حقيقة منتديات الحوار العامة


لا أدري إذا ما كنت الوحيد الذي أنسب لنفسي هذه الإشكالية أو أن أحدا غيري احتار أمره كحيرة أمري
وحيرة أمري هي في هذه الصورة البشعة التي تركتها في ذاكرتي منتديات الحوار العامة ( نادي الفكر – أثير العرب – مدن – وغيرها ) التي لا تحمل صفة هوية واحدة معرفة ومفهومة كتلك الواضحة الهوية التي تمنع غير النسق المتوحد من الإدلاء برأيه فيها
ولا أخفي عظيم سروري عندما تعرفت على أول منتدى من هذا النوع على الجزيرة نت ومن ثم ساقتني الصدفة بدون دليل يعرفني على الحضور وهوية الحضور و تعرفت على نادي الفكر وكتبت فيه الكثير وقرأت فيه أكثر
وكنت خلال هذه المرحلة قد مررت على بعض المنتديات الطائفية السنية منها والشيعية الإسلامية والمسيحية

كانت المنتديات الطائفية للمتدينين بالنسبة لي صدمة لم أكن لأتوقع مستوى السخافة وضحالة الفكر ومستوى التأجج الطائفي الذي يجعلك أحيانا تتصور أنك في معركة لا رحمة فيها ولا منطق
على غير الصورة المهذبة التي يحاول المتدينون وضعها على واجهتهم تراهم في هذه المنتديات أوباشا قد كشروا عن أعمق عوراتهم وراحوا يتبادلون سفاهة مقرفة لا حق فيها ولا باطل


يتبع .....

في أحد الأيام تعرفت على موقع غوغول ورحت أجرب البحث عن مواضيع فيه
كانت متعة حقيقية أن تجد نفسك أمام كتابات في موضوع تبحث عنه من منابع مختلفة وبصيغ متعددة
أكثرت من البحث حتى أنني كتبت اسمي يوما ونقرت على زر الإدخال فكانت النتيجة مذهلة
صفحة فيها عدد لا بأس به من العناوين كلها تتضمن سردا فيه اسمي وعناوين مقالاتي التي كنت أنشرها في نشرة أخبار الشرق التي تعرفت عليها صدفة ولم أكن لأعلم أي معلومة عنها لا مكان صدورها ولا القائمون عليها ولا هويتها الفكرية والسياسية
رحت ابحبش في تلك المواقع التي كانت تنشر مقالاتي وربما كان عنوان نادي الفكر مربوطا بإحداها وكانت مفاجئة أيضا أن أجد اسمي على أولى صفحات فكر حر فقد كان بعض من أعضاء المنتدى ينشرون بعضا من مقالاتي أيضا
لم تكن النتائج بالسارة لي تماما بل كانت تحمل شعورا مختلطا يصعب شرحه ولكن يبدو أن مرساتي قد رست هنا في نادي الفكر فقد أعجبت أولا بتعدد الآراء وجرأة المواضيع رغم استهزائي دائما بالمغالاة التي يستغل البعض اختفاءه وراء شاشة ليمتع جبنه فيها
أما أنا فقد علمتني تجربتي الخاصة أن لا أقول غير ما اعتقد ولا أبالغ إلا بقدر مقدرتي على الدفاع عن موقفي ولا أتهجم مغاليا ليس ظنا مني بجبن الهجوم من وراء حجاب فقط ولكن كان لابد لي ولأجل شعوري باحترام نفسي أن لا أقول في أحد ما لا استطع قوله في حضرته و أمام سطوة وجوده



............يتبع

كنت سعيدا بتعرفي على ساحة فكر حر في نادي الفكر ولكنني لم أكن قط أستطيع أن أهضم ما فيه من ساحتي أديان والساحة الجنسية
ففي الساحة الجنسية كنت أرى عدوى التطرف الجنسي التي لا تسر عواطفا ولا تعبر عن مكبوتات تجد لنفسها فسحة من التعبير بقد ما كنت أرى فيها عدوى تطرف مصطنع لا يمت للغرائز ولا للعواطف ولا لأناقة الشعور ولا هيجانه بصلة

أما في ساحة أديان فهنالك كنت أرى تكثيفا فبيحا لوجه قبيح يطغى على ساحة فكر حر و يكشر عن أسوأ أبعاده الطائفية بلغة لها شكل سياسي ولكنها تحمل في أعماقها أمراضا أشعرتني بهلع الحوار الذي لا يستهدف فهما ولا تفاهما بقدر استهدافه لتسعير الجمر الطائفي الذي لم أكن جاهلا بأبعاده ولكنني لم أكن لأتمنى أن أراه بهذه الصورة الفجة والبشعة

كان تساؤلا دائما يحيرني عندما كنت أقارن في ذهني بين ما أعرفه من المأزومية الطائفية في واقعنا وهذا الافتعال الطائفي الذي ترى فيه كائنا رزينا يلقي بدروسه وعبره على الجاهلين حينا ليثور عليهم عضا وتهشيما باحشا أكثر قاذوراته الطائفية أنتانا وترويحا
فتجده في حالة من الجنون لن تعد بهدها قادرا على تصديق أنك أمام كائن بشري يملك أي من قواه الآدمية بما يخلق لديك شعورا باحترامه ورغبة في حواره

معظم المحترمين العقلاء تجدهم في موقعة طائفية غير محترمين البتة ولا يملكون من مقومات التعقل غير زعاف الكراهية الذي يثير فيك خوفا ورهبة تجعل من شعورك بنبل نفسك وهما غير محتسب


...........يتبع

[CENTER] المنتديات مجرّد تجربه لطرح تجريبي
لا يُعتمد
المنتديات تنفيس لا غير للكبت ( العربي )
وما نجده فيه لا يتعدّى
ذلك
النقاش الديني مُبعثر الأفكار
والنقاش السياسي (تابع )
والإجتماعي يتوقف على
السياسه الداخليه
!!!!
المنتديات إقرأها ولا تتوقف كثيراً
عندها
فهي على هامش السيره
لا غير
*
*
ولك
التحيه[/CENTER]

طبعا هذا ليس كل المشهد فهنالك أعراضا أخرى تعتري محاورك يمكن نسبها إلى أسباب تكوينية ففي غالب الأمر أنت أمام محاور غير ناضج ولا يملك رؤية واحدة يمكن له من خلال إصباغها على مواضيعه ومواقفه أن يخلق لديك شعورا بوحدة خطابه
فهو متذبذب لا يملك انسيابية فكرية تجعل من معالجاته كائنا واحدا بل هو متناقض مع نفسه أولا إلى مرحلة أنك تجد نفسك مجبرا على السير في مساره المتقلب و إلا أنت مرشح للصدام مع غطرسة شعوره على أكتاف القراء يهتف بمواقفه التي ربما يتخيلها تفعل بقلوب السامعين ما تفعله الجمل السحرية وما تخلقه الخطبة الحماسية من هيجان عواطف هي ملك الموقف الذي افتعله و لا يريد التنازل عن لذته المستمرة باستمراره

و لكن هذه القضية ليست بالأهمية اللافتة فكل منا يعشق الظهور بطريقته الخاصة ولا يستثنى من هذه الطرق الظهور بمظهر اللا ظهور

فقط ومن جانب واحد يمكن ملاحظة عيوب هذه القضية وهو جانب يستدعي في كثير من الحالات مقايضة الموقف بمردود التعاطي

فالكثير من هؤلاء تجده شغوفا بترقيم عداده وأعداد زواره فيصبح الهدف لديه في مراحل الظهور الأولى هو متابعة هذا الظهور بغض النظر عن الدور الذي يلعبه أو الكلام الذي يسفحه تحت أقدام الزوار

[CENTER]سيدي الكريم
لو تطرقنا للحاله ( النفسيه ) للكاتب
لكان هناك بحث مختلف
يتناول الكثير من تلك الشخصيات
في المنتديات
!
يا عم ( أحمد ) صدقني
طرحك جيد
ولكن ليسَ
هنا
!
هل فهمتني
؟[/CENTER]

اقتباس:  يا عم ( أحمد ) صدقني
طرحك جيد
ولكن ليسَ
هنا
!
هل فهمتني
؟

لا وشرف أمي أني لم افهم شيئا



(f)

[CENTER]
أُدرك عدم فهمك
ولك التحيه ولمجهودك
تحياتي[/CENTER]

إن فلسفة حوار المنتديات تفتقر إلى ما يمكن تسميته بدبلوماسية الحوار
والدبلوماسية هنا لا تعني بشكل من الأشكال أن نكون ماكرون مخادعون في حوارنا بل تعني أن يدرك المتكلم أوليات الأمور وثانويتها وثانويات ثانويتها
فمن غير المعقول أن تكون آذاننا رهنا لأنين الذي يدفع آلامه البسيطة لتطلق عويلا يهز أوجاع عظامنا ويطالبنا بأن نحابيه نواحا
فالكل صاحب قضية والكل متألم والكل فيما لو بحث في مذكرات أوجاعه لوجد من الأوجاع التي تستوجب البكاء عليها أو على أطلالها ما يجعل منه حمالا لآلام الانتماء الغابر إلى انتماء الحاضر إلى ما يتمناه ويرغبه من انتماء
فتهزل قضاياه الأساسية أمام قضاياه الثانوية ويتحول شيئا فشيئا إلى كائن بكاء أو مبكي يستحب استنزاف دموع الآخرين أو ينقض عليهم توحشا فيما لم يعيروا أزماته بالا

ومن دبلوماسية الحوار ننتقل إلى دبلوماسية الانتماء
فالانتماء ليس تأصيلا عرقيا ولا دينيا ومذهبيا ولا فرديا
إنما الانتماء فلسفة يختار بهديها الفرد دائرته
ودائرة الانتماء تضيق بضيق آفاق المنتمي و تتوسع بتوسع آفاق استعداده ككائن بشري أولا وكفرد في مجموعة ثانيا
فالمأزوم الذي يستوجب تأهيلا آدميا هو الذي لا يشعر برحابة انتمائه الواسع
والسليم من يبحث عن أوسع دوائر الانتماء رحابة

موضوع اكثر من رائع يا احمد.... تابع