"العلويون" كانوا دوما مكروهين و منبوذين من قبل "السنة" لأنهم من وجهة النظر السنية كفار. يعني لسه المسيحيين و اليهود يتمتعون بتقدير أفضل لأن ديانتيهما جاء ذكرهما في القرآن. و لذلك عاني العلويون على أيدي شتى الحكومات السنية. فمثلا في عهد الدولة العثمانية تعرضوا لمذابح قتل فيها الآلاف منهم. و بسبب الاضطهاد المتوالي اضطروا الى الهروب و العيش في الجبال و اعتماد التقية للحفاظ على حياتهم. و عانوا الفقر المدقع و مصاعب الحياة. و اشتغلوا خدما في البيوت و في المهن الوضيعة و كانت بناتهم يتعرضن للاغتصاب و المعاملة السيئة في البيوت التي يخدمن فيها. و لا أذكر اي رحالة غربي هو الذي سجل عدد المواليد السفاح بسبب هذا الوضع المتردي و كان مرتفعا. و وصف حياة العلويين ب "جحيم الشرق". و تعرضوا للاضطهاد في فترة الاربعينات. و لم يقب العلويون على وجه الدنيا على راي الاخوة المصريين الا في عهد حافظ و ما بعده. و مع ذلك في السبعينات قام الاخوان المسلمون بسلسلة اغتيالات لشخصيات علوية مما جعل حافظ يقيم قيامتهم لاحقا.
و العداء الطائفي جذوره ضاربة في اعماق التاريخ الاسلامي لأن الدين نفسه شرعن أفضلية خير أمة و تميز قريش عن غيرها من القبائل و آل البيت عن غيرهم من العشائر و نساء النبي عن غيرهن من النساء و هكذا. و بالتالي أقصى و حط من قدر كل مختلف. هذا المختلف من الطبيعي أنه سينشأ عنده رد فعل من الحقد و الكراهية و هكذا داحس و غبراء حزازات و اقصاء و عداوات.

شريط قصير لكنه ل"عضو في المجلس الوطني" يقول باضطهاد العلويين.

اقتباس:"العلويون" كانوا دوما مكروهين و منبوذين من قبل "السنة" لأنهم من وجهة النظر السنية كفار. يعني لسه المسيحيين و اليهود يتمتعون بتقدير أفضل لأن ديانتيهما جاء ذكرهما في القرآن. و لذلك عاني العلويون على أيدي شتى الحكومات السنية. فمثلا في عهد الدولة العثمانية تعرضوا لمذابح قتل فيها الآلاف منهم. و بسبب الاضطهاد المتوالي اضطروا الى الهروب و العيش في الجبال و اعتماد التقية للحفاظ على حياتهم. و عانوا الفقر المدقع و مصاعب الحياة. و اشتغلوا خدما في البيوت و في المهن الوضيعة و كانت بناتهم يتعرضن للاغتصاب و المعاملة السيئة في البيوت التي يخدمن فيها. و لا أذكر اي رحالة غربي هو الذي سجل عدد المواليد السفاح بسبب هذا الوضع المتردي و كان مرتفعا. و وصف حياة العلويين ب "جحيم الشرق". و تعرضوا للاضطهاد في فترة الاربعينات. و لم يقب العلويون على وجه الدنيا على راي الاخوة المصريين الا في عهد حافظ و ما بعده. و مع ذلك في السبعينات قام الاخوان المسلمون بسلسلة اغتيالات لشخصيات علوية مما جعل حافظ يقيم قيامتهم لاحقا.
و العداء الطائفي جذوره ضاربة في اعماق التاريخ الاسلامي لأن الدين نفسه شرعن أفضلية خير أمة و تميز قريش عن غيرها من القبائل و آل البيت عن غيرهم من العشائر و نساء النبي عن غيرهن من النساء و هكذا. و بالتالي أقصى و حط من قدر كل مختلف. هذا المختلف من الطبيعي أنه سينشأ عنده رد فعل من الحقد و الكراهية و هكذا داحس و غبراء حزازات و اقصاء و عداوات.

شريط قصير لكنه ل"عضو في المجلس الوطني" يقول باضطهاد العلويين.

الشرق العربي كله كان مضطهد يا هالة من قبل السلطة العثمانية وكان ويعيش حالة تخلف حضاري شامل من جميع النواحي وليس فقط العلويين. لم تكن حياتنا ولا حياة السنة في سوريا وبقية الشرق بالقرى والمدن أفضل من حياة العلويين.

في الجزيرة العربية مثلا كانت هناك حالة انعدام دولة والقبائل البدوية تعيش حالة الخوف من الغزو وقطاع الطرق بسبب انعدام الموارد وهو أمر قد يتلوه حالة أخذ النساء كسبايا وكل وسائل حياة الرفاهية وممتطلبات الحياة الاساسية معدومة والإنسان لا يحصل على احتياجاته الأساسية ، أما في بلاد الشام والعراق فالناس فيها عايشين تحت سيطرة أسر كبرى تضطهد الأسر الصغيرة ولا يوجد بنى تحتية ولا تعليم ولا رعاية صحية واجتماعية ومجتمع أمي ينتشر فيه كل الجهالات وعادات أخذ الثأر واضطهاد القوي للضعيف والرجل للمرأة ومعظم المواليد الجدد يكونون في عداد الوفيات وقليل منهم يعيش والكل يعمل بالأرض عمل شاق جدا حتى ينتج بالكاد حد الكفاف من قوته وقوت عياله وحتى لباس وقماش يستره ، كانت حياة الشرق العربي كله زي القطران فالكل يدفع ضرائب ترهقه ويتم خطف الشباب وإجبارهم على الخدمة بالسخرة وكثير منهم لا يعود لأوطانه ويبقى مصيره مجهولا ومن حين لآخر يأتي الجراد و تحدث مجاعات وأمراض سارية وطاعون يفتك بنسب كبيرة من عدد السكان ومعظم الناس لا تخرج من بيوتها ليلا خوفا من أن تفترسهم الوحوش التي كانت تملأ بلادنا.

ثم لنفرض جدلا أن العلويين كانوا مضطهدين مثل السود في أمريكا أيام العبودية والتمييز ، ألم ينتهي هذا العصر ويصبح تاريخ طويت صفحته ، يعني الجيل الحالي من العلويين الذي وعى على الدنيا ولم يشاهد هذه الأمور لماذا يجب عليه اجترارها ، ولماذا يجب تحميل سنة سوريا المعاصرين عقد ذنب لأفعال لم يقترفوها. خصوصا أن ما يحدث الآن بسوريا هو اضطهاد العلويين للسنة وليس العكس.

هذا صحيح يا عزيزي و الكل أكل هوا بايديه و اسنانه ايام الدولة العثمانية لكني فقط أردت أن أؤكد ان الطائفة العلوية بالفعل لاقت اضطهادا و تشردت في الجبال.
و بالطبع أوافقك انه على الأجيال الحديثة أن تتجاوز علة التمييز و تدرك أنه طريق ظلم و عداوات و دماء و تهديد سلم و استقرار اجتماعي.

(03-24-2012, 12:37 PM)هاله كتب:  هذا صحيح يا عزيزي و الكل أكل هوا بايديه و اسنانه ايام الدولة العثمانية لكني فقط أردت أن أؤكد ان الطائفة العلوية بالفعل لاقت اضطهادا و تشردت في الجبال.
و بالطبع أوافقك انه على الأجيال الحديثة أن تتجاوز علة التمييز و تدرك أنه طريق ظلم و عداوات و دماء و تهديد سلم و استقرار اجتماعي.

بما أنني أتبع دوما مبدأ "خالف تعرف" سوف أدافع اليوم عن الدولة العثمانية... الكلام عن 400 عام من الاضطهاد العثماني أو الاستعمار العثماني وغيره هو كلام غير علمي. صحيح في آخر حياتها (لنقل القرن أو القرن ونصف الأخيران في تاريخ الدولة العثمانية) كانت السلطة مستبدة جائرة لكن لا يجب علينا الحكم على كل هذه الفترة من الحكم العثماني من هذه الفترة... قرأت مقالا لمؤرخ يختص بالفترة العثمانية يقول فيها أن أغلب فترات الدولة العثمانية لم يقم مؤرخون بأبحاث عنها.. لم تكن البلاد العربية قمة التحضر ثم جاء بني عثمان ليوصلوها إلى الحضيض، بل كانت بلادا متخلفة والعثمانيون أدخلوا بعض التطويرات (مثلا وجود توثيق، هي أول دولة إسلامية لها أرشيف يعتد به يمكن العودة إليه لتأريخها)... لا شك أنهم لم يطوروا البلاد كما يجب وكان بإمكانهم القيام بإصلاحات واسعة (كما فعل محمد علي وابنه ابراهيم ببلاد مصر والشام) والإصلاحات المحدودة التي قاموا بها فعلوها مرغمين... صحيح في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بدأ العرب بالمطالبة باللامركزية في البداية ثم الاستقلال لكن قبلها كان معظم المثقفين يعتبرون أنفسهم عثمانيين... راجعوا ما كتبه جبران مثلا أو مذكرات خليل السكاكيني حين تكلم عن الجيش العثماني أو حين انضم إلى جمعية الاتحاد والترقي (وهو نفسه لاحقا سيؤمن بالفكر العروبي بل ونظم نشيد الثورة العربية الكبرى).

(03-24-2012, 11:30 AM)هاله كتب:  "العلويون" كانوا دوما مكروهين و منبوذين من قبل "السنة" لأنهم من وجهة النظر السنية كفار. يعني لسه المسيحيين و اليهود يتمتعون بتقدير أفضل لأن ديانتيهما جاء ذكرهما في القرآن. و لذلك عاني العلويون على أيدي شتى الحكومات السنية. فمثلا في عهد الدولة العثمانية تعرضوا لمذابح قتل فيها الآلاف منهم. و بسبب الاضطهاد المتوالي اضطروا الى الهروب و العيش في الجبال و اعتماد التقية للحفاظ على حياتهم.

زميلتنا هالة وكونها حسبت العثمانيين على سنة سوريا...لم يبق عليها الا ان تحسب علينا مجازر الارمن وحروب البلقان ومأساة نسوان السلطان....ولم يبق عليها الا ان تلصق بسنة سوريا حصار ستالينغراد وابادة الهنود الحمر في امريكا!!!!
المشكلة ان الزميلة هالة اقامت لطمية في مشاركتها الاولى على الاضطهاد الذي تعرض له العلويين وحينما تداخل لها ثندر وقال لها ما قال.."شبه" تراجعت عن كلامها الاول!..واقرت أن "الكل اكل هوا" (سنة وعلويين ومسيحيين عرب) على يد الدولة العثمانية...اذن ما سبب مداخلاتها الاولى؟...لا أعرف حقيقة!...لكن على كل حال نسيت ايضا هالة ان تقول -للانصاف على الاقل- ان من اسقط الدولة العثمانية هم السوريين الذين غالبيتهم من السنة.
السؤال الذي يضرب في بالي حقا وانا اقرأ هذا النوع من التفكير هو:ماذا يقول البروتستانت الفرنسيين الذين تعرضوا لمجزرة رهيبة مات فيه ذبحا من 20 الف الى 100 الف على يد الكاثوليك في مجزرة باريس سنة 1572 وتعتبر من ابشع المجازر التي حصلت في التاريخ بعد ان قتل الكاثوليك رجال البروتستانت واغتصبوا نسائهم وقطعوا رقاب اطفالهم؟ ...من يريد ان يطلع على هذه المجزرة الرهيبة يدخل الى الرابط ليعرف شيئا عن التاريخ قبل ان يتكلم ....وخلد رساموا تلك الفترة بلوحات تعبر عن وحشية المجازر التي كانت تشرف عليها الدولة:


السؤال مجددا وبعيدا عن سايكلوجيا الضحايا.....هل هناك واقعة او مجزرة في التاريخ موجهة للعلويين بناء على انتمائهم المذهبي حصلت في التاريخ الاسلامي او التاريخ السوري على غرار مجزرة باريس؟....او مجازر الارمن على يد العثمانيين؟
اما القول عن اضطهاد العلويين من قبل الاتراك وتحميل السنة الذنب فهذا الاجرام والتجني بعينه....فالسفربرلك وهو التجنيد الاجباري لاجدادنا كان اكبر اذلال واضطهاد لهم من قبل العثمانيين..

رح وقف شوي مع الحوت الأبيض، شنو الهوا عندو عجبني

الدولة العثمانية كانت دولة عظيمة، مصنفة من الدول الكبرى في المنطقة.. وذلك قبل أن ينجن السلطان سليم ياوز، أو لعله أجبر، أن يقتحم السلطنة المملوكية المتهالكة العجوز الفاسدة، ويضمها لللسلطنة العثمانية وينتزع لقب الخلافة من بقية العباسيين كما يشير البعض.

بعد سليم ياوز أتى سليمان القانوني، ومن بعده الدولة في انحطاط.

على ما يبدو أن التقاليد والمصائب المملوكية قد أصابت الدولة العثمانية بالعدوى، فبدأت بعدها بالانحطاط العام، وأكيد الانحطاط سيشمل الجميع، عربا وتركا، سنة وشيعة وعلويين.

على أن الأمة ككل قد أصيبت ببدايات الإنحطاط بعد اقتحام المغول بغداد، ونجى بعض الأطراف لبعض الوقت مثل قرطبة والأناضول، ثم عمّ المرض الجميع.

ما قاله أحمد شوقي بعيد انهيار السلطنة العثمانية النهائي قد يشير إلى ما نحن فيه اليوم

فلتشهدن بكل أرض داعيا ـــ يدعو إلى الكذاب أو لسجاح
ولتشهدن بكل أرض فتنة ـــ فيها يباع الدين بيع سماح
يفتى على ذهب المعز(1) وسيفه(2) ـــ وهوى النفوس(3) وحقدها الملحاح(4)

(03-24-2012, 12:10 PM)thunder75 كتب:  

اقتباس:"العلويون" كانوا دوما مكروهين و منبوذين من قبل "السنة" لأنهم من وجهة النظر السنية كفار. يعني لسه المسيحيين و اليهود يتمتعون بتقدير أفضل لأن ديانتيهما جاء ذكرهما في القرآن. و لذلك عاني العلويون على أيدي شتى الحكومات السنية. فمثلا في عهد الدولة العثمانية تعرضوا لمذابح قتل فيها الآلاف منهم. و بسبب الاضطهاد المتوالي اضطروا الى الهروب و العيش في الجبال و اعتماد التقية للحفاظ على حياتهم. و عانوا الفقر المدقع و مصاعب الحياة. و اشتغلوا خدما في البيوت و في المهن الوضيعة و كانت بناتهم يتعرضن للاغتصاب و المعاملة السيئة في البيوت التي يخدمن فيها. و لا أذكر اي رحالة غربي هو الذي سجل عدد المواليد السفاح بسبب هذا الوضع المتردي و كان مرتفعا. و وصف حياة العلويين ب "جحيم الشرق". و تعرضوا للاضطهاد في فترة الاربعينات. و لم يقب العلويون على وجه الدنيا على راي الاخوة المصريين الا في عهد حافظ و ما بعده. و مع ذلك في السبعينات قام الاخوان المسلمون بسلسلة اغتيالات لشخصيات علوية مما جعل حافظ يقيم قيامتهم لاحقا.
و العداء الطائفي جذوره ضاربة في اعماق التاريخ الاسلامي لأن الدين نفسه شرعن أفضلية خير أمة و تميز قريش عن غيرها من القبائل و آل البيت عن غيرهم من العشائر و نساء النبي عن غيرهن من النساء و هكذا. و بالتالي أقصى و حط من قدر كل مختلف. هذا المختلف من الطبيعي أنه سينشأ عنده رد فعل من الحقد و الكراهية و هكذا داحس و غبراء حزازات و اقصاء و عداوات.

شريط قصير لكنه ل"عضو في المجلس الوطني" يقول باضطهاد العلويين.

الشرق العربي كله كان مضطهد يا هالة من قبل السلطة العثمانية وكان ويعيش حالة تخلف حضاري شامل من جميع النواحي وليس فقط العلويين. لم تكن حياتنا ولا حياة السنة في سوريا وبقية الشرق بالقرى والمدن أفضل من حياة العلويين.

في الجزيرة العربية مثلا كانت هناك حالة انعدام دولة والقبائل البدوية تعيش حالة الخوف من الغزو وقطاع الطرق بسبب انعدام الموارد وهو أمر قد يتلوه حالة أخذ النساء كسبايا وكل وسائل حياة الرفاهية وممتطلبات الحياة الاساسية معدومة والإنسان لا يحصل على احتياجاته الأساسية ، أما في بلاد الشام والعراق فالناس فيها عايشين تحت سيطرة أسر كبرى تضطهد الأسر الصغيرة ولا يوجد بنى تحتية ولا تعليم ولا رعاية صحية واجتماعية ومجتمع أمي ينتشر فيه كل الجهالات وعادات أخذ الثأر واضطهاد القوي للضعيف والرجل للمرأة ومعظم المواليد الجدد يكونون في عداد الوفيات وقليل منهم يعيش والكل يعمل بالأرض عمل شاق جدا حتى ينتج بالكاد حد الكفاف من قوته وقوت عياله وحتى لباس وقماش يستره ، كانت حياة الشرق العربي كله زي القطران فالكل يدفع ضرائب ترهقه ويتم خطف الشباب وإجبارهم على الخدمة بالسخرة وكثير منهم لا يعود لأوطانه ويبقى مصيره مجهولا ومن حين لآخر يأتي الجراد و تحدث مجاعات وأمراض سارية وطاعون يفتك بنسب كبيرة من عدد السكان ومعظم الناس لا تخرج من بيوتها ليلا خوفا من أن تفترسهم الوحوش التي كانت تملأ بلادنا.

ثم لنفرض جدلا أن العلويين كانوا مضطهدين مثل السود في أمريكا أيام العبودية والتمييز ، ألم ينتهي هذا العصر ويصبح تاريخ طويت صفحته ، يعني الجيل الحالي من العلويين الذي وعى على الدنيا ولم يشاهد هذه الأمور لماذا يجب عليه اجترارها ، ولماذا يجب تحميل سنة سوريا المعاصرين عقد ذنب لأفعال لم يقترفوها. خصوصا أن ما يحدث الآن بسوريا هو اضطهاد العلويين للسنة وليس العكس.

ثندر
في سوريا كان الإضطهاد على رقاب الجميع من قبل الأتراك والإقطاع وخاصة الإقطاع السني والذي إمتد ليسيطر على معظم الأراضي السورية وخاصة القرى العلوية (يعني ضيعة علوية يملكها إقطاعي سني), لكن هل تستوعب ما تعني كلمة الإضطهاد المزدوج وهل تستوعب ما تعنيه مفاهيم المذابح على أساس طائفي أم أنت تريد تجاهل هذا!

كيف عرفت أن صفحتة طويت طالما لا زال هناك من يحتقر العلويون كونهم علويون وبشكل خاص إخوان سوريا ومن لف لفهم إضافة لمن يعتبر هنا وفي النادي أن العلويون طارئين على المدينة (يعني يجب تكريس مافعله الأتراك )
بالمناسبة هناك صفحات أسهل من هذا بكثيير لم تطوى , فالسنة القرويون في حمص لهم أحياءهم لا بل أنهم تشاركوا مع العلويين في حي كرم الزيتون مثلا ولم يتشاركوا مع سنة مدينة حمص القديمة نظرا للتمييز القائم من إبن المدينة على إبن الريف.

الحرب الأمريكية كانت إعلانا عن بداية حقبة جديدة لتحرر العبيد ومن ثم قامت فيما بعد الحكومة الأمريكية بإصدار قوانين وتشريعات تلغي الفروق ولكنك في حديث عادي مع الأفروأميركان تشعر كم من الرواسب أثرت عليهم فترة الإذلال رغم كل قوانين المساواة ورغم أن معظم الأمريكيين يؤمنون بالمساواة!

لكن هل تستطيع تغيير الوضع الحالي بأن البيض ورثوا الأرض والعقارات والأملاك والثقافة الأوروبية بينما ورث السود البطالة والتمييز الإجتماعي وعصابات المخدرات والسرقة!

ما هو قائم الآن بإعتقادي وهو شكل مستتر لتحقيق نوع من التوازن وإعادة الإعتبار وهو التموضع والتوزع الطائفي في الجيش والدولة على أسس العلمانية الثقافية والمساس بهذا التوزيع الهش و الذي لا يقنعني يعني سيطرة قوة طائفية على كل سورية ,فهذه القوى تريد أن تكون البرجوازية والمدينة والصناعة والزراعة والجيش والدولة إلخ بيد فئة واحدة كما كان الأمر خلال الإحتلال العثماني, هذه القوى الرجعية تدعوا علنا إلى إبادة العلويويين وهي من بدأت بالقتل على أساس طائفي.
فكيف إنتهت!
هل لديك من حلول واقعية ومنطقية ووطنية تساهم في إلغاء الفكر والسلوك الطائفي من جذوره وتقيم نظاما عادلا فتكرمنا به بدلا من الوقوف مع طرف طائفي على العمياني ?

ملاحظةعلى الهامش : حكم الأغلبية الطائفية ليس ديموقراطية على الإطلاق وعلى سبيل المثال فحكم شمولي ما ككوبا لا يفرق بين المواطنين ولا يبيع بلاده للأجنبي ويدعم القطاع الصحي ويؤمن حقوق الطفل والمرأة هو أعلى مرتبة من حكم " ديموقراطي" كالفيليبين حين تكون هناك ديموقراطية إنتخابات بينما عدد الخدم يقدر بنصف عدد الشعب

السؤال الذي يفشخ نفسه،

ما دام سنة سوريا عثمانيين عرصات، وبدهم يدعسوا على روس الأقلياتوية، شلون يا ترى سمحوا بهالزمانات أن يكون وزير الخارجية مسيحي، ووزير الدفاع علوي، حتى راح الأمر من إيدهم لإيد هالأقليات المسكينة؟

هل المجتمع السوري أكثر طائفية قبل 1970 والحركة التعريصية المجيدة التي قادها الرفيق الركن حافظ البطة، أم اليوم.. بعد أربعين سنة ممنوع فيها غير النظام وطلائع البعث وشبيبة الثورة والجبهة التقدمية وضرابي السخن والجامعات الحكومية والإعلام الرسمي من التأثير المباشر على المجتمع السوري؟


من الذي طوأف المجتمع السوري إذن؟ أليست هي الحركة التعريصية المجيدة وحكم آل البطة؟


هي نزعة أقلياتوية، تتلحف يوما بالممانعة، ويوما بالقومية، ويوما بالاشتراكية، وأخيرا بالديمقراطية والليبرالية، لكن كل هذا تلحف وحين الحكّ يكون القصد هو تصفية حسابات أثرية لمشكلة بين ولدين في جبل الشوف سنة 1860.. أو ما يشبهها من قصص سخيفة.

أنا أستغرب حقيقة من حاجتنا أن نشرح للناس أن الشمس تشرق من الشرق، وتغرب من الغرب، وأن الغربال لا يغطي نورها، وأن سبب الطائفية الموجودة هي السياسة القائمة على جعل الناس شيعا ورفع بعضهم فوق بعض درجات.

أستغرب حقيقة أننا نحتاج أن نشرح لمن يعرف حقيقة ما سنشرح له.

حدا يحطلنا المقاطع عن يللي بحيي الطائفة وما شابه بعد قتلهم للأبرياء.

يعني يا إما دكتاتورية أقلية معينة بدها تصفي حسابات من زمن قلعة ألموت والقرامطة، يا إما ذبح البلد... مصيبة صافي..

عزيزي خالد أنت تتحامل و تحمل الكلام ما لا يحتمل.

المشكلة عندنا اننا جميعا مجتمعات متخلفة لا زالت فيها الروابط الأقوى هي الجزئية الضيقة كالطائفية و العشائرية و ليست الرابطة الكبرى و هي الانتماء للوطن. فالأنظمة نفسها تفرق لتسد و تضرب الأطراف ببعضها لتبقى كلها أضعف من النظام الذي يريد الاستفراد بالثروة و القوة و السلطة.

و هناك فرق بين الوعي الوطني و الوعي الطائفي و الوعي الطبقي و غيرها
الوعي الطبقي يسود الجميع حتى لو تم التضليل و التغطية عليه بالدين أو بالأسرة الواحدة و الأمة الواحدة تحت الله أو بغيره. و هو سبب وجود وزراء مسيحيين و غير عراقيين حتى عند صدام مثلا و ليس في سوريا فقط. فالمهم هو مصلحة النظام و الطبقة المتنفذة و الولاء لهما. بينما الآخر تتم ملاحقته بسبب عدم ولائه حتى لو كان من نفس الطائفة (د. عارف دليلة مثلا) لأنه يهدد هذه المصالح و هذا النفوذ. أمريكا نفسها لا تميز بين سني و شيعي و هندوسي حقيقة بل تسعى الى هيمنة على مصادر طاقة "مستغلة" هذه الاختلافات و بالعزف عليها و هكذا.

الوعي الوطني تقدم في فترات النضال ضد الاستعمار و وحد المتفرقين فتوارى الصراع الطائفي في كل البلدان العربية مؤقتا و عاشت كل الطوائف و الأقليات ضمن علاقات طيبة جدا و الأقليات تقدمت الصفوف في النضال و أنت تعرف مثلا أن سلطان باشا الأطرش مثلا كان درزيا و في العراق في انتفاضة التسعينات وقف الشيعة و السنة معا في وجه صدام بينما بعد الغزو اشتعل العداء مرة أخرى. و في فلسطين ناضل المسيحي الى جانب المسلم (د.جورج حبش مثلا) دونما تمييز.

مداخلتي لم تكن دفاعا عن طائفة و لكن ذات محتوى تاريخي. و تعرفني لا لي في الطوائف و لا الأديان. و الطائفية في تاريخنا قديمة تمتد جذورها الى ما بعد وفاة النبي و ظهور شيعة علي و ثم الانقسامات و التفرعات التي توالت و فرخت العداوات و الاحتراب. و هي بالتالي أقدم من هذا التاريخ الحديث بمئات السنين و اقدم من حافظ و صدام و آل أول و آل ثاني. و لا حل حقيقي الا بدولة تقف على مسافة واحدة من الجميع أما التمييز فانه سيجدد احساس الآخر بالظلم و نظل ندور في نفس الحلقة المفرغة من الأحقاد الطائفية و ما تجره من بلاوي.

اقتباس:قال لها ما قال.."شبه" تراجعت عن كلامها الاول!

ليس تراجعا يا فرات بل كنت أتكلم عن نقطة معينة هي ما تعرض له العلويون بالذات حتى أبقى في اطار الموضوع. الظلم و الفقر نعم طال الجميع تقريبا في العهد العثماني. هذا تاريخ معروف لنا و لا خلاف عليه.
و أنت تحمل الكلام ما لا يحتمل. فأنا لست بمعرض دفاع عن أحد حتى تطالبني أن أتكلم عن نضالات سنة أو غيرهم. كان الخلاف على نقطة و تكلمت فيها تحديدا. هل تريدني أن أغطي تاريخ الصراعات الطائفية في المنطقة مثلا حتى تعتبرني عدلت و أمنت؟!