تمتلك هدوءاً تُشكر عليه .. لا يملكه الكثير من "الدينيّين" .. حينما تحاورهم من خارج سربهم ..
اقتباس:نحن نبحث سويا عن الحقيقة ............وانا اريد الخير لك ولكل البشر ولست بمستفيد شيئا من نصر مزعوم على اناس لم ارهم في حياتي اللهم الا قراءة عبر الشبكة .
حينما نمنزج "العلم" مع "الغيبيّات" .. لا يمكن أن نصل لـ"حقيقة" .. فالحقيقة هنا ستكون نسبيّة .. جداً ..
لا يمكن لعلمي أن ينفي غيبيّاتك .. لأنّه أصلاً لا يعترف بها .. وربّما .. بأحسن الأحوال .. فالعلم قد يبرهن لك يوماً .. أنّ (لا حاجة لغيبيّاتك) .. حينما يقدّم أجوبة للأسئلة التي تؤرقنا اليوم .. ومع ذلك .. فلست متأكّداً تماماً .. أن "عدم الحاجة للغيبيّات" .. سيعني "عدم وجود الغيبيّات" ..
بالمقابل .. فغيبيّاتك لن تستطيع نفي إيماني بالعلم .. لأنّ غيبيّاتك خارج الزمان والمكان .. وخارج العقل والمنطق العلمي (لا تعتبر ذلك انتقاداً للغيبيّات .. ولا إنقاصاً منها .. فربّما يكون الخطأ من المنطق البشري الصرف لا من غيبيّاتك) ..
لكي أربط لك حديثي أعلاه بموضوعنا .. سأقفز لآخر ردّك .. للجملة التالية ..
اقتباس:السبب هو اذن الله بالقيام : كن فيكون فورا .
العلم لايستطيع الاجابة عن الامور التي نتحدث فيها , قد اوافقك على الفلسفة لكن العلم بمفهومه المتعارف عليه science حدوده المادة فقط وحديثنا عما وراءها , هل هو موجود ام لا .
أنا طلبت أن يكون تفسيرك داخل حيّز المنطق الإنساني .. وطلبت أن يبتعد عن تلك الغيبيّات .. لأنّ إدخالها بموضوعنا هنا .. هو "تخبيص" كبير بحق العلم .. وجريمة كبيرة بحق المنطق الإنساني ..
السببيّة .. بالأصل .. نظريّة علميّة .. قبل أن يستخدمها الدينيّون في برهان وجود الله .. لذا فهي تعتمد على "الماديّات" .. وفقط الماديّات .. وكانت نتيجة لعدّة نظريّات ماديّة .. مثل (لكل فعل رد فعل يساويه قوّة ويعاكسه بالإتجاه) .. وغيرها ..
وإنّ إيجاد مثال واحد .. يخالف السببيّة .. يكفي أن يُسقط النظريّة من أساسها (ويبدو أنّ العلم يتّجه لإسقاطها) .. وبالمقابل .. فالدين يسقطها من جهة .. ويحييها من جهة .. بمنطق غريب جداً .. يفتقد لأدنى دراية علميّة ..
حين نبرهن "شيئاً ما" باستخدام نظريّة علميّة .. ماديّة .. بحتة .. من قمّة التخبيص أن ندخل الغيبيّات بها .. إذا كانت النظريّة نشأت بعد تجارب وملاحظات "ماديّة" .. كيف تدخل "الكن فيكون" في صلبها .. !!؟؟
ثم كيف يتدخّل الله بقانون السببيّة "المادّي" على هواه .. !!؟؟
أرجو أن يكون رأيي قد وصل .. ولا تعيد لي حكاية \"الكن فيكون\" .. لأنّها تخالف السببيّة (وأي نظريّة ذي صبغة علميّة) .. أو أسقط نظريّة السببيّة التي تعتمد عليها في برهان وجود إلهك .. من الأساس .. !!
كان الرسول أيّام زمان .. يدّعي أن هناك ملاكاً يركب الغيوم .. فيقودها لحيث يشاء الله .. جاء العلم ليثبت لك بأنّ الغيوم محكومة بقوانين الطبيعة .. وأن مفهوم "تدخّل الله" بحركة الغيوم مفهوم خاطئ علمياً تماماً ..
لا الله .. ولا أيّ أي ملاك أو عفريت .. يستطيع الشذوذ عن "الاحتمالات" الموضوعة لحركة الغيوم .. علم الإحتمالات هنا "يتداخل تماماً" مع علوم الأرصاد .. وعلوم الأرصاد تتنبّأ لك بحركة الغيوم بنسب إحتماليّة معيّنة .. لا يمكن أن تخطئ بشكل "نظري" على الأقل (إي في حال دقّة الدراسة .. ودراستها لجميع الإحتمالات الممكنة) ..
المقعد تحرّك بعد مرور سيالة عصبيّة في عصب "معطوب" .. لمرور السيالة العصبيّة "سبب" مادّي حتمي .. كما هو السبب الذي حرّك الغيوم لنقطة معيّنة ..
طبيّاً .. يوجد أمور "مجهولة السبب" .. لكن لا يوجد أي شيء "بلا سبب" .. ومع ذلك فالطب النفسي وفروع العلم المختلفة قد تجيب عن سبب مشي المقعد (الذي تتكرر روايته في حالات عديدة .. لها علاقة بالإنفعالات والهيجانات النفسيّة .. خصوصاً الدينيّة .. وذلك لشدّة التأثّر بها من أصحابها) ..
دائماً ما نعزو الأمور المدهشة (والمدهش هو الذي لا نفهمه .. وليس الشيء الذي يخالف المنطق العلمي) .. لخرافات لا منطقيّة (كلفظة كن فيكون) .. الإنسان القديم اخترع الروح .. ففسّر موت الإنسان بأنّه "خروج الروح" .. فجاء العلم ليفسّر لك الموت بلا أيّ حاجة لخروج الروح أو طلوعها..
والفراعنة حينما لم يفهموا سبب "فيضان النيل" .. فسّره بطريقة أسطوريّة .. حتّى وصل به الأمر أن يقدّم قرابين للنهر كي لا يفيض .. وعلميّاً .. فالنهر يفيض لكذا وكذا وكذا .. ويمكن التنبّؤ بفيضانه قبل فترة كبيرة ..
الرسول عزا الصرخة الأولى للوليد بمسّ الشيطان .. (أعذرني لعدم إيرادي لنصوص الأحاديث التي أوردها عن الرسول .. كي لا أخطئ بصيغتها .. لكن هذا الحديث موجود بسنن النسائي حسبما أذكر) .. والعلم جاء ليفسّر لك سبب بكاء الطفل بدون تدخّل أي عفريت أو جنّي .. أو أي سبب غيبي .. بل إنّ الطفل يموت إن تأخّر في صراخه ..
لذا .. فعدم مقدرة العلم في الوقت الحالي في الإجابة على أي سؤال .. لا يعني عجز المنطق العلمي .. بل التاريخ يثبت أنّ العلم هو المنتصر دوماً في النهاية .. وها هو العلم يسقط "الحاجة" للغيبيّات .. يوماً وراء يوم .. فلم يعد هناك حاجة للركوع "لإله المطر" .. ولا لملاك المطر .. ولا لإله النيل .. ولأغلب الخرافات القديمة .. اللا عقليّة ..
اقتباس:الموت هذا ظاهرة عنيفة ! رحيلنا عن هذه الحياة يجب ان يهز كل انسان من الداخل ..........لو نحن الموجودون كسادة للكون لما كان قدرتنا بتلك الهامشية المضحكة حين نظن ان ليس هناك من يتحكم فينا !
فعلاً ظاهرة عنيفة "بتقييم" (الوعي) الإنساني .. وربّما لم تكن بذات العنف للشجرة .. أو للثعبان .. أو للحجر ..
هذا تقييم إنساني بحت .. العنف .. الحزن .. السعادة .. كلّها مشاعر إنسانيّة .. لا تعني شيئاً .. أبداً .. خارج هذا الإطار .. فالحادث الذي تراه أنت محزناً .. ربّما يكون "مفيداً" للنباتات .. ولا يعني شيئاً .. للثعبان ..
وطبعاً .. فهاجس الموت دائماً ما كان يلاحق الإنسان .. ولم يرح نفسه منه إلا حين اخترع "الجنّة" .. وربّما "الحوريّات" .. اللواتي ينتظرنه على أحرّ من الجمر ..
مشاعر الخوف .. مشاعر خاضعة للزمن الذي تعيشه أنت .. للفترة التي تحكم حياتك .. سينعدم هذا الشعور .. مع الموت (بعيد الشر .. أنا لا أقصدك أنت طبعاً .. بل أنا أرمّز بلفظة "أنت" للإنسان بشكل عام عادةً) .. كما كان معدوماً أيضاً .. قبل الحياة ..
لا أدري أين الغرابة في ذلك .. !!
اقتباس:العلم اثبت ان هناك قوة ( عاقلة ) تتحكم في سير منظومة هذا الكون .
عفواً عفواً .. هنا بدأنا نخلط الحابل بالنابل ..
متى أثبت العلم ذلك .. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
العلم أثبت بأنّ الكون قادر على تنظيم "نفسه" ضمن القوانين التي تحكمه .. وهذا لا يعني أن هناك قوّة "عاقلة" .. "مريدة" وراء ذلك .. !!!!!!!!!!!
هذه نقطة مفصليّة .. ولا يمكن أن تفرضها لمجرّد رأي "ديكتاتوري" يخالف أي منطلق من منطلقات العلم ..
اقتباس:حياتك لاتقاس بحياة البكتريا .......انت سيّد !
سيّد .. !!
سيّد ماذا أنا .. !!
السيّد يسيّر نفسه كما يريد .. والإنسان .. حتّى عن هذا الشيء فاشل .. (وسبينوزا الذي استدلّيت بأقواله يؤيّدني بذلك كثيراً .. بجبريّته) ..
أسلفت بأن الفكر الإنساني يتأثّر بعدة عوامل .. لذا فإن الإنسان .. ومنذ ولادته .. تمارس بحقّ عقله آلاف العمليّات الإرهابيّة ..
هو لا يختار طبيعة الأفكار التي يريدها .. بل تفرض عليه فرضاً ..
ومن هنا .. فذاك الطفل عرف مكان الله "الإسلامي" .. لأنّه تشرّب العقيدة "الإسلاميّة" من أبويه .. وفقط ..
وإلا .. فلماذا صاحبنا عرف مكان الله الإسلامي .. لا البابلي .. والمسيحي لما يعرف مكان الله المسيحي .. لا الإسلامي .. !!؟
وهنا لاحظت أنّك تخلط كثيراً .. بين "نشأة الدين" .. وبين "تناقل الدين" ..
اقتباس:لكي اثبت لك ان هناك فرق بين الفكر الانساني الذي يقود لتعدد مظاهر القوى المؤثرة في الكون ( فلكل ظاهرة كونية اله ) وبين الوحي الذي جاء به سلسلة رجال اتقياء ذوو خلق عبر التاريخ هم الانبياء , لايعرف احدهم الاخر ولا رآه , وكلهم متواطئون على فكرة نفي التعدد وتقرير الوحدانية .
اذن هناك اختلاف بين الفكر الانساني المجرد وبين الوحي الذي جاء به عدد محدود من البشر اسمهم الانبياء .........هو السر وراء دلالة الانسان على الله وصفاته .
ما علاقة التوحيد والتثليث بكلامي .. !!!!!!!!!!!!!!
مجرّد افتراض وجود أي قوّة غيبيّة.. هو افتراض "فكري" .. لا علمي .. والإفتراضات الفكريّة معرّضة للخطأ .. أكثر من الصواب .. (خصوصاً أنّها خاضعة لحاجات المرء وغرائزة وعواطفه والمؤثّرات التي خضع لها) ..
اقتباس:ليس الاعتقاد بوجود الله ناتجا عن التفكير فقط , بل العلم ايضا يثبته بكل ضرورة . الم تسمع عن كتاب : الله يتجلى في عصر العلم ؟ او الانسان لايقوم وحده ؟ ردا على كتاب جوليان هكسلي الانسان يقوم وحده .
كلام خاطئ تماماً .. !!!
هذه الكتب غير علميّة .. كتبها أصحبها ليبرهنوا وجود الله بأيّ طريقة كانت .. لا ليبرهنوا الحقيقة !!
المكتبات ممتلئة بالدجال العلمي .. وهنا يكون دور الإنسان في انتقاء "العلم الحيادي" فعلاً .. بعيداً عن تلك العلوم والإعجازات "الملفّقة" ..
أعيد وأكرر .. العلم لم "ينفِ" وجود الله .. لأنّ العلم لا يمكن أن يتداخل مع الغيبيّات أبداً .. وليس من اختصاصه نفي وجود اللاموجود .. ووضّحت في مقدّمة الرد .. بأن العلم قد ينفي "الحاجة" لوجود إله .. أو لنوضّح أكثر .. الحاجة لوجود "خالق" .. بشكل أخص .. فهذه حالياً هي الحجّة الوحيدة التي يملكها الدينيّون .. بعد انهيار جميع حججهم ..
وشكراً لرحابة صدرك .. عزيزي ..
خوليو