التشيع العلوي والتشيع الصفوي ح4


بلال أحمد
الاعجاز الصفوي – الجمع بين الضدين!
نجحت الصفوية في أنجاز عملين متضادين :

أولاً : انه كان مجبراً على حفظ التشيع بل الترويج له، ليشكل منه ركيزة لتسويق نظام حكمه بين الجماهير، ويتبع ذلك عزل الشعب الإيراني عن العالم الإسلامي وزرع العداوة والكراهية بين الإيرانيين وغيرهم من المسلمين.

وثانيا : كان عليه أن يبذل جهدا استثنائيا وحاذقا في شل حركة التشيع ومسخ حقيقتها واحباط تأثيرها في العقول والقلوب، على نحو يبقى علي كرم الله وجه ولكن بدون أن يستلهم الشيعي منه الحرية والعدالة، وتبقى كربلاء ولكن شريطة أن ينام الشيعي ولا ينهض ولا يتدخل بشأن الولاة، ولا مانع من ان يُثار بحث موضوع الإمامة ولكن فقط في الاتجاه الذي يزرع الفتنة ويخلق العداوة والبغضاء والعصبية والنعرات الطائفية بين الفرس والترك والعرب ولا يتعرض للسلطان الصفوي ولا يؤشر على مواقع الخلل والانحراف والمجازر البشعة التي قام بها الشاه عباس، نعم ليبق أصل التشيع ولكن شرط ان لا يتعرض للظالمين. وبأختصاركان على الجميع ان يصبحوا شيعة فأذا تلكؤا لحظة نالهم حرّ السيف ولكن أي شيعة؟ شيعة يبكون طول عمرهم على الحسين رضي الله عنه، وبالتالي فأن الشيعي صاحب العواطف الجياشة والقلب الرقيق والمشاعر الثورية الانتقامية والذي يندب حظه ليل نهار ويقول : (يا لتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما)! ثم يقول الدكتور، سوف ينهض هذا الشيعي ساخطا على الجور والظلم وغصب الحق وسفك دم الحسين رضي الله عنه ويثور ويتأجج الغضب في روحه وكيانه ويسترخص نفسه ويشهر سيفه بيده عاليا ليضرب بكل صلابة وعنف رأسه!.



كيف استطاعت الصفوية ان تنتج تشيعا يشبه التشيع في كل شيء وليس فيه شيء منه؟!

ياله من مقلب كبير!

الحيلة الشرعية – خدعة على الله!

يقول الدكتور علي : الروحاني الصفوي قادر على قلب الحلال حرام والحرام حلال بطريقة يشيب منها رأسك، ولكن دون أن تتمكن من تسجيل هدف في مرماه لا قانوني ولا شرعي!

الربا، هو الفائدة المأخوذه عن رأس المال، فلو أقرضت شخصاً مبلغ مئة الف دينار على ان يعيدها اليك آخر السنة مئة وعشرين الف دينار، فأن مبلغ عشرين الف ستكون ربا وهو حرام، بل من أشد أنواع الحرام وهو أعلان حرب (فأذنوا بحرب من الله ورسله)، حسناً أذهب الى (الآقا أو السيد) ليعلمك طريقة تتجنب الوقوع في الإشكال الشرعي، كيف؟ أن تحول نيتك من الربا الى البيع المشروط، تقرض صاحبك قرضاً (حسناً) قدره مئة الف دينار، ومقابل العشرين الف دينار الاضافية عليك أن تبيع له مثقالاً من ملح الطعام. والان أفترض أنه قامت القيامة ووقفت أمام محكمة العدل الإلهي، هل بوسعهم أن يقولوا أن البيع المشروط حرام؟ كلا بالطبع!، لأن بمقدورك أن تجيبهم فوراً بأن الضاعة هي ملكك ومن حقك أن تفعل بها ما تشاء والشريعة ليست شرطياً يعمل على مراقبة الاسعار!، هل يستطيع أحد أعضاء محكمة العدل الالهي أن يعترض على هذه المسرحية، أن اللغة الشرعية للروحاني الصفوي توصد كل الأبواب تلجم كل الألسنة!.

وفي موضوع آخر يقول الدكتور : اذا شخص يعمل في جهاز تابع للسلطة الظالمة وبالتالي تواجه مشكلة أعانة الظالم وأخذ الأجرة لقاء ذلك، هل في عملك إشكال؟ نعم، فالإسلام يستنكر على الفرد المسلم أن يرى الظلم يقع على الآخرين ويقف مكتوف الأيدي، وهذا في أن الشيعة ما زالوا بعد أربعة عشر قرناً يلعنون كل من سكتوا أمام جريمة قتل الامام الحسين رضي الله عنه ولم يتحركوا للدفاع عنه. وكيف يمكن تجويز أستلام الأجرة غير المشروعة من يد غير مشروعة بطرق غير مشروعة ولقاء عمل غير مشروع؟! أذن ماذا أصنع؟ هل أنسحب؟ كلا هناك طريقة حل! وما هي؟ التدوير؟ وماذا يعني ذلك؟!

أنها عملية سهلة للغاية، ولا يتقُنها سوى الروحاني الصفوي، فالرجل خبير بالحيل الشرعية، وحرفته هي تلبيس الحق بالباطل والقاء رداء التقوى على هيكل الزور (حين يرتدي الزور لباس التقوى تقع أكبر كوارث التاريخ العصابة المُنصبة في العراق المحتل حالياً مثال)، وقد تمكنت تكنولوجيا الحيلة الشرعية الصفوية من أبداع الطريقة المناسبة لتحقيق هذا الغرض. فور أستلام الأجر، عليك أن تذعن لحقيقة أن هذا المال لا يمكن أن يكون من أموالك أذن من الذي يجب أن يستلمه؟ لا شك أنه الحاكم الشرعي الصفوي الروحاني، والنتيجة أنك يجب عليك ان تأتي فور أستلامك للآجر وتضعه بين يدي (السيد أو الآقا في اللغة الايرانية)، وبهذه الطريقة يعود المال الى حاكم الشرع وتصبح الأموال بحوزته، بعد ذلك فأن (السيد) سوف يرى أنك مسلم مستحق، لديك زوجة وأطفال، فيقرر منحك من أموال بيت مال المسلمين بعنوان مساعدة في نفس المجلس، وسوف ترى فجأة أن نفس مقدار الآجر الذي أستلمته من جهاز الحكم الظالم يأتيك بعنوان مساعدة من الشرع!، وبفضل الكمياء الصفوية القادرة على تحويل الراتب الذي يعطيه الظلمة الى راتب يعطية الأئمة! أرجع الى بيتك مرتاح الضمير فلقد عملت للظلمة وأستلمت أجرك من الأئمة.
شبكة البصرة
الاربعاء 19 رجب 1434 / 29 آيار 2013