اقتباس: إيـمـان كتب/كتبت
[CENTER]هل التفسير هو أن الأب ( الله ) والابن ( رسول ) والروح القدس ( الرساله )
فاجتمعت بإسم إله واحد في رسول الله ( المسيح )
؟[/CENTER]
ذكرتنى مداخلتك يا أختاه بنقطة هامة.. فعذراً للمقاطعة لكنها مهمة لمن أراد الفهم الإنسيابى..
الآب (تكتب بالمدة على الألف) هى لفظة غير عربية وتعنى "الأصل"
كثيرون يخلطون بينها وبين أب (أحد الأسماء الخمسة والتى تعنى "والد") خاصة أن هناك أقنوم آخر يسمى "ابن" .. إذن أب وابن.. إذن عملية ولادة وجنس ولا ينقصنا إلا الزوجة..
طبعاً هذا الكلام لا علاقة له بالمسيحية.. فالله لم يتخذ له صاحبة ولا ولداً لدينا..
لفظة "الآب" - "الأصل" يقصد بها كينونة الله باعتباره الأصل فى كل الخلائق ولا خليقة إلا به..
هذا هو الأقنوم الأول فى المسيحية..
الابن.. لفظة مجازية للدلالة على الإنتماء للأصل
مثلما نقول "ابن مصر" - "ابن سوريا" - فكرة من "بنات" أفكارى
ولا يقصد بهذا أبداً أن مصر أو سوريا سيدات ينجبن أبناء عن طريق زواجهم برجال.. أو أن أفكارى تتزاوج فتنجب بنات بمفهوم الولادة الجسدية..
ولن تجد مثلاً تعبير مسيحى يقول أن المسيح "ولد الله".. إذ أن "ولد" يفهم منها عملية جسدية (الولادة)
بعكس البنوة التى لا تشترط الجسد أو الولادة فيقال "تبنى فلان" أى إتخذه إبناً بغير زواج وولادة
المسيح بالنسبة لنا.. هو "كلمة الله" (أو "الله الكلمة" بتعبير آقنومى)
فإن كنت تؤمن بأن السطور التى أسطرها الآن هى من بنات أفكارى..
فنحن - بنفس الطريقة - نؤمن أن المسيح "ابن" الله (بمعنى "الكلمة الصادرة من الله")
هذا هو الأقنوم الثانى فى المسيحية..
الروح القدس.. ويقصد بها عمل الله
وهذه وإن كانت لا يوجد عليها خلاف لفظى مع غير المسيحى..
إلا أنه هناك خلافات كثيرة فى تأويل هذه اللفظة "الروح القدس" إلى مخلوقات (الملاك جبريل مثلاً)
بسم الآب، والابن، والروح القدس..
تعنى بسم الأصل، وكلمته، وعمله..
وهؤلاء واحد، هو الله..
أحياناً يستخدم المسيحى أقنوم (مفرد) للإشارة لله (الواحد)..
مثال:
يقرأ أحدهم كلامى هنا فى النادي، فيقوم بالتعليق مستهلاً بعبارة:
"مرحبا بالزميل حارس السراب.. فرصة طيبة للترحيب بك فى أول لقاء بيننا"
بالطبع المعنى مستقيم ومفهوم.. رغم أننا لم نلتقى شخصيا وجهاً لوجه، والواقع أنه لم يرى سوى "كلمتى" فقط..
لكن من رأى كلمتى.. فقد رآنى..
(تحت معرفى ستجدون عبارة "تكلم حتى أراك" وهى أيضا مثال جيد)
لذا من الوارد جداً أن يقول لك مسيحى ببساطة "المسيح إلهى" :)
هو هنا، تحدث عن أقنوم "الكلمة".. ورد المعنى بتلقائية إلى الله الواحد عموما..
تماما كمن يقول "تقابلت مع حارس السراب فى نادي الفكر" (بينما هو تقابل مع كلمتى لا مع شخصى)
أرى أن هذه الأسس مهمة جداً فى الحوار مع المسيحى عن الله الواحد مثلث الأقانيم..
لذا، وجب علىّ الإشارة لها لكى يفهم من يريد الفهم بسلاسة..
فى نهاية المداخلة..
أرى أن الموضوع بدأ بداية طيبة لمن أراد أن يفهم..
لكنى أتوقع أن ينقلب الأمر عند دخول هواة الجدل لمجرد الجدل..
على فكرة.. من السهل التمييز بين سؤال بغرض الفهم، وسؤال بغرض التصيّد..
سأحاول أن أهتم بالأولى، وأهمل الثانية..
شكراً للأخت "إيمان" على مداخلتها، والتى بدونها ما كنت لأكتب مداخلتى (f)
تحياتى