مجزرة الموريسكيين كانت عملا وطنيا بامتياز، أما أن تقوم الدولة العثمانية بحماية حدودها من الروس الغزاة وأن تقوم بحماية الأذريين من المجازر التي وقعت بحقهم قبل مجزرة الأرمن التي نلطم لذكراها فهو عمل شائن ينبغي شجبه.

الموريسكيون مسلمون، فلا بأس لو قتلوا، ثم إنهم خليط من سلت وعرب وبربر، أما الأرمن فأول مملكة نصرانية وهم من أصحاب الدم الأزرق الآري، فأي شر يكون في سفك دمهم!

ثم إن الأرض للنصارى أين ما حلوا، فالموريسكيون غرباء يجوز ذبحهم، أما الأرمن فهم أهل الأرض، ولا يبالي أحد بفتوح مملكة الأرمن القديمة وتوسعها ما وراء بلاد الأرمن وإحلالها أرمنها محل غيرهم من القوميات.

الأرمن موجودون دائما قديما وحديثا، أما الموريسكيون فزائلون، لأنه يحق للنصراني أن يحتل الأرض ويحتفظ بها، ويعد عقاب أحفاده على هذا جريمة لا تغتفر، أما غيرهم فلا حق لهم بالمثل، ويجب إبادة أحفادهم أكانوا موريسكيين أم بوسنيين أم أهل المورو في الفيليبين، الخ...

لا يفهم من كل ما سبق أنني أبارك ما صنعته الأيادي الآثمة بالأرمن في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فأرمني واحد مقتول ظلما هو أعز علي من كل دولة زعمت أنها تحكم باسم الإسلام، سواء أكان هذا الأرمني نصرانيا أم مسلما أم لادينيا. والإسلام الذي كانت تتصور الدولة العثمانية أنها تدافع عنه، أنا شخصيا ضده ولا أقبله، ولا أراه هو الذي أتى به محمد بن عبدالله من ربه. لكنني أنقل ما سبق لأبين النفاق والازدواجية واجتماع الأضداد على الخصوم، وإلا فما يجمع علي نور اللمبة الرافضي الشيعي الإثني عشري الذي يرى مذهبه المنحول المنسوب إلى الإسلام زورا وبهتانا، ويرى نجاسة عين الكافر، مع أوبزيرفر الذي يريد أن يطرد العرب والمسلمين من كل المشرق ويحشرهم في الحجاز معتبرا ذلك كرم أخلاق منه، بما في ذلك قوم علي نور من الشيعة الإثني عشرية الرافضين لخالد وعمر وفتوحهما. ما يجمعهم هو بغض العثمانيين لا حب الإنسانية.

ونحن نرى أن الدولة العثمانية هي كغيرها من الدول العديدة التي مرت في التاريخ وتمر، ليست شرا مطلقا ولا خيرا مطلقا، ليست إلا دولة قد خلت، لها حسنات شتى وسيئات شتى. ولا نراها بعد موجودة في واقع اليوم، ولا نرى تركيا الحالية لها علاقة بالدولة العثمانية إلا كما للدولة السعودية علاقة بالدولة النبوية، أو ما للجملكة السورية من علاقة بدولة بني أمية، أو دولة الطوائف العراقية بدولة بني العباس. لا علاقة للواقع بالتاريخ. أما ما دئبت عليه دهرا من تذكير بالدولة العثمانية، فكان منبعه كما قال نوار، استفزاز محض لأن القوم الذين يكتبون هنا لا ينفع معهم نقاش ولا حوار ولا كلام عقال، والا شو هو كلام العقال الذي ينبغي أن أقوله لواحد مثل رفيق كامل يرى السنة من أهل حمص بقية من محتلين عرب وترك، وواحد مثل علي نور يرى أن الشيشان يجب أن يقبلوا بحبور بالبسطار الروسي داعسا على رؤوسهم، أو واحد مثل رحمة العاملي يريد أن يقاتل السفياني والأبقع والأصهب والمزركش ليخرج إمامه الغائب قسرا وتقوم القيامة، والا واحد مثل أوبزرفر يرى أنه قد حان وقت حساب خالد بن الوليد لفتحه بلاد الشام وطرده الروم منها، والا واحد مثل فودكا كتب وكتب وما عرفنا شو كتب، الخ...

الإستفزاز هو ما يدفعنا لكتابة السلطنة العثمانية وسيفها الطويل، لأنه لا ينفع معكم غيره حديثا، ولو وجدنا منكم طرحا جديا لدعمناه أو ناقشناه، أو حتى تركنا ما نقول من أجله، كل طروحات هؤلاء مرجعها هو الإنتقام من العرب السنة لأن خالد بن الوليد فتح بلاد الشام وعمرو بن العاص فتح مصر وسعد بن أبي وقاص فتح العراق، قبل 1400 سنة. وهذا الإنتقام قد توفر من خلال مجازر النظام السوري في هذه الثورة، النظام والعصابات التي رباها في سجونه ثم أطلقها، من مثل داعش وما شابهها.

على من تتلو مزاميرك يا داود؟!؟!
نحن نتحدث عن ابادة جماعية منظمة لشعب من قبل حكومة يفترض ان يكون من رعاياها، نتحدث عن جينوسايد اثقل ضمير العالم! عندما بدأ هتلر بفكرة تصفية اليهود باوروبا اقنع مستشاريه بالتنفيذ دون الالتفات للرأي العالمي مستشهدا بابادة الارمن دون ان يحرك العالم ساكنا!
لا ادري الى ماذا تريد ان تصل يا خالد؟! هل تريد تشتيت الموضوع بطرح الف فكرة جانبية في ثلاث مداخلات؟! ام تريد استخدام اسلوب تبرير مدابح الارمن بسبب طوشة حصلت في احدى المقاهي في احدى العواصم العربية قام خلالها شاب مسيحي بطعن آخر مسلم؟! لا احد يريد الانتقام من خالد بن الوليد ولا قتل الميكي ماوس، ولكن وضع التاريخ الاسلامي تحت مبضع الجراح ضروري احيانا لنفهم عقلية الاسلامويين امثالك التي لا تستطيع ان تتصرف في الحياة العصرية هذه دون الرجوع الى خالد بن الوليد و طلحة بن الزبير و زينب بنت جحش و غيرهم من الشخصيات التي عاشت قبل ١٤٠٠ سنة، فلو نظرت لأبو قتادة اليوم مثلا ، فلا تشعر انك تتعامل مع مواطن اردني يعيش في القرن الواحد و العشرين بل تشعر نفسك انك امام ابو ذر الغفاري شكلا و مضمونا.

لا عزيزي، أريد أن أقول أنك لست مؤهلا لإدانة أية جريمة، لأنك تبرر دون أن يهتز جفنك جرائم حدثت في التاريخ.

ثم من قال أنني أبرر ما حدث للأرمن؟ أنت لا تقرأ، وإذا قرأت لا تدرك المعنى القريب فضلا عن البعيد على ما يبدو.

أنا أدين قتل أرمني واحد، ولا أنتظر حتى يصبحوا ألفا وألفين، أو مليونا ومليونين، ولا أبرر ما حدث لهم، لكنك عزيزي لست نظيف القلم حتى تلطم على مجزرة الأرمن وقد بررت مجزرة مماثلة وقعت للموريسكيين، ثم أدرت ظهرك عن مجزرة الأذريين كأنها لم تكن.

أنا لا أنظر إلى خالد بن الوليد كواقع، بل كتاريخ، لكنني ألاحظ أنك تريد الإنتقام من العرب السنة من أجل أفعال خالد، تارة بحجة القانون الدولي وطورا باسم حقوق الإنسان، وهو أمر ليس حسنا ولا أقبل أن يمر دون أن ألفت النظر له، وهو بعد لا يحل مشكلات المشرق مطلقا.

ثم نأتي إلى أغلوطة هتلر التي ذكرتها، هل أسر لك مستشاروه بهذه القضية؟ هل يوجد دليل على هذا الزعم؟

هناك الكثير من اللغط حول القضية الأرمنية، لا تماثل ما يرويه الغرب عنها، أنا أكتفي بسقوط ضحية أرمنية واحدة بريئة لأدين الفعل، لكنني لا أكذب ولا أقبل نشر كذب الغرب حول القضية الأرمنية، أنا لا أبرر ما حدث لكن الرواية الأرمنية والغربية كاذبة، وتسيء إلى الشهداء الأرمن الذين قضوا، ولا علاقة لها بحقوق الإنسان والإنسانية، ولا علاقة لها بضمير العالم الميت.

ضمير العالم الذي يلطم على "مجزرة" وقعت قبل مائة عام، ثم ينام سعيدا قرير العين على صراخ اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، ولا يبالي بقتل البوسنيين والفلسطينيين والسوريين، هذا الضمير محله طيز الكلب فقط ولا علاقة له بالإنسانية.

حين تذكر مجزرة الأرمن من رواية الأرمن، فإنه من العدل أن نسمع دفاع العثمانيين عن أنفسهم قبل أن نحكم عليهم بأنهم همج. طبعا أنت حكمت عليهم أنهم همج ليس لأنهم قد ذبحوا الأرمن بل لأنهم مسلمون وهذا يكفيك.
حين تذكر مجزرة الأرمن فإنك تنسى أنه قبل بضعة سنوات تحدت تركيا أرمينيا ودعتها إلى الإحتكام إلى الأرشيف فسكتت أرمينيا ومناصريها من الغربيين المنافقين.

نسأل الله الرحمة لمن قضى من الأرمن بريئا أعزلا، سواء أكان قتله على يد عثماني أم بسبب تعامل عصابات أرمنية مع الإمبراطورية الروسية من أجل قضم الدولة العثمانية، وندين دون تحفظ كل سيف ولغ في دماء أبرياء الأرمن وما أكثرهم، لكننا لا نقبل النفاق أيضا، ولا نقبل تحريك ضمير العالم من طيز الكلب من أجل حسابات سياسية خبيثة... وواضح لدي أن سبب تحريك قضية الأرمن هذه السنة بهذا العنف هو موقف تركيا من الثورة السورية المباركة فقط.

حين أجدك يا أوبزيرفر متماشيا مع وصايا المسيح المذكورة في الإنجيل، حين أجدك منسجما معه في قضية الموريسكيين الأندلسيين الذين عددت قتلهم وطردهم وتنصيرهم بالقوة عملا وطنيا، حينها فقط سأقبل لطمك على الأرمن والسريان والأشوريين. لأنك تلطم عليهم حينذاك لأنهم بشر أبرياء قتلوا ظلما. أما اليوم فلا أراك تلطم إلا على شيعتك وقومك لا لأنهم أبرياء أو مذنبون بل لأنهم من طائفتك فقط لا غير.


أما أبو ذر الغفاري، فلو عرفت عمن تتحدث لسكت طويلا.. ومنذ متى كان أبو ذر الغفاري ممن حملوا السيف ليجبر الناس على شيء؟ إن اشتهر بشيء هذا الرجل فإنما اشتهر بصدق كلمته وجرأته في الحق على الظالمين ونصرته للمستضعفين، فمن شابه أبا ذر فقد فاز في الدنيا والآخرة، لله دره فقد عاش وحده ومات وحده ويبعث يوم القيامة وحده.

[/quote]

(04-25-2014, 11:04 PM)خالد كتب:  لا عزيزي، أريد أن أقول أنك لست مؤهلا لإدانة أية جريمة، لأنك تبرر دون أن يهتز جفنك جرائم حدثت في التاريخ.

ثم من قال أنني أبرر ما حدث للأرمن؟ أنت لا تقرأ، وإذا قرأت لا تدرك المعنى القريب فضلا عن البعيد على ما يبدو.

أنا أدين قتل أرمني واحد، ولا أنتظر حتى يصبحوا ألفا وألفين، أو مليونا ومليونين، ولا أبرر ما حدث لهم، لكنك عزيزي لست نظيف القلم حتى تلطم على مجزرة الأرمن وقد بررت مجزرة مماثلة وقعت للموريسكيين، ثم أدرت ظهرك عن مجزرة الأذريين كأنها لم تكن.

أنا لا أنظر إلى خالد بن الوليد كواقع، بل كتاريخ، لكنني ألاحظ أنك تريد الإنتقام من العرب السنة من أجل أفعال خالد، تارة بحجة القانون الدولي وطورا باسم حقوق الإنسان، وهو أمر ليس حسنا ولا أقبل أن يمر دون أن ألفت النظر له، وهو بعد لا يحل مشكلات المشرق مطلقا.

كنت سأصدق هذا الكلام لو انك قلت ببساطة نعم ادين! و لكن فضلت ان تقول نعم و لكن! و لكن هذه لديك، عبارة عن كل حجة متاحة لديك تشكك في الموضوع، سواء التشكيك في التاريخ نفسه او حتى التشكيك في شخصي انا و عدم اهليتي للحكم الموضوع (المغالطة المنطقية اياها في النقاش: لنفرض ذلك، فهل ينفي هذا بشاعة الحدث و يعطي المبرر للمراوغة في التسليم في حقيقة الحدث؟!).

اقتباس:ثم نأتي إلى أغلوطة هتلر التي ذكرتها، هل أسر لك مستشاروه بهذه القضية؟ هل يوجد دليل على هذا الزعم؟

هل تقرأ الماني؟! اليك ما قاله هتلر امام جنرلاته في شهر آب ١٩٣٩ قبيل غزو بولندا و استعن بغوغل للترجمة بالاخص ما هو ملون بالاحمر:
Das Verdrängen und Vergessen geschah aber schnell und wirksam. Bereits im August 1939 konnte Adolf Hitler vor seinen Generälen auf dem Obersalzberg in zynischem Triumph das Verbrechen des Schweigens seitens der Großmächte konstatieren: "Wer redet heute noch von der Vernichtung er Armenier?" Statt andauernder Entrüstung herrscht andauerndes Schweigen über den Völkermord an den Armenier. Dies diente bereits einem Hitler nachweislich zur 'Beruhigung' der Gewissen seiner Generalität bei der Vorbereitung der in derselben Obersalzberg-Rede angekündigten Vernichtungspolitik im anbrechenden 2. Weltkrieg. Hitler hatte dort wörtlich gefordert, dass die deutschen Truppen mitleidslos wie Tschingis Khan Frauen, Kinder und Greise in den zu erobernden Gebieten in den Tod schicken sollten

المصدر
جامعة مارتن لوثر بهاله، إطلاع الصحافة في ٤ ايار ٢٠٠٣

http://www.verwaltung.uni-halle.de/DEZER...meni-2.htm.
يعني يمكن القول ان هتلر كان تلميذا للاتراك

اقتباس:هناك الكثير من اللغط حول القضية الأرمنية، لا تماثل ما يرويه الغرب عنها، أنا أكتفي بسقوط ضحية أرمنية واحدة بريئة لأدين الفعل، لكنني لا أكذب ولا أقبل نشر كذب الغرب حول القضية الأرمنية، أنا لا أبرر ما حدث لكن الرواية الأرمنية والغربية كاذبة، وتسيء إلى الشهداء الأرمن الذين قضوا، ولا علاقة لها بحقوق الإنسان والإنسانية، ولا علاقة لها بضمير العالم الميت.

ضمير العالم الذي يلطم على "مجزرة" وقعت قبل مائة عام، ثم ينام سعيدا قرير العين على صراخ اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، ولا يبالي بقتل البوسنيين والفلسطينيين والسوريين، هذا الضمير محله طيز الكلب فقط ولا علاقة له بالإنسانية.

حين تذكر مجزرة الأرمن من رواية الأرمن، فإنه من العدل أن نسمع دفاع العثمانيين عن أنفسهم قبل أن نحكم عليهم بأنهم همج. طبعا أنت حكمت عليهم أنهم همج ليس لأنهم قد ذبحوا الأرمن بل لأنهم مسلمون وهذا يكفيك.
حين تذكر مجزرة الأرمن فإنك تنسى أنه قبل بضعة سنوات تحدت تركيا أرمينيا ودعتها إلى الإحتكام إلى الأرشيف فسكتت أرمينيا ومناصريها من الغربيين المنافقين.

نسأل الله الرحمة لمن قضى من الأرمن بريئا أعزلا، سواء أكان قتله على يد عثماني أم بسبب تعامل عصابات أرمنية مع الإمبراطورية الروسية من أجل قضم الدولة العثمانية، وندين دون تحفظ كل سيف ولغ في دماء أبرياء الأرمن وما أكثرهم، لكننا لا نقبل النفاق أيضا، ولا نقبل تحريك ضمير العالم من طيز الكلب من أجل حسابات سياسية خبيثة... وواضح لدي أن سبب تحريك قضية الأرمن هذه السنة بهذا العنف هو موقف تركيا من الثورة السورية المباركة فقط.

حين أجدك يا أوبزيرفر متماشيا مع وصايا المسيح المذكورة في الإنجيل، حين أجدك منسجما معه في قضية الموريسكيين الأندلسيين الذين عددت قتلهم وطردهم وتنصيرهم بالقوة عملا وطنيا، حينها فقط سأقبل لطمك على الأرمن والسريان والأشوريين. لأنك تلطم عليهم حينذاك لأنهم بشر أبرياء قتلوا ظلما. أما اليوم فلا أراك تلطم إلا على شيعتك وقومك لا لأنهم أبرياء أو مذنبون بل لأنهم من طائفتك فقط لا غير.

هذه لكن خاصتك التي تستعملها بعد كلمة ادين، فتنسف بها مصداقيتك برمتها!

اقتباس:أما أبو ذر الغفاري، فلو عرفت عمن تتحدث لسكت طويلا.. ومنذ متى كان أبو ذر الغفاري ممن حملوا السيف ليجبر الناس على شيء؟ إن اشتهر بشيء هذا الرجل فإنما اشتهر بصدق كلمته وجرأته في الحق على الظالمين ونصرته للمستضعفين، فمن شابه أبا ذر فقد فاز في الدنيا والآخرة، لله دره فقد عاش وحده ومات وحده ويبعث يوم القيامة وحده.

عفوا قصدنا ابي ايوب الانصاري!

العثمانيون وإبادة الارمن -5

طريف سردست
الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 19:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات

انتفاضة آيالة وان
بعد هزيمة العثمانيون في موقعة ساريكاميش، وهي مدينة كانت ذات اكثرية ارمنية ( الان كردية)، اصبحت مدينة وان ( في محافظة وان) ذات اهمية استراتيجية لكلا الطرفين. بعد دخول القوات الروسية في مدينة ساراي توجهت السلطات التركية الى مدينة داشانكو بطلب تسليم الارمن الهاربون من الخدمة العسكرية. قام الاتراك بقطع خطوط التلفون عن المدينة واصبحوا يمارسون التحرش بالنساء والابتزاز ضد السكان المحليين. بنتيجة هذه الاستفزازات نشأت صدامات بين الجيش التركي وحلفائه من عصابات الشبيحة يطلق عليها اسم " تشتيس" عادة تكون من ابناء قبائل الاكراد والشركس، وبين مجموعات الدفاع الذاتي الارمنية. في فبراير من عام 1915 جرى تعيين Djevdet Bey وهو اخو زوجة انور باشا، محافظا على محافظة فان، المحافظة الوحيدة في الامبراطورية العثمانية حيث الارمن الاكثرية المطلقة. كان دجفدت بك، من فترة حملة جمع الاسلحة التي جرت في عصر عبد الحميد، معروفا بالوحشية ضد الارمن . كان دجفدت بك عائدا لتوه من حملة فاشلة على الجبهة الفارسية وترافقه وحدات غير نظامية من الشركس والاكراد يطلق عليهم "قصاب طابوري (قوات الجزارين)".
منذ نهاية 1914 والسلطات التركية تلاحظ تصاعدا في المزاج المعادي لتركيا في منطقة وان، وللتهيئة لقمع انتفاضة محتملة روجت السلطات لاشاعات ان الارمن وبعض القبائل الفارسية في منطقة وان تزود اعداء الاتراك بالاسلحة. وفي محاولة لتهدئة السلطات التركية قام قادة الارمن بالاعلان عن التعاون مع المحافظ الجديد على الرغم من سمعته. في بداية اذار من عام 1915 طلب دجفدت بك من مدينة تشاتاكا الارمنية بأرسال جميع الذكور في اعمار مابين 18-45 ( حوالي 4000 شخص) الى السخرة لصالح الجيش تحت التهديد بالاعدام لمن يرفض التنفيذ. غير ان الارمن ارسلوا 400 فقط. بالنسبة للبقية اقترحوا دفع ضريبة الاعفاء من الخدمة، حسب القانون الساري. غير ان دجفدت بك رفض. في ذات الوقت حدثت قضية اخرى. دجفدت بك ارسل مجموعة من الجنود الارمن والاتراك الى قرية شاداخ للنظر في تاريخ وضع الارمن في السجون. في الطريق جرى قتل اربعة من الجنود، كلهم من الارمن. دجفدت بك رد على ذلك بأرسال قصاب طابوري (طابور الجزارين) في 17 ابريل لمحو سكنة مدينة تشاتاكا من الوجود، غير ان القوات الغير نظامية لم تفرق بين القرى الارمنية واجتاحات جميع المنطقة. [9][8][14]

الابادة الجماعية بدأت في 19 ابريل، عندما جرى قتل 2500 شخص في محيط مدينة وان وبعد بضعة ايام وصل العدد الى خمسين الفا. الهجوم على وان كان بنتيجة استفزازت مخططة من اعضاء جمعية الاتحاد والترقي، وهو الامر الذي اعترف به لاحقا جنرالان تركيان هما ابراهيم عباس وحسان تاشين. [12] وتحت التهديد بالاعدام جرى منع السكان المسلمين من حماية الارمن. وفي انتظار الهجوم التركي قام سكان وان بتحصين مدينتهم تحصينا فعالا. كان عدد السكان الارمن، في مدينة وان، حوالي 30 الف ولكن المسلحين منهم 1500 فقط. عندما وصل الجيش الروسي الى وان بتاريخ 16 مايس اضطر الاتراك الى الانسحاب، ليقوم الجنرال الروسي نيقولاي بتعيين حكومة ارمنية على البلدة. غير ان الروس انسحبوا بعد ستة اسابيع والتحق بهم القادرون من الارمن. [9][8][14]

انتفاضة الارمن لم تكن عملية مخططة، فالارمن حاولوا ابقاء طريق يصلهم الى فارس في حالة الاضطرار الى الهروب في حين ان دجفدت بك استخدم الانتفاضة مبرر لابادة الارمن وهي ردة فعل لم تكن ممارسة في ذلك الوقت، إذ كانت تجري العديد من الانتفاضات، في تاريخ الخلافة العثمانية، لم تؤدي الى إبادة جماعية، ونرى انه في نفس الفترة كانت هناك انتفاضة للاكراد في منطقة بتليسا وانتفاضة للاشوريين في منطقة باشكاله.[8]

إستمرار عمليات التهجير
وحتى اذا كانت العملية الاساسية للابادة الجماعية للارمن جرت بدون تخطيط مسبق الا انه بعد اذار من عام 1915 وبنتيجة الدعاية المنظمة لدعاة الاتحاد والترقي، جرت إبادة جماعية منظمة للارمن. انتفاضة وان وجرائم قتل متفرقة، إذ حسب الاحصائيات التركية الرسمية، جرى قتل 150 الف مسلم من قبل الارمن في منطقة وان ( حسب احصائيات خليل بيرقدار جرى قتل 12 الف مسلم في كل الاناضول على مدى عام 1915) الادعاء الذي تعكزت السلطات التركية عليه لتبرير ابادتها للارمن. في استانبول جرى اعتقال 235 من زعماء ومشاهير الارمن ونفيهم. بعد ذلك اعتقل 600 وتبعهم 5000 ارمني. غالبيتهم جرى قتلهم في منطقة استانبول. هذه الاعمال لم تكن خاضعة لاي قانون وفي مقابلة وزير الخارجية طلعت باشا مع السفير الامريكي برر هذه الافعال بأنها اعمال " دفاع ذاتي". في 30 مايس من عام 1915 أقر مجلس الوزراء قانون النفي، بموجبه اعطي قادة الجيوش الحق بقمع الانتفاضات المسلحة ونفي المشتبه في ولائهم والمتهمين بالتجسس. وقد نص القانون على حماية المنفيين وتعويضهم عن ممتلكاتهم. غير انه في الواقع لم يجري مراعاة هذه الشروط ابدا.
الدور الرئيسي في القضاء على الارمن لعبته " التشكيلات الخاصة" الموجودة في منطقة الارضروم والتي وصل عددها الى 34 الفا وتتكون بالدرجة الرئيسية من محكومين جرى اطلاق سراحهم لهذا الغرض. مساهمات هذه المنظمة في إبادة الارمن، ظهرت للوجود للمرة الاولى في ديسمبر من عام 1914 ، نصف عام قبل انتفاضة وان، الحجة الرسمية للسلطات التركية، عندما قامت بتنظيف المناطق التي انسحب منها الروس من الارمن. رئيس التشكيلات الخاصة بهاء الدين شاكر، شارك بنشاط في عمليات ابادة الارمن بما فيه من خلال تشكيل وحدات الموت. [9][18]

في 18 ابريل جرت اجتماعات جماهيرية حاشدة في منطقة ارضروم وخلالها جرى توجيه الاتهام للارمن بالخيانة كما جرى تهديد كل مسلم يقوم بمساعدة ارمني بأنه سيتلقى نفس المصير. في الاسبوع التالي اصبح ارمن منطقة ارضروم مستهدفين في غزوات اباحة دورية. في منتصف مايس جرت مذبحة في مدينة خنوس وضواحيها، حيث قتل 19 الف ارمني. من مجموع 65 الف ارمني من سكنة ارضروم بقي على قيد الحياة مئة ارمني، بسبب عملهم في معامل عسكرية هامة. الكثير منهم جرى ذبحهم وقذفهم في منحدر نهري قرب قرية كيماكس وقسم جرى نفيهم الى حلب والموصل، بعضهم تمكن من البقاء على قيد الحياة. في قرية بايبورت الارمنية، من منطقة ارضروم، في البداية جردوهم من اموالهم واخذوا بناتهم الصغيرات مقابل وثيقة عدم تعرض للاسرة، غير انه لاحقا قامت عصابات الشبيحة " تشتيس" بالهجوم عليهم. وعندما حاولوا الهروب الى مدينة ارزيرجان، والتي كان قد جرى تطهيرها من الارمن سابقا، تصدت لهم الجندرمة بالرصاص.[9]

إباحة الارمن ورفع الحماية القانونية عنهم اخذت مقاييس لاتوصف. النساء والاطفال من مدينة أردو الساحلية، جرى شحنهم في علابات القطار بحجة نقلهم الى مدينة سامبسون، غير ان المحطة الاخيرة كانت في عرض البحر. في فترة الاحكام العرفية عام 1919 قام رئيس شرطة مدينة طربزون بأرسال الصبايا والطفلات الارمن كهدايا الى قادة منطقة استانبول من اعضاء الاتحاد والترقي. كما قام محافظ طربزون بخطف البنات الارمن من مستشفيات الهلال الاحمر لأغتصابهن وابقائهن رهائن لديه. [12] الجزء الجنوبي من ارمينيا التركية جرى تنظيفه من الارمن بواسطة " طابور القصابين" تحت رعاية دجفدت بك. وحتى ارمن بدليس، المشهورين بخضوعهم للقانون التركي طلب منهم دجفدت باشا، في البداية، دفع البدل، وبعد ان تأكد من تجفيف مواردهم المالية قام بتهجير غالبيتهم. بتاريخ 25 ايلول قامت قوات دجفدت بمحاصرة القرية وبعد فترة قصيرة استسلم الارمن. الرجال جرى قتلهم في مكانهم، في حين جرى توزيع النساء والفتيات " الجيدات" على الاتراك والاكراد المحليين، وأما البقية فقد جرى نقلهم الى الجنوب لتغريقهم في نهر دجلة. بالمجموع جرى قتل 15 الف من سكنة بدليس وتم توزيع مساكنهم واراضيهم على المهاجرين من الاتراك والاكراد. [9]

في ذات الوقت جرى ذبح السكان في المناطق المحيطة بمدينة بدليس. بعد الانتهاء من بدليس توجهت قوات دجفدت الى منطقة موش، حيث كان يسود سلام مؤقت بعد مذابح مايس. بمجرد وصول القوات، التي في الاساس تتألف من الاكراد والاتراك، بدأت عمليات قتل الرجال بالحراب اما النساء والاطفال فيساقوا الى الحظائر حيث يحرقون احياء. بالانتهاء من منطقة موش انتقلت عصابات دجفدت الى مدينة ساسون، الواقعة على شواطئ البحر الاسود، والتي قام الارمن بالدفاع عنها حتى استنفذوا رصيدهم من الذخيرة والطعام. بسقوط المدينة قامت قوات دجفدت بشحن السكان على البواخر وقذفهم في عرض البحر. في ذلك لم يجري التفريق بين الارمن البروتستانت والارمن الكاثوليك. في مدينة خاربوته ( لاحقا اصبحت إيلازيغ) جرى قتل، الى جانب 13 الف جندي ارمني، جميع طلاب ومعلمي مدرسة الفرات العليا، وجميع رجال الدين الارمن. إضافة الى ذلك جرى تهجير سكان ميرزفون حيث المدرسة الارمنية العليا "الاناضول" تحت رعاية الكنيسة البروتستانتية. من خلال السفير الامريكي تمكن الارمن من الحصول على عهد من انور باشا وطلعت باشا بضمان أمن أعضاء الهيئة التدريسية. غير ان محافظ المنطقة اعلن ان لاعلم له بأي عهد، وأرسل الارمن بمسيرة صحراوية طويلة حتى ماتوا. كما تعرض اغلب ارمن مدينة انقرة الى التهجير على الرغم من انهم من اتباع المذهب الكاثوليكي. [9]

يتبع..
عمليات التهجير في كيليكي

نسيت التعليق على هذه الجزئية المهمة جدا لأنها المفتاح في فهم شخصيتك، لاحظ اني و منذ يومين انقل لك دراسة اكاديمية موثقة بالمصادر و المراجع و انت تأتي ببساطة و بجملة عاطفية ليس لها اساس علمي او منطقي لتقول:

(04-25-2014, 08:07 PM)خالد كتب:  مجزرة الموريسكيين كانت عملا وطنيا بامتياز، أما أن تقوم الدولة العثمانية بحماية حدودها من الروس الغزاة وأن تقوم بحماية الأذريين من المجازر التي وقعت بحقهم قبل مجزرة الأرمن التي نلطم لذكراها فهو عمل شائن ينبغي شجبه.

ثم تريد ان تقنعني انك ضد قتل حتى ارمني واحد! يا زميل دعك مني و من المورسكيين، انت مجرد برغي في ماكينة اعلامية تؤسس لامبراطورية الشر! ألا فاستفق و اتعظ مما انت عليه الان من امان و رغد عيش في اوروبا و على الاقل اصمت اجلالا لروح حتى لروح ام واحدة بقر الطورانيون الهمج بطنها و قتلوها بعد ان وضعوا جنينها في حضنها!

(04-25-2014, 11:04 PM)خالد كتب:  

اقتباس:أما أبو ذر الغفاري، فلو عرفت عمن تتحدث لسكت طويلا.. ومنذ متى كان أبو ذر الغفاري ممن حملوا السيف ليجبر الناس على شيء؟ إن اشتهر بشيء هذا الرجل فإنما اشتهر بصدق كلمته وجرأته في الحق على الظالمين ونصرته للمستضعفين، فمن شابه أبا ذر فقد فاز في الدنيا والآخرة، لله دره فقد عاش وحده ومات وحده ويبعث يوم القيامة وحده.

عفوا قصدنا ابي ايوب الانصاري!

ولماذا تعتذر فلقد اصبت كبد الحقيقة فما ابا ذر الا كما وصفته فما هو الا قاطع طريق ولهذا تم نفيه
حتى لايسرق غنائم الخلفاء التي يستولون عليها

وهنا كما يصفه المسلمون

اقتباس:كان أبو ذر رجلا يصيب الطريق، وكان شجاعًا يتفرّد وحده يقطع الطريق ويُغير على الصِّرم في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع، فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ

يعني كان حرامي وقاطع طريق لكن شجاع متل السبع

تماما مثل صاحبنا ابو ايوب ..................................الانصاري

بقلك فاز بالدنيا و الاخرة و سيبعث وحده يوم القيامة!!! و ماذا سيكون يا ترى مصير الام تيريزا و المهاتما غاندي و نيلسون مانديلا، هل سيقبل منهم؟!

(06-04-2012, 06:54 PM)observer كتب:  محاكم التفتيش اقيمت فقط للتحقيق فيمن هو كاثوليكي، اما التعذيب وغيره فقد قامت به السلطات الاسبانية بمساعدة اسقف كاثوليكي وجهت له عدة رسائل توبيخ و قارب ان ينال الحرم النسي لانحرافه عن توجيهات الكرسي الرسولي. و لكن التاريخ يكتبه المسلمون في الشرق و غلاة العلمانية في الغرب. و من الجدير ذكره ان الكنيسة اعتذرت عما اقترفه بعض من ابنائها في العصور المظلمة.

ياجماعة كلب جهنم المسيحي المسعور

يريد أن يفهمكم بأن عشرات الملايين من المسلمين تركوا اراضيهم ودورهم وفروا الى صحارى شمال افريقيا الجرداء بسبب خطأ فردي تم تداركه!!!!!!!!

وأقول عشرات الملايين قياساً على دوله اراضيها اقل خصوبه كتركيا التي يقطنها 80 مليون كلهم مسلمين.

لو خفضناهم للنصف 40، خليهم 10مليون عشان العدرا؟!

ثم يريد هذا الكلب المسعور أن يفهمنا أن التاريخ الأسباني كتبه غلاة العلمانية المعادين للدين (برعاية محاكم التفتيش طبعاً) رغم أنه بعد هذه الحادثه بقرون لم تخرج اسبانيا من التعصب الديني فقد حاول ملكها (الكلب المسعور الاخر) احتلال انجلترا بعد أن خير ملكتها بين الرجوع عن البروتستانتيه أو الحرب؟!!!!!

لمن لايعرف: اسبانيا حتى ثمانينيات القرن الماضي لم تكن تسمح بالافلام الخليعه؟؟!!!!
--------------

طبعاً الكنيسه اعتذرت تمشياً مع الواقع ومجاراة لظروف العرض والطلب واحوال السوق فقد كانوا ضد النساء فأصبحوا من اكثر المدافعين عن حقوقهن واليوم وصلوا لزواجات المثليين أما البابا الجديد فهو لايعتقد أن الملحدين سيذهبون لجهنم؟!!!

(المسيحيه في الاسواق اطلبوها الان).....(اتصل نصل)