{myadvertisements[zone_3]}
خالد
عضو رائد
المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
|
RE: الوطن والرابطة الوطنية
اقتباس:أوبزيرفر كتب
اقتباس:خالد كتب : وهل من الصواب أن يكون مجرد الوجود في بقعة جغرافية ما هو السبب الذي يجمع الإنسان مع الإنسان؟
عزيزي خالد،
ليس ما يجمع الانسان مجرد رقعة جغرافية يتساكنان فيها فقط!!! بل بالاحرى التاريخ المشترك و الامل بمستقبل افضل لكليهما يصنعانه سوية.
و حديثا اخذ مفهوم المواطنة يأخذ له مكانا في بين المفاهيم الاجتماعية و السياسية، وهو قائم على عقد اجتماعي بين الفرد و المجتمع، و فيه يتمتع الفرد بالمساواة التامة مع بقية افراد المجتمع و يتمتع ايضا بحمايتهم السياسية و الاجتماعية و الامنية في المقابل عليه واجبات تجاه هذا المجتمع الذي يحميه مثل الانخراط في نشاطاته الاجتماعية و السياسية و دفع الضرائب كما ان من واجبه الحفاظ عليه من كل الاخطار التي تهدده (اخطار امنية و غيرها) ما استطاع لذلك سبيلا. و هذا مثلا ما يجعل فكرة هجرة العرب الى اوروبا و امريكا منطقية و طبيعية و مقبولة، على اساس ان هذه الهجرة هجرة افراد يعون معنى المواطنة.
اقتباس:خالد كتب
مجرد التساكن في بقعة جغرافية لا يكفي لجعل أفرادها من البشر يرتبطون بغير شيء، لأن الارتباط يحتاج علاقة، والعلاقة سببها اتفاق في الحكم على صحة العلاقة، ورضا بقيمة هذه العلاقة، ونظام يحكم بين الفردين او ينظم شأن هذه العلاقة بينهما.
ما يجمع بين الإنسان والإنسان ليست البقعة الجغرافية التي فيها يقطنون، ولا العرق الذي إليه ينتمون، ولا الروحانيات التي بها يدينون، ما يجمع بين الإنسان والإنسان هي الأفكار التي تشكل تصوراتهم عن العلاقات الدائمة بين هذه الجماعة المعينة، هذا ما يجعلهم أمة، وهوذا الأمة الأمريكية مثال صارخ.
اي علاقة قائمة على التساوي التام بين افراد المجتمع (في الجنس و اللون و الدين و العرق) هي علاقة صحيحة و من هنا جاءت عظمة الامة الامريكية.
اما ان نقيم علاقة اساسها افكار دينية و دنيوية كالايمان بالله و رسوله و ينظمها ما انزل اليه قبل ١٤٠٠ سنة و يسوسها خلفية لرسول الله، فهذا لا مكان له في الحضارة الحديثة!!!
|
|
02-26-2012, 08:29 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
خالد
عضو رائد
المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
|
RE: الوطن والرابطة الوطنية
اقتباس:خالد كتب
"التاريخ المشترك و الامل بمستقبل افضل لكليهما يصنعانه سوية"
"يأخذ له مكانا في بين المفاهيم الاجتماعية و السياسية"
"قائم على عقد اجتماعي بين الفرد و المجتمع"
"يتمتع الفرد بالمساواة""يتمتع ايضا بحمايتهم السياسية و الاجتماعية و الامنية"
"عليه واجبات تجاه هذا المجتمع الذي يحميه"
"معنى المواطنة"
"اي علاقة قائمة على التساوي التام بين افراد المجتمع (في الجنس و اللون و الدين و العرق) هي علاقة صحيحة و من هنا جاءت عظمة الامة الامريكية"
نبتدئ منين الحكاية على رأي عبد الحليم
ما تقدم أعلاه هي مفاهيم سياسية تتشكل وفق أفكار وقواعد يؤمن بها مجتمع ما ليبني دولته على أساسها، وأنت هنا لم تخالف رأيي قيد أنملة، اللهم إلا التحسس القديم من الإسلام كدين ونظام حياة وممن يدعو إليهما.
مضمون كلامك يعني أن الشيء المسمى وطنا ليس هو السبب الذي يجمع الناس ليشكلوا دولة ومن قبلها مجتمعا، بل هي الأفكار السياسبة التي تشيع في الرأي العام لمجتمع ما لتشكل وعيا عاما(بفعل فاعل)، يتم بناء المجتمع عليها.
أضيف من طرفي أن هذه الأفكار لا يعني نجاحها في مجتمع ما أنها ستنجح في غيره بالضرورة، لأن المتغير البشري متغير اجتماعي وليس متغيرا صناعيا، ما تقبله مجموعة من البشر في أمة ما ليس بالضرورة أن تقبله غيرها في أمة أخرى; ذلك عزيزي يرجع إلى طبيعة الأفكار التي تخص العلاقة بين الإنسان والحياة بشكل عام، والسياسيّ منها بشكل خاص.
هذه الأفكار ينبغي أن يكون لها أصل في الأمة* متفق عليه يكون إطارا، أو جذرا تشتق المعالجات السياسية بحسبه، سواء منها ما كان أصوليا كفكرة المواطنة واطبيعة العلاقة بين الأفراد والدولة، وشكل الدولة وعلاقتها بغيرها من الدول، أو فروعيا كالمعالجات السياسية المرتبطة بقضية بعينها
في الدول القائمة في الحضارة الغربية بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص، تمّ بناء مفهوم المواطنة على وجهة نظرهم عن الحياة، ولم يبن بناء على إقامتهم في رقعة جغرافية ما... وجهة النظر هذه لمّا تنبت في الدول القائمة في منطقتنا، وليس لها أصل في الأمة الموجودة، وجهة النظر هذه محصورة في مجموعة ممن آمن بها فحسب.
هلمّ فاعملوا في الأمة لنرى هل ستنجحون فيما فشل فيه من سبقكم من الاشتراكيين العرب، فإن نجحتم فمبارك لكم، وإلا فافسحوا المجال ولا أراكم تصنعون، لغيركم ممن قد ينجح حيث فشلتم.
حتى الساعة لا أرى إلا استحضارا للخصم السلفي، ومحاولة صلب الإسلام كله عليه، وهذا فوق أنه برأيي عبث لا طائل تحته، فهو أيضا يستجلب عليكم عداوة شخصية غير ضرورية، لا تنفعكم ولا تنفعنا، بل أراها تضر بكلّ العاملين في هذا الشأن مهما تباينت أصولهم الفكرية
ملحوظة:
في استعمالك عبارة "الحضارة الحديثة" مغالطة فكرية، لأن الحضارة لا تنسب للزمن بل لوجهة النظر عن الحياة، وتجد في الزمن الواحدة مجموعة حضارات متباينة ومتنافسة بل متصارعة، وتجد على مرّ الزمان حضارة واحدة بالكاد تتغير إلا بقدر التغير المدني العام الغير متعلق بالإنسان بالضرورة.
-------------------
*الأمة تستعمل بمعناها اللغوي هنا
|
|
02-26-2012, 08:30 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
خالد
عضو رائد
المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
|
RE: الوطن والرابطة الوطنية
(02-08-2012, 03:22 PM)العلماني كتب: (02-07-2012, 02:21 PM)خالد كتب: وهل من الصواب أن يكون مجرد الوجود في بقعة جغرافية ما هو السبب الذي يجمع الإنسان مع الإنسان؟
مجرد التواجد في بقعة جغرافية لا يكفي لجعل الإنسان في علاقة مع إنسان آخر، وإلا لكان من الضروري أن تنشأ العلاقة بين ابن درعا والرمثا المتداخلين جغرافيا وسكانيا، ولا تنشأ بين ابن درعا وحلب النائيين بلدا ودارا، وكان من الضروري أن تنشأ علاقة متينة بين أبناء رفح المصرية ورفح الفلسطينية عن أن تنشأ بين رفح الفلسطينية وابن قلقيلية، أو رفح المصرية وابن القاهرة.
مجرد التساكن في بقعة جغرافية لا يكفي لجعل أفرادها من البشر يرتبطون بغير شيء، لأن الارتباط يحتاج علاقة، والعلاقة سببها اتفاق في الحكم على صحة العلاقة، ورضا بقيمة هذه العلاقة، ونظام يحكم بين الفردين او ينظم شأن هذه العلاقة بينهما.
ما يجمع بين الإنسان والإنسان ليست البقعة الجغرافية التي فيها يقطنون، ولا العرق الذي إليه ينتمون، ولا الروحانيات التي بها يدينون، ما يجمع بين الإنسان والإنسان هي الأفكار التي تشكل تصوراتهم عن العلاقات الدائمة بين هذه الجماعة المعينة، هذا ما يجعلهم أمة، وهوذا الأمة الأمريكية مثال صارخ.
"نحن الأمة الأمريكية"
هم يسكنون في ما يعد خمسين دولة، بينها بعد المشرق والمغرب، ومنها ما هو ناء بعيد، يرجعون لأعراق متباينة، وينطقون لغات أم شتى، لكنهم سياسيا يؤمنون بالفكرة الأمريكية، ويسعون لتحقيق الحلم الأمريكي، جلهم مهاجرون وأبناء مهاجرون.
إن كان الأمر بروحانيات لا علاقة لها بالحياة للزم أن تكون أوروبا دولة واحدة منذ القديم
إن كان الأمر بأمة ذات عرق واحد، فهوذا المجلوسكسون قد توزعوا على أكثر من دولة كلها ناجحة، وهوذا الهند وروسيا والبرازيل والولايات المتحدة قد تشكلت بأكثر من عرق
وإن كان الأمر ببقعة جغرافية ما، فليت شعري أين تبدأ هذه الرقعة وأين تنتهي ومن يحدد حدودها ولماذا هو الذي يحدد ولماذا هذه الحدود تحديدا؟ وما أثر البقعة الجغرافية هذه على نوع العلاقات القائمة بين أفراد المجتمع؟
تأمل بكلامي يا أوبزيرفر وتدبره، ولا تدفعنك خصومتك القديمة للإسلام ومحمد أن ترفض قولا دون أن تقرأه، (ولا يجرمنكم شنـءـان قوم علىٰٓ أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوىٰ واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !!!
يتحفنا "خالد"، كالعادة، بآراء - "غير نضيجة" - بعبارة الشهرستاني - وعلينا أن نعيد معه "تدوير الدائرة".
يا خالد يا سندي
الاجتماع الإنساني - والعلاقات التي تحكمه - قد يكون مبنياً على "رابطة الدم" (أسرة، عائلة، عشيرة، قبيلة، عرق .. إلخ) أو "اللون" (جنوب افريقيا سابقاً) أو "العقيدة" (الدين، الأيديولوجيا) أو "الجغرفيا" (المكان) أو كل هذه الروابط أو بعضها. ولعل "التاريخ" (الزمان) يدعم هذه الأطر ويقويها ويزيد من تفاعل الناس فيها.
روابط الدم واللون هي روابط "عنصرية" ضيقة نبذتها الدول والمجتمعات الحديثة. رابطة "العقيدة" (الدين والأيديولوجيا) مثل "دولة النبي في المدينة بعد ذبح اليهود وطردهم" و"المنظومة الشيوعية قبل سقوط الاتحاد السوفياتي" ، هي روابط "متغيرة متقلبة غير ثابتة" لأنها مبنية على "أفكار ووجدانيات وقناعات متقلبة" أثبتت عقمها في كثير من المرات.
الرابط الوحيد الذي لجأت اليه الدول الحديثة كي تنضد عليه "نظمها السياسية" هو الرابط الجغرافي (رابط المكان) والذي عرفت فيه الشعوب الحديثة "أوطاناً لها". فصار من يولد على ارض "دولة ما" يتمتع - بشكل عام - بمواطنة تلك الدولة.
"الأرض \ الجغرافيا \ المكان" الذي يبدو لك، وقد يبدو لغيرك، أنه غير مهم كثيراً هو عامل رئيسي في تشكل الكثير من مميزات الإنسان. أضف إلى ذلك "حيادية" هذا العامل الذي يستطيع أن يتسع "لجميع اصناف البشر" فوق رقعة معينة دون تدخل في "قناعاتهم وافكارهم" وبالتالي دون "قمع" لهم من مخالفيهم.
"للمكان" (الجغرفيا) تأثير واضح على "اللون والفيزيولوجيا البشرية". وليس وليد المصادفة أن يكون "النرويجي" أشقر و"الأفريقي" أسمر. وعلى "المأكل والمشرب" الذي يختلف من مناخ لآخر، وعلى "الأطباع والعادات والتقاليد" (الكرم والشجاعة عند بدو الجاهلية مثلاً كانت أيضاً وليدة المناخ ومكان السكن). وأعتقد بأننا نستطيع - ببساطة - أن نقارن بين "هدوء النيل وعظمته" وبين "الحضارة " التي أنتجها "وادي النيل" على مر عصوره.
الجغرافيا تؤثر في "اللغة وآدابها" وفي "الفنون" جميعها. ولو بقينا في حيز اللغة العربية فلسوف نشهد سيلاً من الكلمات والمرادفات "للجمل والأسد وحيوانات الصحراء" ولن نجد إلا كلمة واحدة "للفيل" أو "للثلج" إلخ . بل ان المطالع للشعر الجاهلي مثلاً سوف يجد ان لغة الجاهليين ألفاظها وحشية غريبة بالقياس إلى "لغة المولدين" السهلة الخفيفة البسيطة (قارن "لامية الشنفرى" مثلاً بقصائد "ابن المعتز" أو بالموشحات الاندلسية ولسوف تلحظ الفرق واضحاً). بل انه كان يحلو لي منذ سنوات خلت أن أقارن "الموسيقى اللبنانية" التي أحسها مثل "شلال حطه السيل من عل" في مواويل وديع الصافي وصباح مثلاً و"الموسيقى المصرية" السلسة العذبة ذات النغمة "الصبورة" في موسيقى "الست" مثلاً. وأنت لو كنت محباً لفنون "الرحابنة" مثلاً فإنك سوف تعلم أن "وعي منصور وعاصي" تشكلا من خلال "الضيعة اللبنانية" بجغرافيتها، وأنت لو وضعت أغنية "يا طير" (فيروز في "سفر برلك") خارج إطار "الثلج والجرد" فإن نصف "المتعة" سوف تضيع وتتلاشى.
الجغرافيا إذا عامل أساسي في "هيئة الإنسان" و"تشكل وعيه" وعلاقاته بمحيطه وبأشباهه من البشر. لذلك أوصى "رسولك" "بسابع جار"، وقال مثلنا الشعبي: "فتش على الجار قبل الدار"، بل وقدّم "الجيرة" (المكان) على رابطة الدم عندما قال: "جارك القريب ولا أخوك البعيد".
الجغرافيا تلعب أيضاً دوراً رئيسياً في "التاريخ"، وكم من حوادث إقليمية كانت سبباً لتغيير عجلة التاريخ، "فانهيار سد مأرب" مثلاً غيّر خارطة الجزيرة العربية و"ممر جبلي ضيق بجانب أثينا" كان قد غيّر التاريخ قبلها أيضاً أعطى للإغريق الغلبة على العالم القديم مع جميع تداعياته العظيمة.
"البقعة الجغرافية" إذاً ليست كلمة بسيطة لا تأثير لها على الناس وعلاقاتهم، فهي - كما أوضحنا - مؤثرة في الزمان والبشر بشكل مهم جداً. وهي "وعاء الوطن"، فلا "وطن" دون "مساحة جغرافية" تحدده (حتى لو كانت الأرض كلها وطنك فأنت مرتبط بمساحة جغرافية).
بالإضافة إلى هذا كله فإن "الجغرافيا" (المكان) لها طابع مؤات لبناء الدول والتنظيمات السياسية. إنه طابع "الحياد". فالأرض (المكان) محايدة بما يتعلق بالبشر، فهي تتسع لهم جميعاً. منها يأتون وإليها يعودون (حسب التعبير الديني) ولا تفرق بين أسودهم وابيضهم ومسيحيهم ويهوديهم ومسلمهم إلخ. لهذا ذهبت "الدول الحديثة" إلى ربط "نفسها بالجغرافيا". "فالجغرافيا" هي "وعاء الوطن"، وإن اختلفت كثيراً الظروف والعوامل والأيديولوجيات والأعراق والألوان التي رسمت حدود الوطن فإن الوطن "جغرافياً" واحد. "فمصر" هي "مصر" لجميع سكانها بجميع ألوانهم وعقائدهم ومذاهبهم. "والأرض المصرية" - مثلاً - لا تفرق بين الفلاح المسيحي والفلاح المسلم، والشمس في القاهرة تدخل من نافذة المؤمن ولا تستثني نافذة الكافر. لذلك "فالجغرافيا" بتأثيرها العميق في تكوين المجتمعات البشرية وحياديتها المطلقة هي الأصلح لأن تكون "وعاء للوطن الحديث" من ناحية، وهي الأفضل لبناء "كيان سياسي" نستطيع أن نطبق فوقه جميع قواعد اللعبة الديمقراطية دون حرج.
أخيراً يا سندي، قل لي بربك ما هي "فلسطين" دون "المساحة الممتدة بين راس الناقوة شمالاً وأم الرشراش جنوباً"؟ وما الذي يجمع بينك أنت المسلم الأصولي وبيني أنا الكافر من أصول مسيحية غير هذه البقعة الجغرافية "اللي مش عاجبتك"؟ هل تجمع بيننا أفكارنا ونحن "لا نطيق بعض فكرياً"؟ وما هي "مأساتنا كفلسطينيين" إن لم تكن "مأساة جغرافية" أولاً (يعني لو أخذ اليهود "أوغندا" مثلاً فهل سيكون لدينا قضية "فلسطينية" ؟ أكيد لأ).
ملاحظة أخيرة: مثالك عن "أمريكا" "فاسد" يا سندي، فالجغرافيا هي التي شكّلت أمريكا قبل هذه الروح الأمريكية التي تتحدث عنها والتي لم تبرز للعيان إلا بعد سنين عديدة من رسو السفينة "مايا فلاور" في إحد مواني "خليج ماساتشوستس" الضيقة سنة 1649. ولو لم تكن هذه "البقعة الجغرافية" بعيدة جداً وواسعة جداً وغنية جداً لما صارت الولايات المتحدة اليوم إلى ما صارت إليه (طبعاً، هناك جهود بشرية واضحة المعالم، ولكن "البقعة الجغرافية" لها دائماً أثر واضح في جميع هذا، وهي الأصل وعليها نستطيع أن نبني بشكل افضل من ا لبناء على "الافكار المتغيرة" التي كثيراً ما تلازمت مع العفن والنتن ولو بعد حين").
واسلم لي
العلماني
|
|
02-26-2012, 08:32 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
خالد
عضو رائد
المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
|
RE: الوطن والرابطة الوطنية
(02-09-2012, 03:22 PM)خالد كتب: في أثر الجغرافيا على الاجتماع البشري!
طبعا لا ينكر أحد أن للجغرافيا والمناخ وسائر العوامل الطبيعية أثرها على الإنسان من حيث أنه كائن حيّ له حاجات عضوية وغرائز تتطلب الإشباع، وتؤثر على غيره من الكائنات الحية من حيث هي كائنات حية.
لكن، هل هذه العوامل تؤثر على الإنسان من حيث هو إنسان؟
هناك سؤال جانبي أتركه للعلماني برسم الإجابة، هل هناك أثر لآلة الانتاج على التجمع الإنساني؟
قبل الخوض في المسألة، أنا أفترض احتمالية أن يكون أحدا مخطئا بعض الشيء، أو كل الشيء... فهل يفترض الزميل العلماني ومن رأى رأيه ذلك؟ بصراحة لا أتصور ذلك!
قبل الخوض في الأمر أيضا، لنا أن نسأل العلماني وغيره، بأي أمر تقيسون الاجتماع البشري، هل هو باستمراريته، أم بانطباقه على رأيك السابق للدراسة، وهو أن الحضارة الغربية بعالمانيتها ولادينيتها ورأسماليتها دون خوض في التفصيل وحرياتها دون خوض في التفصيل أيضا، كل هذا هو النموذج الأسمى لما يمكن أن يصل إليه الإنسان في عصرنا هذا... هذا ما يمكننا اشتفافه مما كتب الزميل ويكتب، وأراه قد أسقطه على رأيه في الاجتماع الإنساني. ولا ضير، فطبيعي أن تتأثر معارفنا الإنسانية بالزاوية التي ننظر منها للحياة، وبديهيّ أن تتشكل وفقا للمفاهيم الأساسية، وتبنى علبها، ذلك أن المعارف الإنسانية على خلاف المعارف الطبيعية، ليست حيادية وليست ثابتة بغض النظر عن الدارس.
نأتي إلى موضوعنا، لنناقشه من مدخل الدوام:
دامت الحضارة الإسلامية زيادة عن عشر قرون وامتدت فوق رقعة جغرافية شاسعة، لم تؤثر هذه الجغرافيا بشكل ارتباط الناس بالدولة، ولا بالأصل الذي أدى إلى اجتماع الناس عليه
دامت الحضارة الروسية ثلاثة قرون على الأقل، منها ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن شيوعية، ونرى روسيا تمتد على رقع جغرافية متباعدة متباينة، فأي سبب جعل هذه الجغرفيا تعد فلاديفستك روسية، ولا تعد سمرقند أو باكو أو منسك روسية، رغم قربها النسبي من موسكو ووقوعها في الفلك الروسي حضارة وسياسة ونفوذا؟
الحضارة الأمريكية تشمل خمسين دولة متحدة، لم كانت هاواي معدودة ضمن هذا المجال ولا تعد مونتريال منه وهي أقرب إلى واشنطن العاصمة، وأشبه جغرافية بولايات الشمال الشرقي بل وأقرب تاريخا وأخلاطا بشرية؟
هل الجغرافية هي المولد للأحكام على الوقائع المتجددة؟ أم هي الواقع المطلوب معالجته؟ هل الجغرافا هي المصدر للتفكير أم الموضوع المطلوب التفكير لحله؟
إن كانت الجغرافيا هي مصدر التفكير فليت شعري في اختلف أهل ولاية مين في أقصى الشمال الشرقي عن أهالي مقاطعة نيو برنسويك الكندية المجاورة، فطالب الأوائل الاستقلال وتشكيل الولايات المتحدة، وطلب الآخرون البقاء في الامبراطورية البريطانية ليشكلوا فيما بعد كندا؟ وكلاهما منطقة جغرافية واحدة، ولغة واحدة، وعرق انجلوسكسوني واحد، وتاريخ استعماري قبل حرب الاستقلال واحد، وانفتاح على غرب "متوحش" يحتاج لاستكشاف وتمدين واحد؟
لم تحاربت الممالك الأوروبية حتى عام ١٩٤٥، ثم أنشأت سوقا مشتركا بعدئذ، لم لم تضم بولندا إليه قبل عام ١٩٩٠ وهي القريبة لمركزه، وضمت اليونان النائية دارا الفاشلة اقتصادا؟!
نأتي لموضوع الجنسية،
هل حقيقة تعطي الدول الغربية جنسيتها لمن يولد عليها؟ هذا الأمر محصور حسب علمي بالولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزلندا، أم أنني يمكنني أخذ جنسية أوروبية بالولادة بعد عام ١٩٧٨؟
بأي شيء يجتمع من يولد في الولايات الأمريكية ثم يرحل عنها بعد شهر من ولادته، بدنمركي أتى الولايات الأمريكية المتحدة بعد ولادته بشهر ليقيم فيها عمره دون اكتساب الجتسية لعدم رغبنه في خسران الجنسية الدنمركية، وهم جالية كبيرة وقضيتهم مطروحة في مجلس النواب الدنمركي منذ ١٩٩٨... في الحالة الأولى نجد شخصا لا يعنيه البلد بشيء له حق انتخاب رئيس الدولة أو الترشح له، ونجد الآخر الذي حياته كلها في الدولة، يخسر حق إقامته فيها إن خرج منها لفترة متصلة من الشهور!
ثم ما بال من يولد وأحد أبويه يحمل الجنسية لكن خارج الدولة، لم يمنحها؟ وقد يكون والده أو والدته أخذ الجنسية بالاكتساب وليس بالولادة؟
ثم ما هذا القانون في الدول الاسكندنافية الذي يعطي الحق لمن هو من أصل نوردي أو أبويه في اكتساب الجنسية بالإقامة أشهرا ثلاثة في الدولة المعنية، أين الأثر المزعوم للجغرافيا؟
نرجع مرجوعنا لموضوعنا
الغرافيا عامل مهم ومؤثر، لكن أثره فروعي وليس أصوليا، لاحق على الاجتماع البشري وليس سببا له، وإلا للزم سبب لتفسير حدود هذا الأثر الجغرافي التي ليست جغرافية بحال، وللزم تفسير استغراق الحضارة الواحدة عدة أقاليم جغرافية، وتغير حضارة الدولة الواحدة والأمة الواحدة رغم ثبوت جغرافيتها، بولندا الشيوعية إلى بولندا الرأسمالية الغربية..
ما يشكّل الاجتماع البشري هي الزاوية التي ينظر منها المجتمع بوصفه مجتمعا له شخصية اعتبارية إلى الحياة، هذه الزاوية مرجعها القاعدة الفكرية التي يبنى عليها المجتمع، فإن بني على فكرة فصل الدين عن الحاة واادولة والفردانية والحريات سينشئ لنا مجتمعا عالمانيا سيبني دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ستعيد ضخ الفكرة إلى المجتمع الذي أوجدها، وبالمثل إن كانت الفكرة الأساسية هي الماركسية اللينينية، وبالمثل إن كانت الفكرة الأساس هي الخالق المدبر.
ليس للجغرافيا أثر توليدي، وقد قال بذلك رهط من فلاسفة أوربا ممن رأوا أن المادة والواقع يسبقان الفكر، ورأيهم هنا يجانب الصواب لما تقدم ذكره ولأسباب أصولية* أخرى تتعلق بقيمة المعرفة وكيفية اكتسابها والحكم عليها، وتتعلق بتقييم الأفعال والحكم عليها بالصواب والخطأ.
--------
*أصولية نسبة إلى الأصول
|
|
02-26-2012, 08:36 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}