مجموعة باحثين ( منقول ) :
هل أن قطع اليد يمنع السـرقة فعلاً ؟ فلماذا لم يمنع قطـع الرأس جـرائم الـقـتـل ...
أمّا العقاب الموسوي في العهد القديم للسارق كان مجرد ان يرد ما سرقه الضعف ، اي لو سرق 100 جنيه فيرد 200،ولو ثور او من الغنم وذبحه يعوّض بخمسة،وذلك في سفر خروج الاصحاح Exo 22:1 (اذا سرق انسان ثورا او شاة فذبحه او باعه يعوّض عن الثور بخمسة ثيران وعن الشاة باربعة من الغنم)
البقرة (آية:166): "اذ تبرا الذين اتبعوا من الذين اتبعوا وراوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب "
ال عمران (آية:127):" ليقطع طرفا من الذين كفروا او يكبتهم فينقلبوا خائبين "
المائدة (آية:38):" والسارق والسارقه فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم "
الانعام (آية:94):" ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مره وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون"
الاعراف (آية:168):" وقطعناهم في الارض امما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون "
الانبياء (آية:93): " وتقطعوا امرهم بينهم كل الينا راجعون "
الحج (آية:15):" من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا والاخره فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ "
محمد (آية:22):" فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم "
النمل (آية:32): " قالت يا ايها الملا افتوني في امري ما كنت قاطعه امرا حتى تشهدون "
آيات وردت فيها كلمة القطع ، و السؤال هنا :
لماذا فهمت هذه الكلمة حرفيا في بعض الآيات و مجازيا في الأخرى !
على أي قاعدة تم الاعتماد !؟
فان كان أجدادنا قد فهموا القرآن بشكل حرفي طفولي ، فهذا لا يلزمنا ...
أخيرا :
تأمل بسذاجة و لا معقولية هذه الآية ان أخذت حرفيا ، فخيال طفل في العاشرة من عمره يصيغها بشكل مقبول أكثر :
(فلما سمعت بمكرهن ارسلت اليهن واعتدت لهن متكا واتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما راينه اكبرنه وقطعن ايديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم)
مسكوا السكاكين و انتظروه ، و لما خرج عليهن ، كل واحدة مدت يدها على الأرض و تقطيع !
ثم لماذا أيديهن و ليس صوابعهن !
أيضاً وبعد ما قطعوا أيديهن بالسكاكين و الدم صار للركب ، بدأن بالتغزل به !!!
فلاسفة كبار جدا قد درسوا و تبنوا القرآن ... لا يمكن أن يكون بهذه السذاجة الحرفية و خاصة بأنه حذر من التسرع بفهمه و طلب من دارسيه التدبر بآياته بهدوء ، كما أشار بصراحة الى التأويل .
(وجزاء سيّئة سيّئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنّه لا يحبّ الظالمين) فمن غير العدل مجازاة السيّئة بأكثر منها، بل ينبغي أن تكون السيّئة مثل السيّئة، قيمة وكمّا، فالله لا يحبّ الظالمين كما تشير الآية، وقيمة يد الإنسان أنفس من قيمة المسروق.
فإنّنا سنسلّم معهم، منطقيّا، بأنّ قطع اليد هو حدّ من حدود الله، لكن بالمقابل نطالبهم بأن يضعوا آية القطع في سياقها وهو التالي: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم -38- فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإنّ الله يتوب عليه إنّ الله غفور رحيم -39- ) فالآية رقم 38 موصولة بالآية رقم 39 ولا يمكننا فصلهما بوجود الفاء العاطفة للتعقيب فلا تُفهم الأولى كاملة إلاّ بالثانية.
جاء في تفسير السمرقندي (بحر العلوم، 1/388) : (فمن تاب من بعد ظلمه يعني: من بعد سرقته، وأصلح العمل بعد السرقة فإنّ الله يتوب عليه يعني: يتجاوز عنه، إنّ الله غفور لما سلف من ذنبه، رحيم به بعد التوبة، يعني: إذا تاب ورد المال لا تقطع يده) وجاء في تفسير الرازي (مفاتيح الغيب، 11/357) : (المسألة الأولى: دلت الآية على أن من تاب فإن الله يقبل توبته […] المسألة الثانية: إذا تاب قبل القطع تاب الله عليه، وهل يسقط عنه الحد؟ قال بعض العلماء التابعين: يسقط عنه الحد، لأن ذكر الغفور الرحيم في آخر هذه الآية يدل على سقوط العقوبة عنه، والعقوبة المذكورة في هذه الآية هي الحد، فظاهر الآية يقتضي سقوطها ...
فإنّنا سندعّم رأينا بالسلف نفسه ونستشهد بالخليفة الراشد الثاني والصحابي عمر بن الخطّاب وتعطيله لنصّ قرآنيّ واضح لا لبس فيه ألا وهو المؤلّفة قلوبهم، حيث كتب أبو بكر الصدّيق أرضا لعيينة بن حصن والأقرع بن حابس، جريا على سنّة النبيّ مع المؤلّفة قلوبهم وتصديقا لنصّ القرآن في قوله: (إنّما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) (التوبة، 60) فهذه فريضة من الله حسب نصّ القرآن، فلمّا سمع عمر بكتاب أبي بكر أخذ الكتاب منهما ومحاه وقال: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألّف والإسلام يومئذ قليل وإنّ الله أعزّ الإسلام فاذهبا فاجهدا على جهدكما لا أرعى الله عليكما إن أرعيتما) (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، 9/644) فعمر اجتهد مع نصّ واضح، بل مع فريضة، وذلك بسبب تغيّر المعطيات والظروف فلم تعد هناك حاجة لهؤلاء المؤلّفة قلوبهم، والعبرة التي نستقيها من هذه الحادثة هو أنّ الله وهبنا النصّ ووهبنا أيضا العقل ومن العته التعامل مع النصّ حرفيّا دون مراعاة الواقع وإلاّ لأصبحنا خارج الزمن
بل، ومن العجائب، قولهم إنّ القرآن صالح لكلّ زمان ومكان، ولكنّهم ينقضون أقوالهم بأنفسهم، فإن كان صالحا لكلّ زمان فلماذا تتشبّثون بزمان قديم وتريدون تركيبه عنوة على زمننا؟ أليس الأولى التعامل مع النصّ حسب قيمنا الحديثة واستنباط الأحكام التي تتّفق مع العصر ليكون حقّا صالحا له؟ لا إسقاط الماضي على الحاضر ثمّ نزعم، زورا وبهتانا، أنّ النصّ صالح لكلّ زمن.
القطع غير البتر لنرى ذلك بالآية التالية ( فلما سمعت بمكرهن ارسلت اليهن واعتدت لهن متكا واتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما راينه اكبرنه وقطعن ايديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم )يوسف31 هل هؤلاء النسوة قطعن ايديهن بمعنى بتروا ايديهن وخرجت كل واحدة منهن بدون يد ام ان القطع عمل جرح غائر باليد ليظل علامة على انه سارق (بالطبع بعد ان تتكرر سرقاته)
السرقة الخطيرة هي سرقة الحياة والحرية وحرية الفكر والمعتقد والتعبير … والأخطر من هذا كله سرقة طموحات وأحلام الناس. ماهي القيمة المضافة والفائدة المرجوة من موضوع يشدني الى الماضي ويجعلني عبدا وتابعا لنصوص وأقوال ومواقف رجال مثلنا أصابوا او اخطاوا في زمنهم .