في مدينة ما
هربت قصائدي
وغادرت لا أدري إلى
أين!
ربما سقطت فوق
جدول ذكرياتي
ربما نامت على جذع
بلادي
ربما استقرت
بين يدي عاشقة
تنتظرني
لا أدري أين هربت!
ولكن
هي في مدينة ما
بين مدن قلبي
تهيم شوقاً لا أعرف
أين...!

يا بحر ما أقسى غيابها
لله درك من فراق
ء أثابني به الله أم أثابها
تلك السهوب على أفاقها زمني
و خصال كلماتي ..
و امتثال حنين
فهل يا بحر
هل هو الشوق أتى بها
فكرة أو طيف
ثم كعصفور ضعيف
شرد ريشها و ثيابها
ألبسها مدينة أخرى
و شغلني نار غيابها
هل هو القدر أن تنأى
في مدينة ما
و يكون زماني خارج بابها

يا بحر كحل بالهوى لغتي
إني عشقت
و بعض العشق أثملني
إن العيون التي في طرفها مدنٌ
و طيب الطرف يأسرني و يسكنني
للبحر أشكو إن رآى مطراً
إن رأى كوكباً أو طيراً
يهدهد صوب عاشقتي
قل للديار و أهليها سلام
و قل لي كيف الحال يا وطني

أحلم بالمجيء إليكِ
يا قصيدة البحر و الزيتون
يا مدينة تصطاد النوارس
و تصطاد العاشقين
على أدراجكِ الزُهرُ
و في الأزقة العتيقة
صوتُ فيروز
يفتحُ للصباح زجاجة عطر
على الحساب ..
و تروح و تأتي
أزمان فأزمان
و صهيلكِ باقٍ
بحرك باقٍ
و الجمال على ضفافك
سيل افتتان

ضميني كامرأة تعشق
و تنام على جيد كَمان
فيصير اللحن على قلبي
نهران عقيق أو ألوان
ضميني يا أم حياتي
يا أمَ العشق و غصن البان
لي عندكِ ..
في أرضكِ شتلة
تكبر كي تثمر شطآن
كي يحبو العمر على ورقي
فكلام يتلوه كلام
و لتبقى فيكِ مآثرنا
تنتظر فِراراً للأعوام
و سأذهب في أرضكِ
جسداً..
أو قلب محارب فوق حسام
أحلم أن تبقى صلتي
بوجود الله هي الإيمان
أن يدفع قلبكِ نحو يدي
فأشرّفَ فيه على الثقلان
و يكون مكانكِ مني فماً
أو نثراً أو أرضَ جِنان
ضميني يا أرض ثكلى
كالابن العائد.. كالفنان

قد إغدو غريباً حين أصل
لكن هواك عليّ حنان .