جريده الديار
نص الحوار :
ضباط 8 ابريل ما ذنبهم حتى تغيب الشمس وتشرق وهم غائبون ، بكاء أهاليهم وتوسلهم للمجلس العسكري لم يشفع لهم حتى يضموهم من جديد والسؤال ماذا فعلوا حتى يعاقبوا ؟ هل ذنبهم وطنيتهم التى غطت على عسكريتهم ودفعتهم لمشاركة أهلهم ثورتهم ، وكان لجريدة الديار حوار خاص مع والد ووالده الملازم أول محمد طارق الوديع أحد ضباط 8 أبريل.
حدثينا عن أبنك وعن أغنيته " فارس" ؟
أبنى هو الملازم أول محمد طارق الوديع من ضباط 8 أبريل ، أبني إنسان محترم وشاعر وراجل مش بتكلم بصفتي والدته ولكن هذه شهادة كل الناس ، و أغنية " فارس" ألفها محمد في شهر أكتوبر 2010 أي قبل قيام الثورة ينتقد فيها النظام وقد انتشرت بين أفراد الوحدة بسرعة وحكم بسببها وأخذ سنة سجن قضي منها أربعة أشهر وأفرج عنه
عنه بعد الثورة.
ما سبب نزول ابنك مع الثوار منذ البداية؟
بعد تولى الجيش إدارة شئون البلاد وبعد مشاهدتهم البلطجة على الثوار فى الميدان من مؤيدين ومعارضين إلى معركة الجمل ثم ما حدث فى 9 مارس من كشف العذرية وما حدث فى المتحف المصري؟؟؟؟؟ وأنا أعرف الجنرال الذي أمر بذلك جيدا وأعرف فكره المريض، قرر ابني النزول رغم معارضتي الشديدة له فنزل بهدف التأكيد على أن الجيش والشعب لا يفترقان وهم دماء واحده ويدا واحده.
ما الذي حدث يوم 8 أبريل ؟
في يوم الجمعة 8 أبريل نزلت مع أبني وخطيبته إلي التحرير ووجد زملاؤه هناك وصعد علي المنصة وقال " يا أم الشهيد ما تزعليش ، دم الشهيد مش هيروح هدر ، والجيش والشعب أيد واحدة ".
وما كان رد فعل المتظاهرين وقتها ؟
البعض رحب بهم وهتفوا لهم " أهلا بالثوار" والبعض خونهم واتهموهم بأنهم ليسوا ضباط حقيقيين وأنهم تحريات عسكرية فما كان منهم إلا أن أخرجوا " الكارنيهات " وأكدوا لهم أنهم ما جاءوا إلا لمساندتهم حتي يحاكم مبارك.
كيف تم القبض عليه ؟
عقب رجوعه من الخارج اقتحمت بعض العناصر المسلحة من المخابرات الشقة وأخذوه ليلا كالمجرم وظل 50 يوما لا نعرف عنه شئ حتي أتصل بي يوما الساعة الثانية فجرا وقال لي أنا بخير اطمئني ومحاكمتنا يوم كذا ، ذهبنا إلي المحاكمة وعلمنا أنه حكم عليه بعشر سنوات سجن وخفف بعد ذلك إلي ثلاثة.
ما طبيعة التهم الموجهة إلى ابنك؟
وجهت لهم تهم جميلة جدا وهى قلب نظام الحكم، إحداث فتنه داخل صفوف القوات المسلحة ، الانضمام إلى المتظاهرين فى ميدان التحرير. وكأن ذلك تهمه تعيبه.
ما هي أوضاعهم في السجن ؟
عندما ذهبنا إلي المحاكمة وجدت أبني يرتدي نفس الملابس التي قبض عليه بها وقد فقدوا كثيرا من وزنهم ووضعوهم في زنازين صغيرة لدرجة أنهم كانوا ينامون رافعين أرجلهم علي الحائط ، وفرقوهم علي ثلاثة سجون ، وحدث مرة بعد العيد أن منعوا الطعام يدخل من الخارج وقدموا لهم طعام السجن فوجدوا فيه حشرات ، فقدمنا شكوى فما كان إلا أن حكم عليهم بـ 6 شهور سجن أخري.
هل فعلتم شئ حيال ذلك كأهالي للضباط ؟
نعم ، ذهبنا إلي وزارة الدفاع وقابلنا سيادة المشير وقولنا له : " ما الذي فعلوه ؟ أنهم لم يسرقوا الشعب ، أنهم أولادك " ، وقال لنا : " أن شاء الله في حاجة كويسة علشانهم " ولقد ظننا أنهم سيخرجون في رمضان ولكن مر رمضان وذكري 6 أكتوبر وكل المناسبات ولم يخرجوا فتظاهرنا أمام الوزارة وذهبت مرة أخري لمقابلة سيادة المشير وقال لي " أن شاء الله في حاجة كويسة علشانهم " و خفف الحكم إلي ثلاث سنوات سجن.
هل أنت راض عما فعله ابنك بصفتك أب؟
حقيقة فى البداية حاربت ابني بشده لدرجة وصلت لاحتمال إصابتي بأزمة قلبيه لأني لم أكن فاهم ولكنه صمم وكانت وطنيته هى الدافع والآن أيقنت أنه كان على صواب وأن هؤلاء الشباب علموا نفسهم بنفسهم وهم يعلمون أكثر مننا نحن العجائز وأن لديهم بعد نظر وأنا أفتخر به جدا.
هل هناك أي تهديدات تعرضوا لها أنتم أهالي ضباط 8 ابريل؟
حقيقة لا ولكن نتعرض للمضايقات والتكدير مثلا عند زيارته أخر مره لم تأتى الأتوبيسات التي كانت من المفروض أن تقلنا للداخل وانتظرناها حوالي أربع ساعات ثم جاءت سيارة من وحدة أدخلتنا ولكن البوابة التي تليها رفضت دخول زيارات السجن الحربي وفى العودة اضطرنا للمشي حوالي 8 كيلو على أرجلنا.
ما الرسالة التي توجهها للمجلس العسكري وللشارع المصري؟
لن أتوسل لهم وحق أبنى سوف يأتي ولن يخلدوا على الكراسي وأقول لهم اجلسوا مع هؤلاء الضباط الشباب واسمعوهم من الممكن أن يكونوا همزة الوصل بينكم وبين الشارع وشباب الثورة ، ارجعوا بذاكرتكم أيام جمال عبد الناصر وأيام حرب 73حين كانوا قادتنا يجلسون معنا ويسمعون لنا ويعملوا بوجهة نظر الشباب. ورسالتي للشارع كونوا يدا واحده ولا تسمحوا بالفتن التي تقام بينكم.
وما الرسالة الموجهة لمجلس الشعب؟
أقول ضباط 8 ابريل هم ضباط أحرار قالوا كلمة حق والآن أثبتوا أن كل ما قالوه كان صحيح ويا أيها النواب لابد أن تأتوا بحقوق هؤلاء الضباط كاملة والعفو الشامل عنهم وأن تعوضوهم.
وهل تعتقد أن مجلس الشعب قادر، وسيسمع النداء؟
من جهة قادر فأن أراد أخذ الحقوق يستطيع أخذها ولكنى أشك لأن معظم النواب عجائز ولن يصلوا بفكر الشباب وما زال لديهم فكر التابع.
هل هناك تقصير من وسائل الإعلام تجاه ضباط 8 ابريل؟
للأسف وسائل الإعلام خائفة وحين نجحنا للوصول لوائل الإبراشي طلب مننا عدم الهجوم ومع ذلك هجم كثيرا ، تناسوا الخطوط الحمراء ودعونا من عهد الرقيب هنا وهناك