(12-27-2011, 11:59 AM)بهجت كتب:  

(12-27-2011, 07:32 AM)القلم الساخر كتب:  عجبي !!
لماذا كل هذا الحقد على الثوار الذين قاموا بالثورة وأنقذوكم بعنفوانهم من استبداد مبارك ومافياته !؟

علي أية حال ليس غريبا أن تأخذكم الريح يمينا وشمالا، فتهرفون بما لا تعرفون لأنكم فوجئتم بوضع جديد تماما لم يخطر على بال من قبل،
هذه "ثورة" يا ناس!.. وليست حفلة تذهبون إليها لابسين "السموكنج" والبابيون. ومن الطبيعي أن تفجر الدمامل وتخرج القيح ، وتظهر على السطح العفن المعشش في النفوس !..

ماشاء الله .. عين العقل و الحكمة .
لأ و ايه .. مش سخورة بس دا محلل نفساوي كمان لا مؤاخذة .
بقول ايه ما تلحق اخوك " أبو نواس " في صفيحة التجاهل .

لا عجب أن يستمرئ المتخلفون العبودية لأنها "تريحهم" من أعباء الحرية، وتبقي دماملهم المتقيحة خافية عن العيون.
ولا عجب إن شتموا أولئك الشباب الرائعين الذين حرروا مصر والمصريين من حكم العائلة ومافياتها!.. وأخذوا يتمسحون بأذيال الحكام الجدد.
هؤلاء من جماعة "من تزوج أمنا صار عمنا"
هم كانوا متصالحين مع الاستبداد السياسي ، واليوم تصالحوا مع الاستبداد الديني وصاروا من دعاته !
.
.
والله أعلم !
.
.

(12-28-2011, 12:01 AM)القلم الساخر كتب:  ........................
والله أعلم !

إنت بتهزر !.
هل تعتقد أن النادي هو فصل محو أمية أم دروس في الإنشاء الرديء للفصل الخامس الإبتدائي .
إدعاء بايخ ببطولة انترنتية موهومة ،و كلام مكرر و ممل لمنتديات عفا عليها الدهر .
سأضعك في قائمة التجاهل حيث تنتمي فلا وقت لدي للمهاترات الفارغة ..
روح ربنا يحنن عليك .

(12-27-2011, 08:28 PM)محارب النور كتب:  .............

استغرب من مصادرة الثورة خلال اسابيع وليس سنين كما هو المعروف والمتدوال في ادبيات الثورة ؟. ومشاهدة بسيطة لقناة الجزيرة والسيد احمد منصور وبرنامجة الموسوم شاهد على الثورة تعرف الرجل ايش يقول : الاخوان هم ابطال الثورة والثوار شوية عيال سيس (اظن المصريين يقولون سيس لشاب الدلوع حبتين ).
..............................
محارب النور

الأخ العزيز محارب النور .
منور .
الصراع في مصر ليس بين الثورة و العسكر ، فتلك صورة طوباوية في الأدبيات الماركسية و لكن بلا ظل في الواقع ، الصراع أراه أخطر كثيرا ، لأنه صراع ثقافي / سياسي طويل الأمد . هو صراع بين الدولة المدنية الحديثة و الدولة الدينية التراثية . لقد اختار الشعب في انتخابات حرة و مباشرة الإسلاميين و بهامش واسع ، فالإسلاميون يشكلون أكثر من 75% من مقاعد المجلس حتى الان و النسبة مرشحة للزيادة في المرحلة الثالثة ، أي بعد أقل من شهر سيكون لنا مجلس تشريعي مشكل من إسلاميين ،و سيكون وحده هو الهيئة المنتخبة ذات شرعية دستورية ، فحتى المجلس العسكري سيصبح بلا أي سلطة تشريعية ،و سيفقد كل صلاحياته بعد 6 أشهر فقط ، لتصبح مصر أكبر إمارة إسلامية في العالم ! . هذه الصاعقة لا تثير اهتمام أحد مما يطلقون على انفسهم شباب الثورة ، فهم يعتقدون أن هناك شرعية للهتاف في الشوارع تتفوق على شرعية التمثيل النيابي !.
هل رأيت المشهد ..وهل ترى مدى قتامته ؟

يا بهجت كان يمكن تفادي مشكلة "الإمارة الإسلامية" لو وجد دستور يحمي الدولة المدنية ويضمن حقوق المواطن بما تكفله المواثيق الدولية... لكن الشعب استفتي وقرر نبذ مبدأ "الدستور أولا".

(12-28-2011, 02:21 AM)الحوت الأبيض كتب:  يا بهجت كان يمكن تفادي مشكلة "الإمارة الإسلامية" لو وجد دستور يحمي الدولة المدنية ويضمن حقوق المواطن بما تكفله المواثيق الدولية... لكن الشعب استفتي وقرر نبذ مبدأ "الدستور أولا".

الأخ الحوت الأبيض .
مداخلتك الأولى دسمة تستحق وقفة و الثانية كذلك ، فقط لأن الوقت اليوم كان مرتبكا ، أجلت مداخلتك و مداخلة الأخ نظام الملك للغد حتى لا أرد أي رد و السلام .لأني أستفيد من الرد ربما اكثر من السائل ، فهي تدفعني لإعادة التفكير حتى في المسلمات ،و غعادة النظر في المواقف ربما بعين جديدة ،وهذه هي جدوى الحوارات .
عذرا على تاخري . فللأسف بعض الزملاء لا يريدون للنادي أن يلائم جسامة الأحداث و لا جدية المواقف .وهكذا يتبدد الوقت و المجهود .

(12-27-2011, 10:47 PM)الحوت الأبيض كتب:  أظن هذه صورة عادية وليست مقطعية.

وعندما وصلت لتلك النتيجة فرقت معاك فى حاجة؟ ألم يصلك المعنى من الصورة سواء كانت عادية أو مقطعية ؟

(12-27-2011, 10:47 PM)الحوت الأبيض كتب:  إن كان تلقي الأموال من الخارج هو دليل دامغ على الخيانة فأكثر من تلقى المعونات الأمريكية كانت المؤسسة العسكرية خلال ما يربو عن ثلاثة عقود هي عمر اتفاقية كامب ديفيد.

صحح معلوماتك :

المؤسسة العسكرية لم تحصل على معونات أمريكية , من حصل على معونات أمريكية هى " الحكومة المصرية " وجزء من تلك المعونات هى معونات عسكرية عبارة عن طائرات ودبابات وذخائر وقطع غيار وأنظمة دفاع جوى وليست أموالا سائلة .

المعونة الأمريكية لمصر تلتزم بها الحكومة الأمريكية تجاه الحكومة المصرية بصفتها راع وشريك فى عملية السلام المصرية الاسرائيلية والمنصوص عليها فى معاهدة كامب ديفيد , أى أن تلك المعونة تأتى كرعاية لعملية السلام للمحافظة على التوازن العسكرى بين مصر وأسرائيل , وهى معونات مشروعة أكتسب شرعيتها بأعتراف العالم كله بمعاهدة السلام المصرية الاسرائيليه ومباركته لها .

لكن عندما يتلقى أفراد بعينهم أموالا من الخارج فى الخفاء وفى هذا الظرف الدقيق فهى ليست منحة أو هبه لوجه الله تعالى , وأنما لابد وأن تكون شراءا للذمم والضمائر ومقابل خيانة الوطن كأى جاسوس خسيس يعمل ضد بلاده من أجل المال , وتصبح الأموال فى تلك الحالة دليل ادانة .

اللامعقول :

عاشق، هنالك العديد من الصناديق الدولية التي تمول نشاط مؤسسات المجتمع المدني مثل صندوق فورد وصندوق الأمير كلاوس وغيرها (الثاني يركز على النشاطات الثقافية) وهذه التبرعات تتم في وضح النهار وبشفافية... يمكنك مناقشة صحة تلقي تبرعات من الخارج أو المطالبة بوضع نظام رقابي ما عليها لكن لا تقل لي تبرعات تتم بالخفاء عن تبرعات علنية...

بالنسبة لقضية المعونات الأمريكية فأنا أدرك ما قلته، والثوار أيضا تلقوا وجبات كنتكي وليس مالا (كما ادعى أعداء الثورة بالأمس الذين تحولوا اليوم إلى مطالبين بالحفاظ على نقاء الثورة الأول). في الحقيقة لم أكتب تلك الجملة لأخون الجيش بل للمطالبة بعدم التعميم حول تلقي المساعدات.

الأخ الكريم الحوت الأبيض .
بيننا شراكة حوارية مثمرة في موضوعات مختلفة منها الثقافي و الأدبي .. الخ ، فلا يوجد إذا أي تحسس في مناقشة أي قضية ، لذا لا حاجة لك كي تبرر مداخلتك .أهلآ على الرحب و السعة ، و كما يمكن ان أفيدك في نقاط معينة أعرفها بحكم معايشتي المجتمع على مدار الساعة ، فهناك ما يمكن أن أستفيد منك بحكم بعدك عن مسرح الأحداث ، على الأقل معرفة كيف يرانا الأخوة العرب .
1- عن الجيش العراقي فحديثي هو عن قومية الجيوش العربية في مرحلة المد القومي و كيف تستهدفها الآلة العسكرية الإسرائيلية خلال الجهود و التدخلات الأمريكية ،و ضربت مثلآ بالعراق تحديدا ، كيف ان بعده الجغرافي عن مسرح العمليات لم يمنعه من المشاركة الإيجابية على المسرحين الشمالي و الجنوبي ، هل يمكن تصور شيئا مماثلآ الآن ؟!. أعرف أن أخطاء النظام العراقي هي التي اعطت لأمريكا فرصة تدمير الجيش العراقي ،و لكن أيضا لولا قومية هذا الجيش ما استهدفته أمريكا ولا استهدفت العراق .
2- يا صديق .. لم انعت هؤلاء بالكلاب بسبب نقدهم للمجلس العسكري بعد تملقه ، فكل المصريون ينتقدون المجلس و أنا أحدهم منذ أول مداخلة ،و لكني أدينهم نتيجة تحريضهم المستمر ضد الدولة و مؤسساتها و حرق البلد باسم الثورة . في أول مداخلة لي بعد الإنتفاضة رشحت البرادعي رئيسا لمجلس رئاسي أو للوزراء ، و كنت قد استقبلته ضمن عشرات في المطار حينما عاد لمصر زمن مبارك ،و لكني فوجئت به شخصا ضعيفا يتملق الصبية بدلآ من قيادته لهم ،و اخيرا يصرح كمعتوه في برنامج انه يريد ان يحرق الداخلية ليبنيها من جديد ، هذا الكلام غير مقبول من أي مصري ، فنحن لا نريد حرق البلد بل بنائها ، اما السيكوباتي ممدوح حمزة فقد سمعته بأذني يقول بثقة لينين في زمانه انه سيستولي على محطات المياه و الكهرباء و يغلقها من أجل الثورة ، يعني مش عايزني اشتم الأشكال القذرة دي . طب و الشتيمة اتخلقت لمين غيرهم ؟..
3- حديثك عن المعونات الأجنبية غير دقيق كما أوضح صديقنا عاشق الكلمة ، هناك فرق بين علاقات الدول و الأفراد ، فالحكومات تتلقى المساعدات بشكل قانوني معروف دوليا لإنفاقها على اوجه توضحها الميزانية ، هذا في كل دول العالم ،و لكن هذا لا يعني ان الأفراد لهم نفس الحق لأنه ليست عليهم نفس المسئولية ، فهم يتربحون من تلك الأموال و يضعونها في جيوبهم ، هناك بالفعل قوانين لضبط تمويل منظمات المجتمع المدني حتى من الخارج ،ولكن الحديث الان كله عن تلقي اموال خارج الشرعية . الحكومات لها علاقات حتى مع إسرائيل و تتبادل معها معلومات في قضايا معينة وفقا لبروتوكولات ،و لكن إعطاء الشخص لنفس المعلومات يعتبر جاسوسية . هذه بصراحة بديهيات .
4- عن الشباب .. هل سمعت بدولة يحكمها شباب في العشرينات و بغير طريق دستوري ، في أي مكان في العالم هل سمعت بصبية يتجمعون في مكان و يشرعون لمجتمع بدعوى النضج ؟. نتيجة السذاجة و عدم النضج وجد التيار الشبابي الثوري نفسه في حيرة بالغة وربما ندم عميق, وبدلا من الاعتراف بالمسئولية التاريخية عن بعض ما جري فإنه يلقي اللوم علي المجلس العسكري مرة, والفلول مرة أخري, والقوي الخارجية مرة ثالثة, ولكنه لم يكن أبدا علي استعداد لكي يتحمل مسئولية تشرذمه, وفشله التنظيمي, وعدم قدرته علي إلهام الجماهير بأفكار تأخذها إلي مستقبل أكثر إشراقا.
5- الإشتراكيون الثوريون الذين تتحدث عنهم لا يشكلون شيئا ضمن تيار الشباب ، و كل تيار الشباب لا يشكل شيئا في الخيار الجماهيري ، هؤلاء ظاهرة انترنتية لا غير . ثم من نحن الذين نؤمن بأفكار آدم سميث على علاتها ، حتى اسمه لم يعد مطروحا كخيار إنساني على مستوى العالم ، الخيارات حتى داخل الرأسمالية العالمية مختلفة و طرحها لقضايا الإقتصاد مختلفة ، و شخصيا لي رؤية مختلفة أيضا . سبق ان طرحت شريطا بعنوان " كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟, الماضي .. الحاضر .. المستقبل"
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=6862
6- لست أدري ماذا تقصد بان الفوضى ليست كما نصور ، فمن نحن ؟.عموما الفوضى ظاهرة مركبة و هي نتيجة أسباب مهاجمة أجهزة الأمن و تحطيمها و هذا ما يفاخر به شباب التحرير ، فهل نتوقع استتباب النظام من تدمير أجهزة الأمن ؟.طبعا الفوضى طبيعية جدا عندئذ ، مما زاد الطين بلة استمرار التظاهرات و الإعتصمات و المليونيات ، ووجود اتجاهات فوضوية و تخريبية بين جماعة التحرير ،و استهداف القوات المسلحة و مؤسسات الدولة و السفارات و ... الخ . كل ذلك يؤدي إلى الفوضى في أي مجتمع فما بالك بالمجتمع المصري ؟.
7- عن الإستفتاء و الدولة المدنية و الدينية . لنتفق أنه في كل الحالات فالأغلبية هي التي تضع الدستور في أي دولة ، عملية التوافق و الإجماع المجتمعي مستحيلة بدون مرجعية عليا ، ماذا لو اختلف المجلس التأسيسي حول نقطة ما و لتكن مرجعية الدولة ، ألن يلجأ المجلس إلى التصويت الذي سيكون للأغلبية ؟.
8- الشعب في ثقافته العامة المشتركة نفسه هو الذي يستطيع أن يقرر أن تكون الدولة مدنية او دينية . حتى لو كان الدستور أولا فمن سيضعه سيكون منتخبا من نفس الشعب .

(12-27-2011, 07:15 PM)handy كتب:  أولا : أن الثورة أصطدمت بجبل الجليد المدعو ( المجلس العسكرى )
والمعروف أن عشر جبل الجليد هو الذى يظهر فقط فوق الماء بينما يختفى باقى التسعة أعشار
تحت الماء وكانت هذه هى العقبة غير المتوقعة أمام الثورة .
والمقصود بالتسعة أعشار هنا هو شبكة المصالح الأقتصادية والمالية للمجلس العسكرى
وقد تحدثت الصحافة العالمية عن تلك المصالح مثل الفورين بوليسى والفيننشال تايمز
وما يحدث الآن على الأرض هو صراع بقاء بين مصالح ما تملكة تلك الشبكة من مليارات الدولارات
وبين تهديد مسألة من أين لك هذا من ثورة 25 يناير
النتيجة المنتظرة هى حكومة أسلامية ورئيس جمهورية فخرى يدرا عن طريق ( ريموت كنترول ) فى
يد المجلس العسكرى .

ثانيا : يستعد المجلس العسكرى حاليا لتوجيه الضربة النهائية الى الثورة فيما يعرف بمرحلة
المواطنين الشرفاء والتى يشرحها د. علاء الأسوانى فى مقاله التالى :



نقلا عن صحيفة المصرى اليوم

.. هل نكذب أعيننا لنرضيكم؟!

بقلم د. علاء الأسوانى ٢٧/ ١٢/ ٢٠١١
منذ أكثر من شهر، اتصل بى المسؤولون فى قناة «أرتيه» الفرنسية وطلبوا تسجيل حلقة لمدة ساعة عن أعمالى الأدبية.. قناة «أرتيه» أهم قناة ثقافية فى فرنسا، ولا شك أن تخصيصها برنامجاً خاصاً عن أديب مصرى شىء جيد لى وللأدب المصرى. وافقت على التسجيل واتفقنا على يوم السبت الماضى، وفى الساعة الثانية ظهرا، طبقا للموعد، وصل الصحفيون الفرنسيون إلى عيادتى فى جاردن سيتى فلاحظت أنهم فى حالة غير طبيعية. كانوا منهكين وبدت عليهم علامات قلق.

سألتهم فأخبرونى أنهم باتوا ليلتهم فى فندق الإسماعيلية الذى يطل على ميدان التحرير (الذى صار رمزا مشهورا للثورة فى العالم كله).. استيقظ الفرنسيون فى الصباح على صوت إطلاق نار، ورأوا بأعينهم قوات الأمن والجيش تطلق النار على المتظاهرين وتعتدى عليهم بوحشية وتهتك أعراض المتظاهرات (كما رأينا جميعا) فما كان منهم إلا أن فتحوا كاميراتهم وبدأوا يصورون الاعتداءات على المتظاهرين.. بعد نصف ساعة، فوجئوا بمجموعة من البلطجية يكسرون عليهم باب الحجرة ويعتدون عليهم بالضرب باستعمال عصى حديدية ثم قاموا بكسر بعض الكاميرات، ولم يتوقفوا إلا بعد أن أكدوا لهم أنه لم تعد معهم أفلام تصور الاعتداءات على المتظاهرين.

أسفت بالطبع لهذه الحادثة وسألت المصورين الفرنسيين: ماذا تريدون أن تفعلوا الآن..؟!

فقالوا إنهم يعتقدون أنه لا فائدة من إبلاغ السلطات لأنها فى رأيهم هى التى دبرت الاعتداء عليهم، ثم أكدوا أنهم مصرون على تسجيل البرنامج الثقافى معى. كان يفترض أن يصوروا جزءًا من الحلقة فى عيادتى، وجزءا على مركب فى النيل، وجزءًا ثالثاً فى نادى جاردن سيتى. انتهينا من تصوير الجزء الخاص فى العيادة، ونزلت مع الصحفيين الفرنسيين لنتوجه إلى المركب الذى استأجروه لتصوير الجزء الثانى ففوجئت ببضعة أشخاص لا أعرفهم ينتظروننا تحت البيت.. تقدم أحدهم منى وقال:

ــ لا تتكلم مع هؤلاء الخواجات لأنهم جواسيس.

قلت له:

ــ هؤلاء ليسوا جواسيس. إنهم صحفيون فرنسيون محترمون كما أن معهم التصاريح اللازمة للتصوير فى الشارع.

فوجئت بهذا الشخص يصيح بشتائم مقذعة فى حقى، وكاد وأصحابه يعتدون علينا لولا تدخل سكان الشارع الذين منعوه. كان واضحا أن الهجوم مدبر. حررت محضرا بالواقعة فى القسم وذهبت مع طاقم التليفزيون الفرنسى وسجلنا الحلقة التى سوف تذاع يوم ٨ يناير.. وبعد يومين، كنت عائدا إلى البيت عندما اتصل بى الجيران محذرين من أن الشخص نفسه الذى حاول التعدى على مع ضيوفى الفرنسيين يقف تحت البيت ومعه عشرون شخصا يشتموننى ويهددون بالاعتداء على، فى محاولة لترويع أسرتى. تدخل السكان مرة أخرى وأبعدوهم، وحررت ضده محضرا جديدا..

وفى الليلة نفسها، ظهرت فتاة متظاهرة اسمها «هدير مكاوى» مع الإعلامى الكبير «وائل الإبراشى»، وقالت إن أفراد الشرطة العسكرية قبضوا عليها وهددوها بصواعق كهربائية وأجبروها على تصوير فيديو تتهمنى فيه مع الصديق الفنان الثورى خالد يوسف بأننا حرضناها وزملاءها على الاعتصام والتخريب. الفتاة سجلت ما طلبوه منها، لكن ضميرها استيقظ فاتصلت بالإعلام لتقول الحقيقة.. فى الليلة نفسها، ظهر مذيع وثيق الصلة بأجهزة الأمن ليقول إننى، بعد واقعة تسمم المتظاهرين بطعام الحواوشى، ذهبت إلى اعتصام مجلس الوزراء وحرضت المعتصمين على تكسير الكاميرات التى تصورهم من مجلس الوزراء.

الواقعة كاذبة مختلقة من أساسها. لقد ذهبت متضامنا مع المعتصمين أكثر من مرة وعقدت معهم ندوات ورأيت فيهم مجموعة من أشجع وأشرف شباب مصر لكننى لم أذهب إلى الاعتصام إطلاقا بعد واقعة الحواوشى.. المذيع كاذب وضابط أمن الدولة الذى لقنه هذا الكلام الخائب فقير الخيال. فى اليوم التالى نشرت جريدة قومية يومية أن هناك خطة لاغتيالى مع مجموعة من المنتمين إلى الثورة. الخبر غريب لأنه يؤكد أن خطة اغتيالنا سيقوم بها عملاء سوريون وإيرانيون، أما مصدر الخبر فهو أحد المسؤولين فى البيت الأبيض. يصعب على أن أصدق أن النظام الإيرانى المشتبك مع الغرب من أجل برنامجه النووى أو النظام السورى الذى يقتل شعبه ويخوض معركته الأخيرة للبقاء، يجد أحدهما من الوقت والجهد ما يجعله يقتل مواطنين مصريين.. الأغرب أن مسؤولا فى البيت الأبيض يترك كبريات الصحف العالمية لكى يتصل بصحفى فى جريدة مصرية ليخصه بهذا السبق الصحفى. فى اليوم التالى، خرجت مجلة قومية، على غلافها صورتى مع زملاء آخرين، وقد كتبت بالبنط الكبير «المحرضون»..

أصبحت الحقيقة واضحة. المجلس العسكرى، بمعاونة جهاز أمن الدولة وأتباعه فى الإعلام، يشن حربا ضارية لإرهاب كل الذين انتقدوا الجرائم التى تم ارتكابها ضد المتظاهرين.. الهدف تشويه صورة المنتقدين لسياسات المجلس العسكرى وترويعهم حتى يخافوا ويسكتوا عن الحق.. المطلوب أن نكذب أعيننا لنرضى المجلس العسكرى. المطلوب أن نرى بنات مصر يسحلن وتنتهك أعراضهن بواسطة جنود الجيش ونرى الشهداء يتساقطون بالرصاص الحى ثم نسكت وكأننا لم نر شيئا. المطلوب أن نخالف ضمائرنا ونسكت على هذه الجرائم حتى نحظى برضا المجلس. لن يحدث ذلك أبدا. لن ننسى الجرائم البشعة التى ارتكبها الجنود ضد متظاهرين سلميين فى ماسبيرو ومحمد محمود وشارع مجلس الوزراء..

هذه المذابح جميعا مسجلة بالصوت والصورة، والمسؤول الوحيد عنها المجلس العسكرى.. هذه الحقيقة التى سنظل نقولها ونكررها، وليفعل المجلس العسكرى ما يريد، فحياتنا لن تكون أبدا أغلى من حياة شبان وشابات الثورة الذين قتلهم حسنى مبارك ثم استمر المجلس العسكرى فى قتلهم.. ليس ما يفعله المجلس العسكرى غريبا أو غامضا.. إنه يطبق خطة محددة لاحتواء الثورة ثم إجهاضها تماما حتى تصبح كأن لم تكن. هذه الخطة تم تطبيقها بحذافيرها فى بلاد أخرى. فى عام ١٩٨٩، ثار الشعب الرومانى ضد الطاغية «شاوشيسكو»، وامتنع الجيش عن مساندة الطاغية فتمت محاكمته وأعدمه الثوار مع زوجته «إيلينا»، ثم تولى السلطة فى الفترة الانتقالية أحد مساعدى شاوشيسكو واسمه «إيون إيليسكو». امتدح «إيليسكو» الثورة واحتفى بها فى البداية ثم حدث انفلات أمنى رهيب فى رومانيا (تبين فيما بعد أنه من تخطيط «إيليسكو»)..

بدأت مجموعات من الأشخاص المجهولين يهاجمون بيوت الناس والمنشآت الحيوية، وراح جنود الجيش يتصدون لهم حتى أصبحت رومانيا ميدان حرب مما تسبب فى إحساس المواطنين بالهلع وانعدام الأمن.. مع الانفلات الأمنى المتعمد ارتفعت الأسعار وأصبحت الحياة صعبة للغاية.

فى الوقت نفسه، لعب الإعلام الخاضع للنظام دورا مزدوجا، فهو من ناحية ساهم فى نشر الذعر عن طريق الشائعات الكاذبة المتوالية، وفى الوقت نفسه، راح الإعلام يمعن فى تشويه صورة الثوريين، وتوالت الاتهامات لمن قاموا بالثورة بأنهم خونة وعملاء، يقبضون أموالا من الخارج من أجل إسقاط الدولة وتخريب الوطن. مع الهلع والأزمات الطاحنة، تأثر المواطنون بحملات التشويه الإعلامى وبدأوا يصدقون فعلا أن الثوار عملاء.. وعندما أحس الثوار بأن «إيليسكو» يسعى لإجهاض الثورة نظموا مظاهرة كبيرة رفعت شعار:

«لا تسرقوا الثورة».. فما كان من «إيليسكو» إلا أن وجه نداء فى التليفزيون إلى المواطنين الشرفاء (لاحظ تكرار التعبير) وطالبهم بالتصدى للخونة وقام «إيليسكو» سرا باستدعاء آلاف العمال من المناجم وأشرف على تسليحهم، فاعتدوا على الثوريين وقتلوا أعدادا كبيرة منهم.. كانت هذه نقطة النهاية لثورة رومانيا.. فقد استتب الأمر بعد ذلك لـ«إيون إيليسكو» ورشح نفسه للرئاسة وفاز بالمنصب لدورتين متتاليتين فى انتخابات مزورة.. وهكذا، بعد أن كانت الثورة الرومانية مفخرة تحولت إلى مادة للتندر والسخرية...

فقد قام الرومانيون بثورة عنيفة وسقط منهم شهداء كثيرون، وفى النهاية، بدلا من الطاغية شاوشيسكو تسلم الحكم مساعده إيليسكو.. لاحظ من فضلك ما يفعله الآن الفريق أحمد شفيق (الذى يلعب دور إيليسكو فى النسخة المصرية).. هذا الرجل تقدم ضده العاملون فى الطيران المدنى بعدد ٤٢ بلاغا للنائب العام، يتهمونه بإهدار المال العام والفساد.. لكن النائب العام لم يحقق فى البلاغات منذ شهر مارس وحتى الآن، وها هو السيد شفيق يقود حملة انتخابية كبيرة من أجل أن يتسلم السلطة كرئيس لمصر، لتنتهى ثورة مصر تماما كما انتهت ثورة رومانيا.. الحق واضح بين.. أى إنسان منصف مهما يكن اتجاهه السياسى لا يمكن أن يرى البنات المسحولات المنتهكات والشهداء المقتولين بالرصاص ولا يدين المجلس العسكرى.

أستشهد هنا بأحد كبار المقاتلين فى القوات المسلحة.. اللواء صاعقة متقاعد «حمدى الشوربجى»، الذى وجه رسالة إلى المجلس العسكرى على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) (وأعاد نشرها موقع مصراوى). يقول اللواء «الشوربجى» إن القمع الذى مورس ضد المتظاهرين المصريين يصدر من قلة مريضة نفسيا من الضباط والجنود يملكون السلطة ولا يملكون شرف المهنة أو الضمير. ويؤكد سيادته أنه شهد بنفسه أسر ٢٨ جنديا إسرائيليا خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣، ورأى كيف عاملهم الجيش المصرى معاملة كريمة، أما قتل المصريين وهتك أعراض المصريات، فإن اللواء «الشوربجى» يعتبر هذه التصرفات عارا على الجيش المصرى.

الآن.. ما العمل؟

أولا: يجب تشكيل لجنة تحقيق فى المجازر التى ارتكبها أفراد الشرطة والجيش ضد المتظاهرين، على أن تكون هذه اللجنة مستقلة تماما عن جهاز الدولة الذى لايزال تابعا لنظام مبارك.. يجب أن يترأس اللجنة قاض مستقل مشهور له بالنزاهة، مثل المستشار زكريا عبدالعزيز أو أشرف البارودى أو محمود الخضيرى، على أن تملك اللجنة حق التحقيق مع العسكريين والمدنيين على السواء. هذه اللجنة سوف تحقق العدالة وتعاقب كل من أجرموا فى حق الشعب المصرى.

ثانيا: بالرغم من تحفظاتى على الانتخابات، فإن مجلس الشعب القادم هو الهيئة الوحيدة المنتخبة التى تمثل إرادة الشعب، ولابد من منحه صلاحيات مطلقة لتشكيل حكومة بدلا من حكومة الجنزورى المفروضة على الشعب.

ثالثا: يجب التعجيل بانتخابات رئيس الجمهورية، لأن الوضع فى مصر تأزم بشكل لن يعالجه إلا انتقال السلطة من المجلس العسكرى إلى رئيس منتخب.

هذه الخطوات الثلاث ضرورية للخروج من الأزمة. وليعلم كل من يريد إجهاض الثورة أن ملايين المصريين الذين ثاروا من أجل الحرية لن يسمحوا أبدا بإجهاض ثورتهم أو سرقتها.

الثورة سوف تنتصر بإذن الله.. لتبدأ مصر المستقبل.

الديمقراطية هى الحل

تعليق سريع :
تحية للواء حمدى الشوربجى الذى لن يتركوه فى حاله والغالب أنهم سيحولوه للمحاكمة العسكرية
بينما غيره يدافعون عن تصرفات المجلس العسكرى بالحق وبالباطل !!!