تحياتي عزيزي اسماعيل :
اقتباس:سؤالك الذي تريد أن تصنع منه أحجية قد اجبت عنه بما يكفي،
لست أنا يا عزيزي من صنع منه احجية !! ولكن تملصك من الاجابة عنه هو ما اجعلني اصر على انتزاع جواب منك ( تماما كما تملص بعض اخوان غرفتك من هذه الفقرة تحديدا !! بل وخطؤوا السباعي فيها !!!!!! ) ..
اقتباس: وكلمة السباعي كافية في جوابه، هذا من حيث النظر
بالفعل .. كلمة السباعي في ظاهرها واطلاقها تعني : لا يوجد ما يمنع ان يكون المسيحي او الشيعي أو العلوي أو الاسماعيلي أو الدرزي أو المرأة أو حتى الملحد رئيسا للدولة .. فهل هذا حقا ما يؤمن به الاخوان ؟ أم أن كلام السباعي للاستهلاك فقط ؟أو فقاعة كلامية لا أكثر ؟ ..
الغريب أن العزيز اسماعيل دار ولف ولكنه لم يجب بوضوح !!!! رغم انه سؤال بسيط بالفعل وليس احجية !! ..
عبارة العزيز اسماعيل في القضايا المحرجة له تكون دائما هلامية ومطاطة وغامضة !! ( وهذا ربما أثر للتربية التكتيكية التي تجيدها الجماعة، والتي اعتبرها العزيز اسماعيل شهادة مبشرة !! على حد تعبيره )
عموما ... من قراءة مجمل ما كتب يمكننا استخلاص ما يلي بصعوبة شديدة !!:
1- لم يذكر شيئا لا من قريب ولا من بعيد عن قبول الاخوان بمبدأ رئاسة الشيعي أو العلوي أو الدرزي أو الاسماعيلي للدولة ؟ ولا نفهم لماذا ؟ ( سيما وأننا نتحدث عن ما نسبته وفق كلام فان دام 16.5 % من الشعب السوري ! ) .. وما زلنا ننتظر اجابة مباشرة : نعم أم لا ؟ .
2- بالنسبة الى مبدأ رئاسة المسيحي أو المرأة للدولة فقد كان جواب العزيز اسماعيل متحدثا عن موقف جماعته :
اقتباس:موضوع أن ترأاس سورية امرأة أو أن يرأسها غير مسلم ليس مطروحا الآن، ولا عندنا فيتو تجاهه، غير أن الواقعية تقتضي الإقرار باستبعاد هكذا خيار عن طريق ديمقراطي، ....... أما أن يفرض على الشارع فرضا باسم الليبرالية أو اليسارية أو غيرها من المبادئ، كما فرضت تنحية الإسلاميين عن المشاركة السياسية! فذلك أمر آخر...
ليس مطروحا !! ولا يوجد فيتو !! ولكنه مستبعد ديمقراطيا !!! كذا !!! ولكن لا بأس بالمقابل بأن تفرض رئاسة المسلم السني العربي على الشارع فرضا باسم الاسلام .. فهنا لا توجد مشكلة ! ..
في حين كانت الجماعة الأم في مصر أكثر وضوحا عندما قررت في بيانها الشهير ( الاخوان المسلمون وقضايا معاصرة ) أن ( للنصارى حقا في أن يتولوا - باستثناء رئيس الدولة !! - كافة المناصب الاخرى ) .
أما عن المرأة فقد كان موقفها ايضا ( للمرأة الحق في تولي المناصب القيادية عدا الامامة العظمى وما يندرج تحتها ) .
وعليه .. فان السؤال الذي يطرح هنا :
هل كان السباعي يعني ما يقول عندما اطلق عبارة من قبيل :
(المواطنون متساوون في الحقوق، ولا يحال بين مواطن وبين الوصول الى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة )
هل هذه العبارة باطلاقها دون تقييد مقبولة اخوانيا واسلاميا ؟ أم أنها مجرد ( شذوذ !! ) وفقاعة كلامية !! ( تماما كشذوذ رأي السباعي في الاشتراكية ! ) ..
اقتباس:من حيث الواقع فإن دساتير سورية منذ الاستقلال وحتى الآن تحرم غير المسلم وغير العربي من رئاسة الدولة!
هذا صحيح .. فهل يعني كلامك ان جماعة الاخوان المسلمين تقبل بهذا الأمر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .. أليس غريبا أن يتقاطع دستور حافظ الاسد الذي يحرم غير المسلم وغير العربي من امتيازات المناصب العيا مع القواعد الدستورية التي يؤصلها الاخوان الآن !؟ .
يا عزيزي هذا ما تحاربه القوى العلمانية الليبرالية في سورية داعية الى صياغة دستور اكثر ليبرالية وعلمانية يستوعب الجميع، ولا يقرر امتيازات لطائفة الاغلبية او عرق الأغلبية بل تعيد بناء الدولة على أساس المواطنة الكاملة التي لا تميز بين سني وشيعي ، مسلم ومسيحي، رجل وامرأة، اسلامي وعلماني، مؤمن وملحد .. ( راجع كمثال مسودة الدستور المقترح من أنور البني ) ..
اقتباس:هذه هي نسبة الشيعة يا سيدي، ومصدر هذا هو إحصاءات رسمية قديمة اعتمدها فان دام في كتابه الذي كان رسالة للدكتوراة بعنوان: (الصراع على السلطة في سورية الإقليمية والعشائرية والطائفية)
احصاءات رسمية !!!! ( كذا ! ) في حين أن فان دان نفسه يذكر أن مصدر هذه الارقام هو :
Gabriel Baer, Population and Society in the Arah East (London, 1964) p. 109.
فهل هذه هي الاحصائية الرسمية !!؟؟ ..
وفي حين كان فان دام موضوعيا وعلميا ودقيقا عندما لم يسلم بصحة هذه الارقام بالمطلق ، وانما عقب بالقول :
ومن أجل مناقشة صحة البيانات الإحصائية السكانية في سوريا، انظر:
J.C. Dewdney, 'Syria: patterans of population distribution'. In J. I. Clarke & W.B. Fischer (eds) Populations of the Middle East and North Africa (New York, 1972). Pp. 130-42: E. With, Syrien: Eine Geographische Landeskunde (Darmstadi, 1971) pp. 170. 171.
لأرقام أخرى حول أهم المجموعات الدينية واللغوية في سوريا انظر:
I. Nouss, La Population de la Republique Syrienne Etude demographique et geographique, These d'Etat (Paris, 1951): US Army Arce Handbook for Syria (Washington, DC, 1965): Statistisches Bundesamt Wiesbaden, Allgemeine Statistik des Auslandes, Landcrkutzberichte, Syrien (Stutlgart/ Mainz, 1967, 1969).
فان العزيز اسماعيل يقر بكثير من الثقة الزائدة عن الحد ان ( هذه هي نسب الشيعة في سورية !!!! ) كما ان جماعة الاخوان المسلمين لا تجد حرجا في بناء مشروع سياسي كامل على أساس أن ( 90% من الشعب السوري مسلمين !!! ) ولا ندري ما مصدر هذه الاحصائية ؟ وهل هي احصائية رسمية ايضا ؟!
ثم .. عمر هذه ( الاحصائية الرسمية !! ) 42 سنة !!! فهل جمدت هذه النسبة على حالها حتى اليوم !؟( 0.5% جعفريون ) وكانه لم يقرأ في حياته عن القرى الشيعية الجعفرية في حلب وحمص !! ناهيك بالطبع عن شيعة الجديدة ودمشق ( من اجل ارقام ونسب مختلفة تماما عن احصائية العزيز اسماعيل الرسمية !!! راجع : الشيعة في بلاد الشام لحسين قاسم العاملي ، حيث عرض جردا دقيقا لمناطق الشيعة في سورية مع الارقام، وبلغت النسبة المذكورة : 5.3 % من الشعب السوري !! فقط للجعفريين !! فمن نصدق ؟؟ .. لعل فان دام اصدق اعمالا لمثل الشامي : الفرنجي برنجي :lol: ) ..
عموما تبقى كل تلك الارقام غير دقيقة لعدم وجود احصائيات بالفعل ..
واخيرا .. يقول العزيز اسماعيل :
اقتباس:تعرية عقائد ملة ما لا يعني الطائفية،
هكذا بالاطلاق .. وهذا يعني أن نقدي للاسلام لا يدخل في باب الطائفية بكل تأكيد ، بل هذا مما يقبله العزيز اسماعيل اخوانيا .. ، في حين ان السباعي يعتبر أن من ( يستغل المواطنية ليطعن في دين هذه الأمة ( كذا !! دون ان نفهم هل دين الأمة هو المذهب السني !؟ ) فهو يحقق بذلك طائفية مستترة ) !؟ ..
وعليه .. هل كان سعيد حوى ( وكل من يردد افكاره حول الشيعة ) انما ( يستغل المواطنية ليطعن في دين هذه الأمة ويحقق بذلك طائفية مستترة ) ؟؟ أم ان دين الأمة هو فقط المذهب السني !! في حين أن من( يعري عقائد ملل اخرى ! ) على حد تعبير اسماعيل سواء أكانت المسيحية او الشيعية أو العلوية .. الخ لا يستغل المواطينة ولا يحقق بذلك طائفية مستترة أو معلنة ! ..
ملاحظة : اعيد تذكيرك بطلبي الذي طنشته :no::
ذكرت في معرض تعقيبك أنك ارسلت مسودة مشروع الاخوان الى محمد بن سرور زين العابدين، فهل لك أن تطلعني على رده ؟ لأني شخصيا اتابع افكاره ويهمني بالفعل أن اعرف موقفه من مشروع الاخوان، ويا حبذا لو يكون موقفه موثقا، طبعا اذا لم يكن عندك مانع.
ملاحظة على البيعة : تجاهلت تماما سؤالي المتكرر بعرض تفاصيل اجتهادات حبش الشاذة التي ترفضها الجماعة تماما .. ولماذا ترفضها .. .. فما السبب ؟ ..
مع التحية ..
شهاب الدمشقي.