منذ اسبوع ، و حسب صحيفة الخليج الاماراتية ، تم لقاء بين النائب سعد الدين الحريري ، رئيس تيار المستقبل ، و حسن نصرالله ، زعيم حزب الله ( الديني - الشيعي ) اللبناني . استغرق اللقاء اكثر من ست ساعات متواصلة . و يعتبر هذا اللقاء على درجة من الاهمية لكونه استبق مؤتمر الحوار الديموقراطي اللبناني-اللبناني الحالي الجاري في بيروت بين الاطراف الفاعلة في المشهد السياسي العراقي ! و ثمة مؤشرات تدل على اهمية ذلك اللقاء و أثره على المتغيرات القادمة :

- الجنرال عون حذر من اقالة لحود قسريا او تنحيته دون موافقته التي يجب ان تكون مشروطة بتقديم استقالة خطية من قبل لحود نفسه . علما ان الجميع عداه في مؤتمر الحوار كان موافقا ضمنيا على اقالة لحود .

- وليد جنبلاط زعيم اللقاء الديموقراطي ، سافر الى واشنطن برفقة مروان حماده بعد الجلسة الاولى لمؤتمر الحوار .

- حسن نصرالله انطلق مع الحريري سعد الدين الى ضريح الحريري الشهيد ، علما انه لم يزره طيلة هذه المدة ولو لمرة واحدة ، مما يدل على توافق غير معلن مع حزب الله على قضايا ستظهر لاحقا ومنها التوافق الذي ظهر في الجلسة الختامية البارحة حول مقايضة اسقاط لحود ، رئيس الجمهورية مقابل الابقاء على المقاومة في الجنوب .

الام يدل هذا ؟

1. ارى بان الحريري واقع بين شاقوفين :

المحور المصري - السعودي و الذي يطالبه بالتقرب من الشيعة السياسية من ناحية ، و عدم مهادنة سوريا ، من ناحية اخرى . و المحور الامريكي - الفرنسي ، الذي يطالبه بالعكس تمام مما يطلبه المحور الاول !

2. التمايز في وجهات النظر و التبدلات التي بدات تظهر على السطح ولو بشكل خجول : هناك تمايز بين وليد جنبلاط و سعد الحريري بشان ملف المقاومة و التي يؤيدها حزب الله و حصل على وعد ضمني بشان استمراريتها في المؤتمر الحواري الحالي !

3. هناك تمايز في المواقف بين حزب الله و الجنرال عون بشأن الموقف من تنحية العماد لحود رئيس الجمهورية !


و هكذا نجد ان هناك رغبة حريرية بخلق فجوة بين حزب الله و الجنرال عون ، و ربما بدات تلك الفجوة تتسع لدرجة ان بوادر تباعد بدأت تظهر بين عون و حزب الله و بوادر تقارب بدلا منها بدات تظهر بين حزب الله و تيار المستقبل الذي اظهر امتعاضه من مواقف جنبلاط المتطرفة

أخيرا لننتظر قليلا علنا نعلم ما يحمل الينا جنبلاط من جديد ، وهو المعروف بقدرته الفائقة على سبر التغيرات السياسية على الساحة و التعبير عنها بكل صراحة و ووضح و شجاعة ! خاصة أن الانباء تتحدث عمليات تطوير بداتها امريكا للجيش اللبناني و تحركات سياسية كبيرة تحدث كزيارة شيراك الى السعودية ، و لبنان ليس بمناى عن كل تلك الامور ، و المقاومة اللبنانية ليست بعيدة عنها أيضا . و الموقف من سوريا ، و الذي تتحدث عنه جماعة الموالاة كثيرا متاثرين باجواء مؤتمر الحوار ، سيكون الاكثر تأثر ، خاصة و ان سيرج براميرتز سيقدم تقريره مع نهاية هذا الشهر حول مدى التعاون السوري او عدم اضافة الى تحقيقات جديدة لغير سوريين تتعلق بملف الشهيد الحريري و و بعد ان فتح المحققون اللبنانيون كملف بنك المدينة الذي يتحد بارقام مليونية لاموال تتلاعب بها ايد ضباط سوريين ما كانوا يملكون سوى رواتبهم قبل غزو لبنان !

مع التحية (f)

-آصف شوكت في باريس والتقى شيراك قبل سفره
GMT 0:45:00 2006 الإثنين 6 مارس
صدى البلد اللبنانية



--------------------------------------------------------------------------------


جان عزيز

يبدو أنها ليست مجرد مصادفة ان تتطابق ردود الفعل الفرنسية والسورية حيال الحوار اللبناني الجاري. والأهم أن المسألة لم تتزامن صدفة أيضاً مع زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى السعودية. فالمعلومات المتوافرة من العاصمة الفرنسية تشير الى عودة الاتصالات على خط باريس ــ دمشق، وذلك بعد نجاح المساعي العربية في تليين الموقف السوري، ونجاح المأزق اللبناني في تليين الموقف الفرنسي المقابل.
وتكشف المعلومات نفسها ان مسؤولاً سورياً رفيع المستوى، هو اللواء آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس أحد أبرز أجهزة النظام، زار العاصمة الفرنسية يوم الأربعاء الفائت. وفي حين ظلت هذه الخطوة بعيدة عن الاعلام والاعلان أشارت المعلومات نفسها الى أن شوكت عقد سلسلة من اللقاءات السياسية مع مسؤولين فرنسيين لا بل ثمة اعتقاد بأنه التقى شيراك نفسه عشية سفر الأخير الى الرياض.


للموضوع تتمة في ايلاف (اليوم).

-------------------------------------------------

-- وأكد مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت، طلب عدم كشف هويته لوكالة «فرانس برس» ان القاهرة والرياض اللتين تسعيان الى وساطة، طالبتا دمشق والأكثرية النيابية اللبنانية بالتزام «هدنة شهرين للسماح بنجاح الحوار الداخلي (اللبناني) وبإطلاق مبادرة عربية لتصحيح العلاقات السورية – اللبنانية».

للموضوع تتمة في الحياة اللندنية (اليوم).


====================================





أخيرا قد نصل الى نتيجة مستفسرة : هل بدأ تحالف 14 آذار بالتفكك نتيجة لبرودة المحور الفرنسي - الامريكي من ناحية و حماوة و فاعلية الموقف السعودي - المصري من ناحية أخرى ، اضافة الى الضغوط السورية على لبنان من خلال متزقتها في المجلس النيابي و الجنوب اللبناني ؟؟؟

تساؤلات ياتي الجواب عليها قريبا !

--------------------------------------------------------------------
اقتباس:

أخيرا لننتظر قليلا علنا نعلم ما يحمل الينا جنبلاط من جديد ، وهو المعروف بقدرته الفائقة على سبر التغيرات السياسية على الساحة و التعبير عنها بكل صراحة و ووضح و شجاعة !
--------------------------------------------------------------------
جديدة , فعلا جديد : الاصح بل الادق القول " أخيرا لننتظر قليلا علنا نعلم ما يحمل الينا جنبلاط من جديد ، وهو المعروف بزئبقيته الفائقة و قدرته على التغيرات السريعة في المواقف السياسية و نقل السلاح من كتف الى اخر* بسرعة يحسده عليها سائقي Formula 1


*و نقل السلاح من كتف الى اخر ,عن المثل الفرنسي " change le fusil d'épaule "

والحديث ذو شجون ( عن جنبلاط طبعا)

أهلا بك يا Relative
و شكرا لمشاركتك (f)

العزيز Awarfie

لا اخفيك القول ان التحليل فيه الكثير من النقاط المنطقية, واحب ان اعلق على نقطتين

1-التمايز في المواقف بين حزب الله و الجنرال عون.

اختلف معك قليلا هنا اذ يظهر و من متابعة المواقف و التسريبات ( اذا كانت صحيحة طبعا), ان هناك انسجام بين الطرفين بدأ يقلق حتى حركة امل, و اذا تابعت الاعلام المزرعي اللبناني ستجد ترويج من الطرفين لوثيقتهما

2- بوادر تقارب بدلا منها بدأت تظهر بين حزب الله و تيار المستقبل

هذا الكلام اصبت به الى حد كبير و يعود برأي الى :
رغبة سعودية من الحريري بالانضمام الى هذا ( الحلف)
الطائفة السنية في لبنان تعتبر منذ القدم انا سوريا هي عمقها الطبيعي وحليفها الطبيعي اكثر من أي طائفة اخرى في لبنان, و كما يقول المثل ( راحت السكرة و اجت الفكرة) سيعودون الى هذا الامتداد, و بناء عليه يجب على تيار المستقبل ان عاجلا ام اجلا ان ينتبه لهذه الواقعة

القضية الفلسطينية و موضوع مقاومة اسرائيل التي تعتبر اساسية في الفكر العسكري للمحمديين بشكل عام و اللبنانيين بشكل خاص, فالطائفة السنية لا تستطيع ان تقف بوجه المقاومة فى لبنان و معها في فلسطين ( فهي تعتبر نفسها ام الصبي في هذا المجال)

طبعا الموضوع اعقد من ذلك فهنا لم اتطرق الى ما ذكرته من اللاعبين الاساسيين و هما فرنسا و اميركا و الى حد ما ايران, اذ يكفي ان تجيب سوريا طلب امريكا في الشأن العراقي, حتى تعود الى لبنان اقوى من ذي قبل و اضنك معي ان اميركا او فرنسا تضحي بلبنان و يللي خلفوا في سبيل فرصة او مصلحة او حتى شبه حلحلة يكون مع سوريا او ايران او السعودية ( مقابل صفقة طائرات مع السعودية, فرنسا و غيرها تبيع ليس فقط لبنان بل مسيحي الشرق) و هنا لا اهاجم فرنسا , فهذا المنطق و هذه المصلحة الفرنسية و التي يجب ان تكون فوق كل مصلحة

المشكلة في المزرعة اللبنانية ان الحلول لا يمكن ان تجدها في الداخل بل في الخارج

ربما و اقول ربما ستفرز الاشهر القادمة حلفا يضم حزب الله, تيار المستقبل, تيار الوطني و امل مقابل اخر اشتراكي قواتي, و عندها لحئ علبن و من الميلتين

كامل محبتي

كما ترى عزيزي Relative ، ها قد ظهرت التباينات و كان جنبلاط حامل لواءها . و استطاع ببعض العبارات قصف كل الانجازات السورية المتوقعة من تغيير التحالفات و الاستفادة من المبادرات العربية في اعادة مد نفوذها الى الداخل اللبناني !

و كما تقول فاني اوافقك الرأي على أن الحل اللبناني ياتي دوما متوافقا مع الخارج الاقوى . و لبنان معتاد على تغير التحالفات ، اذ ليس هناك من تحالف استطاع الصمود كثيرا لان التحالفات اللبنانية هي دوما انعكاس لصراع القوى التي تسعى للهيمنة على لبنان خارجية كانت او داخلية !

و الآتي اعظم !

تحياتي (f)

أقنِعونا



التقوا. تحاوروا. اختلفوا. أجّلوا. والاثنين يعودون الى الطاولة في مجلس النواب. والعودة جيدة ومطلوبة لان فعل الحوار مطمئن.

اما التوافق فأمر آخر. مواضيع الحوار متداخلة الى حد يتجاوز المتحاورين والطاولة. ولا اوهام.

لا يقنعنا احد ان الحوار وحده سيجد حلا لتفسير القرار 1559 وتطبيقه.

لا يقنعنا احد ان "حزب الله" سيقبل بأي حل لسلاحه اذا كان يمكن ان يفقده السيطرة عليه ويفقد حلفاءه الاقليميين استخدامه اذا اضطروا، في حال تعرض ايران او سوريا لضربة ما من اميركا او اسرائيل.

لا يقنعنا احد ان الفلسطينيين وخصوصا خارج المخيمات سيستجيبون للمطالب اللبنانية بالاستقلال عن سوريا وهم من حلفائها، وان "حزب الله" سيضغط بكل امكاناته من اجل حل مشكلة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات او داخلها، او ان ايران وسوريا ستحاولان اقناع الفلسطينيين بايجاد حل لهذه المشكلة بلا ثمن.

لا يقنعنا احد ان العماد ميشال عون سيقبل بديلا من رئيس الجمهورية سواه ايا كان الحل المطروح. وان "حزب الله" سيضحي بحلفه مع عون الا ضمن صفقة شاملة لا تبدو عناصرها متوافرة بعد.

لا يقنعنا احد ان الرئيس اميل لحود سيستقيل او يستقال من رئاسة الجمهورية ما لم تعقد صفقة خاصة مع عون تبدو صعبة وصفقة عامة مع "حزب الله".

لا يقنعنا احد ان سوريا ستقبل بازاحة لحود على رغم انها لم تعد منذ انسحابها في وضع يسمح لها ان تفرض الرئيس، لكنها لا تزال من خلال حلفائها قادرة على المنع او الرفض او ربما التعطيل.

لا يقنعنا احد ان كل هذه التعقيدات والمشاكل يمكن حلها او حلحلتها قبل ان تلوح في الأفق ملامح تسوية ما بين المجتمع الدولي وتحديدا اميركا من جهة وايران من جهة اخرى، وشيء شبيه بترتيب ما بين المجتمع الدولي من جهة وسوريا من جهة اخرى.

لا يقنعنا احد ان الشعب اللبناني المتباكي على الوحدة الوطنية والمتضايق من الطائفية والمذهبية متمسك بالوطنية على حساب الطائفية والمذهبية. فلو صح هذا لما كنا وقعنا بما نحن فيه سابقا وراهنا وربما لاحقا.

وهذا اخطر ما في الامر.

الا اذا فاجأنا المتحاورون واقنعونا على الاقل بإبقاء حساب الوطن فوق كل حساب آخر بما يتيح مواصلة الحوار ويساهم في تقصير الانتظار.



صحيفة النهار / سحر بعاصيري

للاطلاع :

http://www.alseyassah.com/alseyassah/First_4.asp