اقتباس:كتب وليد عرابي (الميدان):
أجمع علماء النفس والاجتماع أن مرحلة الطفولة هي أخطر مرحلة في حياة الإنسان ففيها يحصل علي كل ثوابته ومعتقداته وفيها يعلم الخير من الشر ويعلم الحق والباطل ومن هنا تأتي خطورة المسرحية الهزلية »كنت أعمي والآن أبصر« فالمسرحية تم عرضها أمام مئات الأطفال ليغرسوا داخلهم مفاهيم مغلوطة عن الإسلام وأخطر المفاهيم التي تحاول المسرحية غرسها داخل الأطفال والشباب هي أن القرآن لايفهمه أحد حتي المسلمون أنفسهم وأن هؤلاء المسلمين مخادعون وإرهابيون وأن القرآن يدعو إلي الفواحش والعنف والتشدد.
النقطة الأولى: دائناً تدان .. أطفال المسلمين يتم تلقينهم يومياً أن المسيحيين كفار لا يعبدون الله الواحد الخالق بل يعبدون الصليب والتماثيل والبشر .. والمسيحيين كفرة ومشركين يجب التخلص منهم لكى يكون الدين كله لله لأن الدين عند الله الإسلام .
والمسيحيين أخلاقهم سيئة وخبثاء ويريدون قتل المسلمين وأذيتهم ويجب عدم القاء السلام عليهم ولا مصافحتهم ولا التحدث معهم ولا أكل أو شرب أى شئ من عندهم .
ولقد رأيت فى الحياة اليومية تطبيقات عملية لسياسة التلقين تلك :
1- مسلمون كثيرون يتعمدون عدم شرب أو أكل أى شئ نقدمه لهم فى بيتنا .
2- أطفال مسلمون يتكلمون أمامى بأن المسيحيين سيئين وأنهم "الأطفال المسلمون" يكرهون المسيحيين لأنهم سيئين .
3- سألتنى طفلة مسلمة : لماذا لا تعبدون الله يا عمو ؟!
4- عندما يمشى قسيس فى الشارع نجد نظرات الكراهية والتعليقات والشتائم البذيئة ويصل بالأمر فى بعض الأحيان الى الإعتداء البدنى ..
ومن المعلوم أنه ما من قسيس يمشى فى الشارع ويقابل اطفال الا ويزفونه قائلين : الكنيسة وقعت صوت يا قسيس .
5- رأينا بعيوننا فرحة المسلمين الغامرة عندما تقع كارثة على المسيحيين سواء فى داخل مصر أو خارجها .
6- عندما نقابل مسلم بالمصادفة ولا يعرف أننا مسيحيون يبدأ فى التكلم على سجيته ويبين حقده الجزيل على المسيحيين .
هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى ما هى المفاهيم المغلوطة التى تقدمها المسرحية عن الإسلام ؟؟
القرآن لا يفهمه أحد حتى المسلمون أنفسهم : هذا قول صحيح بنسبة كبيرة .. ففضلاً عن أن نسبة الأمية الكبيرة فى البلاد العربية نجد أن اسلوب القرآن فى كثير من الأحيان يصير غامضاً غير مفهوم الى حد كبير ... ونجد أيضاً أن غير المتكلمين باللغة العربية يحفظون ويقرأون القرآن وهم لا يفهمون معانيه .
والأطفال الذين يحفظون القرآن ولا يفقهون منه شيئاً .
وفى القرآن الأمر وضده .. الشئ ونقيضه .. فتحتاج الى كتب التفسير وتاريخ نزول الآية والناسخ والمنسوخ لكى تقدر أن تخرج بحكم شرعى :
فمثلاً هل تهادن المشركين أم تقاتلهم ؟
هل زواج المتعة حرام ام حلال ؟
ما ملكت أيمانكم وما تفتحه من باب !!
المحلل ومشكلته الأخلاقية من "ضرورة تذوق العسيلة" !!!
فضلاً عن أفعال النبى الواردة فى القرآن والأحاديث التى يشيب لها الولدان والتى لا يجد علماء المسلمين للرد عليها الا أن أفعال النبى هى المقياس التى يُقاس عليها الصواب من الخطأ حتى إن جافت أبسط قواعد الأخلاق المعروفة والمرعية !!!!
هل القرآن يدعو الى الفواحش : اذا كان يدعو الى تسهيل الدعارة تحت ستار شرعى .. فنعم هو يدعو الى الفواحش .
هل القرآن يدعو الى العنف : إذا كان يدعو الى القتل والقتال لنيل الجنة .. فنعم هو يدعو الى العنف .
اقتباس:وهنا تحاول المسرحية تشبيه المسلم علي أنه إنسان سريع الغضب عصبي لايستمع لمنطق العقل ويقتل لأتفه الأسباب.
وما الفرق بين تلك المسرحية وما قدمه فيلم "الإرهابى" لعادل امام والذى قدم الإرهابى بكل حقده وغله وغضبه وكبته ؟؟
وذلك الفيلم كان لمؤلف مسلم وممثلين مسلمين وتم عرضه فى دور السينما العامة ووجد ترحيباً من المجتمع المصرى بشكل عام .
ولكن عندما يتناول الأقباط تلك المشكلة التى تمسهم وتؤذيهم أشد الإيذاء تنقلب الدنيا ولا تقعد .
اقتباس:هذه هي الرسالة التي حاولت المسرحية توصيلها للأطفال.. »المسلمون أعداؤكم« »المسلمون يريدون قتلكم« »المسلمون يعتبرون أنكم كفار« »المسلمون يريدون هدم الكنيسة وتخريبها«.
أليست تلك هى الحقيقة التى نلمسها يومياً فى المجتمع المصرى .. وأكبر دليل هو ما كانوا يريدونه من حرق وهدم كنيسة مارجرجس بالإسكندرية .
وحوادث حرق وهدم الكنائس مستمرة منذ دخل الإسلام مصر وحتى يومنا هذا .. يكفى أن يصرخ أحدهم بعد صلاة الجمعة "الموت للمسيحيين الكفرة" حتى تجد الغوغاء قد هجموا على أقرب كنيسة وقاموا بجعلها كومة تراب ..
يحدث هذا فى بلدى مصر سواء فى عهد السادات أو عهد مبارك .. وحتى الآن ما زال مسلسل حرق وهدم الكنائس مستمراً .
اقتباس:عقب كل أزمة تنشأ أو مشكلة تثار تقوم بعض الكنائس بعمل أفلام تسجيلية ووثائق ومسرحيات تعالج هذه القضايا من منظور معين وفي ظل عدم وجود رقابة علي هذه العروض فإن الأمر يتحول في النهاية إلي كارثة.. خاصة وأن هذه الأفلام والمسرحيات لاتعرض في التليفزيون المصري أو تشاهدها لجنة محايدة مما يجعلها عرضة لنزعات عنصرية متطرفة وتجعلها أداة في أيدي بعض المتطرفين يحاولون بها إشعال الفتنة وبث روح الفرقة بين جموع الشعب المصري.
دأبت أجهزة الإعلام المصرية على وضع الملح والخل على جرح الأقباط فى شرفهم وعرضهم بتصوير المسلسلات التى تحكى عن إسلام بعض "النساء" وتزوجهم برجال مسلمين .. وقد بُح صوت الأقباط فى المطالبة بإحترام مشاعر الأقباط ولا حياة لمن تنادى ..
فمن قائل أنها الحرية .. ومن قائل أنها مشاكل واقعية .. ومن قائل يجب تناول تلك المشاكل بعقلية متفتحة ..
ولكن الواقع أن تناول تلك القضايا يكون بتصوير الإسلام على أنه الدين الذى إرتقى بسلوك الفرد الذى أسلم والذى كان يعيش حياة التشرد والضياع فى ظل المسيحية .. هذا ما رأيناه فى سلسلة المسلسلات الرمضانية :
من الذى لا يحب فاطمة ؟ مع شيرين سيف النصر .
اوانى الورد .. مع يسرا وسميحة ايوب .
فتاة من شبرا .. مع ليلى علوى .
وسنراه فى مسلسل "أماكن فى القلب" مع شيرين وهشام سليم فى هذا الموسم الرمضانى .
وهكذا فى كل رمضان يأبى المسلمون إلا أن يوجهوا طعناتهم الرمضانية للأقباط .. ولتسقط مائدة الوحدة الوطنية الرمضانية ..
ثم بعد كل هذا عندما ترد وسائل الإعلام الكنسية على تلك الحرب الإعلامية التى يشنها الإعلام الإسلامى الحكومى المنظم على عقيدتنا المسيحية نجد المسلمون يهيجون ويميجون ..
فأين حرية الإعلام وحرية الفكر التى كنتم تتغنون بها ؟؟
اقتباس:و»الميدان« تدق ناقوس الخطر محذرة من خطورة الأفلام السرية داخل الكنيسة وما قد تؤدي إليه في حالة استمرار انعدام الرقابة عليها.
وليد عرابي
أى رقابة تتحدث عنها جريدة الميدان الصفراء .. أهى رقابة الدولة الإسلامية التى أجازت المسلسلات التى تطعن فى عقيدة الأقباط ؟؟
لا توجد أفلام سرية فى الكنيسة .. إنها تعرض على الشعب القبطى فى الكنائس وتوزع على شرائط فيديو .. فإن أردتم إفراد قناة خاصة بالمواد الدينية المسيحية تكون أرضية وفضائية لتعرض تلك المواد لكى لا تكون سرية فلا مانع ..
ليس عندنا أفلام سرية وعلى أتم إستعداد لعرضها فضائياً .. ولكن بعد عرضها على لجنة الرقابة الكنسية القبطية فقط ..
أما لجنة رقابة الدولة الإسلامية فلا وألف لا .. فقد ثبت عدم نزاهتها وخبث أهدافها .
وإسألوا حسنى مبارك لماذا رفضت الدولة "المصرية" تنزيل قناة "أغابى" القبطية "المصرية" الأرثوذكسية على القمر "المصرى" نايل سات ؟؟