[QUOTE]إنما الانتماء فلسفة يختار بهديها الفرد دائرته
ودائرة الانتماء تضيق بضيق آفاق المنتمي و تتوسع بتوسع آفاق استعداده ككائن بشري أولا وكفرد في مجموعة ثانيا.الخلاف يدور بين رؤية طائفية أن الانتماء الديني أوسع أفقاً لشموله قوميات متعددة في دين واحد، ورؤية قومية أن الانتماء أوسع أفقاً لشموله أدياناً متعددة في القومية الواحدة؛ وكلاهما يدّعي الهدف الإنساني لتبرير انتمائه، فهل ترى حدّاً مشتركاً أو فاصلاً بين الانتمائين بحيث يمكن توظيفهما معاً للوقوف أمام من يدّعي الطرفان أنه عدوهما المشترك؟

بات الفكر القومي محارباً بحق وبغيره، وقد عاينت غزلاً خبيثاً بين طوائف متناحرة في سبيل الوقوف أمام الفكر القومي، ورأيت أن مصطلح "قومجي" يستعمل في المنتديات اعتباطاً وقصداً لتسفيه أي اتجاه قومي. حتى بلغ الأمر السخرية من الانتماء الوطني والقومي واحتقار الوطن والقومية بدافع طائفي أحياناً وأحياناً أخرى بدافع تافه لا يتجاوز عتبة شجاعة التخفي وراء ستار الحرية الممنوح أو فهم أحمق للحرية! هل ترى أملاً في وفاق بين القوميين والطائفيين على غرار الغزل بين الطوائف المختلفة؟

أرجوك! البحث رائع والمجهود عظيم، قدّمتَ ظواهر المشكلة بأدق تفاصيلها، أطمعُ في معرفة رؤيتك للحلول بعد أن تنتهي من عرض بقية رؤيتك للمشكلة.

أتمنى معك أن نصاب جميعاً بالوطن البسيط، نلتحف سماءه بانتماءاتنا المختلفة، وأنتظر احتمال الياسمين بشوق بالغ.

(f)

الله عليك يا استاذ احمد كامل (f)

سوف اقوم بلطش الموضوع الى منتدى اخر من غير اذنك :lol:

شنو هيك در وجوهر حرام يبقى دون تعميم .

بدك وردة ولا طنجرة مجدرة ؟؟

لك طنجرة المجردة ان اذنت لي بنقل الموضوع.


(f)

قبل المتابعة أرحب بالزميل

EBLA


(f)

وكمان



نرحب بالعزيز أبو سعيد

(f)

كيف تحولنا إلى ما يشبه أعداءنا


في النصف الأول من القرن العشرين حيث كانت المرحلة التأسيسية لظاهرتين جديدتين على المنطقة
الأولى : قيام دولة إسرائيل
والثانية : تشكل كيان جيوسياسي عربي
في هاتين الظاهرتين أقرأ ما يلي :

كان قيام دولة إسرائيل من مفارقات الزمن الذي قام فيه هذا الكيان المؤسس على هلوسات دينية كان العالم قد تجاوز عصبيتها بفترة زمنية ليست بالقصيرة ليتحول إلى مفهوم التجمع على أسس قومية بل تجاوز مفهوم الوطن القومي إلى مرحلة قيام الكيان السياسي الما بعد قومي
فإذا كانت الدعوة القومية العربية قد جاءت متأخرة زمنا عن زمن قيام الكتل القومية على مستوى العالم إلا أنها كانت _ أي هذه الدعوة _ تنتمي إلى النسق القومي العالمي وبمعاييره الفكرية والسياسية والأخلاقية

أما قضية قيام تجمع قومي على أساس ديني فإنها كانت تنتمي إلى معيار كان قد تلاشى تماما في ذلك الزمن .
فالدعوة القومية العربية في زمن تشكلها كانت لحاقا بالركب من خلال الفرصة الأخيرة لزمن تشكل الكيانات القومية ولكن وفق الشروط الزمنية لتشكل الكيان السياسي
في حين كان قيام دولة إسرائيل خروجا على سمة العصر وانتماء إلى زمن غابر جعل من طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي في النصف الثاني من القرن العشرين صراعا بين قوى صاعدة ما زال لها متسعا من الوقت ومقعدا في قطار الزمن و أخرى تأتي من خارج سمة العصر لتتعيش على بقايا الأزمان الماضية و ما خلفته من عاهات لا تنتمي لزمانها

فالدعوة القومية العربية ورغم كل ما اعتراها من نواقص و انحرافات كانت بنت زمانها المتأخرة وقد تأسست سياسيا على منحى هارب من الزمن الديني
على حين كانت الدعوى القومية اليهودية الصهيونية هروبا من سمة العصر إلى زمن الديني وقيمه العنصرية

إنه لمن السذاجة الآثمة أن نتصور إن الصهيونية كانت تهدف إلى إقامة وطن لليهود يخلصهم من اضطهاد تعرضوا له أو من مجازر ارتكبت بحقهم
فالمجازر الهامة ما كانت قد وقعت بحقهم في زمن مؤتمر بال
كما أن واقع اليهود في العالم كان واقع غير خاضع لمعيار زمني واحد ودوافع سياسية واحدة
لكن حقيقة وجودية واحدة كانت توحد رؤية النخبة اليهودية على مستوى العالم
هذه الحقيقة تتجلى بانعزالية الفكر اليهودي التقليدي ونفاذ صلاحيته الزمنية
وما وصلت إليه شروحات اللوائح اليهودية من وصفات تمقت العالم بكل أديانه ومذاهبه و تصوراته

ولفهم هذه الصورة يمكن قراءة واقع اليهود الصهاينة في إسرائيل بعد " انفراج كربتهم المفترضة "
فعنصريتهم المزمنة هي التي حالت بينهم وبين قيام حلفاء لهم سواء من المسيحيين الفلسطينيين أو المسيحيين العرب
وما سياسة التهجير التي أتبعتها ويتبعها الصهاينة إلا محاولات للهروب من معايشة البشر وهي بطبيعة الحال ستكون مقدمة للمشروع الصهيوني القادم الذي سيبحث لليهود عن كوكب آخر لا تقاسمهم فيه شعوب موصفوفة باللعنة التوراتية
فالحركة الصهيونية لم تكن حركة إنقاذ لليهود بقد ما هي حركة اعتزال تتوافق والروح الانعزالية لليهودية المبنية على قاعدة شعب الله المختار
بمعنى أن القومية اليهودية الصهيونية قومية طاردة رافضة للتعايش مع أصناف البشر

على عكس الحركة القومية العربية التي ولدت جاذبة حتى أنها لم تتورع عن تجاهل الهوية القومية لكثير من الأقليات المتميزة قوميا

احمد كامل

لقد اكتشفت روعة ما بدات كتابته منذ اللحظة الاولى ( انا من اكتشفك )
والاهم انك بدات بطرح رؤية بانورامية مذهلة ودقيقة لوصف البيئة السياسية الشاملة وانعكاسها فى وعى الافراد والذى نجد تعبيراته فيما يكتب الناس فى هذه المنتديات ( على كل انا ارى الوعى الطائفى وصل ذروته واندفاعته القصوى وبدا يعبر عن نفسه بكل وضوح وصلافة ولم تعد الاقنعة صالحة لاخفائة مثل الليبرالية الكاذبة والعلمانية الكاذبة الخ الخ وفى ذروة وضوحة هذه بدا يتبنى وبكل وضوح ووقاحة خطابا صهيونيا واضحا بل و يوحى انه قابل للتوحد فى اطار مركز تكون اسرائيل قيادته وتعبيره السياسى والثقافى )

ملاحظة اخرى حول بعض ما كتبت
(لكن حقيقة وجودية واحدة كانت توحد رؤية النخبة اليهودية على مستوى العالم
هذه الحقيقة تتجلى بانعزالية الفكر اليهودي التقليدي ونفاذ صلاحيته الزمنية)

قبل قليل انهيت قراءة مقالة مهمة فى مجلة قضايا اسرائيلية وهى نشرة متخصصة والافضل فى العالم العربى حول المواضيع الاسرائيلية تصدر عن مركز مدار للدراسات الاسرائيلية ( رام الله )
هذا موقعه http://www.almash-had.org/

المقالة لكاتبة اسرائيلية وهى تدور تماما حول المعنى الذى كتبته انت .. وحسب تفسيرها فان الصهيونية هى التعبير السياسى و بادوات معاصرة للروح التلمودية الانعزالية

عودة إلى
كيف تحولنا إلى ما يشبه أعداءنا

في عملية تبلور الفكر القومي العربي
هنالك اتجاهين يمكن أن يكونا الأرضية التي على أساسها تم تحوٌل الاتجاه العام الصاعد لحركة الفكر القومي وركوضه
والذي أدخلنا في مرحلة تأسيسية جديدة لا تملك جاذبية تذكر بما سمح للاتجاهات الفوضوية بالبروز ونبش هواجسها الفئوية التي لا تملك أي بعد واقعي
إنما تعمل بغير هدي على الوقوف في وجه عملية إعادة ترتيب الأوليات وتعيق إعادة إنتاج نظام ومفهوم جديدين قادرين على حل أزمة الواقع التي نعيشها جميعا بوصفنا أقليات لا تملك أي صفة أغلبية

الاتجاه الأول :
وهو اتجاه فكري مثله النهضويون العرب وامتد على مستوى وطني وقومي وشارك فيه المفكرون العرب بانتماءاتهم الفئوية المختلفة
وهذا الاتجاه تمتع بميزات عالية الجودة أسس لها النفس التصحيحي الذي صبغ هذا الاتجاه والذي توافقت عليه كل الأعراض الفئوية بوصفه يندرج في ساحة البحث عن الأمان والاندماج القومي والتساوي مع المكون المسلم الرئيسي في ظل دولة قومية يمكن أن يكون لرابطة اللغة قاعدة من الربط تشمل الجميع
وقد اتسم المشروع القومي في هذه المرحلة بعوامل صحية يمكن تلخيصها بالاتجاه العام لدى الجميع على اللقاء في منتصف الطريق والذي كان يعني للأقليات الدينية والمذهبية التساوي مع للآخرين من خلال الحيازة على العضوية القومية
كما يعني بالنسبة للمسلمين العرب والمسلمين السنة العرب تحديدا عودة العنصر العربي إلى حياذة السلطة بعد أن غابت عن مضاربهم لقرون طويلة وتحولوا إلى أقلية في ظل الدولة العثمانية شأنهم شأن الأقليات الدينية والمذهبية والقومية

الاتجاه الثاني :
هو اتجاه سياسي وقوة سياسية لم تقف عند حدود الهدف العام المتفق عليه لدى مفكرو النهضة بل دفع بالفكر القومي من رحابته العامة إلى خصوصية ضيقة أكسبت التوجه القومي بعدا أيديولوجيا حول الفكر القومي إلى فريق سياسي هدف إلى فرض رؤية محددة انتهت بتسلم القوى الفاشية الديكتاتورية لريادة هذا الاتجاه
فصارت العروبة نقيضا سياسيا لكثير من الفرق السياسية بل ونقيض لكثير من دعاة القومية العربية أصحاب المصلحة في التوجه وصارت السلطة معبرا لتسلل الأقليات أو عزلها وضرب قاعدة الفرص المتكافئة بوسائل هي بين استخدام عصا السلطة أو حماية الطرف الخارجي

إن تملك الحزب القومي (*) للسلطة وسحق الدولة تحت سنابك خيله أفرغ الدولة العربية ( الإقليم ) من مفهومه كوطن للجميع وحوله إلى خاصة من خواص السلطة فصارت المعارضة للسلطة استدراجا تعني معارضة للدولة

وبذلك توحدت أهداف السلطة والمعارضة بمفهوميهما الواسعين موضوعيا في موقفها من الدولة فصارت الدولة موضوعا لاحتلال طرف ما وإلغاء فرص الأطراف الأخرى في مواطنتها مما حول المواطنة من انتماء إلى وطن إلى انتماء إلى فكرة وهنا يبدأ التشابه بين المقدمات التي وجدت نفسها فيها الأقليات اليهودية في العالم و وجود الفئات العربية كل واحدة بخصوصيتها

وكما أن مقدمات الوجود اليهودي في العالم دفعت به للبحث عن وطن يستوعب خصوصيته المفرطة
فإن مقدمات الواقع العربي تدفع بالمواطنة العربية للبحث عن متسع لهذه المواطنة في أوطان تتيح خصوصيتها المفرطة أيضا وبما يجعلها موضوعيا غير قابلة للمشاركة مع خصوصية أخرى
وهذا تماما ما سبق ووصفته بالانعزالية الفئوية التي نعيش الآن أعراضها


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( *) الحزب القومي هنا بمفهومه الواسع ولا يجب حصره بحزب أو اتجاه بعينه

لكن جماعة أخرى ساهم القوميون في إعادة إنتاجها إنتاجا مبتورا
ففي غمرة البحث عن مبررات الائتلاف القومي الذي كان يهدف إلى خلق مصداقية لدى القوميون الغلاة أكثر منه خلق روابط قومية على مستوى قاعدي
أسقطت الحركة القومية وزر المرحلة العثمانية والمملوكية بجانبها السلطوي الديني
وبنت خطابا نسب جملة المساوئ التي اعترت هاتين المرحلتين إلى عوامل قومية فكانت مساوي الحكم التركي في أنه تركي فقط وليس بجانبه المتعلق بالحكم المطلق أو نظام الإدارة الثيوقراطي المتخلف أو عملية التمييز القائمة على مبررات مذهبية أو دينية
والسبب في هذا الاجتزاء هو في صلب خواص السلطة الإقليمية ( المبررة قوميا ) والتي لم تكن لتستطيع أن تتجاوز سيئات السلطة العثمانية بسلطات أكثر انفتاحا وإتاحة لوجود مواطنة تنمي إلى الدولة المسحوقة

طبعا هذا ساهم في استنفار كل القوى الطائفية والمذهبية وليس الإسلامية السنية فقط ولكن كل بموقع مختلف
فكانت الحركات السياسية الدينية التي و إن شكل الإسلاميون عنوانها العريض إلا أنها كانت موجودة على كافة المستويات الفئوية ولكن بصور مختلفة
وكما رأينا لدى الحركات العربية الإسلامية معاداة للفكر القومي وتجاوز بمفهوم الوطنية لمفهوم الدولة القومية باتجاه الفضاء الإسلامي ( الإمبراطوري ) رغم أن العروبة هي حاضنة الإسلام الأساسية و أن الانتماء للإسلام لدى غير العرب يجعل في خواصهم الكثير من المفاعيل العروبية فإن الحركات الإسلامية أول هدف اصطدمت به كان عروبية الفكر القومي
كذلك سنجد لدى القوى الطائفية غير السنية جنوحا إلى استدعاء حماة و أنصار من خارج حدود الدولة القومية
وهذا بحد ذاته من أكبر مظاهر الانتماء للوطن الفكرة والاغتراب الفكري الذي يمكن مشاهدته لدى بقية القوى الطائفية بمبررات أقوى من تلك التي لدى الحركات الإسلامية ( الطائفية )