(08-18-2014, 11:11 PM)العلماني كتب: يا زلمه شو قاعد عم بتقارن؟
أمامك أعمال همجية بربرية وحشية، مع سبق الإصرار والترصّد، لجماعة أعلن أميرها أنه "خليفة المسلمين" ، وأتباعه يدعون إلى بيعته في كل مكان. والعالم الإسلامي ينظر ولا تحرّكه هذه الجرائم التي ترتكب باسم دين أغلبيته، ولا يندد بها وكأنه موافق عليها (السكوت علامة الرضا) أو كأنه متواطيء مع "داعش". فهل هو متواطيء حقاً؟ وهل وصلنا إلى مرحلة أن "الفايروس الإرهابي الإسلاموي" قد اصبح "وباء" في العالم الإسلامي؟
في اسرائيل التي هي أصغر من "طيز العقربة" والتي كان جيشها يحارب في "غزة" ويموت جنوده فيها ، خرجت مظاهرات ضد الاعتداء على غزة. وفي العالم الإسلامي الذي يضج بحركات متطرفة ينتمي إليها الملايين ليس هناك من يفتح فمه بكلمة ضد ما يجري من أعمال تنظيم يرتكب المجازر باسم دين الإسلام، وأنت تسألني وتأخذ في مقارنات ومماحكات، لخلق التبريرات لهذا الموقف المتخاذل، وكان الأمر لا يعني المسلمين لا من بعيد ولا من قريب. (هاهاهاه لا يعنيهم ولكنه خرج من مدارسهم "الفكرية" حيث تلاقح الإخوانجية بالوهابية فخرجت "القاعدة" ثم أنجبت القاعدة "داعش").
عموماً، هذا كله ليس "موضوعنا"، موضوعنا هو "الفرق بين داعش والجماعات الإسلاموية الأخرى" (تقرأ أيضاً بفتح الهمزة ) فهل هناك من فرق بين هؤلاء الإرهابيين؟
يعني أمريكا اللتي غزت العراق بحجة جلب الديموقراطية والحرية عن طريق "حملة صليبية" يتخللها القيام بأعمال بربرية وحشية مع سبق الاصرار والترصد لا يجوز مقارنتها بداعش؟ ليش شو ناقصها داعش؟
المشكلة هنا أن العالم العَلماني صمت تجاه الغزو والقتل والتشريد مما يدعم الفكرة بأنه موافق عليها كما وافق المسلمون بصمتهم على ما ترتكبه داعش، بل وحتى زادونا في الشعر بيتاً إذ تدخلت عشرات الدول في تلك الحملة الشعواء مباشرة وهو ما لم تفعله الشعوب الاسلامية.
ما لا أفهمه هنا هو وجه الفرق بين الأيديولوجية العَلمانية الديموقراطية والداعشية اللتان خلصتا إلى نتيجة واحدة في هذه الحالة، فلماذا باء أولئك تجر وباء هؤلاء لا تجر؟
عموماً هذا هو موضوعك الذي ختمته في مستهله إذ انطلقت من نتيجة ركّبت عليها "ما تيسّر" ثم ختمتها بسؤال استنكاري جوابه النفي.
ما تبيّن حقاً من موضوعك هو أن تعني "بالاسلامويين "الموبوئين معدومي الضمير الذين ماتت انسانيتهم" كل من احتج أو ثار أو حرق رداً على "الرسوم الكاريكاتورية" كونهم صمتوا صمت القبور راضين مبسوطين (على حد زعمك) عندما وصل الأمر إلى "عبادة" يقوم بها اخوانهم.
أنا لا أماحك، أنا أحاول أن أتفاهم مع شخصيتك التي تكيل بمكاييل تناسب هواها وفقط هواها، أنا آخذ في مقارنات لكي نرى إن كنت تتبع قاعدة أم تنميط قائم على تمييز عنصري أساسه الدين، إذ أن وسمي بالإرهاب احتاج إلى خطيئة عدم خروجي في مظاهرة تنديد، بينما القصف والقتل والاحتلال والتشريد وسرقة البلاد هي مسائل تُبحث على حدة.
طيب سؤال ثاني، لو أن داعش قتلت المسلمين وقد فعلت وبأعداد مضاعفة عن الأيزيديين، ثم لم يخرج الشارع الإسلامي في مظاهرة تنديد.. فهل كان هذا المجتمع يعتبر موبوءاً....؟
والشارع المسيحي الذي لم يخرج بمظاهرات تنديداً بمجازر وتشريد مسلمي أفريقيا الوسطى، هل هو علامة رضا أم أن لهم عذراً.
شوف، عدم وعيك للفكرة التي أحاول أيصالها هو لب الحديث، فهذا "المقارنات والمماحكات" هي أحداث جارية يموت فيها عشرات ومئات وأحياناً ألوف في الأسبوع لكن الدماء السائلة فيها مُسترخصة.
النظام السوري العلوي هجر وقتل مئات أضعاف الأيزيديين، والشارع العلوي في لبنان وتركيا لم ينتفض مندداً بإجرام أبناء ملتهم، إذن فالعلويين إرهابيين موبوئين... .
لف ودور بفلك التسامح والعلمانية واليسارية وحقوق الإنسان ما شئت، فما كتبته هنا في الأيام الأخيرة أثبت بما لا يدع مجالاً للتأويل بأنك عنصري تنتقي ما يخدم "مشروعك" والأنكى أن ذلك ليس مشروعك إنما تبنّي فكرة بالحرف لبيئة أخرى دون عناء محاولة ملائمتها لبيئتنا، يا أخي اكتب مشروعك بلغة واضحة نفهمها حتى لا يُشتبه علينا، يعني في حال ترشح شخص مسلم مثلاً لانتخابات معينة، ثم نجح، فما يجب أن يكون موقف الجيش منه إذا عُلم أنه من الممكن أن يكون إسلاموياً (ليس قطعاً لكن الإمكانية حاضرة)؟ هل يعزله أم يحترم الصندوق ويترك الأمر لأهله (التي هي وزارة الداخلية والأمن)؟
طيب في حال قررت الأغلبية المسلمة مثلاً وبعد كذا سنة من احترام حقوق الإنسان منذ تنزّلت عليها الديمقراطية والعلمانية تنزيلاً، عاد "الوباء" ليضرب من جديد وقررت هذه الأمة تطبيق شرع الله بالأغلبية المطلقة، فهل جاز لها ذلك؟ أم أن العَلمانية تفرض أن يبقوا معلّقين بقرارات هيثة الأمم؟
طيب لو كانت هذه الأمة المسلمة قد رأت هيئة الأمم ترتكب خطأً سابقاً إذ أصدرت مرسوماً يقضي بتقسيم أرض وتهجير شعب ظلماً وتعسفاً، لذا دار بخلدهم أن إمكانية خطأ هذه الهيئة قائم، فهل يتوجب عليهم الطاعة العمياء أم إعمال العقول؟
وإن لم ترد التنظير فلا تنظر، لكن هلّا أرشدتنا إلى كتب ترتضيها لنرى ما بضاعتك كون فولتير كان يتحدث عن عالم غير عالمنا وكنيسة غير مسجدنا.
تحياتي