اليوم السابع فى 5 / 1 / 2012
رئيس "فريدوم هاوس": وزير الدفاع الأمريكى اتصل بـ"المشير" لوقف الحملة الأمنية ضد المنظمات الحقوقية.. والحكومة المصرية لديها "فهم خاطئ" لطبيعة "المجتمع المدنى".. ولم نتعد على السيادة المصرية بأى شكل
كشف ديفيد كرامير، رئيس منظمة فريدوم هاوس العالمية، فى مؤتمر صحفى عقده مساء أمس، عن اتصال
وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا بالمشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، للمطالبة بوقف استهداف منظمات المجتمع المدنى، وإعادة فتح المقار التى تم إغلاقها، مشيراً إلى أن المنظمة تلقت الدعم الكامل من الإدارة الأمريكية، خاصة السفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، التى بذلت جهوداً مضنية مع الحكومة المصرية لمحاولة حل الأزمة، والتقت أحد أعضاء المجلس العسكرى ومسئولين حكوميين، قبيل وصول كرامير إلى القاهرة لوقف الهجمة على المنظمات الدولية واستعادة كل ما تم مصادرته خلال عملية الاقتحام.
وحول ما تم تداوله فى وسائل الإعلام حول طلب منظمات أمريكية من الكونجرس الأمريكى وقف المساعدات المالية إلى الجيش المصرى، أكد كرامير أن منظمة فريدوم هاوس لم تطلب من الإدارة الأمريكية وقف المعونات والمساعدات إلى مصر، مشيراً إلى أنه فى القاهرة منذ أيام ولم يجر أى اتصالات مع الكونجرس الأمريكى ولا يعلم حقيقة ما قيل عن المطالبة بوقف المعونات الأمريكية.
وأوضح كرامير لـ"اليوم السابع"، أن "فريدوم هاوس" لم تتعد السيادة المصرية بأى شكل، قائلاً، "كنا نتعامل بشفافية كاملة وفى إطار القانون"، مؤكداً أن المنظمة اتبعت الإجراءات القانونية لتسجيل المنظمة، وكنا نعتقد أن فتح مقر لنا فى مصر هو خطوة هامة من أجل إتمام إجراءات التسجيل، مشيراً إلى تواصل المنظمة الدائم مع مسئولى الحكومة المصرية، وأخذ النصائح القانونية، ولا نعتقد أننا خرقنا القوانين المصرية بأى شكل، مؤكداً أن المنظمة لم تدعم أى حزب سياسى أو نشطاء خلال عملنا بالقاهرة ولم نتجاوز حدودنا، وهدفنا الرئيسى هو العمل مع منظمات المجتمع المدنى.
وتابع كرامير، "الهجمة على منظمات المجتمع المدنى لم تكن ضد المنظمات الأمريكية فقط، ولكنها امتدت لتشمل منظمات أخرى"، موضحاً أنها ليست المرة الأولى التى يتعرض فيها مكتب فريدوم هاوس بالقاهرة لمضايقات ومحاولات التضييق على عملها، والتى بدأت من نوفمبر الماضى، وبلغت ذروة الاعتداءات فى الخميس الماضى خلال عملية الاقتحام.
وأعرب كرامير عن انزعاجه من الهجمة على مكتب فريدوم هاوس بالقاهرة وعلى منظمات دولية ومصرية أيضا، مطالباً الإعلام الحكومى فى مصر بالتوقف على الهجوم على منظمات المجتمع المدنى الذى سبب ما سماه بـ"هستيريا المجتمع المدنى". وأضاف، "مسئولو الحكومة المصرية لديهم فهم خاطئ لطبيعة دور المجتمع المدنى، فمسئولو المجتمع المدنى لهم دور هام فى الإصلاح السياسى والاقتصادى وتوفير الرعاية الصحية والتبادل الثقافى بين الشعوب، إلى جانب دوره فى إرساء قيم الديمقراطية والحرية والدفاع عن حقوق الإنسان"، كما تهكم على تصريح لوزيرة التعاون الدولى فايزة أبو النجا، قالت فيه إن المصريين يحتاجون من منظمات حقوق الإنسان مساعدتنا للحصول على الخبز، قائلاً، "منظمات حقوق الإنسان لا تعرف كيفية صناعة الخبز".
وطالب بإعادة فتح مكتب فريدوم هاوس الذى تم إغلاقه واستعادة المعدات والأوراق الذى تم مصادرتها وسرعة تسجيل المنظمة دون شروط، مؤكداً عدم معرفته سبب الهجمة أو من وراءها.
وقال كرامير، "منظمة فريدوم هاوس ستصدر تقريرها السنوى حول أحوال حقوق الإنسان فى العالم خلال أسبوعين، وسيتضمن نتائج تقيمنا لأوضاع الحريات وحقوق الإنسان فى مصر"، مشيراً إلى أن الصور الأخيرة التى تداولتها وسائل الإعلام للمتظاهرين وهم يسحلون ويضربون على أيدى قوات الجيش والشرطة كانت مصدر إزعاج وقلق للجميع"، معرباً عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة من المعاملة القمعية للمتظاهرين والمرأة وتوتر العلاقات بين المسلمين والأقباط واستمرار حالة الطوارئ حتى الآن، مؤكداً على أهمية محاسبة ومساءلة مرتكبى الانتهاكات فى حق المواطنين، وإتاحة حرية التجمع والتظاهر وضمان واحترام ذلك من قبل السلطات المصرية.
وحول تعليقه على سير الانتخابات البرلمانية الحالية، أكد كرامير أن فريدوم هاوس لم تتمكن من مراقبة الانتخابات، إلا أن تقارير المنظمات التى راقبت الانتخابات أشارت إلى أن الانتخابات تسير بطريقة منظمة وبشكل نزيه، مؤكداً على أهمية وجود برلمان منتخب وقيادة منتخبة من الشعب بأسرع ما يمكن حتى تكون السلطات قيد المساءلة والمحاسبة.
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=571078&SecID=12