(f)

روزا،

أولا أنا لم أتهجم عليك لتتهجمي عليّ، و بغض النظر عما قلته و تفسيرك لما أقول، فهو موضوع سياسي و ليس شخصي. بالنسبة للهروب الى الغرب و الجلوس على المؤخرات و الجنسية الغربية، سأبلع هذه التهجمات و اتجاهلها، إلا اذا كنتِ فعلا تريدين النقاش فيها فأنا مستعد للنقاش. لكن تقديري أنكِ أردتِ الاهانة فقط، لذا كما يقولون، "نعديها المرة دي." أما الخذلان و الهروب، فقد أكون هاربا، لكني يعني لا أراكي تحملين البندقية و تتخندقين في صحراء سيناء، بل أنتِ غارقة في العسل مثلي مثلك.

ثانيا، أنا لم أكتب المداخلة للتشفي، و إنما للتعبير عن الخذلان. أنا استيقظت هذا الصباح و اذا بي أسمع على الـ BBC أن أحمد سعدات يتحصن في السجن و يعبّر عن استعداده للهجوم الاسرائيلي المرتقب و أنه هو و من معه سيقومون بواجبهم تجاه الشعب و الوطن و مستعدون لتحمل مصيرهم و اسداء الموقف الذي "يليق بالشعب الفلسطيني"، الخ من هذا الكلام الثوري و المثير للحماس. فإذا بي بعد سويعات قليلة أفتح صفحة الاخبار على الانترنت و اذا بالثوار الابطال يمشون في الشارع بالكلاسين. ضربت كفا بكف و قلت في نفسي، "هل هذا هو الموقف الذي يليق بالشعب الفلسطيني؟"

الان هذه هي خلفية و ابعاد المداخلة.

دعيني أقولها بالعربي الفصيح يا روزا يا لوكسمبورغ: كان من الاشرف و الاجدى بأحمد سعدات أن يقول من البداية، "نحن نشجب و نستنكر المؤامرة و سوف نقوم بالاستسلام و نستمر بالمقاومة في داخل سجون الاحتلال و نقوم بالتضحية من عمرنا و ايامنا في السجون." ساعتها يا روزا كان سينال الاحترام بجدارة.

لكن أن يتفلسف و يضرط من الاقوال الفارغة المنفوخة مثل البالون التي تجعل المرء يشعر و كأن حربا هوجاء ستقوم، و بعدها يطلع في الشارع بالكلسون، فهذا أمر مثير للاستهجان و العيب و الخذلان. أمر يثير حيرة الصديق و سخرية العدو و استغراب الغريب.

بالنسبة للاسلاميين يا روزا، فلا داعي للخلط بالموضوع. موقفي من الاسلاميين لا علاقة له البتة بموقفي من هذا الموضوع لا من قريب و لا من بعيد. لكن على الاقل لو كان الاسلاميون هم المعتقلون بالسجن، و قاموا باطلاق مثل هذه التصريحات المتفجرة (اما الحرية او الموت)، لكانوا على الاقل قد صدقوا في كلامهم.

لوجيكال

لا أملك ان أشكرك على ما أوحيته من شعور بالمرارة بنتيجة ما رأيته وشعرت به من الخيبة فالخيبة قد اصابتنا جميعا .. لكن ولأجل ان نتجاوز هذا الموضوع من أصله .. فلنأخذ الموضوع من اساسه باعتبارك قد سلمت معي ان الرجل ومن معه قد وقعوا ضحية مؤامرة حيكت اما بدمائهم وبحرياتهم .. اود الرد بالمثل المتعارف "من كانت يده بالماء ليس كمن كان يده في النار" .. وعليه فالتنظيرات البعيدة لا تدين الا من يطلقها .. ليس انت لا ولا انا من سجن وتعرض للاغتيال .. واعتقل وهُدد وضحى .. بل الرجل .. ولأجل ماذا؟؟ لأجل ما اجمعت عليه الاعراف والقوانين والشرائع من حق له بمقاومة الاحتلال ... فالامر لا يقاس هنا بمعيار كان الاجدى بع ان يفعل هذا، او ان يقوم بهذا

يبقى موضوع الصورة.. وأخذا بما تشعر به من مرارة - واكرر لست بمعرض اقرارك على ما فعلت لا ولا معارضتك فأنت حر .. لكن يبقى لي رأيي .. الذي لا يتوافق البتة مع عرضك لمثل هذه الصورة لما تشعر من اهانة قد تكون غير مقصودة منك

تحياتي
(f)

[quote] Logikal كتب/كتبت
روزا،

أولا أنا لم أتهجم عليك لتتهجمي عليّ، و بغض النظر عما قلته و تفسيرك لما أقول، فهو موضوع سياسي و ليس شخصي. بالنسبة للهروب الى الغرب و الجلوس على المؤخرات و الجنسية الغربية، سأبلع هذه التهجمات و اتجاهلها، إلا اذا كنتِ فعلا تريدين النقاش فيها فأنا مستعد للنقاش. لكن تقديري أنكِ أردتِ الاهانة فقط، لذا كما يقولون، "نعديها المرة دي." أما الخذلان و الهروب، فقد أكون هاربا، لكني يعني لا أراكي تحملين البندقية و تتخندقين في صحراء سيناء، بل أنتِ غارقة في العسل مثلي مثلك.

ثانيا، أنا لم أكتب المداخلة للتشفي، و إنما للتعبير عن الخذلان. أنا استيقظت هذا الصباح و اذا بي أسمع على الـ BBC أن أحمد سعدات يتحصن في السجن و يعبّر عن استعداده للهجوم الاسرائيلي المرتقب و أنه هو و من معه سيقومون بواجبهم تجاه الشعب و الوطن و مستعدون لتحمل مصيرهم و اسداء الموقف الذي "يليق بالشعب الفلسطيني"، الخ من هذا الكلام الثوري و المثير للحماس. فإذا بي بعد سويعات قليلة أفتح صفحة الاخبار على الانترنت و اذا بالثوار الابطال يمشون في الشارع بالكلاسين. ضربت كفا بكف و قلت في نفسي، "هل هذا هو الموقف الذي يليق بالشعب الفلسطيني؟"
الان هذه هي خلفية و ابعاد المداخلة.

دعيني أقولها بالعربي الفصيح يا روزا يا لوكسمبورغ: كان من الاشرف و الاجدى بأحمد سعدات أن يقول من البداية، "نحن نشجب و نستنكر المؤامرة و سوف نقوم بالاستسلام و نستمر بالمقاومة في داخل سجون الاحتلال و نقوم بالتضحية من عمرنا و ايامنا في السجون." ساعتها يا روزا كان سينال الاحترام بجدارة.


لكن أن يتفلسف و يضرط من الاقوال الفارغة المنفوخة مثل البالون التي تجعل المرء يشعر و كأن حربا هوجاء ستقوم، و بعدها يطلع في الشارع بالكلسون، فهذا أمر مثير للاستهجان و العيب و الخذلان. أمر يثير حيرة الصديق و سخرية العدو و استغراب الغريب.

بالنسبة للاسلاميين يا روزا، فلا داعي للخلط بالموضوع. موقفي من الاسلاميين لا علاقة له البتة بموقفي من هذا الموضوع لا من قريب و لا من بعيد. لكن على الاقل لو كان الاسلاميون هم المعتقلون بالسجن، و قاموا باطلاق مثل هذه التصريحات المتفجرة (اما الحرية او الموت)، لكانوا على الاقل قد صدقوا في كلامهم.


من الواضح لي الأن أنك منذ البداية كنت تعبر عن إحباطك في الرجل الذي كنت "تتمنى" أن يكون بطلاً حقيقياً ويقاوم للنهاية!! كم كنت مخطئة ومتسرعة في حكمي على موقفك المساند بقوة للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها, حتى الإسلامية منها!!

كأننا لأول مرة نتعرف فيها على مواقف كل منا, وكأن موضوعاتنا القديمة في ساحة فكر حر لا تمتلئ بمداخلاتك التي تعلن فيها موقفك من المقاومة!!


ظلمتك فعلاً!! لذلك أعتذر عن كل كلمة جارحة صدرت من لساني البذئ في حقك يالوجيكال, وأشكر لك موقفك المتعالي من الرد على إهاناتي بمثلها!!




اسمح لي أن أطالبك فقط بإعادة قراءة مداخلاتك في هذا الشريط !!

اقتباس:  Logikal   كتب/كتبت  
لكن أن يتفلسف و يضرط من الاقوال الفارغة المنفوخة مثل البالون التي تجعل المرء يشعر و كأن حربا هوجاء ستقوم، و بعدها يطلع في الشارع بالكلسون، فهذا أمر مثير للاستهجان و العيب و الخذلان. أمر يثير حيرة الصديق و سخرية العدو و استغراب الغريب.

الصورة ليس للثوار بل "لاجهزة الامن الفلسطينية" التي تسهرعلى امن اسرائيل. و للعلم فغالبية افراد هذه الاجهزة هم حثالات الشعب ، حيث همهم ملاحقة المقاومة و التنسيق الامني مع اسرائيل.

هذه الصورة التقطت قبل اعتقال سعدات .... و يجب الا ننسى ان عدد لا باس به من اعضاء الاجهزة الامنية الفلسطينية عملاء لاسرائيل او الCIA فلا استغرب انهم نسقوا الهجوم مع الاسرائيليين و تركوا معتقليهم بلا شئ.

هذا الرد من موقع حماس على بعض المزاودين هناك، اعتقد انه يناسب هذا الحوار ايضا للرد على "البعض"

[I]quote] [i] Rashid كتب/كتبت
تتوالى المقالات المزاودة التي تفتقر للاحساس (مع احترامي لشخصك اخي الكريم)

اعتقد ان محمد سعدات الذي أقسم على الانتقام لأبي علي مصطفى؛ واقسم على ان يكون ثمن رأس الجبهة رأسا صهيونية كبيرة وبر بقسمه - اعتقد ان هذا الرجل يستحق احتراما وتقديرا وتعاطفا اكبر بكثير مما ناله حتى الآن من مزاودة! الرجل الآن قد يكون يتعرض للاهانة من اصغر رتبة في الجيش الاسرائيلي وانت تجد متسعا للتشكيك!

انا اكاد اكون متيقنا ان انتقام الجبهة قادم. الجبهة لها تاريخ في العمليات النوعية وهي قادرة على مفاجئتنا وسبق لها ان فعلت ذلك واسأل الله تعالى أن يمكنها من فعل ذلك مجددا حتى نشفي احزاننا مما نال شهداءنا واسرانا![/QUOTE][/I][/I]

بأسم كل الحكام العرب والقيادات العربية أشجب واستنكر وأحتج على الجريمة البشعة التي قامت بها قوات الأحتلال الغادرة في رجال الشرطة والأمن الفلسطيني بخروجهم إلى الشارع بدون ملابس في جو فلسطين البارد مما أصاب العديد منهم بنزلات البرد ......... :rose::rose::rose:

اقتباس:  روزا لوكسمبرج   كتب/كتبت  
من الواضح لي الأن أنك منذ البداية كنت تعبر عن إحباطك في الرجل الذي كنت "تتمنى" أن يكون بطلاً حقيقياً ويقاوم للنهاية!!

يبقى برضه مافهمتيش.

اقتباس: كم كنت مخطئة ومتسرعة في حكمي على موقفك المساند بقوة للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها, حتى الإسلامية منها!!

يا ساتر، من قال أني"أساند" أي مقاومة فلسطينية سواء اسلامية او غيرها؟

اقتباس:ظلمتك فعلاً!! لذلك أعتذر عن كل كلمة جارحة صدرت من لساني البذئ في حقك يالوجيكال, وأشكر لك موقفك المتعالي من الرد على إهاناتي بمثلها!!

يا روزا، هناك فرق بين أن أقول رأيي في المقاومة الفلسطينية، أو أي موضوع سياسي آخر، و بين أن أوجه الكلام لكِ شخصيا. اذا كنتِ ترين "لساني البذيء" في حق "المقاومة الفلسطينية" هو اهانة لكِ أنتِ، فهذه مشكلة لا يمكن لومي عليها.

الموضوع و ما فيه أن لي رأي و قلته، و هذا الرأي لا يتعلق بروزا أو أي عضو آخر في النادي.

للأسف كلام لوجيكال فيه شيء من الصحة ، لا يجوز التكلم عن الصمود و عدم الاستسلام بعدين نشوف عرض للملابس الداخلية !!!!!

و لكن في نفس الوقت ..... لا يقلل هذا من بشاعة الجريمة اليهودية الاميركية البريطانية.

هناك اتفاقيات فلسطينية أميركية بريطانية تقتضي بحراسة السجن من قبل حراس بريطانيين ..... !!!

هؤلاء الان يطالبون حماس بالاعتراف بإسرائيل و هم في نفس الوقت لم يحترموا اتفاقياتهم مع الفلسطينيين ، حيث انسحب حراسهم مثل الفئران ، و هنا نرى ازدواجية المعايير .

اقتباس:  فلسطيني كنعاني   كتب/كتبت  
للأسف كلام لوجيكال فيه شيء من الصحة ، لا يجوز التكلم عن الصمود و عدم الاستسلام بعدين نشوف عرض للملابس الداخلية !!!!!

و لكن في نفس الوقت ..... لا يقلل هذا من بشاعة الجريمة  اليهودية الاميركية البريطانية.

هناك اتفاقيات فلسطينية أميركية بريطانية تقتضي بحراسة السجن من قبل حراس بريطانيين ..... !!!

هؤلاء الان يطالبون حماس بالاعتراف بإسرائيل و هم في نفس الوقت لم يحترموا اتفاقياتهم مع الفلسطينيين ، حيث انسحب حراسهم مثل الفئران ، و هنا نرى ازدواجية المعايير .

الزميل فلسطيني كنعاني..

لن أتحدث عن دوافع لوجيكال في نشر الصورة أو أحلل ما جاء في محاولته لتبرير وضعه لها, رأيي قلته له ومازلت مصرة عليه, لا أحد فينا يملك حق تقييم هؤلاء البشر والتشكيك في نضاليتهم, لا هو ولا أنا ولا أي شخص آخر, ليس لأنهم فوق النقد, لكن لأنهم لم يدخلوا السجن في قضايا مخدرات أو دعارة أو إختلاسات من البنوك, كانوا في المعتقل لأنهم "ناضلوا" بالفعل, و"قاوموا" بالفعل!!

أي إنسان طبيعي سيخجل -على الأقل- من التشفي فيهم أوالمسخرة عليهم. البريطانيين والأمريكان أنفسهم -برغم تواطؤهم الفاضح والغير جديد عليهم- تملصوا من الإتهام بعلمهم بالعملية!! حكوماتنا القذرة نفسها شجبتها وإستنكرتها, فهل نتحول نحن النائمين في العسل -على حد تعبير لوجيكال- لننتقد موقف السجناء؟؟!! بأي حق؟؟ وبأي وجه؟؟ وإستناداً على ماذا؟؟!!

بالنسبة للصور..

أولاً هي التقطت في النهار, بينما استسلم الرجل ومن معه في الليل, أي أن هؤلاء العراة لم يكونوا من المجموعة التي قررت الصمود للنهاية. وهذا يتفق مع كلام وكالات الأنباء التي أعلنت أن حراس السجن -أغلبهم وليس جميعهم- قرروا الإستسلام منذ البداية. وهذا موقف طبيعي. وحتى برغم ذلك, هم لم يخلعوا ملابسهم لإن الجو كان حر وأرادوا التنزه على الشاطئ!!

ثانياً, الرجل ورفاقه كانوا في السجن, أي انهم لم يكونوا مسلحين, ومع ذلك, فقد أعلنوا أيضاً عن مقتل 3 مقاومين وإصابة 35. هذه تصريحات الإسرائليين أنفسهم, مما يعني أن المعتقلين حاولوا المقاومة.

ثالثاً, "عيب" نشكك في مدى قدرة المعتقلين على الصمود, سواء بالنسبة لسعدات -المعروف تاريخه للجميع- أو باقي المعتقلين ومنهم منفذي عملية إغتيال السفاح العنصري "زائيفي" وهم مناضلين بهروا العالم بمدى ذكاءهم وتضحياتهم من قبل. فمن يملك الجرأة ليقتحم مقر زائيفي الذي يحوطه الجيش والعناصر المباحثية ليقتله, ويملك مايكفي من رباطة الجأش لأن ينجح في الهروب ويعود ادراجه لحياته الطبيعية ليكتشفوه بعد ذلك بالصدفة, هو شخص لا يحتاج منا أي نوع من إعادة التقييم أو المزايدة. فهو كان يعلم جيداً أنه قد ينجح في تنفيذ العملية وقد يفشل فيها ويموت!! ومع ذلك فهو وضع حياته على كفه -أتحدث عن المنفذين كلهم وليس شخص واحد- وقرر المجازفة ومحاولة تنفيذ هذه العملية.

رابعاً, هل كان الموت هو الخيار البطولي في رأيك؟؟ أرى أن إستسلامهم في النهاية -وبرغم انه كان رغماً عنهم- هو الحل الأكثر عقلانية وواقعية, سأكررها مرة أخرى, هم لا يملكون أي أسلحة, سيقاوموا بماذا؟؟

انا عن نفسي لم أرد أن يموت هؤلاء الأبطال بهذه الطريقة بعد أن باعتهم السلطة وجهات المراقبة الدولية بأرخص الأثمان.