نظرية الميمات

ولدت فكرة الميمة لأول مرة على يدي ريتشارد دوكنز في كتابه ( الجينة الأنانية ,1977) , ودوكنز عالم بيولوجيا تطورية .
وعلماء البيولوجيا حددوا معنى الجينة التطورية في ضوء الانتخاب " بأنها أي معلومة وراثية تصادف انحيازاٌانتخابياٌ مواتياٌ أو غير موات , ومعدلاٌ لمعدل تغّيّرها باطني المنشأ لمرات عدة "
تبنى ريتشارد هذا التعريف ووسع نطاقه ليشمل كافة المتضاعفات أو النواسخ :
وتتلخص نظريته في أن الكائنات الحية الفردية هي بنيات تنسخ أو تضاعف نفسها عن طريق الجينات , وهي بهذه الطريقة تؤثر على الكائنات الحية وعلى المحيط الموجودة فيه , فالجينة بهذه الوسيلة تؤثر في البيئة .

والميمة هي أصغر وأبسط وحدة فكرية أو ثقافية , تنتقل – أو تتناسخ – من عقل إلى آخر . وصانعها وراعيها هو عقل الإنسان .
ويمكن تشبيه الميمات بالجينات الوراثية , ونظرية الميمات تشبّه الأفكار والثقافات التي هي مجموعة ميمات مترابطة في منظومة أو بنية واحدة تشبهها بجينات الكائنات الحية .
فالأفكار تنتشر - أو تتناسخ – في العقول مثلما تتناسخ وتنتشر أفراد أنواع الكائنات الحية .
ومثلما تتوالد وتنتشر وتتطور الجينات أوالكائنات الحية كذلك الأفكار , ومثلما تنقرض بعض نواع الكائنات الحية كذلك تنقرض ( أو تختفي ) بعض الأفكار .
ومثلما تتنافس وتتصارع الكائنات الحية وتخضع للانتخاب , وتبقى الكائنات المتوافقة مع الأوضاع والظروف , كذلك تتنافس وتتصارع الأفكار وتبقى الأفكار المتوافقة مع الأوضاع والظروف .
ويجب أن ننتبه أن الذي يبقى إن كانت الكائنات حية أوالأفكار أوالثقافات أو العقائد , ليس الأفضل بالنسبة للكائنات الحية , أوالأصح بالنسبة للأفكار , بل يبقى وينتشر المتوافق مع الأوضاع والظروف .
ومثلما تطورت الكائنات الحية من كائنات وحيدة الخلية إلى كائنات حية كثيرة الخلايا , كذلك تطورت وتنوعت الكائنات الفكرية ( أو الأفكار ) . ومثلما تكونت مجتمعات الكائنات الحية من عدد من الأفراد , وتعددت وتنوعت هذه المجتمعات . كذلك حدث مثل هذا للأفكار .
وقد تكونت الثقافات الممثلة باللغة والرأي والعادة والعقيدة , والزي واللحن . . . إلخ , نتيجة تطور الأفكار التي يحملها أفراد المجتمع , عندما عاشوا وتفاعلوا مع بعضهم ومع الظروف .

من عنده معلومات عن هذه النظرية فليتفضل مشكوراٌ ويطلعنا عليها

هل من مراجع يمكن ان نذكرها حول الميمات اخي نبيل ؟

و شكرا سلفا !
(f)

مرحباٌ awarfie
لدي ثلاث مرجع
الأول من مجلة الثقافة العالمية وقد بحثت عنه الآ لأستعن به فلم أجده هنا فهو في البيت الآخر , وهومقال هام جداٌ مثل مقالات مجلة الثقافة العالمية ( التي هي مجلتي المفضلة وعني كافة أعادها ما عدا 5)
سوف آتي برقمه

الثاني مجلة العربي العدد551 . من المكتبة الأجنبية الناشر أكسفود 2000

الثالث لم أعد متأكد أين قرأته ربما في مجلة العلوم

http://en.wikipedia.org/wiki/Memetics

(f)

ملاحظة: على توالد وانتشار الميمات ( أو الفيروسات الفكرية كما أسميها )

إن الأفكار بعد أن تولد في أحد العقول , نتيجة تفاعلات الحياة , أو نتيجة تفاعل أفكار سابقة كانت قد دخلت إليه .
تسعى للخروج والتوضع في العقول الأخرى , نتيجة لأمور عديدة , ذاتية واجتماعية.
فإذا وجدت العقل الذي يسمح لها بدخوله , دخلته وسعت لكي تتوضع فيه .
وسوف تجابه بمقاومة وممانعة من قبل الأفكار المتوضعة فيه, وتمنعها من التوضع فيه .
فإذا استطاعت أن تجد لها مكاناً , احتلته وأقامت فيه .
وكلما كانت هذه الأفكار الداخلة أكثر اختلافاً , أو متناقضة وغير منسجمة مع الأفكار الموجودة , كان احتمال توضعها أصعب. فهي تجابه بممانعة ورفض قوي , وحتى تحارب وتمنع من التداول . أي تسعى الأفكار الموجودة سابقاً للقضاء عليها بمنعها من الانتشار في العقول الأخرى .
فالأفكار الموجودة تحافظ على وجودها وتسعى لزيادة انتشارها في العقول , وبشكل عام تقاوم الأفكار الجديدة من قبل الأفكار الموجودة , وهذا إأساس المحافظة وعدم التجديد .
إن هذا يحدث وبغض النظر عن أي الأفكار أدق أو أصح , فالموجود هو الأساس , والجديد هو دخيل ويجب أن يقاوم مهما كان, ولكن دوماً هناك احتمال بأن تستطيع بعض الأفكار الجديدة التوضع والانتشار في العقول , وهذا يكون نتيجة عدة عوامل وهي :
1- تكون العقول المستقبلة فارغة من الأفكار, وعندها لا تجد من يقاومها فتتوضع بسهولة .
2- تكون الأفكار الجديدة قريبة من الأفكار الموجودة , أوهي تدعمها, أوتنسجم معها .
3 - نتيجة تكرار نشرها , فهناك دور أساسي وهام جداً للتكرار في نشر الفيروسات الفكرية , فتكرار نشر الأفكار يؤدي إلى توضعها في العقول نتيجة آلية الإشراط التي يستخدمها الدماغ.

أخي awarfie

إن رقم عدد مجلة الثقافة العالمية الذي فية بعض الفقرات عن الميمات هو : 126
والمقال هو :" مستقبل الإنسان " وهو مقال هام جداٌ
وهو بقلم : بيير جرومبرغ ,إمانيويل جوليات , ونيكلاس ريقوي

http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?t...&highlight=#pid

شكراً محمد وعذراً إن لم أر موضوعك مسبقاً....

اليوم تعلمت شيئاَ جديداً...

(f)

اعزائي ، نبيل ، الطنطاوي و ابو ابراهيم ، شكرا جزيلا لكم !

(f)(f)(f).

بالمناسبة ، اخي نبيل ما هو تخصصك الدراسي و الى اين وصلت ؟ متمنيا لك التوفيق ! :yes:

مرحباٌ awarfie

لقد درست في كلية الآداب فسم الفلسفة وعلم الجتماع حتى السنة الثالثة .
لأنني في تلك الأثناء كنت أدرس الإلكترونيات .
وتخصصت في المقاسم الآلية كخبير في تركيب وصيانة وإصلاح المقاسم الآلية الإلكترونية .
وعملت في هذاالمجال 35 عاماٌ .