(01-10-2012, 07:49 AM)بسام الخوري كتب: صحيح ان المحطات الارضية والفضائية التابعة للسلطات السورية كانت مضللة في معظم تغطياتها لوقائع الانتفاضة واعمال القتل، خارجة عن كل حدود المهنية والتهذيب في تعاطيها مع خصوم النظام، وهذا ليس غريبا عليها، فهي تنطق باسم نظام شمولي لا يعرف الديمقراطية، ولا يحترم الحريات والحقوق الانسانية، ولكن ما هو غريب ان تنحدر بعض الفضائيات العربية التي تدعي المهنية وتقول انها تتمسك بالموضوعية الى اساليب المبالغة والتضخيم لاوضاع لا تحتاج الى ذلك، لان اعمال القتل التي يرتكبها النظام وقواته واضحة للعيان ولا تحتاج الى تضخيم اساسا.
عندما ترى مخالفا لك يفكر بطريقة منطقية تتشجع على الانجرار معه في نفس الاتجاه.
سأجيب الأستاذ عبد الباري عطوان.
السبب في المبالغة و التضخيم و الكذب الذي نهجته تلك الفضائيات هو أنها لا تتعامل مع الأمر بوصفها ناقلا سلبيا بل إيجابيا active rather than passive
بمعنى أنها لا تكتفي بنقل الحدث بهدف نقله بل هي تعمل على تهييج الشعب و إثارته و دفعه إلى الشارع.
و شخصيا لم أعد أصدق أنه يوجد إعلام محايد أو مهني.
نعم يوجد إعلام ذكي ذو إمكانيات فنية و مالية كبيرة تجعل قدرته على التزييف أكثر إقناعا.
في الدول الديكتاتورية كان في السابق قبل عصر الفضائيات يمارس نوع من الدكتاتورية الإعلامية يقوم على منع وصول المشاهد إلى وسائل الإعلام غير المرغوبة. و في العصر الحالي يمارس نوع من الديكتاتورية الإعلامية من خلال القوة المالية الضخمة لوسائل إعلامية معينة.
الإمكانيات العملاقة لدى هذه الوسائل تجعل منافستها مستحيلة. حتى الـ CNN اشتكت أنها عاجزة عن منافسة القوة المالية الهائلة للجزيرة
و لا يصدق عاقل أن هناك تباينا بين قناة الجزيرة و السياسة القطرية.
بل زد على ذلك أن الجزيرة هي أداة التعملق القطرية و هي التي سمحت لدولة عدد سكانها أقل من أي محافظة سورية أن تتحدث عن دور إقليمي في الشرق الأوسط كله.
بصراحة حلال عليهن لعبوها صح.
صحيح أن المشاهد يستطيع بالتحليل اكتشاف الكذب و لكن هذه موهبة يملكها الـ 1% الأكثر ذكاء من بني البشر. و هؤلاء تسحقهم الـ99% في أي هياج شعبي أو حتى انتخابات.
و ما ينطبق على الجزيرة ينطبق على غيرها و لو بدرجة أقل.
كل إعلام يعبر عن سياسة جهة معينة. و السبب الوحيد الذي يجعل هذه الإعلام محايدا في قضية ما هو أن تكون الجهة التي يمثلها محايدة في هذه القضية.