الفلسطينية في بريطانيا والحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة ومنظمة العفو الدولي امنستي والمبعوث الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ومقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك والتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب
يمكن لمن أراد الاستفادة حول المواقف لجميع الأطراف للتقرير أن يراجع التقرير الذي أعدته مؤسسة الزيتونة للدراسات بعنوان : ملف خاص: تقرير غولدستون... التأجيل وردود الأفعال "
هنا "
أما موقف حماس فمن الطبيعي أن يكون هذا موقفها أثناء تعيين يهودي رئيساً للجنة التحقيق وخصوصاً أبن ابنته نيكول قالت : بأن والدها " صهيوني " يحب إسرائيل ، وهذه ملاحظات طبيعية على البعثة وعلى رئيسها وهذا من حق حماس أيضاً ، والفيديو الذي أحضرته لا يوجد فيه أي تهجم على التقرير إنما انتقادات على رئيسه ، والتدليس الذي بدا واضحاً في كلامك هو " عندما صدر التقرير قرأته حماس بحذافيره وتعلم كل كلمة وردت به، قبل ان يُرحل للامم المتحدة " مع العلم بأن الفيديو الذي أحضرته يأتي بأقوال أبو طه وغيره ويؤرخها على أنها أصدرت قبل مجيئ البعثة حتى إلى قطاع غزة ، فكيف يا كتموتو قرأت حماس التقرير بحذافيه قبل أن يصدر بعد بل قبل أن تأتي البعثة إلى القطاع ؟ أما أثناء صدور التقرير - وقبل أن تقرأه حماس وأن يعرض عليها لأن التقرير لم يعرض على حماس ولا السلطة الفلسطينية ولا إسرائيل إلا قبل التصويت عليه وإرسال الانتقادات لكلا الأطراف ، وفي هذه الفترة أشيع عن أن التقرير أدان المقاومة الفلسطينية وساوى بينها وبين إسرائيل ولذلك وجدت تصريح مشير المصري - المؤرخ في الفيديو - ينتقد عن " بعض " فقرات التقرير ويصفها بأنها غير متوازنة ، اذاً فنقده موجه لبعض الفقرات وليس لكل الفقرات ، وبعد قراءة التقرير جيداً وعرضه على خبراء الحركة القانونيين ومعرفة جوانب القوة والضعف والانتقادات الموجهة للمقاومة ، حيث أن التقرير في الفقرات المتعلقة بالمقاومة لم ينسب لها جرائم الحرب بل قال بأن بعض أفعالها " قد تكون " جرائم حرب وفرق بين التشكيك وبين التأكيد كما كان الحال مع الفقرات الموجهة ضد إسرائيل ولذلك خرج هنية في تصريح - قبل أن تثور زوبعة تأجيل التقرير وأشاد به وبرر إطلاق الصواريخ أنظر هنا على هذا الرابط "
هنا " وأنظر لتاريخ الخبر قبل تأجيل التقرير ب12 يوماً تقريباً .
خامساً : فيما يتعلق بالنرويجي المتطرف فأنت تدلس أيضاً أو تجهل تبعات الحدث وغير ملم بها جيداً ، لأن الحدث وأن أدين من قبل كل الأطراف - وبن لادن حماس ادانت الكثير من أفعاله في أغلب الأحيان ولكنها وقفت معه في محاربة المحتل الأمريكي في أفغانستان مثلاً - مثلاً :
اقتباس:" جاك كوتيلا، عضو في حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني “إنّ السبب وراء الهجمات الإرهابية في النرويج هو محاربة الغزو الإسلامي، وهذا ما لا يريد الناس لك أن تعرفه”. كما وصف كوتيلا بريفيك بأنه “المدافع الرئيس عن الغرب”، وفي إيطاليا قال فرانشيسكو سبيريني، وهو عضو بارز في دوري إيطاليا الشمالية وحليف/ الشريك في ائتلاف برلسكوني المحافظ “أفكار بريفيك هي الدفاع عن الحضارة الغربية”، كما قال البرلماني ماريو بورجازي الأوروبي “إنّ بعض الأفكار التي عبر عنها بريفيك جيدة، وما عدا العنف فإنّ بعضها عظيم”، وهذه ليست المرة الأولى التي يؤيّد فيها السياسيون الإيطاليون الانتقادات الموجهة ضد الإسلام، فقبل بضع سنوات، أشاد وزير الدفاع الإيطالي انطونيو مارتينو فالاتشي الذي كتب كتابا بعنوان “الغضب والكبرياء” وصف المسلمين بأنهم “مخلوقات خسيسة تبول في صحن الكنيسة”، وقال “بأنّهم مثل الجرذان”. "
طيب تخيل لو أن هذا النرويجي كان من أثرياء العالم وقدم كل ثروته لصد إجتياح ألمانيا لفرنسا وبريطانيا وفي نفس الوقت يقاتل الإتحاد السوفيتي الذي يحتل السويد على سبيل المثال ولكنه يشن هجمات كبيرة ضد المسلمين المدنيين في الشرق الأوسط بسبب إحتلال المسلمين لأمريكا وبعض أجزاء أوروبا وارتكابهم المجازر تلو المجازر في الكثير من دول العالم ، ماذا ستكون ردة فعل العالم الأوروبي والغربي حول هذا النرويجي ؟ ألن تكون مثل موقف حماس ومواقف المسلمين من هذا الرجل الذي أراد الحق فأخطئه ؟
لكن مقياسك الأعوج للأمور وبعدك عن قضايا الأمة المصيرية هو الذي يجعلك تخرج بهذه النتيجة ، فبن لادن نعاه حتى اليساريين في الشرق الأوسط والكثير من الأحرار والثوار في العالم لأن هؤلاء يدركون جيداً قيمة النضال في سبيل الحقوق المشروعة والنضال من أجل المبادئ حتى وإن شابت هذه المسيرة الكثير من الأخطاء " الفادحة " ، أحد أبطال الثورة الجزائرية - نسيت اسمه - وهو من أكبر قادتها ورموزها ارتكب أخطاء فادة تمثلت في قتله المواطنين على الشبهة وذهاب الكثير من الأرواح البريئة نتيجة هذه السياسة ، ولكنه رغم ذلك بقي بطلاً مقدساً عند الجزائريين .
فالعالم الدولي وقوانينه التي تستمد منها أنت أفكارك ومفاهيمك ليست لها أي قيمة بالنسبة الي وبالنسبة لكثير من أحرار وشرفاء العالم الذين أدركوا نفاق وازدواجية القانون الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ، فشارون الذي كان يعتبره بوش وتعتبره أمريكا حمامة السلام وكذلك مجرم الحرب والإرهابي الصهيوني بيريس والذي كان مسؤولاً عن مجزرة قانا أخذ جائزة نوبل للسلام ، فما الفرق بين بيريس وبن لادن لكي يأخذ الأول جائزة نوبل للسلام بينما يجرم الثاني وينعت بأشد النعوت ؟
وما الفرق بين أفعال بن لادن والتي تهاجمها وتصفه من أجلها بالإرهابي وبين أفعال أمريكا في العراق وافغانستان وأفعال أوروبا في العالم أجمع ؟ لماذا لا يعتبر الأمريكيين بوش مجرماً وإرهابياً حقيقياً ولا يعتبر الصهاينة شارون مجرما وإرهابياً حقيقياً ولا يعتبر العالم الدولي قيادات إسرائيل مجرمي حرب بينما على العكس يفعلون مع بن لادن والقاعدة ؟ وما الفرق بين القاعدة وبين عصابات الهاجانة والأرجون والأشتيرن التي تلقت الدعم الكبير من بريطانيا وغيرها ؟
إنه ببساطة قانون القوة وليس قانون " الإنسانية " وقانون " التفوق " وليس قانون " حقوق العدل والإنصاف " ، ولذلك ساعتبر أنا بن لادن بطلاً طالما بقي العالم الدولي يعتبر إسرائيل دولة شرعية ولا يدين مجازر أمريكا في العراق وأفغانستان ولا يردع مجرمي الحرب الصهاينة وغيرها وينظر لبيريس على أنه نبي للسلام ويعتبر شارون حمامة سلام .
سادساً : فيما يتعلق بمنظمة التحرير فأنا أدرك كلامك جيداً ، ولكن هذا لا يعني بان المنظمة هي " حقاً " من تمثل شعبنا وتمثل توجهات شعبنا الحقيقية ، مثل تمثيل نظام مبارك للمصريين وتمثيل نظام القذافي لليبيين وتمثيل نظام علي صالح لليمنيين ، فهناك فرق بين الصواب وبين الواقع ، وليس كل ما هو واقع أحياناً هو صواب ، فالعالم يتعامل مع حكومة فياض - رغم أنها قانونياً ووفق القوانين والدستور الفلسطيني غير قانونية بالمطلق - ولا يتعامل مع حكومة حماس في غزة رغم أنها تمتلك النص القانوني والشرعية القانونية ، وأيضاً لا يتعامل مع نواب حماس في التشريعي رغم أن هؤلاء منتخبين من قبل الشعب الفلسطيني ولا يندرجون تحت اسم حماس في هذا المجلس ولم يدخلوا المجلس باسم كتلة حماس إنما باسم " كتلة التغيير والإصلاح " ، وفي نفس الوقت يتعامل مع محمود عباس رغم إنتهاء ولايته القانونية والدستورية ، ببساطة ما قلته سابقاً عن نفاق وازدواجية العالم الدولي ينطبق على هذه الحالة أيضاً .
ثم عند الحديث عن منظمة التحرير أين هي منظمة التحرير ؟ وأين مؤسساتها ومن هم ممثليها وكيف تعقد اجتماعاتها وما الفرق بين منظمة التحرير وبين فتح حالياً ؟ منظمة التحرير الآن منظمة هلامية غير موجودة إنما هيكل عظمي فارغ .